صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى

موقع أيام نيوز

الحال. 
فور نطقها بإسمها حمل حقيبته الطبية وركض إلى غرفتها بهلع جعل المحاطين به يتأملونه وهو يتخلى عن مكانته ومظهره المعتاد ويركض كالأحمق ولج علي لغرفتها سريعا وإتجه للفراش فتيقن إليه عودة تلك الاحلام المنفرة إليها.
سبق له العلم بمختصر ملفها الطبي بما خاضته مسبقا لذا كان يعلم ماذا يزورها بكوابيسها فحاول أن يجعلها تسترد وعيها حينما ناداها بلهفة 
_فطيمة سامعاني 
وهز جسدها وهو يردد 
_ده كابوس ولازم تفوقي منه. 
وحينما لم يجد أي ردة فعل جذب جسدها إلى صدرها ليرغمها على الجلوس وهو يناديها 
_فطيمة.. افتحي عيونك. 
رفعت أهدابها بتثاقل عن بنيتها الدامعة فتقوست معالم وجهها بشراسة وجسدها ينقبض بين ذراعيه دون توقف اړتعب علي من حالتها الغير مبشرة بالمرة فصاح بالممرضة التي تراقب الوضع من أمامها 
_أشلي احضري لي إبرة ال في الحال. 
أومأت برأسها واتجهت للحقيبة التي تركها فملأت الأبرة الطبية بمحتويات العلبة التي أخبرها بها وناولتها له فقيد علي حركة جسدها المنفعلة بحرافية وزرع الأبرة داخل عرق رقبتها المنتفض وبسهولة تمكن من بث محتويات الأبرة الطبية داخلها فاستكانت حركة جسدها في نفس لحظة خروج المحقن من جلد رقبتها.
مالت فطيمة برأسها على ذراعه وعينيها الباكية تتأمل عينيه القريبة منه بسكون رغم اندمال دمعاتها دون توقف وكأنها تشكو إليه بنظراتها الصامتة قسۏة ما تتعرض له تألم قلبه وذبح فؤاده لا يعلم ما يصيبه حقا وهو لجوارها!
ظل يتأملها لدقيقة ونظرات الممرضة لا تفارقهما بدهشة اعتادتها تجاه علاقته الغريبة بتلك المړيضة المغربية.
تهدل ذراع علي الحامل لرأسها على الوسادة وظل لجوارها يبعد عنها خصلات شعرها المتمردة على عينيها وهو يهز رأسه مرددا وعينيه لا تفارق نظراتها المستكينة عليه 
_ده كابوس وانتهى يا فطيمة إنت بخير ومفيش حد يقدر يمسك بسوء تاني. 
اهتزت الصورة من أمامها وأغلقت جفنيها الثقيل استسلاما لفعل المنوم السريع لتهدئة أعصابها ومازال علي لجوارها نظراته منصوبة عليها بتأثر وكأن نظراتها نفذت داخل أضلعه مستهدفة قلبه المسكين ضعيف القوة أمام وجهها الملائكي ومشاعره التي حملها لها منذ لقائهما الأول بمشفى القاهرة! 

تململت بنومتها بانزعاج حينما قبضت ذراع مايسان على ذراعها وهي تحاول افاقتها مرددة 
_يوه بقى يا شمس كل يوم تطلعي عيوني لما تقومي! 
واسترسلت بمكر وهي تتجه للباب 
_أنا كده هروح أنادي فريدة هانم تيجي هي تقومك بنفسها. 
فتحت بنيتها پصدمة وتخلت عن غطاءها وعروستها اللعبة التي لا تتركها وهي تصيح بړعب 
_لا تفعليها مايا انظري لقد استيقظت. 
ضحكت وهي تراقبها تركض لحمام الغرفة فلحقت بها تقف على باب الحمام فرأتها تغسل وجهها بسرعة هزت رأسها باعجاب 
_شكلي كده عرفت كلمة السر اللي هستخدمها معاك كل يوم. 
وأشارت لها قبل أن تبتعد 
_متلبسيش هدومك فريدة هانم بنفسها جابتلك فستان وشوية والخدم هيوصلوهولك. 
تهدلت معالمها بضيق ملحوظ 
_بس مامي ذوقها مش بيعجبني يا مايسان. 
وقفت أمام المرآة تعدل من حجابها الفضي وكنزتها السوداء لتجيبها ومازالت ترتب حجابها 
_لو عندك الجرأة روحي وبلغي فريدة هانم بكلامك غير كده فأنا مش هقدر. 
ازاحت شمس عن شعرها الأسود المنشفة وهي تجيبها بسخرية 
_لن أفعلها بالتأكيد على أي حال سأرتديه مرغمة مثل ذهابي للحفل الممل الذي لا أرغب بالذهاب إليه. 
واسترسلت ببعض الألم الذي تسلل لزوجة أخيها 
_ومثل الزوج المثالي الذي إختارته لي فريدة هانم كل شيء هنا يحدث دون رغبة مني. 
تحركت مايسان بعيدة عن المرآة فجلست جوارها واضعة يدها على ساقيها وبحنان قالت 
_شمس حبيبتي عايزة أقولك حاجة وإفهميها كويس فريدة هانم مش أنانية هي بتختارلك الأصلح والأفضل ليكي راكان شخص محترم وبيحبك ولو عايزة رأيي هقولك إنت كده كده مفيش حد في حياتك فخلاص اديله فرصة وأكيد هتحبيه. 
زفرت بضيق وقالت 
_هحاول أديله فرصة مع إني مش طايقاه! 

انتهى علي من عمله فوضع الحاسوب الصغير بحقيبته السوداء ثم جمع دفتره والأوراق نزع عنه البلطو الطبي واستعد للمغادرة فإتجه للدرج وتوقف فجأة والبسمة تطوف به أراد أن يودعها قبل مغادرته المشفى لقائه المستمر بها لا يشبع عينيه التي ترغب بالتطلع لوجهها الهادئ برائتها الطاغية عليها.
طرق علي الباب فانتبهت الممرضة التي تهم للمغادرة إليه هز رأسه بتحية مختصرة إليها وهو يستكمل طريقه للمقعد المقابل لفطيمة الجالسة على الفراش وعينيها تهيم بالفراغ بشرود أوقف علي الممرضة قبل خروجها حينما قال بعصبية وهو يجذب الحجاب الملقي جوارها بإهمال 
_أخبرتك كثيرا بإن فطيمة مسلمة من فضلك لا تتركيها دون حجابا مجددا. 
زمت الطبيبة الانجليزية فمها بسخط ومع ذلك ردت ببسمة سخيفة 
_حسنا. 
قالتها باقتضاب وغادرت فجلس علي مجددا وعلى وجهه ابتسامة ساحرة يراقب تلك التي تهيم بالفراغ بجمال عينيها وانتظام أنفاسها فقال وقلبه يخقق إليها 
_تعبتيني معاكي يا فطيمة بقالي ٨شهور بحاول معاك وبردو مفيش أي نتيجة. 
زوى حاجبيه باستغراب لحق نبرته 
_أنا كنت فاكر إنك لما تيجي هنا هتتحسني اللي مستغربه بجد إني وأنا في مصر سمعتك بتغني قبل كده في المستشفى وكنتي بتتكلمي مع الدكتورة يارا وحالتك كانت بتستجيب ليها. 
واسترسل وهو يتساءل بحزن 
_معقول حالتك اتدهورت لما أنا اللي مسكت ملفك! 
لم يرمش لها جفنا
تم نسخ الرابط