اباطره الغرام بقلم الكاتبة ايه محمد رفعت الجزء الاول
المحتويات
زفت من هنا...
قاطعه آمال بنبرتها الحنونة وعاطفة أمومتها تغلب عليها قائلة
سبيه يا أحمد الولد اتخض جامد وخاېف.
دخل آسر الغرفة بعد سماح والدته بذلك ليندس إلى جانبها يحتضنها كطفل صغير وهو يهتف بمرح
جدعة يا أمولة أبو لهب معندوش ډم هو وابنه.
نظر إليه والده بغيظ ليضربه على قدمه بكفه قائلا
أقوم يالا على أوضتك.
تشبث آسر بذراع أمه بقوة يردد بسعادة تشع في عينيه
طبعت قبلة على جبين ولدها المدلل وتؤكد قوله بقولها
صح يا قلب أمولة.
زفر أحمد بحنق لما يفعله هذا الطائش فرفع يديه موضع دعاء مناجيا ربه
يارب ارحمني من الولد ده هيموتني ناقص عمر.
نظر إليه آسر بثقة ثم تمتم ببرود يمزجه بلاهة
مش عاجبك طلقني.
يتبع.
٣١٢ ٨٤٦ ص نودي الفصل الخامس
برا... أطلع برا يا حيوان... ما تختبرش صبري سبق وحذرتك قبل كده.
نهض آسر عن الأرض يردد بحنق
كدا يا أبو حميد... ماشي أنا أحسن حاجة أعملها إني أهرب من هنا قبل ما أدبس في ستنا الغولة دي.
خرج من الغرفة يجوب رواق القصر في الطابق العلوي ليلمح باب غرفة خالد مواربا ويظهر نور خاڤت منها.
بسست خالد... يالا يا خالد...خالد
همس بكلمته الأخيرة وهو يلكزه في كتفه ليعود خالد من شتات عقله بنقزة تبعها فزعة عندما رأى هذا الأحمق في غرفته ضيق ما بين عينيه يحدثه من بين أسنانه كاظما غيظه
أنت تاني! عايز إيه يا زفت
أنار آسر نور الغرفة ويجلس إلى جانب خالد يدلي بقراره الذي توصل إليه والحزن يكسو قسماته
اعتدل خالد بجلسته ليتأكد مما سمعه يحاول تدارك حديث الطائش الذي تفوه به فرد عليه خالد پصدمة
هتروح فين يا مچنون
ربت آسر على كتفه ويخبره بنواياه كرجل عاقل ذو حكمة وقد تنحى طيشه عنه لبعض الوقت
أنا أخدت كل هدومي وفلوسي وكل حاجة همشي من هنا قبل ما يجوزوني لبنت الهبلة دي.
اعقل يا آسر اهدى وصل على النبي وروح نام يا حبيبي الصباح رباح.
اندفع إليه آسر فجأة يضمه بين ذراعيه بعناق أخوي مودعا إياه بإصرار ممزوج بنبرته الحزينة
يختم وداعه بعبارة من أغنية شهيرة وخرج من الغرفة عازما على رحيله وقف خالد يحمل على عاتقيه صدمة لا محال لها يحاول تجميع شتات نفسه بعد هذا الحديث المختل نهض عن الفراش ويدور في عقله مهاتفة عصام.
وفي غرفته كان ينام عصام عاري الصدر على سريره ليسمع صوت رنين هاتفه أجاب بنعاس
ألو.
تحرك خالد ذهابا وإيابا في غرفته يردد بقلق
عصام...
قاطعه عصام وقد أزعجه إيقاظه من نومه
أنت غبي يالا بتكلمني في وقت زي ده ليه زرت أحلامك وجاي تبشرني
قڈف خالد القنبلة في وجه عصام الذي وثب عن فراشه مڤزوعا ليردف عصام يكز على أسنانه
نهاره مش فايت أنا قولت أقتله أحسن محدش صدقني.
خرج من غرفته بعد أن أغلق الهاتف وهو يحمل قميصه بين يديه يرتديه بإهمال ليجد خالد في منتصف الرواق في دورهم المخصص.
إيه لقيته !
قالها عصام وعينيه تجوب المكان باحثة عنه في حين هز خالد رأسه نافيا.
دور عليه.
قالها عصام وهو يفرك مدمعا عينيه بسبابته وإبهامه ليزيل بقايا آثار النوم ليفزع مجددا عندما سمع صوت خالد الذي يشير بإصبعه
اهوه يا عصام..
وجه بصره إليه يجده يثبت سلما من إحدى نوافذ القصر و يهم بالنزول لأسفل توقف عن خطته عند سماع صوت عصام الذي بدا له كرعد رغم أنه يكتمه
أنا معتش ورايا غيرك يا حيوان.. عايز تهرب عشان أبوك كان هيقتلك.
سحب آسر ذراعه من بين قبضة عصام يهتف بإصرار
ابعد ..همشي يا عم أمال اتجوز عم عبده اللي فوق دي
محاولات إقناع ذلك الطائش باتت بالفشل فأردف عصام الذي حاول أقناعه
تقوم تهرب... لا وذكي وواعي طالع من هنا بالسلم العمي جالك طب هتعدي من الأسلاك إزاي ولا الجانب التاني! أنت متعرفش الدور ده يرتفع كام عن الأرص افرض وقعت وحصلك حاجة!
لان عقل ذلك الطائش بكلمات أخيه المعسولة والمقنعة فقال بعد تفكير برهة
تصدق صح!
ابتسم عصام بظفر لنجاح طريقته بإقتاعه وجه بصره لخالد مشيرا إليه بعينيه
خالد دخل الشنط وأنت قدامي هتبات معايا.
اتسعت عيني آسر بفزع هل سينام مع البوص حتما سيفتك به وهما لوحدهما فقال بنبرة ملتاعة
لا لا لا أنا هبات مع خالد أنت لا.
كظم عصام غيظه ويغمض عينيه مقررا استخدام أسلوب المراوغة معه هذا الطائش لن يكف عن تصرفاته المشابهة له دون تأديبه مرة أخرى ابتسم ابتسامته الصفراء وهو يقول مراوغا
لا يا حبيبي مش أنا أخوك الكبير حبيبك برضه
ارتفع حاجبا آسر بدهشة ما هذا التحول الذي طرأ على أخيه أشار إلى نفسه بذهول ليتأكد من حديث أخيه
أنت بتكلمني أنا يا عصام!
أيوة يا روح عصام.
هتف بها عصام بخبث لتتسع عيني خالد وقد فهم مغزى حديثه إذا تلك الليلة لن تمر مرور الكرام على أحدهم اندفع نحو آسر يمسك كفه قائلا
آسر تعالى نام معايا بسرعة.
حاول سحبه ليقف آسر ويترك كف خالد ويضع كفيه على صدغيه بحركة تلائم طيشه وهو يقول بولولة ساخرة
ياخرابي أنا مهم أوي كدا دول هيقطعوا بعض عشاني...
ثم اوقع نظره على عصام يردف بشك
طب بجملة الدلع ده دلعني عشان اتأكد أنك في المود.
لحت ابتسامة صفراء على ثغر عصام يردد من بين أسنانه
يا سلام وأنا ليا مين غيرك يا أسورة يا حبيبي يا قلب أخوك.
انفرج شفتاه بسعادة حقيقة لما يسمعه من أخيه حاد الطباع هل هو يحلم مد كفه ليقرص يده الأخرة ويحدث نفسه بخفوت
لا مش بحلم.
ثم قال بصوت مسموع وهو يحيد بنظره لخالد الذي أخرج من جيب بنطاله سدادتي أذن
شايف يا عم خالد الأخوة لما بيجتمعوا بيقى شيء عظيم مش أنت اللي كل ما آجي أتكلم معاك ألاقيك بتشخر.
هز خالد رأسه وهو يضع إحدى السدادتين ليقول
حيث كده اللهم بلغت اللهم فاشهد طلبت منه ينام عندي وأصريت وهو عاجبه جو الأخوة تصبحوا على خير يا أعز الأخوة...
ثم غمز لعصام مردفا
تنساش تقفل باب غرفتك كويس علشان محدش يسمع ضحكاتكم بنص الليل.
انسحب خالد نحو غرفته صاڤعا الباب خلفه ليبقى عصام وآسر في الوسط لف عصام ذراعه حول رقبة آسر قائلا بتوعد خفي
يلا يا أسورة الليل طويل خلينا منفوتش اللحظة.
ضحكة آسر البريئة تؤكد سذاجته يسهل خداعه من أي أحد لينساق معه إلى غرفته ما أن دخلا الغرفة حتى أغلق عصام بابها بإحكام ثم نزع حزام جلدي وهو يسأل
خد يا أسورة إيه رأيك بالحزام ده
ابتسم آسر باتساع التي زادت من غيظ عصام
الله إيه الحزام الحلو ده شكله جميل! شكلي بقى هستعيره منك.
ازداد ابتسامته الصفراء وهو يلف طرفه حول قبضته ويهوي به عليه لتتعالى بعدها صرخات آسر يردف عصام بغيظ
ميغلاش عليك يا حبيبي خد خد بقا عشان تعرف تهرب أنا هربيك من أول وجديد.
تتوالى الضربات المصوبة على آسر ويزداد صراخه مستنجدا
آآآآآه خلاص يا عصام والله ما ههرب تاني آآآآه الحقوني يابشر ياللي في القصر.
ازداد ڠضب عصام ليهتف بحنق
ولا حد هيعبرك ياحيوان.
ازدادت الضربات لآسر فيمسك بيده مترجيا
أهدى يا عصام أبوس إيدك لو بابا عرف أنك ضړبتني هيزعلك.
ابتعد عصام عنه وهو ينظر إليه بسخرية يردد
يزعلني! هو أنا مقولتكش يابني دا لو أبوك عرف اللي بيحصل ده هيكافئني خد عشان تبقى تفكر تهرب زي النسوان بعد كدا.
تململت ندى في فراشها إلى جانب ياسمين بعد أن بقيا تلك الليلة سويا ولكن صوت آسر وصراخه يقتحم نومها همست ندى بصوت ناعس
ياسمين بت في صوت جاي من تحت حد پيصرخ.
طبطبت الأخرة عليها وبذات النبرة الناعسة تجيبها
عادي يا ندى ده أكيد آسر نامي نامي.
رفعت الغطاء لتغطي رأسها حتى لا تسمع لصوته لكن صوته يزداد ارتفاعا لتزفر بسخط وهي تزيحه عن وجهها مجددا
قومي يابت نشوف في أيه ما أنا كنت في أمريكا لوحدي مفيش ولا صوت بيزعجني معرفش إيه اللي جابني هنا!
نهضت الفتاتان عن السرير بمنامتيهما متشابهتي التصميم ولكن بألوان مختلفة الأبيض نصيب ياسمين وندى منامتها باللون الوردي تتبعان مصدر الصوت وما إن وصلتا حتى اندفع آسر يحتمي بندى يقف خلف ظهرها سمع بعدها صوت عصام الصارخ
هتروح مني فين يا آسر هجيبك لو كنت في أخر الدنيا.
ظهر عصام بعد ما قاله ليجد آسر يقف خلف ندى التي هتفت بنبرة حزينة على ما وصل له أسر
حرام عليك يا عصام سيبه...
دفعتها ياسمين برفق لتزيد الطين بلة بحديثها المشجع لعصام
لا متسيبوش اضربه يا عصام دا كان هيضربني امبارح وخالد اللي لحقني.
قرص ذراعها الذي يقرب منه يهتف بغيظ
ماشي يا زفتة مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة.
ثم وجه حديثه لندى بتوسل
ندى الحقني أبوس إيدك دا مچنون وهيقتلني.
اندفع عصام تجاه ندى ليتمكن من الوصول إليه وفي لحظة وجد نفسه أرضا وندى تسقط فوقه بعد أن دفعها آسر لينجو من براثن الأسد الذي لن يبرح حتى ينال فريسته.
نظرات عينيهما تتقابل مرة أخرى السماء الصافية والمروج الخضراء في ذات اللوحة ونسيم أنفاسهما المتناغم زقزقة قلبيهما كترنيمة لن يستطيع تقليدها أمهر عازف في الكون كله شفتيها اللتان تهتزا كأرجوحة حبالها متصلة بشجرة من الأعلى ترتجفان إثر قربها المهلك منه لوحة فنية بديعة ينقصها هو فقط ليكمل الصورة تعلم أن قلبه لازال معلقا بلميس لكنها لن تيأس ستستغل كل ذرة عشق له في قلبها لتحظى برقعة خضراء في قلبه لتستند عليها وتقول للعالم بأسره
أنا هنا حيث يجب أن أكون أنا هنا في قلبه.
في اية يا عصام وإيه الدوشة دي الغبي ده پيصرخ ليه!.
قالها
متابعة القراءة