اباطره الغرام بقلم الكاتبة ايه محمد رفعت الجزء الاول

موقع أيام نيوز

فرد في العائلة يحتاج للترويح عن نفسه ليفصل نفسه عن ضغط العمل ويفصل عقله عن التفكير بمعشوقته الفقيدة لميس ولكن ما الذي سيفصل قلبه عنها فالقلب ما له من سلطان خرج اسمه من بين شفتي والده فيرفع رأسه بانتباه يصغي لما يطلبه منه
عصام ظبط أمور الشركة اليوم عشان تقعد معنا يومين تلاتة في بيت المزرعة وكمان عشان ندى تشوف الدنيا.
أومأ برأسه موافقا لأمر والده يجيبه بهدوء
حاضر يا بابا.
اعتلت السعادة محيا الجميع وخاصة ندى التي نهضت من مكانها راكضة نحو عمها مطوقة رقبته بذراعيها من الخلف وتطبع قبلة على إحدى وجنتيه وتشكره بسعادة
حبيبي يا عمو ربنا يخليك ليا يارب.
انفرج شفتاه بابتسامة ليربت على كفها قائلا
ويخليكم ويحميكم ليا مين ليا غيركم أفضي وقتي عشانه.
ضيق آسر عينيه مصوبا إياها إلى والده وندى ويهتف بحزن مزيف
أخص عليك يا أبو حميد يا وحش كدا أسوره حبيبك يتحايل عليك عشان نص يوم إجازة وتيجي البت دي تأثر عليك.
ضحك من حوله لتظهر ندى طرف لسانها بسخرية منه تردف بتشفي
أنت رزل أووي يا آسر. 
حمل آسر تفاحة من طبق الفاكهة الكبير وسط الطاولة يريد أن يصوبها نحو ندى التي أخفت رأسها خلف عمها مرددا بغيظ
لمي نفسك يابت بدل...
بتهدد مين يالا!
زمجر بها خالد يتطلع نحو أسر بحدة اعاد آسر التفاحة موضعها يجيبه متلعثما
إيه يا خالود بهزر.
لا متهزرش. 
هتف بها بصرامة ليعود الضحك يسيطر على وجوههم ويبدأون بمناقشة الأمور وإعداد لائحة للفتيات بتجهيز ما يلزم لمرافقتهن في الطريق إلى المزرعة غافلين عن الجسد ذو الروح الشارد يتذكرها في أحد الأيام في بيت المزرعة.
في إحدى الغرف في بيت المزرعة والتي يبدو أنها غرفة لإحدى الفتيات من طلائها الوردي الهادئ كانت لميس تتوسط الفراش بشعرها المموج وتحتضن وسادتها بين يديها عقلها شارد بمن لبى نداء قلبها العاشق فولج بخطوات هادئة ليجلس على ركبيته أمام الهيئة الملائكية التي أمامه أصابعه تتخلل خصلات شعرها وصوته الحنون يتسرب إليها عبر أحلامها 
إحنا جينا نغير جو ولا ننام
تململت في فراشها وعادت للغط في سبات لكنها أفاقت عندما نهض ليجلس على طرف السرير فجذبها لتنهض على ساقيها فتحت عينيها بانزعاج لتجد كلماته الباسمة تخبرها
صباح الخير يا روح قلبي إيه كل ده نوم هتجوز غيبوبة
ضحكتها الخاڤتة المشبعة بآثار نومها خطفت قلبه مجددا ليعلنها حبيبة قلبه للمرة التي لا يدري عددها اعتدلت في وقفتها وشبكت أصابعها بأصابعه وهي تردد
حاجة زي كدا عارف هتعمل إيه النهاردة!
ضيق عينيه في محاولة صادقة ليتذكر ما عليه فعله
إيه!
شهيق درامي يصدح منها فترد بنبرة ساخطة
أخص عليك يا عصام أنا زعلانة معقول نسيت!
نظر إليها ولحزنها الذي لاح على قسمات وجهها وقال مستفهما
بجد مش عارف أنت بتتكلمي على إيه!
دفعته بقبضتها وهمت بالرحيل وهي تردد باستياء
ماشي يا سيادة المقدم أروح أنام أحسن ما حزني يبتلعك وأنت واقف!!
طوقها بقوة وسحبها نحوه فنظرت لسماء عينيه الصافية سماء لها وحدها تحلق فيها كطير حر لا قيود ولا حدود تسمع صوته الهامس وأنفاس وجه الحارة تلفح وجهها
مش لما أفهم انا زعلتك في أيه!
ابتعدت عنه ونظرات الصدمة تكتسح وجهها الممزوج بحمرة خجلفمطت شفتيها باستياء طفولي قائلة
أنت وعدتني هتعلمني السباحة.
لاح وعده أمامه فضړب جبينه بكفه آسفا
أوبس نسيت.
دفعته بعيدا عنها وبنفس نبرتها الحزينة قالت
أوعى أنت عمرك ما وفيت بوعدك ليا.
اتسعت عيناه بدهشة لوصفه هكذا فما كان منه إلا أن نهض خلفها شهقت پصدمة وتطلعت بحيرة لعينيه المتوعدتين فقال
انتي شايفاني كده أوكي أنا هوريكي هعمل فيكي إيه.
تتوالى قبضاتها الرقيقة على صدره وهي تهتف بصړاخ رقيق 
نزلني متزعلنيش منك أكتر من كده!
ضحك بمكر وهو يهز رأسه نافيا ليزداد تدافع قبضاتها على صدره وهتافها
نزلني بقولك نزلني.
تحرك بها تجاه المسبح خارج البيت وهو لا يبالي لهتافها ولكماتها لاحظت توقفه فجأة فنظرت إليه بتوجس ومكره يلوح في عينيه علنا فسألها بصوت ماكر فحيح
تحبي أنزلك!
مطت شفتيها بحزن وهزت رأسها بحزن قائلة 
أيوا نزلني
ضحك بصوته كله فتفحصت المكان من حولها لتتفاجئ بوجودها جوار مسبح السباحة وفجأة التقى جسدها بالمياه بعد ان قڈفها داخلهوما أن لحق بها حتى طوقت رقبته بذراعيها متشبثة به وعينيها تنظر من حولها پصدمة يتبعها سعادة فتصدح ضحكاتها وترفقها ضحكاته .
أنا بحبك على فكرة.
قالتلها بنبرتها العاشقة فففلت يده عنها لتبقى فقط متمسكة برقبته ويزيح خصلات شعرها التي التصقت بجانب وجهها بفعل المياه.
أنا عمري ما أسيبك زعلانة مني أنتي حبيبتي ومراتي وكل ما أملك . 
همسه اليها زداد تشبثها به حبا أمانا وفجأة أشارت له بقلق 
انا غيرت رأيي مش عايزة أتعلم خلاص عايزة أطلع حاسة اني هغرق.
متبقيش جبانة دا أنت هتبقي حرم المقدم عصام الدالي يعني لازم تكوني شجاعة.
رد عليها بثقة وهو يبدد خۏفها بأمان كلماته التي بثت في قلبها شجاعة بقربه تطمئن به عاد خۏفها ليسيطر عليها فقالت پخوف وتشبثها يزداد به
أنا جبانة طلعني أنا خاېفة. 
أحاط خصرها بذراعيه يقربها منه ويطمئنها بثقة
سيبي نفسك للمياه وهي هترفعك.
فعلت ما طلبه منها لتطفو بعدها على سطح الماء معه يحركان قدميهما بتناغم فساعدها على الحركة وبعد ساعات قليلة خرج من الماء لتبقى هي على حافة المسبح لتشير اليه بالعودة اليها فتساءل بدهشة 
أيه 
حركت رأسها بتعالي
شيلني.
ضيق عصام عينيه بمكر وقال بنبرته الخبيثة
أنت خدتي عليا بقا!
حركت رأسها موافقة لكلامه وقالت مقلدة جملة شهيرة
شيل يا طويل العمر شيل.
ارتفعت ضحكاتهما فانحنى بجسده مجددا فمالت على رقبته وهي تهمس 
بحبك.
عصام عصام أنت يابني روحت فين! 
هتف بها والده ينتشله من شروده فتسقط ملعقته في الطبق ويرد بوهن
نعم يا بابا.
لاحظ أحمد حالته وعلم أن طيفها يلوح بذكرياته أمامه منحه نظرة مطولة ثم قال أحمد بهدوء ينهض نحو المكتب
تعالى جوه في المكتب عايز أنقاشك في شوية حاجات في الشغل أنت وخالد. 
حرك رأسه موافقا ثم أشار لفنجان القهوة أمامه قائلا
حاضر هشرب القهوة وأجي.
همهم أحمد موافقا وانسحب نحو مكتبه ليعود الجميع إلى مشاجراتهم الكلامية تفزع سها عندما وجدت نفسها تقذف بنواة زيتون فتنظر لآسر پصدمة تردد بذهول
إيه يا آسر مش هتبطل حركاتك التافهة دي.
تمتم أسر بغيظ منها
هما شهرين بالكتير وبعد كده مش هتقدري تفوتي باب القصر من كتر الأكل اللي أنت بتاكليه ده بقيت أخاف منك يا بت لحسن أصحى بعد الزواج ألاقي نفسي ناقص إيد ولا رجل.
نظر عصام إليه بحزم متمتما بحدة
بس يا آسر. 
تراقص حاجبي سها لنصرة عصام لها فتقول مستهينة به
شايف أخوك العسل ده مش عارفة مطلعتش زيه ليه
تبادل نظرات الاشمئزاز بينها وبين عصام ليرد عليها بكل ثقة
ده هو اللي يتمنى يبقى زيي.
كظم خالد ضحكته بكفه وهو يتذكر اصاپة آسر قبل يومين عندما تعرض للضړب من قبل بودي جارد ليسكته بكفه الآخر
بس يا آسر يا حبيبي كلنا عارفين أنت مين
اردف عصام بسخرية تغمسها جدية ملامحه
سيبه يا خالد كمل يا أستاذ آسر 
توجهت ندى بنظراتها لعصام فتجذب انتباهه بسؤال
عصام هو أنت هتيجي معانا بكرة! 
نظر إليها وللمروج الخضراء في عينيها ثم أغمض عينيه يجيب بهدوء
هاجي بعدكم لما أخلص شوية حاجات في الشركة. 
نهضت ياسمين عن المائدة بعد حمدت ربها ومسحت فمها بالمنديل المخصص تودعهم بتحية المساء التي ردها الجميع لها عدا صاحب عيون الزيتون فلايزال غاضبا منها ولما فعلتها. وبعد مغادرتها بدقائق نهض عصام عن السفرة ويصطحب خالد قائلا
تعالى يا خالد نشوف بابا.
وانسحبا عن المائدة نحو المكتب الخاص بوالده تتابع انسحابهم واحدا تلو الآخر ليذهبوا في نوم عميق .
بعد ساعة استيقظ آسر من نومه عطشا نظر إلى دورق الماء الزجاجي إلى جانب رأسه على الكومود ليجده فارغا نهض بعينيه الناعستين وشبه مستيقظتين تجاه المطبخ ليشرب من الثلاجة. وما إن تناول الكوب بين يديه يرتشف الماء حتى لاحظ خيالا يظهر من نافذة المطبخ المطلة على الحديقة.
سلام قولا من رب رحيم ياما.
علا صراخه بعد محاولات شديدة في الثبات ولكنه فشل يراه يتقدم منه ببطء
عفريت الحقوني عفريت الحقوني.
ركض بسرعة البرق تجاه غرفة المعيشة ليسقط بعدها مغشيا عليه تجمع جميع أفراد العائلة حوله بعد سماع هشيم الزجاج وصراخه المتتابع يقف أحمد إلى جانبه يربت على وجهه ليوقظه من غشيته تتابع نداؤه دون أي رد لاحظ خالد تقدم عصام نحوه يحمل دورق الماء قائلا
لو سمحت يا بابا ابعد كده
يبتعد أحمد ليرش عصام الماء على وجه آسر الذي استيقظ مڤزوعا يتابع الصړاخ بآخر ما تفوه به قبل أن يغشى عليه
عفريت الحقوني.
قبض أحمد على كتفه ليهدئ من روعه قائلا
أهدى يا ابني وقولنا في ايه!
شرع آسر بقص ما حدث معه قبل قليل
أنا نازل أشرب لقيت عفريتة شعرها نازل على عينها وبتقربلي وكأنها عايزة تخنقوني شكلها بشع. 
صمت الجميع برهة لينظروا لتلك التي تفرك يديها ببعضهما البعض ووجهها قد سحب لون الډم منه فما كان منها إلا أن ترد بتلعثم
سلامتك يا حبيبي دي أنا كنت قايمة من النوم جعانة. 
ساد الصمت بينهم لينهض آسر وهو ينظر لأبيه مترجيا إياه
بابا أنا مش عايز أتجوز كتر خيركم يا جماعة أنا خلاص مبسوط كده لو سمحت طلقيني... أقصد خدي دبلتك وابعدي عني.
اقترب سها منه وقد خاڤت من صدق قوله لتقول مدافعة عن حبها له
لا يا آسر مش هسبيك.
نظر إليها بړعب ثم ينظر لوالده يتوسل إليه
لا سيبني أنا اللي بقولك أهو يا بابا حرام عليك أنت عايز ترميني الرمية السودة دي..أنا مش هتجوز على چثتي.
ظهر اليأس جليا على ملامح أحمد فقال بيأس يعتريه ڠضب
روح يا زفت نام دلوقتي ونتكلم بعدين يالا يا بنات كل واحدة على أوضتها.
انسحبت الفتيات إلى غرفهن ليبقى أحمد مع الشباب يناظره آسر وعيناه يملؤها التوسل
يا بابا أنا بعد اللي حصلي دا معتش أصلح للجواز خالص ده أنا لو فكيت سوستة الفستان يبقى فضل وعدل من ربنا.
ظهرت ضحكة خالد وسط هذا الجو الجاد فصدع صوت عام الحازم
أسر روح اتخمد بدل ما أخمدك بطريقتي فاهم!
رمقه بنظرة متحسرة ثم قال پقهر
خلاص ياخويا حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ظالم يالا يا خالد عشان هنام جنبك يا حبيبي. 
انفعل خالد فجأة لما سمعه من آسر
حيلك حيلك لا يا حلو نام جنب أخوك.
نظر آسر لعصام الذي بدا كجلاد سيقضي عليه إناقترب منه لينتهي به الحال في غرفة والديه يقف أمام الباب ليطرده والده من الباب قائلا
أمشي يا
تم نسخ الرابط