رواية بقلم شهد محمد

موقع أيام نيوز


ذاتها عناء استكشاف بواطنها وذلك الشيء كان يحزنها فتلك ليست طباعها ولذلك ادركت أن صديقتها محقة كونها أصبحت بالفعل معقدة.
تناولت نفس عميق وهي مغمضة ال حين لفحها ذلك الهواء العليل الذي داعب شعرها وجعله يتراقص معه في سنفونية ممزوجة بالشجن الحزين فكانت تقف أمام تلك الشرفة المطله على ذلك الجمال الساحر وتلك ااحات الشاسعة التي ينتشر بها الحقول الخضراء المبهجة التي فور النظر لها ت طاقتك السلبية وتمدك بالراحة ...ولكن غالبا لا يؤثر هذا بها كثيرا فلم تحظى بالراحة منذ أن
رافقت خالها تظل ملازمة لغرفتها ولا تغادرها إلا للضرورة عندما يلحون عليها...نعم تنال ترحيب من الجميع ولكن شعور غريب من عدم الراحة يرافقها....

واه ما هتمليش من جعدت الشباك دي
قالتها قمر بود وبطيبة استشعرتها نادين بها منذ اول وهلة لها ببيت خالها فقد اتها كثيرا لعفويتها وجمال روحها الذي ينعكس على كل طباعها قطعت شرودها الدائم قائلة بملامح ذابلة و سكن بها الحزن
أصل المنظر حلو أوي يا قمر والهوا تحسي انه نضيف يريح الأعصاب.
عقبت قمر بخفة تشاكسها كي تخرجها من تلك الهالة الكئيبة التي تحاوطها
واه وانا اعصابي معتروجش ليه ما أنا بجالي سنين أهنه ومحستش بحاجة واصل
ابتسمت نادين ببهوت واجابتها
لو كنت عيشتي في القاهرة مكنتيش هتقولي كده كنت هتعرفي الفرق.
انا اندليت لهناك مرة مع حامد وبصراحة عندك حج القاهرة چميلة بس زحمة جوي وهواها يطبج على النفس
فعلا القاهرة زحمة وهواها مختلف عن هنا...
لتقول قمر سبب مجيئها 
طب يلا همي معاي عمي شيعني ليك عشان تجعدي معانا على الغدا
تنهدت نادين وعقبت وهي تشعر بتقلص معدتها
مليش نفس يا قمر ومش عايزة انزل
أصرت عليها قمر وأخذت تلح ولكن نادين كان ليس لديها أي رغبة في ترك غرفتها ولا شهية لتناول الطعام طرقات الباب وصوت خالها الذي صدح من الخارج اجفلهم سويا
يلا يا بتي الوكل هيبرد
ست
قمر طرف وشاحها الأسود وغطت به فمها قائلة وهي تهم بالخروج من الغرفة
اهو چالك اتلجي وعدك بجى
تنهدت هي وقامت من جلستها حين دلف عبد الرحيم وقال م رضا
وهالك يا بت غالية هتفضلي حابسة حالك إكده
فركت نادين ها واجابته متحججة
انا مش حابسة نفسي بس..
قاطعها هو بإصرار
من غير اعذار همي مش هحط لجمة في خشمي من غيرك
تنهدت بقلة حيلة وأومأت له بطاعة
وهاهي تجلس بينهم شاردة بواد اخر تعبث فقط بطبقها دون أن تمسسه حين هدر صوت ونيسة زوجة خالها وهي تلوي شفاهها
هو الوكل مش عاچبك ولا إيه
انتبهت لحديثها وردت بهدوء مجاملة
لأ يا طنط الأكل جميل يسلم اك
لم تلق بال لإطراءها بل كل ماشغلها هو
واه ايه طنط الماسخة دي جوليلي ياما ونيسة كيف باجي الخلج ولا انت مستعلية تجوليها يا بت غالية
ات نادين غصه بحلقها من أسلوب زوجة خالها القاسې والخالي تماما من أي لين وقد استشعرته ما أن وطأة قدميها ذلك المنزل فهي تتعمد أن تلقي بالحديث المتهكم عليها.
وكونها تر استرجاع قوة نادين القديمة اجابتها
متعودتش اقول الكلمة دي لأي حد
هنا زغرها عبد الرحيم بنظراته وقال بمسايرة
هملي البنية يا ونيسة هي كيف
ما تعودت
اعترضت ونيسة متهكمة وهي تطالع نادين بنظرات تقطر بالحقد
اهملها كيف هي العجربة احسن مني في ايه علشان تقولها يا أما وانا لع
تناوبت قمر النظرات بينهم وهي تعلم أن والدة زا لن تمرر الأمر مرور الكرام بينما حاول حامد التدخل
ياما ملناش صالح بحد وين بنت عمتي لساتها مخدتش عليك
كيف يعني
اعترضت ونيسة على دفاع ولدها في حين فاض الكيل ب نادين لتلقي بمعلقتها داخل الطبق محدثة صوت عالي لفت أنظار المحيطين لها وقالت بنبرة ثابتة تخالف ارتجاف دواخلها وذلك الخواء التي تشعر به صامدة كي توقف تلك السة عند حدها ما اهانت لتوها أكثر شخص يعني لها
العة اللي بتتكلمي عنها هي اللي ربتني وافضالها مغرقاني وعشت سنين معاها عمرها ما چرحتني بكلمة وكانت بتسامح ورغم إني عشت سنين بعاملها على انها عدوتي بس عمري ما حسيت بغربة معاها زي ما أن حاسة وانا بينكم...
قالت أخر جملة ب يتحجر بهم الدمع ولكنها تماسكت لأخر لحظة و هرولت لغرفتها تاركتهم يتناوبون النظرات بينهم ليصدر صوت عبد الرحيم ناهرا زوجته
عچبك إكده يا غراب البين مش جادرة تحطي لسانك اللي بينجط سم ده في خشمك
لوحت ونيسة بها وقالت بلا اكتراث
انا معش الدلع الماسخ ده من يوم ما جبتها وهي عاملة علينا هانم وراسها لفوج
جز عبد الرحيم على نواجذه بغيظ واخبرها بصرامة وبصوت جهوري جعلها تنتفض فوق مقعدها
اسمعي ملكيش صالح بيها واصل و خشمك ده تجفليه على الأخر وهي صوح ست الهوانم دي تحتكم على اللي اهلك كلتهم ميحتكموش على ربعه فاهمة ولا لع يا غراب البين
هزت ونيسة رأسها وهي تلوي فمها بينما قمر كانت تطرق برأسها وتتناول طعامها خوفا ان ينالها نصيب من حديثه اللاذع
الذي ه للتو ل حامد دون أن يعير وجودها أي اهمية
وانت يا ولدي
 

تم نسخ الرابط