رواية جديدة بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
شفتاي مجدي منقطعا
_ الحقني ياخوي اني تعبان قوي من عشية ومقادرش اتحرك من مكاني هات المفتاح اللي انا سايبه معاك وهات دكتور بسرعة وتعالى لي .
كاد عامر أن يتحدث ولكنه استمع الى الهاتف سقط ارضا من يد أخيه فقام سريعا من نومه وارتدى ملابسه وأخذ المفاتيح وهاتفه ونزل إلي أخيه في سرعة البرق
وصل إليه ودلف الى الغرفة وجد أخيه مغشيا عليه حاول افاقته ولكنه لم يستطيع وفورا هاتف الطبيب الذي أتى على عجالة من تكرار عامر لرناته
بعد حوالي تلت ساعة أتى الطبيب وقام بفحصه ثم تحدث لعامر وملامحه منزعجة
_ اخوك حالته صعبة جدا جدا ولازم يتنقل المستشفى فورا.
_ ماله ياداكتور دول شوية برد عاديين
حرك الطبيب رأسه برفض واجابه
_ لا مش برد عادي تقريبا هو عنديه ربو على صدره ودور البرد بقاله كذا يوم وهو همل في نفسه لحد ماتقلب لحمى ولازم يتنقل المستشفى حالا.
انقلب وجه عامر رع با ثم تمتم
_ طيب هنقله حالا في عربيتي بس حضرتك هتاجي ورانا ولا هتعمل ايه
اجابه الطبيب وهو يلملم أشيائه
_ أه طبعا جاي علشان هباشر على حالته بس بسرعة لأن مفيش وقت .
قبل أن يحمله عامر حذره الطبيب وهو يمد يداه
_ استني عنديك خد البس الكمامة داي والجواندي كمان علشان اللي عنديه معدي .
في غصون نصف ساعة نقله عامر الي المشفى العام بقنا واستلمه الأطباء كي يتعاملوا معه
أما هو وقف مكانه يفكر فيما آلت إليه حالة أخيه من وراء جموده وتصلب مشاعره
شعر بنغزة في قلبه وملامات شديدة كلما نظر في وجهه وتذكر مافعله به وما ارتكبه في حقه واتبع مسار الشيطان
وقف يجول بعقله سنوات مضت وهو يتذكر كيف أثرته ابتسامتها وضحكاتها وكلماتها التي اخترقت قلبه واتبع هوى الشيطان
فلاش_باك
ض رب زر الجرس بإصرار لأجل أن تفتح فهي تعلم من الطارق ثم دق
الباب بيداه مرددا
_ افتحي يامها اني عارف انك جوة وسمعاني وعارف انك مطنشاني واني مش ماشي من اهنه إلا لما أعرف مالك متغيرة اكده ليه
كان تقف وراء الباب وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها لأجل أن لا يسمعها ولكن حينما سمعت شدة طرقاته اخافت أن تلفت أنظار الجيران ويسمع بها أحدا
فتحت له الباب وجذبته من يداه وأغلقت الباب وهدرت به بحدة
_ ايه الطريقة اللي انت بتخبط بيها على الباب داي ياعامر انت اتجنيت ولا جرى لمخك حاجه لما تسمع الناس بيا !
_ مالك يامها كنتي بټعيطي ليه
مسحت دمعة فلتت من عيناها وأردفت بتوتر
_ ها .. مبيعطش ولا حاجة انت عايز ايه
أصر على سؤاله
_ لا كنتي بټعيطي وجامد كماني وباين على وشك الدموع وفي نبرة صوتك القهر احكي لي مالك وأني زي اخوكي .
هنا اڼفجرت دموع عينيها وهي تردد من بين شهقاتها
_ تعبت ياعامر من معاملة اخوك ليا مش موجود جمبي ولا حاسة إني ليا وجود في حياته من الأصل وكل لما اطلب منه الاهتمام يرمي لي فلوس ويقول لي اخرجي هاتي اللي نفسك فيه وكل تفكيره شغل وفلوس لما حسيت إني عايشة في البيت ده زي الكنبة والكرسي .
كانت تشكي همها وهي تشهق بشدة من ذاك الإنسان الآلي التي تعيش معه ثم تابعت
_ وفي الاخر اكتشف إنه بياخد رشاوي وعمولات من الحړام وشغل من تحت الترابيزة زهقت اني وهو واتخانقنا بسبب الموضوع ده وقلت له بدال المرة ألف نعيش على قدنا ولا ندخل لقمة حرام بيتنا يقول لي ده شغل وبرضا الطرفين متشغليش بالك إنتي لحد ما تعبت وطلبت منيه الطلاق ماهو مفيش في حياتي حاجة تربطني بيه لكن امي وقفت في وشي وبهدلتني وأصرت اني اكمل معاه واني بدلع
ثم رفعت عيناها المغشية بالدموع وسألته
_ طيب بذمتك ياعامر مش هو اخوك وانت ادرى الناس بيه وبطبعه الجامد اني بفتري عليه وبتدلع
بقيت حاسة إني العيب فيا من كلامه وكلام امي وبقيت كارهة نفسي وشايفاني وحشة وبقيت بتمنى الم وت كل لحظة وثانية .
لان قلبه لدموعه فهو يعلم طبع أخيه الجامد والمتصلب وهي لن تخترع ثم اقترب منها ومد يداه ومسح دموعها بحنان تفتقده من اقرب الناس إليها وهو يحاول تهدئتها
_ طيب معلش متزعليش منيه وخليها عندي اني وكل لما تحسي انك زهقانة وهو ضاغط عليكي كلميني واني هجي لك نقعد مع بعض واخفف عنك وجعك إنتي متعرفيش غلاوتك عندي قد إيه إنتي بقيتي اكتر من اخت يامها.
أحست بحنانه عليه وأنه الوحيد الذي تفهم تفاصيل مشكلتها وأنه الوحيد الذي طبطب على چروحها وصدقها بأنها لم تفتري عليه ولن تخلق أكاذيب من الهواء كما تنعتها والدتها وزوجها دائما وصعب عليها حالها وانف جرت في البكاء مرات ومرات لم تعرف عددها
كان واقفا أمامها قلبه يتق طع لبكائها ثم بحركة عفوية منه ألقاها الشيطان في أذنيه ظنا منه أنه يخفف عنها أمسك وجهها بكلتا يداه وباطنها تحتضن وجنتاها ويمسح دموعها بكلتا إبهامه وهو يحنو عليها
_ طيب معلش متعيطيش بقي دموعك بيقطعوا فيا وبيكرهوني في اخويا والود ودي اروح اخانقه علشان خاطرك .
تخدر جسدها من حركته كما تخدر عقلها وحركت وجهها وهي تتمسح داخل باطن يداه باحتياج لتلك اللمسات الحنونة التي أشعرتها بأن إحساسها لن يم وت كانت مغمضة العينين ثم بحركة عفوية منها وضعت كلتا يداها على يديه استشعر لمساتها ودق قلبه لأول مرة بين ضلوعه وأصبح يب تلع أنفاسه بصعوبة بالغة من منظرها الآخاذ فالأنثى في أشد لحظات ضعفها واحتياجها لرجل لمست حنانه تكن في أصفى حالات جمالها
ثم هدأت قليلا واستكانت وصدح صوته بهمس
_ هديتي ياغالية ولا لسة
فتحي عيونك يامها.
فتحت أعينها بتمهل نظر لعينيها بعمق لأول مرة فرغم أن جفونها محاطة بالدموع إلا أنها لامعة وبريقها خطفه وأشعره بالاحتياج مثلها
ثم غمغم وقلبه ينبض
_ تعرفي إن عيونك حلوة قووي .
ابتسمت قليلا ثم قالت
_ انت الوحيد اللي شايف أنهم حلوين .
بادلها الابتسامة بمثلها وهتف بتأكيد
_ لا هما حلوين فعلا وهما اللي بيشفوش صح عيونهم عميانة .
تنهدت بضيق
_ وهيفيدني بإيه أنهم حلوين ملهمش لازمة .
التوي ثغره باعتراض
_ لااا مين قال اكده دي العيون عالم تاني خالص كلامهم بيرشق في القلوب مبيتنسيش وبسمتهم بتنور الكون للأعمى ورمشهم هوا للحران في عز الن ار العيون دي اجمل حديث يتقال من خلالها لأي حبيب وحبيبة علشان اكده قبلتهم رغبة .
تاهت في كلامه الجميل الذي تمنت أن تسمعه ولو مرة من زوجها ثم سألته
_ إنت عرفت الحاجات دي منين
كلامك جميييل قووي ياعامر أول مرة اسمعه .
أمسك كلتا يداها واحتضنهم بين يداه واجابها
_ الكلام ده مش محتاج علام دي فطرة في اي إنسان عادي ربنا خلقنا نحب ونتحب ونحس ببعض ونعاتب ونلوم بعض وقت الزعل .
لوت شفتيها بامتعاض واردفت
_ أني ومجدي مبنعملش اكده واصل دايما پنتخانق على أقل التفاهات من كتر الملل اللي أني عايشاه بسببه
ثم
أتى ببالها سؤال سألته إياه
_ هو إنت ياعامر لو مرتبط وفي حاجة مزعلاك من الطرف اللي معاك هتتعامل إزاي
سحبها من يدها وجلسا كلتاهما على الأريكة وكانوا بالقرب من بعضهم ثم أجابها
_ شوفي ياستي وقت الزعل لما ناجي نعاتب نستني ساعة الضيقة تعدي الأول ونهدي حالنا ونروق اعصابنا ليه بقي هقول لك علشان في الوقت ده الإنسان بيبقى ڠضبان اووي وممكن لسانه يقول كلام جارح للطرف اللي قدامه وهو مدريانش فالطرف اللي قدامه مهما تكون قوة تحمله لازم يبقى ليه رد فعل لأنه انجرح ورد الفعل مش هيعجب الطرف التاني خالص لانه في شدة غضبه وكلمة من ده على كلمة من ده العاړكة تشتغل ومع كل عاړكة القلب بيشيل لحد ما يفيض والطرفين وقتها هيكرهو بعض لمجرد أنهم مبعدوش وقت الڠضب وكل واحد فضل يدي للتاني لما شبع
أما بقى لو استنوا وقت وأدوا لنفسهم فرصة يهدوا ويخرجوا الشيطان من بينهم وقتها هيبقى بدال العاړكة عتاب هادي وملام من غير چرح والمشكلة هتنفض بكل سهولة لأن كل طرف قعد مع نفسه الأول اټخانق شوية معاها وطبطب شوية عليها وادى شوية اعذار للطرف التاني فالبتالي العقل في شدة الڠضب زينة اي راجل وست .
كانت تستمع إليه باهتمام بالغ راقت لها كلماته ودت لو رمت نفسها داخل أحضانه الآن ولكنها خجلت من الفكرة ذاتها ثم ردد لسانها
_ ياه على كلامك الجميل ياعامر حلو قووي قوووي ودخل قلبي بس للأسف مينفعش معاي إحنا مفيش بينا اني ومجدي حوار اصلا ولا أخد ورد عملي من الدرجة الأولى لحد ما فقدت الأمل
ثم التمعت عيناها بالدموع مرة أخرى وداخلها ينعى حالها البغيض رأى لمعة عينيها بالدموع فسألها
_ طيب ليه الدموع داي تاني يابت الناس ماكنا
هدينا وروقنا.
انقلبت الدموع إلى شهقات عالية من شدة ۏجعها فوجد حاله يأخذها لأول مرة بين أحضانه وياليته مافعل تمسكت به وكأنها غريق تعلق بقشة النجاة أما هو جسده تفاعل مع حركتها تلك هي في أحضانه وأنفاسها بجانب اذناه ورائحتها عبئت صدره وتمسكها به جعله يشعر بالإثارة داخله
ثم دف ن رأسه في رقبتها وهمس في أذنيها برغبة
_ ريحتك حلوة قووي مميزة وتسحر .
عودة_من_الباك
فاق من شروده على صوت الطبيب يردد
_ للأسف إمكانيات المستشفى هنا متنفعش مع حالة اخوك لازم يتنقل المستشفى العمومي .
نظر عامر بأسى للطبيب على حالة اخيه ثم هتف بموافقة
_ تمام ياداكتور اللي تشوفه زين لحالته نعمله ونبدأ من دلوك .
هز الطبيب راسه بموافقة وأبلغه بأنه سيبدأ في إجراءات نقله الآن في سيارة الإسعاف الخاصة بالمشفى وتركه وذهب
اما هو قرر مهاتفتها لأجل ان تأتي كي تقف بجوار زوجها المړيض وهو في أشد حالات مرضه وبالفعل قام بمهاتفتها وقص عليها ماحدث واڼصدمت من حالة مجدي المتدهورة وأبلغته بقدومها في الوقت والحال.
محدش يقول لي البارت قصير البارت داخل على ٦٠٠٠ كلمة
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم
دمتم في رعاية الله وأمنه
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_الخامس_عشر
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبيبتي سكون أبشري لقد عشقتك پجنون وفي هواكي صرت مفتون فأنت أصبحت دوائي من الحرمان وفي دنياكي سكنت الجنان
اقتربي مني تدللي وتغنجي فأنا سأفرد لكي بساط غرامي كي ټقتحمي عالمي كالفرسان
فانا مغرم لا أشبع ومن عيناكي لا أزهق ففي اقترابك نسيت الأحزان
متابعة القراءة