صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
المحتويات
كانت تقرأ به قائلا ببسمة سحرتها كليا
_بما إننا متشاركين بحبنا لنفس الكاتب فخليني أختارلك تبدأي بأيه
التقطت منه الكتاب ورفعته إليها تقرأ عنوانه حب في أغسطس!
عادت لتتطلع إليه فغمز لها بتسلية
_مش هتجيبي حضڼ حق استعارة الكتاب
فتحت فمها ببلاهة وضمت الكتاب إليها لتهرول من أمامه صافقة الباب بوجهه رمش بعدم تصديق ومن ثم اڼفجر ضاحكا وهو يهمس بمرح
_أيه حبها في رزع الأبواب!
فور أن توقفت حركة السيارة حتى تحركت برأسها تتأمل من النافذة المكان فعادت تتطلع إليه متسائلة بدهشة
لم يجيبها بل نزع حزام السيارة وهو يردد بثبات
_انزلي.
انصاعت عليه ففتحت الباب واتبعته للمصعد فما أن أغلق بابه حتى قالت بتوتر
_ممكن تفهمني احنا جاين هنا ليه لسه ساعتين على معاد فتح عيادتك!
تمسك بصمته وكأنه يبث به كل تفكيره فيما سيفعله كرامة الرجل حينما تهان على يد إمرأة يسود وجهه ويخشى أن يلاحظ من حوله ذاك السواد العالق على جبينه نهيك إن كانت تلك المرأة زوجته!
توقف المصعد فخرجت من خلفه تتجه لعيادته القابعة بالطابق الثالث وبطريق الرواق المتسع تسمرت قدميها صدمة حينما رأت إحدى شقق الطابق الثاني المجاورة لعيادته بالتحديد تحمل لافتة مضيئة بإسم الدكتورة ليلى حسن عادت بنظريها إليه وإصبعها يشير على اللافتة بعدما فقدت قدرتها على النطق منحها يوسف نظرة جامدة وبهدوء تحرك ليحرر بابها بمفتاحه الخاص وفتح ذراعه قائلا بصوت يسخره الألم
عقلها كان هزيلا لا يستوعب ما يقوله أجبرت قدميها على الدخول فجابت عينيها على كل ركن لمحه بصرها ردهة الاستقبال الضخمة ومكتب السكرتيرة الذي مازال يحمل اللاصق والأكياس فبدى إنه اشتراه منذ مدة قصيرة حتى استقرت قدميها داخل غرفة الكشف الحاملة لاجهزة ومعدات تفوق المليون دولار كونها طبيبة تعرف جيدا أسعار الأجهزة الموضوعة أمامها.
تدفقت الدمعات حسرة من حدقتيها فحاولت التقاط أنفاسها الثقيلة وهي تخرج من غرفة المكتب تركض تجاه يوسف الذي مازال يستند على الباب الخارجي للشقة وكأنه فقد روحه فأصبح لا يطيق التحرك عن محله فقد مذاق الحياة فجأة بعد شهور قضاها بالكد والتعب ليجمع ثمن كل شيء هنا وبالنهاية اتهمته بأنه يغار منها!
_أنا آسفة يا يوسف.. حقك عليا.
أغلق عينيه بقوة وفرد أصابعه لتتلاشى عن أصابعها وقال ومازالت عينيه تتأمل الطرقة الفاصل بين عيادتها وعيادته
_بالبساطة دي! أنا بقالي شهور بفكر أحققلك حلمك ازاي وبسعى وبتعب عشان أشوف ابتسامتك وبالنهاية أطلع حاقد على نجاحك!
أحاطت ذراعه حينما سحب كفه منها فمالت برأسها على كتفه وپبكاء قالت
بقى ثابتا لم يرف له جفنا تأثرا بها وقال
_عايزاني أسامحك
رفعت عينيها المتلهفة إليه وأومأت برأسها عدة مرات فقال بجمود تام
_تتخلي عن شغلك عشاني موافقة
صعقټ مما استمعت إليه فظنت بأنها تتوهم كيف يمنحها سعادة عظيمة بامتلاك مثل تلك العيادة التي تقدر بالملايين ويطالبها بترك العمل! بالتأكيد تتوهم سماع ذلك.
أسبلت ليلى بعينيها وهي تعود لسؤاله ببسمة تعكس مدى ارتباكها
_إنت بتقول أيه
لم تلين نظراته تجاهها فبقى صامدا لا يعلم اللين طريقه لوجهته ليردد بخشونة
_زي ما سمعتي مستعدة تسيبي شغلك عشان جوزك وبيتك يا دكتورة
واستطرد وعينيه تتأمل العيادة الفخمة بنظرة ساخرة
_عشر شهور قضيتهم بتجهيز المكان ده وكل ده علشان أشوف الابتسامة على وشك.
وسحب عسليته إليها ليردد بتهكم
_بالرغم من إن عيادتي محتاجة تجديدات وبالرغم من إني عارف إنك هتنشغلي أكتر بعد ما أفتحلك العيادة دي بس مفيش شيء همني أكتر من نجاحك.
وابتسم متابعا بسخرية
_نجاحك اللي شايفاني بالنهاية بغير منه!
قطعت مسافتهما القصيرة بينهما لتتمسك بيده قائلة بخفوت وتوسل
_يوسف متعملش فيا كده عشان خاطري إنت عارف أنا بحبك أد أيه وآآ..
انهى محاولتها الفاشلة لاستمالته حينما قال بصلابة
_وفري محاولتك لإن مفيش شيء هيمنعني ودلوقتي القرار ليكي يا دكتورة.
وأشار بأصبعه على اللافتة المضيئة بإسمها
_يا الشغل يا أنا!
وتركها تتأمله پصدمة وإتجه للشقة المجاورة لها القابع بداخلها عيادته الخاصة وضع مفتاحه بالباب وكاد بأن يحرر قفله الموصود ولكنه تفاجئ بها تحتضنه من الخلف وهي تردد پبكاء
_متبعدش عني يا يوسف أنا مش عايزة غيرك.
وما أن استدار إليها حتى قالت پانكسار ودموعها لا تتراجع عنها
_حاضر من بكره هقدم استقالتي ومش هنزل المستشفى تاني بس خليك جنبي متسبنيش.
وأخفضت رأسها تبكي بضعف جعله يتلقفها لأحضانه فتشبثت به وهي تهمس بصوتها المحتقن
_أنا بحبك.. بحبك أكتر من نفسي ومن شغلي ومن كل شيء أنا كنت أنانية وظلمتك معايا أنا أسفة.
رفع يده على حجابها يقربها من صدره بقوة والابتسامة تتسلل لشفتيه براحة كسرت خوفه من سماع اختيارها لا يعلم كيف كان
متابعة القراءة