رواية بقلم شهد محمد
المحتويات
في أحد قرى الصع كان يجلس في عقده السادس ذات لحية وشارب كث وبنية عريضة وهيئة قاسېة لا تعرف اللين تجعل كافة أهل
قريتهم تهابه وتحسب له ألف حساب فكان يجلس داخل مندرة داره حين دلف إليه أخاه سائلا بوجل
كيفك يا أخوي
نظر له عبد الرحيم واجابه بعجرفة
أحسن منك يا جلب أخوك خير چاي ليه !
أجابه سع شقيقه الأصغر في قلة حيلة
والله يا خوي وشي منك في الأرض .....بس أعمل ايه الحوچة واعرة و أني محتاج جرشين انت عارف مصاريف الدوا والحكمة كتير وانا مبقاش حيلتي غير خلجاتي اللي عليا
زغره عبد الرحيم واطلق ضحكة صفراء متشفية قائلا
تأهب سع وهو يتذكر ذلك الحدث منذ سنوات ورد بصدق دون ادنى مجاملة
العشم ده علشان انت اخوي ولا دي كمان نسيتها يا عبد الرحيم وايوة انا وجفت مع عادل چوز خيتك علشان ده حج ربنا وأنت كنت عايز تضلله تاكل حقها في الأرض
سطع الحقد ب الأخر وقال من بين أسنانه
وأنت كنت مفكر حالك حامي الحمى أنت والبومة مرتك لما وجفتوا جصادي
احتدت نظرات سع عند ذكر زوجته وهدر منفعلا
صدر من فمه صوت ساخر متهكم وأضاف وهو ينهض من جلسته ويربت على منكب أخيه
ياريت تكونوا مرتاحين ما كل حاچة ما راحت أهو چوزها خد كل املاكه واملاك اختك وكتبها م واحد غريب عننا وكمان چوزه البنية وخلاه يكوش على كل حاچة المره السو اللي اتجوزها
ضړب سع كف على أخر وقال م رضا
دع الخلج للخالج ملناش صالح والبت مرتاحة مع جوزها واظن انت كل فترة بتروح تطل عليهم بنفسك
ربنا يسعدهم يا خوي وأعذرني مش هعرف افك ضيجتك أنا داخل على انتخابات ومحتاج كل جرش معايا
أطرق سع رأسه في حرج وقال وشعور الخذلان يفتك به
عذرك معاك يا خوي .....عن اذنك ألحج صلاة الظهر في الچامع
مع السلامة يا خوي والجلب داعيلك
قالها عبد الرحيم ببسمة مصطنعة وملامح مقتضبة وهو يتتبع أخاه به إلى أن غادر ليهمس بغيظ وب يسطع بهم المكر
ظلت الشكوك تعصف به حين لم يجد المفتاح الذي اكتشف اختفائه بالصدفة حين اتاه الحارس صباح اليوم وطلبه منه كي يهذب النباتات النامية عليه ويزيل الحشائش الضارة كيفما يفعل كل فترة وآخرى كي لا تعيق فتح الباب إن لزم الأمر وحين لم يجده بدرج مكتبه ثارت ثائرته ولم يتحمل تلك الشكوك التي داهمته و رغم نكرانها إلا أن قلبه يخبره أنها هي وراء اختفائه ولكن كيف!
هل حقا تخرج دون علمه!
وإن صدق حدسه فإلي أين تذهب ومع من!
ظلت الشكوك تتأكل رأسه مما جعله يشعر أنه سيهوي على حافة الجنون إن لم يجد تفسير منطقي للأمر انتشله من حالته تلك دخول الحارس له مهرولا ومنكس الرأس
لامؤاخذة يا بيه والله ما عارف عقلي خرب ولا ايه!
عقد يامن حاجبيه ب متجهم للغاية جعل الأخر ي ه بتوجس قائلا وهو يمد ه له
لقيت المفتاح معايا .......والله يا بيه ما فاكر خدته امتى من جنابك بس الحمد لله أننا لقيناه ما الصنايعية يجوا يركبوا الباب الجد
تعلقت ناعستيه الثائرة بالمفتاح لثوان معدودة أن يلمح طيف خلف باب مكتبه ليتنهد في عمق ويقول بنبرة ثابتة تخالف ضجيج رأسه
حصل خير يا مسعد وملوش لزوم تخليهم يغيروا الباب تقدر تنضف الزرع اللي حوليه وين ترجعلي المفتاح تاني
وعند سماعها لجملته الأخيرة تسللت لغرفتها وأقفلت
بابها بحرص ثم تنفست بإرتياح وكأنها أزاحت حمل ثقيل عن كاهلها لتحل رابطة شعرها وتبعثره بها وهي ترتمي على الفراش تتذكر كيف حاكت مكتها خر من غرفتها بالصباح
Flash back
فقد تسللت دون ان يلحظها أحد إلى موضع جلسة الحارس الذي ما أن لمحها هرول مترقب لأوامرها لتأمره هي بنظرات زائغة وهي تمسد جبهتها مدعية الألم
عم مسعد عندي صداع ممكن تجبلي حاجة من الصلية
تحت أمرك يا هانم ثواني والدوا يكون عندك
قالها وهو يرفع طرف جلبابه ويهرول خارج بوابة المنزل مسرعا بينما هي تقدمت بخطوات حريصة ما أمنت محيطها وتقدمت لغرفته الملاصقة للبوابة
تبحث بيها عن سلسلة مفاتيحه وما أن وجدتها زفرت بارتياح
متابعة القراءة