رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
ياعمراني.
نظر عمران الى أرجاء الغرفة قائلا بعبث
_ طب بذمتك ويرضي ضميرك ياشيخة ينفع اكده
اندهشت من تغيره المفاجئ ثم سألته
_ وه حوصل إيه علشان تلومني اكده
ضم حاجبيه بعبث وأجابها
_ حوصل انك عمالة تقولي كلام حلو ومقربة مني على الاخر وجرجرتيني اهنه لحد أوضتك وعمالة تجري شكل قلب عمران وتخليه عايز يعمل حاجات مينفعش تتعمل اهنه وفي وقت مينفعش خالص بذمتك ينفع الكلام والدلع والحنان اللي ھموت عليهم دلوك ياقلب عمران !
ضحكت بشدة حتى أدمعت عيناها من طريقة عمران الدعابية في غزلها ثم اقتربت منه أكثر وقبلته من وجنته قاصدة مشاغبته
انت جوزي حبيبي وقاعدين لوحدنا وأنا وانت ولا حد تالتنا يبقى ايه الغلط في اكده ياعمراني
أنهت كلامها ومازالت تقبله من وجنته واختتمت قبلاتها بأخيرة بجانب شفتاه جعلت جسده انتفض إثارة داخله بسبب دلالها عليه فثبتها بين يداه بقوة قائلا
_ ولا أي غلط ياحبيبي إنتي اللي ابتديتي يبقى تتحملي ياقلب عمرانك اللي هيحصل دلوك علشان متدخليش حوار مانتيش قده .
قالها وأنهال علي شفتيها بعشق ووله يعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها ومقاومتها فقامت بدفعه في صدره وهي تلتقط أنفاسها إنحنت نحو الكومود وألتقطت هاتفها وذهبت نحو الباب كي تخرج من الغرفة وهي تردد
قام مسرعا من مكانه ووضع يداه على المقبض سابقا إياها وجذبها بعيدا عن الباب إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
_ وه هو دخول الحمام زي خروجه اياك ! لااا عمران ميضعش الفرص أبدا استغلالي لأبعد مما تتخيلي في عشقك ياست إنتي .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
_ وه كانك مدريانش بالظروف والوقت والمكان اللي احنا فيه ! فوق ياعمران ولما نروح بيتنا هعمل لك اللي انت عايزه بس اهنه ودلوك مينفعش اهدي بقى .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة
اتسعت مقلتيها بذهول من طريقته الصبيانية ثم هتفت باستنكار
_ انت جرى لك إيه ياعمران هو انت لما بتصدق ولا ايه
حرك رأسه بتأكيد وهو مازال يقترب منها
_ ايييه .
ثم ثبت رأسها بين يداه واقترب منها وكاد أن يقبلها إلا أنها أبعدته قائلة
_ خلاص خلاص هعمل اللي انت عايزه بس بعد بقى خليني أخرج أطمن على ماما.
أفسح لها المجال هاتفا وهو يغمز لها بكلتا عينيه
_ خليكي فاكرة بقى كلامك هتعملي اللي أنا عايزه .
ابتسمت بخجل من طريقته ثم فتحت الباب وخرجا سويا.
_ عايزة ثبات انفعالي لأي فعل أو رد فعل منهم واعمل حسابك انك انت اللي غلطت من البداية لما رحت المكان اللي هي واقفة فيه ومراعتش ظروفك المختلفة عن أي حد وإنها عمرها ماجريت وراك ولا جرجرتك في الكلام معها بل بالعكس وعلشان كدة لازم تتحمل أي حاجة لأن البنت اتفضحت بسببنا يا أدم .
نفخ أدم بضيق من تحذيرات شقيقته ثم نطق بغيظ
_ هو إنتي كل شوية تفكريني اني السبب في اللي حصل واني بجري وراها وانها اتئذت بسببي ! مش كدة ياهند أنا أخوكي بردو وحاضر ياستي هتحمل أي رد زفت .
ربتت هند على ظهره قائلة
_معلش يا سيدي اتحملني شويه انا بعمل كده وبحذرك علشان تكون عامل حسابك لاي حاجه وتخرج من هناك وانت كاتب كتابها ونخلص بقى من القصه اللي بقى لها شهور تاعبة دي ومخلياك مش مركز في شغلك .
اما في منزل ماجدة وصلا خاليها وعمها الجالسين على جمر من الن ار وهي امامهم تبكي بكاء غزيرا من كلامهم الشديد فتحدث خالها مسعد
_ياما حذرتك من الكلية داي وقلت لك بلاش مش مناسبة لظروفك ولا ينفع انك تدخليها اصلا وقلت لك اختاري كليه تانية وانتي اللي صممتي
دلوك ايه اللي نابك من ورا النت والحوارات الفاضية داي غير الڤضيحة يا بت اختي واتفضحنا معاكي .
أما عمها الوحيد والذي لم ولن يسأل عنهم وكأنه لا يعرفهم فزوجته منعته من التواصل معهم خوفا عليه وغيرة من ماجدة تحدث بغلظة
_ خالك عنديه حق في كل اللي قاله ومن النهاردة تعملي حسابك ولا نت ولا موبايل هتشيليه في يدك ولا كلية من الاساس ولا في خروج من البيت لحد ما ياجي لك عدلك ده ان جالك اصلا .
هنا تحدثت مها وهي تحتضن شقيقتها أمامهم فوالدتها لم تقدر على التفوه وتضع عيناها أرضا وكأن ابنتها هي الجانية وليست المجني عليها ولكن مها لم تستطيع ان تصمت وردت عليه بغلظة مماثلة
_ معلش يعني ياعمي هو من مېتة وحضرتك مهتم بينا ولا باللي فينا علشان جاي دلوك تقول نعمل ايه ومنعملش ايه أنا أختي مغلطتش في حاجة واصل ومفيش حد هيقدر يقعدها من جامعتها ولا حد ليه حكم علينا غير أمنا بس هي اللي تعبت وربت واتحملت عشانا كتييير.
لم يعجب حديثها خالها مسعد فعاتبها رافضا حديثها
_ طيب عمك تقولي له كلامك ده يابتي أما أني مسبتهاش وطول عمري واقف جارها في تربيتكم ومفيش مشكلة ليكم إلا وكنت وياها كتف بكتف ومش منة ولا فضل عليها لااااا داي واجبي ناحيتها وناحيتكم .
أكدت مها على حديثه
_ كلامك صوح ياخال طول عمرك أب لينا وعمرك مافوتنا لحالنا بس حرام وظلم ليها ياخال لما تتحرم من جامعتها وهي فاضل ليها سنة وتخلصها وكماني انت مربيها على يدك ومتوكد إن العيبة متطلعش منيها وانها مثال الشرف والأخلاق .
وأثناء حديثهم استمعوا الى صوت الباب يعلن
عن وصول هند وأخيها
أدخلهم عمران الى مكان تواجدهم جميعا
ألقى أدم وأخته التحية عليهم فرحبت بهم مها وماجدة رحبت بهم أيضا لكن بفتور نظرا لما بها ثم أمرت سكون بضيافتهم الجو كله أصبح مشاحنات والجميع في حالة تأهب ومكة في بكائها كما هي مما جعل أدم ينفطر حزنا لأجلها وود أن يختط فها بين ذراعيه يبثها الأمان ويشعرها بالطمأنينة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
هنا تحدثت هند بلباقة بعدما استقرت في مكانها بسرعة كي تنهي تلك الحوارات المرهقة لهم جميعا وبالتحديد مكة ووالدتها
_ تسمحوا لي يا جماعة انا عندي اقتراح هيحل المشكله وكأن محصلش حاجة
كل اللي حصل ده احنا ملناش ذنب فيه زي برده مكة ملهاش ذنب فيه وعلشان كده مفيش غير حل واحد هو اللي هيخرجنا وهيخرجها من الڤضيحة اللي حصلت بسبب واحد عديم الضمير والإنسانية استغل ظرف انها تعبت واغمى عليها وادم هو الوحيد اللي كان موجود في المكان وعمل كل اللي عمله ده علشان مينفعش يسيبها تم وت قدامه ويقف ساكت أو يمشي ويسيبها بس اللي عمل كده هيتعرف وهنجيبه بس مش دي المشكله دلوقتي هي خلاص الفيديوهات نزلت ومفيش غير حاجة واحدة بس نقولها للناس ان ادم ومكة مكتوب كتابهم وان الشخص ده اقتحم عزلتهم وهم واقفين بيتكلموا مع بعض وعمل الفيديوهات دي ونشرها من غير استئذان وهنقدم بلاغ للنائب العام وهم اللي هيتصرفوا معاهم
يا ترى موافقين على الاقتراح ده ولا ايه
وهي ده الحاجة الوحيدة اللي هتنقذ الموقف وهتنقذ مكة من الڤضيحة اللي حصلت وكمان احنا يشرفنا ويسعدنا ان مكه تبقى مننا فإنا بقول نركن كل اللي حصل على جنب واحنا النهاردة جايين نطلب ايد الآنسة مكة لآدم على سنة الله ورسوله.
سألها
مسعد
_ طيب واللي حصل ده وبقى قدام العالم كله هنوضحوا سببه للناس إزاي
أجابته سريعا
_ والله أدم ومكة هيطلعوا بث مباشر يتكلموا فيه مع الناس إنهم مكتوب كتابهم من شهر ومحبوش يعلنوا وإن دي حريتهم الشخصية ومحدش له دعوة يعلنوا أو ميعلنوش وإن اللي عمل فيهم كدة هيتجاب وهيروح في ستين داهية وإن فرحهم بعد أسبوع ويعزموا الناس كمان إحنا بكدة عملنا اللي علينا ولو موافقين يبقي نجيب المأذون دلوقتي ونكتب كتابهم وقدامهم أسبوع يجهزوا فيه كل حاجة .
تحدثت ماجدة بموافقة
_ عداكي العيب يابتي إحنا موافقين
وتابعت حديثها وهي تطلب من أخيها
_ ابعت هات المأذون ياخوي وخير البر عاجله.
كادت مكة أن تنطق بالرفض أمامهم جميعا فهي حياتها وليس من حق احد أن يقررها مكانها ولكن رأت نطرات ذاك العاشق المترجية لها أن توافق ونظرات والدتها وخاليها الصارمة فنظرت إليه مرة أخرى وجدته تائها في ملكوتها فحدثتها عيناه
_ بحق الله حبيبتي كفى منكي جفاء فلا ټعذبي قلبي أكثر من ذاك .
أجابته عيناها
_ ولكن لايصح لاترجوني بعيناك فأنا لن أستطيع أن أستمر ولا أن أمضي طريقي معك .
بنفس نظرات الرجاء طلب منها
_ إذا امنحيني فرصة كي أثبت لكي أنك خاطئة لا تعاندي القدر فهو من وضعك في طريقي وأسكن قلبك في ضلوع قلبي وأغلق عليكي أتعاندي النصيب حبيبتي !
قلبت عيناها پخوف وصل إليه واعترفت اعترافها الأول الذي جعل قلبه كاد يشق ضلوعه ويسكن بين يداها
_ أحببتك بل عشقتك يامن كس رت كبريائي وحط ت أسوار قلبي ولكن قلبي لن يسامحك ولن يتحمل البقاء بجانبك وسترى ماذا أنا فاعلة بك أيها الآدم .
فاقا كليهما على صوت المأذون يردد لآدم الذي مد يداه في يد خالها وكله منتبه معها
_ ردد معي يابني وأنا قبلت زواجها على سنة الله ورسوله وعلى ملة الإمام أبي حنيفة النعمان.
وأخيرا قالها العاشق الولهان وصارت تلك الأبية ملكا له ولن يفرط فيها مهما كان وكأن رب السماء أكرمه وأكرم قلبه المهان في عشقها
وردد وهو ينظر داخل عيناها بقوة
_ وأنا قبلت زواجها على سنة الله ورسوله وملة أبي حنيفة النعمان.
نزع المأذون المنديل مرددا بمباركة
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
هتافات المباركات عليهم من الجميع وانفضت المشكلة وارتاحت قلوبهم جميعا عدا قلب تلك المكة المشت عل بالني ران مما حدث الآن إجبارا عليها
ثم تحدثت هند إليهم
_ ممكن ياجماعة نسيبهم لوحدهم بقى علشان من حقه يشوفها يتكلموا مع بعض شويه هو خلاص بقى جوزها على سنه الله ورسوله وفرحهم بعد اسبوع وكمان علشان يعملوا البث المباشر على طول ونخلص من الموال ده كله النهاردة .
اړتعب داخلها من مجرد فكرة أنه سيراها أيعقل أنهم سيأخذوها هكذا من الدار إلى الن ار في وجهة نظرها لقد أجبرت على الزواج منه ولم تبدي رأيها وعاملوها كالأمة
عادت من شرودها على صوت والدتها تردد لها بأمر لايقبل النقاش
_ قومي غيري هدومك
متابعة القراءة