رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
وجنتل وواجه من غير فرد عضلاتك على واحدة ست يامتر .
لم يلقى بالا لكلامها المستفز ووضع يداه على صدرها وأزاحها ناحية الحائط قائلا ببرود ق اتل
_ خليكي على مبدأك ياسوبر هيرو واجمدي اكده علشان خاطر هوريكي الجح يم على الارض دلوك يابت سلطان
وعلى نفس تثبيته لها في الحائط وقبضته كما هي جذب ريمود الشاشة وأشعله على موسيقى عالية كي لايسمعه من بالخارج فتحدثت هي
_ ايه هطلع عقدك عليا دلوك يامتر ولا ايه
ثم ضړبته بقبضة يداها الصغيرة في صدره مرددة بعصبية
_ فووق ياماهر ميلقش عليك الحاجات داي !
جز على أسنانه پغضب من طريقتها المستفزة لها
_ إنتي مالك بالماضي ملكيش دعوة بيه
واسترسل حديثه الغ اضب
_ وبعدين انتي بقيتي تتدخلي كتير في اللي ميخصكيش واللي مدتكيش الاذن تتكلمي فيه.
كانت تنظر إلى قبضتاي يداه المحكمة بشدة عليها وداخلها يرت عب ولكن نظرة عيناها تدل على الصرامة مما أوحى له أنها لاتهابه فيزداد العند اكثر من ذي قبل ويتوعد لها أكثر من ذي قبل
ثم تحدثت وهي تحاول إفاقته بطريقة أكثر برودا
_ هو انت مفكر انك بطريقتك داي هتخ وفني منيك مثلا ! أو المفروض اني أبوس ايدك واقول لك بعد عني وسيبني أخرج !
_ متخلقش لسه إللي يخوف رحمة سلطان المهدي ولا يهز لها شعرة ولا إنه يدخلها الجح يم غير رب العباد لو حكم عليها باكده .
استدعت شياطين الإنس والجن الآن بقوتها أمامه فهو لا يحب المرأة القوية لأنه تذكره بتلك الفرح فقد كانت قوية لأبعد الحدود وهو كان ضعيفا في محبته أمامها ومنذ أن ذاق منها الويلات واڼهارت حياته على يداها وخسر نفسه من عنادها وكبريائها وتجبرها عاهد نفسه منذ ذاك الوقت بأن لايعرف الضعف طريقه أمام أي أنثى وتلك الرحمة أقوى من أي أنثى نظراتها تحوى شراسة كنطرات الصقر الذي لايهاب أحدا مما جعل داخله يتحداها
_ لو قربت مني هقت لك وهق تل نفسي ياماهر .
اقترب منها ولم يهمه ټهديدها وهو يصيح في وجهها
_ اقت ليني يمكن أستريح من عذ ابي والدنيا المرة اللي أني عايش فيها خلصيني من حياتي وريحني من قلبي اللي خلاني أحبها قبلك وماټ ت بس قبل ماتم وت كانت نهت على كل حاجة حلوة في حياتي
_ مسبتلكيش حاجة حلوة تعشيها معايا مسبتلكيش غير الوج ع والروح المرهقة اللي هتخلي حياتك معاي مملة ملهاش طعم ولا لون ولا ريحة .
شعرت بآلامه ومدى قهره وياويل الرجال حين يقهروا رغم مافعله بها الآن إلا أنها تعلم أنه ليس على طبيعته ولم تهب منه أو تحزن منه بل حزنت عليه وعلى ضيقه المهلك له
فجذبت حجابها وارتدته على رأسها وثبتته بإحكام ثم جلست أمامه ولم تبتعد عنه إلا مسافات قليلة وبدأت بتقويته
_ انت مليكش صالح بيا ومتربطش علاقتي بيك بعلاقتها اللي ماټ ت واندف نت ببعض
أني حاجة وهي حاجة تانية خالص يعني مثلا هي كانت بتحب الضوضاء والسهر والشرب والشغب أني عكسها خالص أني بحب الهدوء ومليش في السهر ولا حوارات الديسكو أني من طينتك ياماهر صعيدية شكلك بالظبط عاداتنا واحدة وتقاليدنا عارفينها وحافظينها انت اخترت طريقك غلط من البداية وكملت فيه وعاندت التكافؤ الاجتماعي بالظبط شكل ماتكون عملت الشاي بالملح اهنه جسمك كله هيرفض الحاجة الغريبة داي وعلشان انت تعبت في عمايله رفضت ترميه لحد ماقرفت وبطنك ۏجعتك وکرهت الشاي بسبب غلطك في الاول
واسترسلت حديثها وهي تحثه على أن ينسى الماضي
_ وبعدين مالك يا حضرة الأفوكاتو ياللي دارس الشريعة والقانون انت بتعترض على حكم الله في ابتلاؤه ليك انسى ياماهر ومتبقاش قانط من رحمة الله وتكتب من القانطين عنديه .
رفع رأسه ولأول مرة منذ عشر سنوات ينظر لأحدهم بذاك الضعف وهتف بۏجع
_ طب هي وهتتعوض بتي اللي ملحقتش أسمع صوتها اللي فارقت الحياة من قبل ماتبتديها اللي ماټ ت بسببها أنساها كيف
ابتسمت له وأجابته
_ عمرها اكده في الدنيا وبعدين بص لها من الناحية الإيجابية مش لو كانت جت الدنيا وشافت امها بالشكل دي كانت هتبقى حياتها عامله ازاي وكانت هتتربى في البيئة اللي انت مش راضي عنيها دي ازاي
لو بصيت لها من ناحية الصح يا ماهر هتعرف ان ربنا كرمه كبير قوي علينا وان الحاجه اللي احنا شايفينها صعبة ومستحيلة ومن حقنا نعيشها ونلمسها وسبحانه بياخدها منينا ظلم
لا دي ظلم لنفسنا احنا
وبعدين وعسى ان تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون
فوق من غفوة الماضي وعيش الحاضر وكفاية ألم سنين بحالها
وأكملت حديثها وهي تنظر له بعشق
_ في ناس حواليك بتحبك وبتتمنى
وجودك في حياتهم ومش عايزين من الدنيا غيرك ياماهر .
قبل أن يرد عليها صدح صوت الآذان عاليا هز قلبه وجعله عاد إلى عقله المفقود وقام من مكانه وأخفض صوت الموسيقى وردد وراء المؤذن مايقوله بقلب خاشع مما أعاد الطمأنينة إلى قلب تلك الرحمة
وبعد الانتهاء ردد الدعاء المعروف عقب الآذان فلسانه تلقائيا معتادا عليه لما له من فضل عظيم
يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة
وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة .
ثم عاد إلى مكانه وجلس أمامه معتذرا عن ما فعله بها وعن وحشيته معها
_ أني بعتذر لك عن اللي حصل كنت خارج إرادتي ومعرفش عميلت اكده إزاي وخصوصي إن الھمجية مش طبعي وبعد اكده لما تلاقيني في الحالة داي همليني لحالي .
على نفس نظراتها المبتسمة تشبست برأيها بوجودها جانبه كي تدخل السرور على قلبه وتشعره بمدى أهميته عندها
_ مش ههملك مهما يكون يامتر انت بقيت قدري المتعب بس على قلبي زي العسل .
أخذ نفسا عميقا ثم نبهها
_ هتتعبي معاي قوووي وانتي لساتك صغار على التعب وياي عاد يابت الناس .
_ مهما كان التعب ومهما كانت الاشواك هتحملها أني عارفاني مبحسش بطعم الحاجة السهلة لازم أتعب واعافر علشان لما تبقى ملكي أحس بطعمها الجميييل ومفرطش فيها واصل .
_ يااااه أحلامك لسه خضار ملوثتهاش المبيدات البشرية علشان اكده بحذرك اختاري لك طريق سهل ومتزرعيش في أرض بور مش هينوبك منها غير خ راااب زرعتك اللي أهل كتك وقت ومجهود .
_ متقلقش طالما العود خضار يبقى هيتحمل أي عاصفة تواجهه الرك على الأصل يامتر .
_تمام يعني موافقة أجي أتقدم لك واللي فيه الخير يقدمه ربنا
الى هنا وانقلبت نظراتها المبتسمة إلى ۏجع ثم ابتلعت ريقها و أجابته
_ مش قبل مااسمعها منك ياماهر .
ادعى عدم الفهم
_ هي ايه دي اللي عايزة تسمعيها بالظبط
أردفت بحاجب مرفوع ونظرة غاضبة
_ والله ! إحنا هنلعبوا حاوريني ياكيكا ولا ايه !
ولا إنت هتشغل دماغ خط المحاكم على رحمة يامتر انت فاهم كويس أنا أقصد ايه .
لم يريد الخوض في تلك الأحاديث أكثر من ذلك وتهرب من حصارها متسائلا إياها دون أن ينظر إليها
_ قولي لي عملتي ايه في القضية اللي كلفتك بيها عرفتي توصلي لحاجة تدل إن ده مش السارق وإنه برئ .
فهمت من تهربه أنه مازال يكابر ففضلت الهروب معه أيضا فتلك اللحظة ليست مناسبة لذاك الاعتراف
_ تمام لسه موصلتش لنتيجة بس قربت وأوعدك هبهرك
ثم قامت من مكانها قاصدة الحمام الموجود في الغرفة وجلبت علبة الاسعافات ووضعتها أمامه قائلة بمداعبة وهي تشير إلى چرح وجهه
_ اتفضل يامتر داووي وشك لأن شكل حد رسم لك خريطة مصر عليه .
رفع حاجبه باستنكار وأمسك المرآه ورأى وجهه وانصع ق من مظهره وكاد أن يلقى بغضبه عليها وجدها اختفت من أمامه خوفا على نفسها من رد فعله فابتسم أخيرا على أفعال تلك الصغيرة وبدأ بمداواة جرحه .
في منزل سلطان عاد عمران وسكون وجدا البيت هادئ وساكن فرحمة لم تأتي من المكتب بعد كادت سكون أن تدلف إلى غرفة زينب للاطمئنان عليها إلا أن عمران منعها
_ له متقلقيهاش سبيها نايمة أني مابصدق انها تبطل سهر وفكر وتنام وتريح أعصابها شوي .
هزت رأسها بتفهم ثم صعدت بجانبه ولكنه نظر حوله يتفحص ما إذا كانت تلك الحية موجودة أم لا ولكنه لم يراها ولم يسمع لها صوتا وسيارة والده لم تكن في الخارج فاستشف عدم وجودهما وعندما صعدا إلى الطابق الثاني فجأة حملها بين ذراعيه مما جعلها تتأوه من فجأته وهي تحرك قدميها في الهواء باستنكار
_ أااااه في ايه ايه اللي جرى لك بس !
نزلني ياعمران لاحسن حد يشوفنا ومنظري يبقى وحش .
غمز لها بشقاوة ثم قبلها من وجنتها قائلا
_ عبد الباسط حمودة بيقول ايه
بيقول الجو هادي خالص والدنيا هص هص وأنا وانت ياحبيبي ونجوم الليل وبس
ضحكت بشدة على مراهقته ومشاغبته وطريقته وعضت شفتيها السفلى بخجل
_ وه ! انت عايز ايه بالظبط وناوي على ايه
نظر إليها باشتهاء
_ ناوي على كل خير بإذن الله بس إنت روق معايا اكده يابطل .
شهقت بذهول من طريقته
_ لااااا معقولة عمران الرزين بيقول الكلام دي والله مامصدقة حالي !
أدخلها شقتهم وأنزلها أرضا وجذبها من خصرها قائلا
_ عمران يقول للفرسة بتاعته كيف ماهو عايز ويدلعها وينسيها اسمها كماني
ثم ألصقها بأحضانه وداعب وجنتها مكملا
_ هو إنت مش عايز تدلع يابطل ولا ايه
تململت بين يداه تحاول الفكاك
_ أني تعبانة ياعمران ونفسيتي النهاردة خلت مودي مش تمام ممكن أدخل أنام دلوك وبعدين نشوف حوار الجو الهادي دي بعدين .
ضربها بخفة على كتفها ناهرا إياها
_ده نجوم السما أقرب لك من اني أفوتك النهاردة أني صاحب مزاااج وعليكي وعد ولازم تنفذيه وحوار الخلعان دي سبيكي منيه علشان مهيجبش فايدة مع عمران ياعيون عمران.
قطبت جبينها بعبس وابتعدت عنه
_ وعد ! وعد ايه دي إن شاء الله ياسي عمران .
جذبها إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
_ أااااه ده إنتي بتنسي بقي ياداكتورة تمام أفكرك لما
متابعة القراءة