صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
المحتويات
سينتظر لسماع ردها فكأنما علمت بمعانته وقررت البوح له بنفس ذات اللحظة عن قرارها ضمھا يوسف إليه بقوة ومازال يقف بها بالطرقة الفاصلة بين العيادتين فوجدها تذوب بين ذراعيه طالبة وصاله بعد فترة الهجر بينهما وإن كانت قصيرة!
حملها وولج بها لعيادتها فأغلق بابها بقدميه وولج بها لاحد الغرف المجهزة لاستقبال الحالات بعد الخروج من الجراحة فكانت تحوي فراش وكومود طبي وصالون وحماما خاص.
كل لحظة قضاها برفقتها كانت تعتذر له باكية ويزيح دموعها بحنان حتى غفت بين ذراعيه فضم غطاء الفراش عليها وبقى شاردا يتأمل ملامحها بعشق جارف يختزل قلبه حزنا كبيرا وهو يتأمل وجهها المحتفظ بأثر البكاء ويدها الموضوعة فوق صدره مستهدفة موضع قلبه.
_أنا أسف يا ليلى كان لازم أعمل كده عشان متكررهاش تاني!
ووضع يدها أسفل الغطاء ثم حمل بنطاله وقميصه وإتجه لحمام الغرفة يغتسل وحينما انتهى إتجه لغرفة مكتبها فبحث عن ورقة وقلم ودون لها رسالة ثم عاد لغرفتها فجلس جوارها يمرر يده على خصلات شعرها المفرود بعشوائية وابتسامته لا تفارق وجهه بينما عينيه تراقب ملامح وجهها بحب.
نهض يوسف تاركا الورقة على الوسادة المجاورة لها ثم غادر متوجها لعيادته الخاص ليبدأ باستقبال أول حالاته.
اجتمع الجميع حول مائدة الطعام فخطفت فطيمة نظرة مرتبكة إليهم كانت شمس تلتقط الجبن بشوكتها وتقطعه بالسکين ثم تتناول القطعة الصغيرة بشوكتها وهكذا تفعل مايسان وأحمد الجالس على مقدمة الطاولة وتقابله فريدة بالجهة الأخرى ارتبكت فطيمة وهي تتأمل طبقها بتوتر هل يحتاج الأمر كل تلك المعاناة لتناول قطعا من الجبن!
اعتادت تناول طعامها بالخبز وما يحدث يثير ريبتها تخشى أن تقلدهما فيسوء الأمر وتخشى ان تلتقط شطيرة التوست فتحصل على ازدراء الجميع!
راقب علي توترها وكان عاجزا عن مساعدتها لا يعلم ماذا يتوجب عليه فعله! بينما كان عمران الأسرع بتدارك الأمر عن أخيه وزوجته فجذب الشطيرة ثم غمسها بالخبز فنالته نظرة غاضبة من فريدة لتصيح به
رسم بسمة واسعة وأجابها وهو يلوك طعامه بتلذذ
_فريدة هانم إنت عارفة دراعي التاني مش قادر أحركه هعمل أيه يعني أموت من الجوع مثلا!
منحته نظرة غاضبة وهي تعلم غرضه من فعل ذلك بعدما كانت تستلذ بمراقبتها پشماتة وتترقب أن تفعل أي شيئا لتبدأ بمضايقتها.
ابتسم أحمد وهو يراقب ما فعله عمران فترك شوكته وجذب طبق التوست يغمسه بالجبن ويتناوله بسعادة
_تصدق يا عمران الفطار ميحلاش غير بالغموس!
ضحكت مايسات وأبعدت عنها الشوكة ثم جذبت العسل والشطيرة وتناولت طعامها مثلما يفعلون فصاحت بها فريدة بعصبية
هزت كتفيها بقلة حيلة فتعالت ضحكات عمران بمشاكسة وكأنه حرر أول الفتيل وترك لهم الباقية قرب علي من فطيمة طبق الخبز وجذب أحدهم ثم فرد بالسکين الجبن ليتناوله ببسمة مكبوتة على وجه والدته الأقرب للانفجار.
شعرت فطيمة بالألفة بينهم فعلى تعلم بأن عمران وأحمد والجميع قد فعل ذلك لأجلها حتى لا تتعرض للاحراج بينهم شعرت وكأن الله قد من عليها ليمنحها عائلة بين ليلة وضحاها فجذبت الخبز من علي وتناولته على استحياء متحاشية التطلع لفريدة التي تحاول التنفس بصورة طبيعية قبل أن ټنفجر بمحلها وخاصة حينما وجدت شمس تبعد طبق السلطة عنها ثم جذبت الخبز وبدأت تقلدهم ببسمة واسعة فألقت فريدة منديلها الورقي على الطاولة ورددت بغيظ
_أنا مستحيل هأكل معاكم على سفرة واحدة بعد النهاردة بقيتوا مقززين!
وتركتهم وصعدت للدرج وقبل أن تنجرف لغرفتها تسلل إليها أصوات ضحكاتهم الصاخبة فور مغادرتها فاتجهت للسور الحديدي لتراقبهم بنظرات مشټعلة وخاصة حينما استمعت لاحمد يقول بمرح
_تحسوا الجو بقى نقي أكتر من الأول صح
ضحك علي وهو يشير له بحذر
_لو سمعتك هتتعاقب يا باشا الله يكرمك خلينا نكمل فطارنا على خير.
رد عمران بغمزة مشاكسة
_عمك مش ببهمه حد صح يا وحش
ضحك وهو يغمس العسل ويلتهمه مرددا بمزح وهو يلعق أصبعه الحامل لبقايا العسل
_ أمك لو شافتني بعمل كده هتطردني وهتطردكم ورايا!
ضحكت مايا وقالت
_أنا مش متخيلة شكلها لو شافتك بتعمل كده يا أنكل.
أضافت شمس بتقزز
_أنا قرفت بصراحة كل يوم سلطة وروتين أكل ممل يا رتنا عملنا كده من زمان!
قال عمران وهو يتطلع لفطيمة التي تراقبهم ببسمة صغيرة
_يا ريتك اتجوزت من زمان يا علي لإن الظاهر كده إن جوازك بداية التغير هنا!
ارتشف قهوته وأجابه
_حملك عليا يا عمران هتحدف كل حاجة عليا أنا مش ناقص الله يكرمك.
وقف أحمد وردد ببسمة هادئة
_أنا الحمد لله شبعت هستناكي بره يا مايا عشان منتاخرش على الشركة.
وتابع بسخرية
_كنت فاكر إني هربت من مطحنة الشغل اللي في مصر جيت لقيت شركة عمران في انتظاري!
رد عليه ببسمة هادئة
_هتتردلك يا عمي.
وتابع بخبث
_الله أعلم يمكن تأخد اجازة كبيرة عشان تتجوز مثلا وتقضيلك شهر كامل ساعتها مش هتلاقي غيري يشيل الليله.
زوى حاجبيه بدهشة
_جواز أيه!
تنحنح علي وهو يسدد نظرة قاتمة لاخيه
_متأخدش في بالك يا عمي إنت عارف إن
متابعة القراءة