رواية روز، ٢
المحتويات
العديدة
إنتهي الحفل بسلام وانصرف الحضور عدا ذاك الذي شعر بأن العالم أجمع لم يتسع فرحتهتوجه إلي طارق وتحدث باحراج طالبا العون منه
عمي طارقأنا كنت عاوز حضرتك تكلم سيادة العميد بإنه يسمح لي أقعد مع سيلا لوحدنا
ثم تحمحم كي يجلي حنجرته واسترسل علي استحياء
وكمان عاوز سيلا تقعد معايا بشعرهاأظن ده أصبح حقي
إتسعت أعين طارق وتحدث بارتياب
يا ليلة مش فايتةإنت عاوزني أروح ل ياسين اللي هو أصلا مش طايق نفسه النهاردة وأقول له الكلام ده!
واستطرد مستفسرا بفكاهة
قطب جبينه وتحدث متعجبا
هو حضرتك ليه محسسني إني قولت لك إني حاجز لها أوضة في أوتيل وعاوزها تروح تبات معايا فيها!
واستطرد بنبرة معترضة
دي بقيت مراتي وطلبي ده من أبسط حقوقي
وضع كفه فوق كتفه وتحدث بحميمية كي يراضيه
يا حبيبي أنا عارف إن كلامك كله صح وطلبك ده منطقي ومن حقكوموافقك عليه جدالكن ياسين حساس قوي من ناحية الموضوع ده مش عارف ليه
واستطرد ليزيل عنه ضيقه
علي العموم ماتزعلشأنا هروح أكلمه وإن شاء الله هقدر أقنعه
ومحاولة إقناعه بالأمر وذهبا معا إلي ياسين حيث جن جنونه ورفض ببادئ الأمر لكنه بالأخير رضخ واستسلم للواقع المر بعد مداولات عدة من مليكة وطارق
صعدت إلي غرفتها وابدلت ثوب خطبتها الرسمي واستبدلته بثوب هادئ باللون الزهري المنقوش بثلثي كم مفتوح من الصدر فتحة بسيطة حيث اظهر بياض جسدها الناعموأعادت تصفيف شعرها وجعلته مفرودا بمنظر يسر الأعين ويحبس الأنفاس
نزلت الدرج وجدت جميع أفراد عائلتها الصغيرة يجلسون ببهو المنزل بإرهاق بعد عنائهم طيلة اليوموما أن رأها حتي هب واقفا من مكانه لاستقبالها وبدون إدراك بات يتطلع عليها بانبهار مما جعل ياسين يستشيط من داخله لكنه تمالك من غضبه وحجمه بعد أن أمال عز رأسه قليلا في لفتة منه مطالبا إياه بالتحلي بالصبر والهدوءتنفس عاليا وصمت مجبرا
تعالي يا كارم
تحمحم وتحدث باستئذان من الجميع
بعد إذنكم
أما عزكان يجلس باريحية واضعا ساقا فوق الأخري فأراد مداعبة ذاك العاشق وتبيهه معا فتحدث قائلا بملاطفة
براحتك يا حبيبي
واستطرد بغمزة من عينه
بس مش براحتك قوي
إبتسم لدعابته وتحرك تحت زفرة قوية خرجت من ذاك الحانقتنهد عز وتحدث بنبرة ساخرة
مالك يلا فيه إيهإنت ليه محسسني إنه هيدخل عليهاما تعقل كدة وتسيبك من الجنان اللي راكبك ده يا ياسين
تنهد بضيق فاسترسل الأب بذكاء كي يخرجه من تلك الدائرة المغلقة
ثم بسط ذراعه وربت بقوة فوق ظهره وتحدث بتفاخر ظهر بين بنبرات صوته المبتهجة
طول عمرك وإنت مشرفني ورافع راسي في الجهاز يا ياسين
نجح بالفعل في إستقطاب تركيز نجله الذي إندمج معه بالحديث وأردف بنبرة مفتخرة وملامح وجة بشوش
تربية معاليك وتلميذك يا باشا
إبتسم له باستحسانأقبلت عليهم مليكة تتقدم العاملة التي تحمل بين ساعديها صينية فوقها قدحان من القهوة قد صنعتهما خصيصا لذاك الثنائيوتحدثت إلي عز وهي تشير بكفها للعاملة كي تتقدم
القهوة يا عمو
تسلم إيدك يا حبيبتي...نطقها وهو يلتقط خاصته تلاه ياسين الذي نطق وهو ينظر لها بابتسامة حنون بعدما حاوط كتفها وقربها منه بحميمية
تسلم إيدك يا مليكة
بابتسامة هادئة عقبت
بألف هنا يا حبيبي
أما بالداخل
بعد أن رافقتهما منال وباشرت علي جلوسهما بالأريكة خرجت وأغلقت خلفها باب الحجرةكانت تجاوره الجلوس وهي تفرك كفاي يداها بعضهما البعض بتوتر ظاهر
أما هو فتطلع عليها بنظرات منبهرة
وهو يبلع ريقه وتسائل داخلهكيف لحبيبته أن تكون قادرة علي إبهاره بروعتها دائما بهذا الحدفهي رائعة بجميع حالاتهامد يده وأمسك كفها وجدها باردة كالثلج من شدة توترها فتحدث بابتسامة حنون
إيدك ساقعة قوي. هو إنت إزاي كل حاجة فيكي حلوة قوي كدةيها
إنت غيرتي الفستان ليه يا سيلاده كان حلو قوي ومخليكي زي باربي
احتضنته ثم تحدثت بمشاكسة علي تساؤله البرئ
يعني الفستان اللي أنا لبساه ده وحش يا عزو
هز رأسه نافيا وأردف
ده كمان حلو قوي يا عروسة.
علي الفور تيقن كارم بفطانته أن الصبي أتي واصطحب شقيقه الأصغر لتنفيذ أوامر والده ليس إلاوبالفعل هذا ما حدفقد إستغل ياسين إنشغال عز بالحديث مع طارق ومليكة ومنال وغمز بعينه إلي نجله الفطن مشيرا باتجاه الغرفة القاطنة بداخلها شقيقته وزوجهاوعلي الفور فهم الفتي مغزي والده وتوجه بالفعل كي يجلس بصحبتهما ورأه الصغير فهرول لاحقا بشقيقه الأكبر
نظرت إلي حمزة لائمة إياه فغمز لها بطرف عينه مستفزا إياها بمداعبةفابتسمت له بسماجة واشاحت عنه بصرها بطريقة طفولية جعلت الفتي يبتسم علي شقيقته وتصرفاتها الطفولية
أما كارمفقد شعر بالاستياء من تمادي ياسين معه والتضييق عليه
متابعة القراءة