رواية بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


طعامه بهدوء إلى أن استمع إلى والدها يقول بسعادة قد رسمت على ملامحه بدقة صادقة
والله البيت منور يا يزيد يابني
أجابه يزيد مبتسما هو الآخر فقد كان نصر بوجهه البشوش يجعل النفوس صافية
ده بنورك طبعا يا نصر بيه
ابتسم والدها بهدوء تنحنح ثم قال بحرج شديد وهو يضع الملعقة بطعامه قبل أن ينظر له
بصراحة يعني يابني إحنا كنا خايفين منكم ومقلقين كلنا على مروة... يعني هتروح بيت منعرفش فيه حد وكمان السبب مش طبيعي بس الحمدلله أنت طلعت راجل تقدر تصون بنتي لحد النهاردة مروة عمرها ما اشتكت وباين على وشها السعادة
ابتسمت بسعادة وهي ترى والدها يمدحه فهو محق للغاية بكل كلمه قالها ولكن لم يقول أن العشق حليفهم الآن أخفضت يدها إلى أسفل الطاولة لتتمسك بيده بشدة وهي تبتسم بوجهه بينما هو تصنع الابتسامة رغما عنه لم يكن قادرا على فعلها الرجل يمدح به يقول أنه رجلا يقول أنه صان ابنته ألا يدري ما الذي يريد فعله بها إلى الآن ألا يدري أنه لا يختلف شيئا عن السارق لقد أتت الكلمات بمقټل عن حق فهو لا يريد أن يستمع إلى أي من هذه الكلمات التي تمدح رجولته فليس عنده ذرة منها من الأساس يكاد يختنق صدره على قلبه ليسحقه أسفله ويلقى

حتفه..
سحب يده الذي قبض عليها بشدة من أسفل يدها وتؤكد هي بتلك الفعلة على حديث والدها.. أنه ليس كذلك!
استغربت فعلته فنظر إليها في محاولة منه أن يبتسم ويلقي كل شيء خلفه الآن حتى لا يلاحظ أحد ما يحدث معه وقد اقتنعت هي بعد أن قال بجدية
الحمدلله شبعت.. سفرة دايمه تسلم ايدك يا ميار
ابتسمت له بهدوء وأجابته قائلة
بالهنا والشفا
وقف على قدميه ثم ذهب إلى غرفة الصالون بعد أن استأذن منهم لينفرد بضميره ويخرسه حتى لا يكتشف أحد أمره أو تلاحظ زوجته ما يحدث له وتمطر فوق رأسه أسئلة لا يعلم لها إجابة..
ذهب خلفه والد زوجته ليجلس معه بينما بناته منهم من تصنع الشاي للجميع والأخرى تضع محتويات السفرة بمكانها المناسب داخل المطبخ..
أتت مروة بصينية الشاي وخلفها شقيقتها التي قدمت لوالدها الشاي وجلست جواره بعد أن وضعت مروة الصينية على الترابيزة أمامهم وفعلت شقيقتها المثل لزوجها وجلست جواره..
تحدث نصر قائلا بجدية وهو يسأل زوج ابنته
هو كل شغلك هنا في المصنع يا يزيد
أجابه بفتور معتقدا أنه يتبادل معه الحديث فقط
آه
نظر الآخر إلى ابنته وقد عاود نظره إلى زوجها وتحدث بجدية قائلا
أنا عارف من قبل جوازك من مروة أنك شغال هنا وليك بيت كمان وكنت عايش فيه.. ليه مرجعتش تعيش هنا أنت ومراتك أظن العيشة هنا أحسن ليك ولمروة كمان
ترك الكوب من يده ثم نظر بانزعاج إلى زوجته والذي أعتقد أنها من قالت لوالدها أن يقول ذلك حيث أن آخر نقاش بينهم حذرها من أن تتحدث بهذا الأمر أعاد نظره إلى والدها وتحدث بجدية شديدة
لأ مش أحسن ولا حاجه أنا بتابع شغلي عادي ومروة كمان عايشة كويسة معانا.. إن شاء الله هنيجي هنا لكن لما ظروفي في الشغل هناك تتحسن شويه
شعرت باختلافه في الحديث عن زي قبل نظرت إلى والدها الذي وجدته يهز رأسه إليه متفقا معه قالت بهدوء وابتسامة
تعالى يا يزيد شوف البيت واوضتي.. عن اذنك يا بابا
ذهبت معه إلى غرفتها دلفت معه وأغلقت الباب خلفها فلم يعطيها فرصة للحديث وقال هو بانزعاج
أنت اللي قولتي لوالدك يقولي كده صح
نظرت له باستغراب ودهشة فهي لم تتحدث مع والدها بشيء وهو فقط كان يتجاذب معه الحديث قالت بنفي
لأ مش صح أنا مقولتش حاجه
ابتسم بسخرية وهو يتجه ليجلس على الأريكة

التي بالغرفة وتحدث
بتهكم قائلا
لا يا شيخة عايزه تفهميني أنه هو اللي قال كده من نفسه!
اتجهت ناحيته ووقفت أمامه تنظر إليه بضيق من حديثه وأفعاله غير أنه لا يصدقها قالت بحنق وانزعاج
آه يا يزيد هو اللي قال من نفسه والمفروض لما أقولك حاجه تصدقني أنت عارف إني متعودتش على الكدب
وقف أمامها وتغاضى عن الأمر برمته متحدثا بهدوء وجدية تحي ملامحه
ماشي يا مروة مصدقك.. أظن لازم نمشي بقى قدامنا طريق طويل وسفر
من هنا للبلد أنت قاعدة معاهم طول اليوم وادينا المغرب أهو
استغربت حديثه ولكنها كانت متوقعة ذلك تحدثت باستنكار وهناك ما تخطط له
ايه ده هو إحنا هنمشي
نظر إليها بهدوء وتحدث مجيبا إياها بجدية شديدة
آه لازم نمشي
الوصول إليه بل هي أسهل شعور تختار 
مرافقته فقط عليك الاختيار الصحيح
ثم إن تنوي تحقيقها
اليوم التالي
جلست جوار شقيقتها في الشرفة ينظرون على المارة من أسفلهم تتحدث كل منهن وتروي للأخرى ما يدور معها ارتشفت ميار من فنجان القهوة وتحدثت سائلة إياها باستغراب بعد أن استمعت حديث شقيقتها الغريب عليها
للدرجة دي بتحبيه!
أخذت الأخرى نفس عميق وزفرته بهدوء مجيبة إياها وهي تقف على قدميها متقدمة من سور الشرفة
بحبه يزيد كلمة حب قليلة عليه
وقفت شقيقتها متقدمة منها وهي
 

تم نسخ الرابط