رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
أن تلعب على أوتار مشاعر الخۏف تجاهها من ضمن خطتها
ولكن عمران خيب ظنها كي يفهمها أنها مكشوفة أمامه ولن يجعل لها أي اعتبار وردد
_ له اتصلي براحتك واعملي مابدالك وكل اللي عنديه حاجة يقولها يامرة إنتي وبعد اكده لما تلاقيني واقف ويا مرتي في أي مكان معايزش أشوف وشك ولا البعيدة معندهاش ذوق ولا بتختشي تاجي تقف وتتصنت على راجل ومرته.
دبت قدميها بغ ضب ساحق من قصف عمران الدائم لجبهتها ولكن اليوم أمام عدوتها الأولى والأخيرة في نظرها وكادت أن تندلع ثورات الشړ من فمها إلا أن عمران نظر لسكون مرددا بحنو استدعاه خصيصا لأجلها وأمام تلك الملعۏنة
لقد أهانها عمران بشدة وأشعرها بأنها شيطان وأنها شئ رث يشمئز الإنسان منه وزاد الاڼتقام داخلها وتوعدت لهم بالهلاك
خرج عمران وسكون من المكان وهي تشعر بالغرابة من كلامهم ونظراتهم الغير مفهومة لديها ولكن وعدت حالها أن تفهم منه كل شئ ويوضح نقاط الإبهام لديها في ذاك الموضوع. من
في المحطة الفضائية تدلف مكة الي المكان وهي تحاول تدفئة يداها من شدة البرد وشدة جفافهما وبالرغم من ارتدائها الجواندي إلا أن يداها تشعر بالبرودة بشدة ولكنها كانت تشعر بدوار في رأسها وقدمها اليمنى تؤلمها
بعد مدة دلفت إليها هند قائلة بتعجل
_ ها خلصتي المطلوب منك يامكة ولا لسة
كانت تعمل بأصابع سريعة على اللابتوب كي تنجز ماتفعله ثم رفعت عيناها قائلة
_ خلاص يا أستاذة بفنش أهو متقلقيش خلي الإعداد عندك بس يستعد وانتي اظبطي حالك علشان خلاص مش فاضل غير نص ساعة بس وتطلعي هوا .
نظرت هند في ساعتها قائلة
_ تمام مستنياكي في الأوضة الخاصة بتاعتي علشان هنراجع بعض النقاط مع بعض .
حركت رأسها بموافقة وذهبت هند وأكملت ماتفعل
فسألتها هند بقلق
_ أول مرة هطلع اتكلم عن موضوع زي ده قلقانة شوية ومتوترة .
طمئنتها مكة بحفاوة
_ ايه ده ! متقوليش اكده ده إنتي بټخطفي الكاميرا والأضواء ليكي ياهنودة طيب تصدقي والله زمان لما كنت بتفرج عليكي ببقى منتبهة معاكي ومع تعابير وشك المريح ومع كلامك الجميل كان بيدخل قلبي
ثم تابعت حديثها وهي تتذكر حلقة ما أثرت بها
_ عارفة ياهنودة كان في حلقة ليكي كنتي بتتكلمي فيها عن الجمال الحقيقي للإنسان بدأتي الموضوع بطريقة جميلة أوي وبعد شوية جبتي البنوتة اللي من ذوي الحالات الخاصة حسستيها بجمالها الحقيقي فعلا وكنتي بتتفاعلي معاها بتعابير وشك وشجعتيها انها عندها موهبة جميلة لازم تستغلها وفاكرة ساعتها البنت من طريقة كلامك معاها قالت لك جملة عمري ماهنساها
ابتسمت هند براحة اجتاحت أوصالها من حديثها وهتفت لها
_ تصدقي بالله بعد كلامك ده إنتي ادتيني رصيد ثقة يكفيني لعشر حلقات قدام
هو أنا حبيتك من شوية ياموكة ياجميلة إنتي
ثم قامت من مكانها وحملت أوراقها قائلة
_ يالا روحي مكتبك وتابعي الحلقة في هدوء وكل فاصل تيجي لي تعرفيني أظبط ايه او ازود ايه او أنقص ايه.
حركت وجهها بابتسامة وذهبت كلتاهما إلى ماتريد
أحست مكة أنها تريد أن تذهب لذاك المكان التي رأت فيه الشيخ قبل ذاك وتحدث معها كما أنها مازالت تشعر بالدوار الذي يهاجمها وزاد عليه الصداع
ساقتها قدماها إليه ووقفت في نفس المكان وعيناها متعلقة بالباب ولا تعرف مالسبب الذي دفعها لذلك
وقفت والأفكار تراود خيالها هل ممكن أن يأتي ذاك الشيخ ويتحدث معها مرة أخرى
أو هل أنها تأتي بباله كما أنها تفكر في كلامه معها ولن تنساه
وفي نفس اللحظة اقتحم عقلها آدم وعندئذ رق قلبها بحنين إلى كلامه ولم تعلم مالسبب
حقا مشاعر غريبة وقفت تفكر بها واختبر عقلها وقلبها في مواقف صنعتها من تلقاء نفسها
ثم
أدارت وجهها بعيدا عن الباب واستندت على طرف النافذة الموجودة في المكان
بعد قليل فاقت من شرودها على صوته التي لم تتخيل أن تسمعه الآن وهو يردد
_ ياترى كنتي مستنياه يجي يديكي محاضرة زي اللي ادهالك المرة اللي فاتت وحسسك انك كفرتي
أحست بالهلع البسيط من فجأة صوته ونطقت البسملة وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تدير جسدها إليه
_ بسم الله الرحمن الرحيم مش تقول أي حاجة اكده اټخضيت.
ضحك بصوت خفيض مما جعل الابتسامة تعطيه جمالا يليق به ثم هتف
_ تصدقي شكلك جميييييل وانتي مخضۏضة أمال مكنش نفس شعورك لما شفتي الشيخ وهو داخل لك المكان ولا في فرق بينا هو الملاك وأنا الشيطان اللي بيخض .
نفخت بضيق من كلامه وأردفت بنفي
_ ايه الكلام اللي انت بتقوله دى ! وبعدين إنت عرفت منين بحكاية الشيخ وكلامه معايا هو إنت بتراقبني !
بكل ثقة وتأكيد أجابها دون تحوير
_ فيه فرق بين اني باخد بالي منك وبين اني براقبك دي معنى ودي معنى تاني خالص .
_ايوة ايوة بتاخد بالك مني ... جملة تهكمية نطقتها بهدوء ماقبل الانفعال ثم أكملت بحدة خفيفة
_ انت لسه مصمم بقى على اللى في دماغك ومتعب حالك في حاجة ممنهاش فايدة .
اقترب بخطواته قليلا وراعى المسافة بينهم ثم هتف بتصميم وهو ينظر داخل عيناها الذي استوحشهم كثيرا
_ انتي تقولي اللى على كيفك لكن ملكيش حق تحكمي على قلبي ومشاعري واظن إني بعدت عنك ومبقتش ابعت لك ومحترم اتفاقي معاكي .
اهتز فكها بسخرية من كلماته وأردفت
_ أمال واقف اهنه دلوك بتعمل ايه
ايه اللي جابك ورايا
أثناء تحدثها شعرت بمغص شديد يض رب جمبها الأيمن وقدميها تؤلمها بشدة وأصابها الدوار مرة أخرى مما جعلها تغلق عينيها بوهن قليلا
لم ياخذ باله من حركاتها لان تعابير وجهها مغطاة بالنقاب ولكنه أجابها بصدق
_ طبعا مش هتصدقيني اني داخل صدفة هنا وفجأة لقيتك .
رأت أن علامات الت عب بادية على وجهها فتحدثت بلا مبالاة كي تنهي الحوار وتستأذن للمغادرة
_ تمام بس ياريت لما تشوفني واقفة في مكان اهنه متجيش تقف وياي ولا تكون في نفس المكان اللي موجودة فيه اني مش ناقصة شبهات .
تراشقت عباراتها في قلبه كسهام ن ارية من شدتها أحس بنبض الۏجع ض رب صدره واقترب بخطواته منها مرددا بملامة
_ هو إنتي قلبك ده قاسې كدة ليه !
ليه بتتعاملي معايا بالطريقة دي وكأني حشرة وطريقتك متليقش على تدينك ولا حتى على النقاب اللي انتي لابساه !
أشارت بيديها قائلة بوهن مغلف بالحدة ولكن وصل إلى فهمه انها منفرة منه ولا تريد التحدث معه
_بعد اذنك انى مش قادرة اتكلم دلوك لو سمحت امشي وسيبني انت ايه عامل لي زي اللازقة اللي مش عارفة اخلص منيها .
انصعق
داخله وخارجه من كلامها وعيناه غامت بالحزن الشديد وقلبه لامه على تحمله لتلك الإهانات ولكنه أراد أن يثأر لكرامته التي بعثرت على يداها فاقترب منها حتى انعدمت المسافة بينهم إلا بعض سنتيمترات بسيطة هادرا بها
_ إنتي مفكرة نفسك مين يابني آدمة إنتي علشان تتكلمي معايا بالطريقة دي ها !
إنتي واحدة ولا تسوي في نظري عمالة تتنكي وانا صابر عليكي وفي الآخر تقولي لي أنا آدم النجم اللي نص بنات مصر تتمني امضا بس من ايديه لازقة !
اشتد الموقف بينهم وأصبح الثنائي كلا منهم يلقي ولا يبالي للآخر من يراهم يشبههم في ذاك الوقت بالقط والفأر من انفعالهم الآخاذ
وقد كان فكانت أعين كاميرات أحدهم تسجل للثنائي من بداية الموقف الى نهايته صوتا وصورة ويبدو أن جودة الهاتف رائعة لتجسيدها المشهد بدقة عالية
اشتد التعب بمكة كثيرا مما جعلها تمسك جانبها وهي تتوجع بشدة وقدماها لم تعد قادرة على الحراك وخاصة اليمنى وجلست أرضا وهي تتأوه
انخ لع قلبه لأجل ۏجعها واقترب منها وهو يردد بهلع
_ مكة مالك أنا آسف والله حقك عليا ياحبيبتي متزعليش مني
كل ذلك وهي تمسك جانبها وتت ۏجع وكل ثانية يزيد الوج ع عن ذي قبل مما جعل وجهها يتوهج من تحت نقابها وعيونها تلتمع بالدموع التي تحررت من مقلتيها
اندهش لحالتها فسألها پخوف
_ مالك يامكة فيكي ايه
أجابته وهي تتلوى
_ جنبي بيت قطع مش قادرة هم وت آاااه آااااه .
ابتلع ريقه بصعوبة من توجعها
_ طيب من إيه ده ! إنتي بتشتكي من حاجة هي اللي مخلياكي كدة أو بتاخدي دوا معين
_ لاااااا مبشتكيش آااااه هم ووت الحقني .. كلمات تفوهت بها مكة وهي في حالة صعبة وصارت تحرك قدماها بهوجاء من شدة الۏجع وهو واقف عاجز أمامها خائڤ ان يمسها فتظن انه يستغل ۏجعها
ومن شدة الوج ع التى لم تتحمله فقدت وعيها ظل يناديها من بعيد وهو غير قادر على لمسها كي تفوق وعندما لم يجد حلا اضطر إلى حملها وجرى بها سريعا وأدخلها سيارته كي يذهب بها إلى المشفى ثم هاتف أخته هند كي تلحقهما ولكنها كانت في حلقتها وردت عليه المساعدة الخاصة بها
وكل ذلك تحت عيون كاميرا أحدهم التي صورت المشهد من اول دلوفه إلى القاعة حتي خروجه منها حاملا إياها بين يداه حتى ادخلها السيارة وصل بها إلى المشفى ومن ثم أوقف سيارته وهبط منها ثم حملها وصعد بها الى الداخل سبقه طاقم الحراسة الذي يعمل معه ووصلا إلى المشفى قبله بعشر دقائق لزيادتهم في سرعة القيادة هبط بها من جانب غير مرئي من المشفى بالتنسيق مع إدارة المشفي
فهو نجم مشهور وفي غنى عن الازدحام والكاميرات التي ستلتقط الموقف ولكن نفس الكاميرا التي رصدتهم من البداية هي التى تابعتهم الى ذاك المكان
بعد إجراء الفحص الطبي عليها سأل آدم الطبيب بقلق وهو يمكث في غرفة خاصة كي لايراه أحد
_ هي مالها يادكتور
اجابه الطبيب
_ المدام الزايدة على وشك الانفجار وعايزة تتعمل دلوك لاننا لو اتأخرنا عن اكده ممكن يحصل لها حاجة لاسمح الله .
اڼصدم آدم من قول الطبيب بأنه زوجها وأما عن حالتها الخطړة دب القلق في صدره
ماذا يفعل الآن أيمضي على الإقرار وينقذها وبعد ذلك يحل كل شئ أم ماذا
اندهش الطبيب من صمته ثم أعاد السؤال على مسامعه مرة أخرى
_ ها يانجم هنعمل ايه المدام حالتها متتحملش الانتظار
فكر سريعا فهو لم يعرف أيا من أقاربها ولا يعلم عنها شئ ولم يتركها تتأذى ثم أجاب الطبيب وهو يمد
متابعة القراءة