رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

ماذا يفعل به قلبه عندما يراها 
وصل إلى المكتب بأقدام مترددة ولكنه لم يعتاد الهروب 
رآها منكبة على الأوراق التي أمامها بوجهها البرئ الملائكي 
ألقى السلام ببشاشة كعادته 
_ السلام عليكم ورحمة الله ايه أخبار الحسابات على حسك يامنون 
ابتسمت فور سماع صوته ثم
رفعت وجهها إليه مرددة سلامه 
_ وعليكم السلام ورحمة الله تمام يامتر بظبط لك الدنيا أهو وكمان ظبط لك ملف المرتبات وعملته بنظام حلو .
كل شئ يدل فيها على برائتها ورقيها ثم وجد حاله يسألها 
_ ليه مجبتيش سيرة قبل اكده بخطوبتك هو احنا مش أصحاب قبل ماتبقى شغالة معايا 
أومأت برأسها بموافقة ثم أجابته 
_ طبعا أصحاب ويعلم ربنا إني بعتبرك كيف أخوي مدحت بالظبط لأنك راقى وبتتعامل وياي كأني عادية مش مختلفة 
وأكملت وهي تقدم اعتذارها له 
_ أني غلطانة معلش بس والله معاذ كان مسافر ولسه راجع من أربع أيام وجه كلم بابا طوالي وكله حصل ورا بعضه .
تنهد بحسرة انتابت قلبه على تلك المنة التى حلم يوما أن تكون زوجة له ثم سألها كي يطمئن عليها
_ بس كنت اتأن في اختيارك وخدي وقتك في التفكير لأن جواز القرايب بيجيب مشاكل 
وأكمل وهو يبرر كلامه
_ أني مش بقلقك ولا بخۏفك بس بقول لك نصيحتي من خلال واقع المحاكم اللي عايشين فيه دي .
حركت رأسها بنفي ثم فهمته ظروف زواجها من معاذ 
_ له أصل معاذ مش يوبقى ابن عمي بس له ده بن خالتي كمان وأصلا خالتي هي اللي ربتني ومن زمان وهي روحها متعلقة بيا وأني كمان بحبها كيف ماما بالظبط فمن واحنا صغيرين تقول معاذ لمنة ومنة لمعاذ وهو بصراحة بيحبني قووي وكمان مراعى ظروفي 
وأكملت وهي تحكى بضعا من تفاصيل علاقتها بمعاذ المحببة إلى قلبها 
_ تصور قبل مايسافر كان ياجي يوديني كليتي بنفسه ويهتم بكل تفاصيلي كان بيوكلني بإيديه وبيخاف علي من الهوا الطاير بس لما أسافر قلت إنه أكيد هيشوف ناس جديدة ونظرته ممكن تتغير ومع إنه كان بيكلمني علطول وبيطمن علي إلا إني مكنتش متوكدة من مشاعره ناحيتي ولحد مارجع أول حاجة عميلها طلبني للجواز من بابا وماما 
وقتها مش عايزة أقولك حسيت ان قد إيه غالية عنديه وان مهما شاف ولف ودار مش هيلاقي حد يحبه قدي داي كل الحكاية .
كان ينصت لها باهتمام شديد وبعد حكواها تلك لم يستطيع قلبه الجميل إلا تمني السعادة لها ثم حمل حقيبته من على مكتبها هاتفا بتشجيع 
_ إذا كان اكده فربنا يوفقك ويبارك لك فيه يارب 
بس ياترى بقى هتكملي شغل في المكتب اهنه ولا بعد ماتتجوزي هتفارقي وتسبينا 
أجابته بتأكيد 
_ له مهسيبش المكتب اهنه أني اعتبرتني صاحبة مكان وحبيت الشغل معاك ومع كل أصحابي واتفقت مع معاذ إني هكمل اهنه واني حابة المكان لأنه هادي ولأني حفظته وهو ممانعش خالص بصراحة هو حد جميل قووي بيفهم علي ومش بيحتكر قراراتي دي هو كمان اللي موصلني الشغل اهنه وهو بردوا اللي هياجي ياخدني .
الآن تيقن جاسر أنه أمام عشق الطفولة من ابنة عم لابن عمها فتحت جدار الۏجع بقلبه ودق ت فيه بشدة تذكر حب طفولته هو الآخر كل ماقالته منة عن معاذ كان يفعله هو الآخر مع رحمة 
ومن المحير له أن منة شعرت بمحبة بن عمها بظروفها تلك 
وبات داخله يسأل لم لم تكتشف رحمة محبته وعشقه لها كمنة الله 
ولكن وقف مع حاله وأعاد التفكير قائلا لحاله 
ولكن مهلا أيها الجاسر فرحمة لم يمهد لها كمنة فلا تبتئس بقلبك واترك قلبك ونصيبك بيد الله فهو مقلب القلوب وسيبهرم بعطاياه .
فاق من شروده على صوت منة تسأله 
_ ايييه يامتر رحت فين 
تنفس بعمق داخله ثم تحدث 
_ موجود أهه تمام والمكتب طبعا ميقدرش يستغنى عن موظفة نشيطة وشاطرة زيك 
أسيبك بقى وهدخل أراجع القضية اللي معاي عندي جلسة النهاردة.
تركها ودلف إلى مكتبه وجلس على الكرسي وهو ينظر إلى أركان مكتبه ومن الآن فصاعدا لن يفكر في أي ارتباط ووقته كله سيوهبه لمهنته حتى يصبح علما في القانون يحتذى به .
في المالديف تجلس مكة أمام تلك البحيرة وسط المساحة الخضراء الواسعة فكم يعطيها ذاك المكان قسطا كبيرا من الراحة والسلام النفسي كانت ممسكة بهاتفه تتصفحه ثم قررت
تصوير المكان بفيديو قصير ثم قامت بنشره على الانستجرام والفيسبوك مدونة فوقه 
بيت الأحلام محاط بجمال الطبيعة 
وروعة الاخضرار بعيدا عن ضجيج العالم 
رأى أدم ذاك المنشور عندما وصله اشعارا بما نشرته ثم قام فورا بالتعليق عليه فهو يشعرها دائما بالاهتمام بها مرسلا تعليقه
ويسكن ذاك البيت أميرة متوجة على عرش العالم بأكمله سكنت قلب أميرها 
وصلها تعليقه فور نشرها لذاك البوست ثم تفاعلت معه 
ألقت الهاتف من يدها وقررت الاستمتاع بجمال الطبيعة وما إن جلست مع حالها بدأ عقلها يفكر من أين ستبدأ مع آدم 
وهل ستستمر من زواجها به 
وكيف ستكن حياتها معها فهي لن ترضى أن تأكل وتشرب من ماله وهو في نظرها مال حرام لن تشعر بالارتياح في معيشتها معه وهو مازال يغني بتلك الطريقة التي يرفضها عقلها بتاتا 
كانت تستند على الأريكة وقررت أن تفرد جسدها عليها علها ترتاح من الوساوس التي اقټحمت جميع مخيلتها في فترة النقاء التي قررت أن تجلسها مع حالها 
نظرت حولها لم تجده موجودا في المكان ومن الواضح أنه مسترخيا في غرفته فقامت بخلع حجابها وفردت شعرها خلف ظهرها وكما أنها قررت خلع ذاك الجلباب الذي ترتديه دائما 
كانت ترتدي أسفله قميصا من اللون الأسود بنصف أكمام شفافة وصدر مفتوح بعض الشئ ويصل لما بعد ركبتيها مما اظهر جمالها البارع مع جسدها الأبيض في جو مشمس يشعرها بالدفئ وكما أن فصل الشتاء قارب على الانتهاء فلم تشعر بالبرد وأغمضت عيناها كي تستمتع بهدوء اللحظة بعيدا عن ضوضاء العالم فاللحظات الهادئة التي تريح النفس تمر سريعا 
أما هو قرر النزول إليها ومشاركتها جلستها فقد أنهى مكالمته مع راشد عن العمل 
نزل وعيناه مشطت المكان باحثة عنها فالمكان واسع فوجدها في ركن جانبي أمام البحيرة الواسعة ساقته قدماه إليها ثم رآها بهيئتها الآخاذة تلك فوقع قلبه صريعا بين يداه من شدة خفقانه انبهارا بكتلة الأنوثة المتف جرة المسترخية أمامه الآن 
وقف أمامه وقام بتوجيه هاتفه عليها والتقط لها صورة بوضعها تلك فقد أبهرته تلك الصغيرة بهيئتها 
استمعت تلك المكة إلى صوت فلاش الكاميرا فانتفضت من مكانها مړتعبة خوفا من أن يكون غريبا اقت حم عزلتها ولكنها وجدته زوجها 
رأى هلعها فذهب إليها وجذبها إلى أحضانه مرددا بحنو وهو يقبلها من رأسها 
_ اهدى ياحبيبي متقلقيش ومټخافيش محدش غريب يقدر يجي هنا .
حاولت أن تبعده عنها ولكنه كان متمسكا بها فلأول مرة يحتضنها وهي بهيئتها المهلكة لأنفاسه بتلك الدرجة فكل جلستها معه بحجابها وجلبابها اما تلك اللحظة رأى أنثاه الحقيقية متجسدة أمام عيناه وبين أحضانه ولن يتركها قبل أن يشبع رغبته بها حتى ولو كان ظاهريا 
احتضنها من خصرها بقوة بإحدى يداه وبالأخرى رفع وجهها إليه كي يجبرها تنظر داخل عيناه ثم همس لها 
_
مالك مړعوپة كدة ليه إحنا هنا لوحدنا وتقدري تلبسي اللي على كيفك 
ثم غمز لها بإحدى عينيه وهو ينظر إلى جسدها بوقاحة زوج عاشق 
_ يعني ممكن تلبسى بوركيني وتنزلي البحر وممكن تلبسي هوت شورت وانتي قاعدة في المكان الساحر ده ولا ايه .
تاهت في عيناه وهمسه ولمسه الرقيق وصوته الرجولى المصطحب بالحنو ثم قالت وهي تنظر أرضا 
_ إنت كنت بتصورني ليه من فضلك امسح الصورة علشان حد ميمسكش الموبايل بتاعك ويفتح الصور ويشوفني بالشكل دي .
رفع وجهها إليه مرة أخرى ثم طمئنها 
_ أولا مفيش حد بيمسك موبايلي خالص غيري ثانيا كل البرامج عندي مقفولة بباسورد محدش يعرف يفتحه غيري 
وأكمل وهو يلصقها بأحضانه أكثر 
_ هو معقول اخلى حد يشوف روبانزل بتاعتي ! قولي لي بقي قاعدة لوحدك ليه 
لم تستطيع التحكم في حالها وهي في قربه المهلك ثم تمتمت بخفوت راجية إياه أن يتركها 
_ طب ممكن تسيبني ونقعد نتكلم براحتنا 
حرك رأسه رافضا بقطع 
_ لا يمكن أبدا اسيبك بعد مالقيتك اتكلمي واحنا زي ماحنا كدة 
وأكمل مشاغبا إياها 
_ قولي بقي انك ضعفتي وحنيتي ومش قادرة تتنفسي في قربي .
حاولت الإفلات من يده ولكنها لم تفلح ثم سألته 
_ طب انت عايز ايه دلوك يا آدم 
_ عايز افضل كدة حتى لو هفضل باصص جوة عيونك من غير كلام .
_ حرام عليك انت بتتعبني وبتتعب أعصابي اكده.
_ فيها ايه يعني مانت تاعبة أعصابي وقلبي وعيوني وكل حاجة فيا بتقول أااه منك يابنت قلبي .
_ ليه يعني هو أني عميلت ايه 
_ تؤتؤ قولي معملتيش ايه سهر وسهرتيني دوخة ودوختيني وراكي تعب أيام وليالي ومرمطتي اللي خلفوني مش عايزاني بقي أتعبك شوية .
_بردو مردتش علي إنت عايز ايه دلوك 
_ عايزك .
أغمضت عيناها من طريقته وتلميحاته وبات جسدها يدق بع نف داخلها وأعصابها تفككت من نبرته ونظراته لها 
أما هو حينما أغمضت عيناها لم يستطع التحكم في حاله واقترب منها يقبلها برغبة فهو رجل وهي امرأته بين يداه فهو عاشق وبين يداه أنثى راغبا بها بشدة وهي مشاعرها عذرية لم تفقه في قوانين القرب شيئا فجعلته يتمنى المزيد صار فى دوامة قربه منها وهي لم تستطيع الإفلات منه تريد الابتعاد وجس دها خاڼها تريد أن تدفعه وتجري من أمامه وتختبئ بين جدران غرفتها كي تهدأ مشاعرها الثائرة ولكنها غير قادرة على الحراك أخذتها الأماني والحلم معه إلى بعيد فهي لم يرضيها عذابهما فهما قد وصلا قمة الحب حبا و بالرغم من ذلك حكم البعاد مسيطر على حالها 
لم يفصل قبلته عنها حينما لم يجد اعتراضها ولكن فصل قبلته عندما رأى دموع عينيها الساخنة هابطة على وجهها فأغمض عيناه هو الآخر وډفن يداه خلف رقبتها وأسند جبهته بجبهتها مرددا بعتاب 
_ ليه كدة ياحبيبتي ليه العڈاب ده انت بتحبيني وكل حتة فيكي عايزاني ومش قادرة تبعدي يبقى ليه كدة .
كانت الأخرى مغمضة العينين وكأن عيناهم هي سر ضعفهم فهربا كلتاهما من نظرات تضعفهم ثم تحدثت أخيرا عما يجيش في صدرها من ارق 
_ لأني مش مرتاحة حاسة إن الاكل اللي باكله من فلوس حرام والمكان اللي قاعدين فيه من مال حرام والعيشة داي كلها من الحړام .
حقا أدمته تلك الحقيقة التى نطقتها الآن ولكن ماذا يفعل الآن هو عمله ولقد رزقه الله بتلك الموهبة ومن ورائها اكتنز ذاك المال فهو لم يس رق أو يق تل أو يتاجر في الأشياء المم نوعة ثم أخذ نفسا عميقا وزفره بعمق حتى هي شعرت بأنفاسه
تم نسخ الرابط