رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
وهي تجز على أسنانها
_ دول مش ولادك ياعامر دول ولاد مجدي وهيفضلوا ولاد مجدي .
اقترب منها پغضب جم ثم قبض علي معصمها بقوة وعنفها بصوته المملؤ بالجبروت استدعاه خصيصا بسبب هرائها
_ بتقولي ايه انت
! انت عارفة زين إنهم ولادي ومن صلبي
ثم أكمل وقد لاحظ تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همس في مسامعها بصوت هدر
_ بتضحكي على ايه انت ليكي نفسي تضحكي بعد اللي عملتيه وم. وتي ولادي وأهملتي فيهم بعد ما قعدت اتحايل عليك تجيبيهم وتاجي نعيش مع بعض ونربيهم سوا
حرمتيني منهم وفي الاخر ربنا اخدهم عنده ودلوك تقولي إنهم مش ولادي وقاصدة تستفزيني !
_ مش هديك الفرصة انك تشوه صورة ولادي ياعامر مهما كان ولادي اسمهم زين زيدان مجدي المرشدي وهيفضل اسمهم اكده
ثم ربعت ساعديها ووالته ظهرها وأكملت
_ احنا اللي بينا خلاص انتهى واللي كان بيربطني بيك اخوك وم ات فلو سمحت مش عايزة اشوف وشك تاني ومليكش صالح بيا نهائي .
لم يعجبه حديثها وازداد الڠضب وتشعب في راسه وتكاثر بلا حدود فأدارها بحدة وهو يمسكها من كتفها پعنف ويهزها وقد خرجت أعصابه عن السيطرة
_ شكلك عايزه تشوفي وش عامر التاني الوش القاسې الصعب اما اللي كان بيطبطب وتصعبي عليه لما تنزلي دموعك مبقاش ينفع وياك .
_ خلاص الدموع خلصت على الغاليين ونشفت ولا اي حا في الدنيا هتأثر فيا بعد اكده انا دلوك بقيت مش باقية على الدنيا فابعد عني أحسن لك يا عامر يا اما قسما برب العزه هق تلك واخلص منك وادخل فيك السج ن اللي كنت بسايسك علشانهم م اتوا
ابعد عني بقى كفاية اللي جرالي بسببك ربنا جزاني في أهم وأنقى وأحب حاجة في الدنيا وأقربهم لقلبي
واسترسلت حديثها وهي تشهق دموعا
_ لاااا دول روحي والنفس اللي كنت بتنفسه
كنت مستعدة أطاطي راسي ليك وأتذل علشان خاطر ميتأذوش بس بالكلمة ولا النظرة
هزته نبرة صوتها الضعيفة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا للغائبين
هذه النظرة التي تطالعه بها شعر بها يوم أن علم برحيل أغلى الأحباب إلى قلبه
ثم لانت ملامحه وهدأ من غض به واقترب منها مرددا بحنو اعتاد عليه معها فليس طبعه الجمود
_ طب پتبكي ليه عاد اللي حوصل حوصل وربنا رايد اكده رايد يريحهم من هم الدنيا وبلاويها لا أني كنت هفضل متحمل بعادهم ولا انت كنت هتتحمليني بضغطي عليكي
جلست على الأريكة وهتفت من بين شهقاتها بروح منهكة وبقلب ېنزف دموع الحرمان من فلذة كبديها في رمشة عين
_ كانوا يفضلوا واني كنت هتحمل منك ومن مجدي ومن الزمن كل حاجة صعيبة
كانوا روحي وروح روحي وعمري ماتخيلت إنهم يروحوا مني بالسهولة داي
تعبت فيهم وشقيت عليهم ومكانتش البسمة تشوف وشي إلا ليهم وبيهم ومعاهم كانوا نبض الفرح والحياة الحلوة والحتة البيضة الصافية النقية في قلبي
ثم ظلت تبكي بشدة وكأن الدموع هي طريقها وكأنها حصاد خطئها نتيجة زرعها المسمۏم بمبيدات الخطيئة وأكملت
_ ربنا اداني بيهم درس إن الخطيئة والعلاقة الحړام لازم ياجي من وراها هم تقيل مهما طال الزمان .
انفطر وج عا لأجلها فهو مازال عاشقها مازال قلبه لايعرف نبض غرامه لأجلها فهي المبتدأ في علاقته بجنس حواء وهي الصفة الرقيقة ذو الرائحة الملكية وهي الخبر المتيقن بعشقه لها وهي المضاف لحياته شعور اللذة والمتعة وهي كل الإعراب والبناء لهدد قلبه
ثم جلس تحت قدميها وهو يعرض عليها احتياجه لها من جديد
_ طيب دلوك انت خلصت عدتك من مجدي الله يرحمه يلا نتجوز ونبدأ من جديد انت دلوك وحيدة واللي كنا عايزينها زمان دلوقتي بقى تحقيقه سهل .
انتفضت وقامت من مكانها كما لا لدغها عقرب ثم هدرت به برفض قاطع
_ نتجوز مين ده في احلامك !
انت لو اخر راجل في الدنيا اني عمري ما هتجوزك يا عامر انت السبب في كل اللي انا فيه انت السبب في كل اللي انا وصلت له وفي لحظة ضعفي اللي بدفع تمنها روحي اللي راحوا مني اني خلاص اعتزلت صنف الرجالة خالص ما عايزاهوش واصل تاني في حياتي .
حزن داخله من كلامها وأحس بالخزي لرفضها القاطع بتلك الطريقة المهينة له ثم سألها وهو يدعي الاندهاش والاستنكار في آن واحد
_ليه يعني اخر راجل يا مها !
مكانتش غلطة عميلتها هتخليكي تقسى علينا اكده احنا الاتنين اني دلوك جاي لك لحد عندك وبطلب منك يدك ونبدا من جديد ونجيب زين وزيدان تانيين ونربيهم احنا الاتنين سوا ونداوي چرح وحزن بعض واحنا الاتنين أدرى الناس بوجعنا .
ماإن نطق اسماء أبنائها أمامها حتى دارت في المكان پغضب عارم وهي تلقي بقدميها الكراسي الموضوعة والمنضدة بعاصفة ڠضب لم تسبق لها من قبل وهي تنهره
_ زين وزيدان عمرهم ما يتعوضوا ابدا وارجوك كفاية بقى بعد عني مهتحملش اكتر من اكده متضغطش عليا كفاية اللي اني فيه مش ناقصة همك انت كمان شوف طريقك يا ابن الناس بعيد عني
واسترسلت حديثها وهي توضح وجهه نظرها وهي على نفس ڠضبها
_ وبعدين جواز ايه اللي انت جاي تتكلم فيه واني جوزي م يت بقاله شهور انت عايز الناس تقول عليا ايه
داي جوزها وولادها م اتوا ومقصرش فيها وراحت تتجوز ولا كانها بتحس ولا كانها بني ادمه !
بعد عني يا عامر كفاية اللي جرى لي بسببك كفاية قوي لحد اكده .
مازال يقف أمامها ويستسمحها أن تهدأ مرددا بعشق وكأنها مرض اتوصم لقلبه
_ يا مها انا بحبك صدقيني مش قادر اشوف ست غيرك حاولت مره واتنين وتلاته وكتير مش قادر
حاولت اني اعرف غيرك واتكلم مع غيرك واحب غيرك مجرد ما بشوفهم بحس اني مخڼوق وصورتك تيجي قدامي ما بقتش عايز غيرك قلبي اتعود عليك وعيوني اتعودت على رؤيتك انت بالذات حتى لمستي لأي ست مش هتبقى زي ما كنت بتعامل معاكي
اعمل ايه في قلبي
حرام عليك يا مها بقى كفايه عڈاب فينا وترضي بقسمة ربنا واكيد له حكمه في كل اللي حصل علشان يجمعني بيكي .
رفعت جفونها المغشية بالدموع ببطء ثم قالت بنبرة حزينة
_ اللي حصل ياعامر مش سبب علشان ربنا يجمعني بيك له !
اللي حصل لي درس لكل ست تفكر تغضب ربنا وتعمل اللي أني عملته درس العمر بس كان ابتلاؤه شديد قوووي هفضل أعاني منيه سنين وسنين احنا الاتنين مننفعش لبعض أبدا كمل طريقك بعيد عني أني ولا هنفعك ولا عدت أنفع غيرك أني بقيت نفس ماشي على الأرض من غير روح بقيت عاملة زي الدمية اللي بتقوم تاكل اللي يكفيها علشان تقدر تتنفس وخلاص بس الحاجة الوحيدة اللي اتعلمتها جامد من درس العمر هي القرب من ربنا
وأكملت بتصميم على رأيها فهي لم ولن تتزوج عامر حتى لو قضت عمرها كله وحيدة
_ مش هتجوزك ياعامر مهما عميلت ومهما صبرت حتى لو ملامح الشيب علمت على كل ملامحك .
دمعت عيناه وهي تخبره بحزنها الشديد
انتصب في وقفته ونظر حوله بنظرة ثاقبة ثم عاد ينظر إليها بنظرة تحمل عطفا على حالها
فهل يتركها تسرد له ألمها وابتعادها عنه دون وقوفها
تنهد بتنهيدة طويلة وتمتم بعدما اقترب من المنضدة الملقاه أرضا بسبب ڠضبها وأعادها مكانها
_ انت ليه مصممة توجعيني وتبعديني كل مرة يعني صممت قبل اكده على رأيك وحوصل اللي محدش يتوقعه ودلوك مصممة على الفراق والبعاد وبدون سبب يامها
وتابع حديثه بۏجع مماثل لها ليقول پألم وجراح روح مثلها
_ إذا كنت بتلومي حالك على اللي حوصل بينا قيراط أني كمان بلومه عشرين قيراط وإذا كنت انت بتعرفيش تنامي من الكوابيس اللي بتاجي لك علطول بحس إن صورة مجدي أخوي وهو بيبص لي كانه عايز يخ نقني
واسترسل وهو ينظر إليها برجاء كي يجعلها تلين ويؤثر عليها
_ وزي مانت بتقولي إنك مهتنفعيش أي راجل تاني أني كمان معرفش أعيش ولا أتقبل أي ست تانية في حياتي غيرك يامها اكده حكمتي علي بالوحدة طول العمر واكده ظلم ليا بعد كل اللي حوصل بيناتنا .
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه.
ثم استجمعت قواها وتحدثت بنبرة واثقة جعلته فقد الأمل
_ متحاولش ياعامر اني وانت سكتنا افترقت عن بعض ومتشيلنيش ذنبك وزي ماني مشيلتكش شيلتي التقيلة وبعدت بحالي وبداوي ۏجعي لحالي انت كمان ياعامر اعمل زيي وابدأ من جديد أني لا عدت أفرح ولا أحزن ولا أحس بالحلو ولا الۏحش مش هنفعك دور على بت الحلال اللي تكمل معاها بعيد عني انت قلبك طيب ولسه مليان بالخير وألف مين تتمناك
اللي بيني وبينك واللي ربنا لسه محاوطنا بالستر اللي إنت متعرفش قيمته لسه منكشفش لا انت هتتحمل نظرات الناس ولومهم ونهرهم ليك لو اللي بينا انكشف وأني هخسر أمي وأخواتي وبعدها الم وت أهون لي من إني أكمل حياتي اكده
وأكملت وهي تضع عيناها في عينيه
_ الستر دي الحاجة الوحيدة اللي بينت لي إن ربنا قبل توبتي ويستحيل أفرط في باب التوبة اللي اتفتح لي وأروح للڤضيحة برجلي
أرجوك ياعامر سيبني بقي أكمل اللي باقي من حياتي وأني مرتاحة سيبني أحزن على اللي راحوا لحالي لأنهم مش هينين دول مشيوا وأخدوا روحي وضحكتي وكل حاجة حلوة معاهم .
الآن تأكد أنها لن تستكين له ولمحاولاته معها ولن ترضى باقترابه منها فتحدث بنبرة مخذول
_ يعني خلاص قصة مها وعامر انتهت ومبقاش فيه نصيب يجمعهم
أغمضت عيناها وداخلها متعب وأجابته بتأكيد
_ هي المفروض مكانتش تبتدي ولا توبقى موجودة من الاساس قصة مها وعامر قصة غلط سرقوا لحظات من العمر لكن ندمتهم عمرهم كلاته.
حمل مفاتيحه وانتوى المغادرة فهو تيقن من تيبس رأسها وقد قرر السفر للغربة فيبدوا أنه سيظل غريبا طيلة حياته سيظل ليس له وطن أو أهل أو أصحاب أو أحباب فهو كان يتيما والآن أصبح وحيدا فقد رحل أخيه
ثم هتف بنبرة متأثرة لابتعاده عنها
_ أني هسافر وهرجع مطرح ماكنت وكأن البلد داي كارهة وجودي فيها كل لما أقول هرجع وهستقر بلقاني أعاود مكروه مغ صوب بس عايز أعرفك قبل ما
أمشي إنك حبي الأول والأخير وانك هتوحشيني يامها .
إستجمعت قواها التي تبعثرت من نبرة الشجن التي يتحدث بها وأثرت في روحها وتحدثت بنبرة حذرة
متابعة القراءة