رواية بقلم ندا حسن
المحتويات
لقد كان صديقه الأقرب مثل سامر وهناك علاقة جميلة تجمعهم سويا تركه منذ ذلك اليوم لأنه لم يعد يسكن هنا ومع ذلك أوصى شقيقه عليه حتى يهتم به ويرعاه ولكن كان مختلف كما كل المرات التي رآه بها ربما هو يشعر بمرارة الفراق كما فعل يزيد سابقا..
أصبح لديه شريك في الإسطبل أيضا وهناك ابن له فرح يزيد عندما علم ذلك الخبر ولا يستطيع أن ينسى مدى فرحة ابنه إياد بالصغير..
لبينما يسير الجواد بهدوء في الأراضي كما تلك الليالي البعيدة..
تحدث قائلا وهو يوزع نظره على الأراضي ويستنشق رائحتها بشغف وقد لعب الاشتياق دوره معه اشتياقه لبلدته وأهله
نظرت حولها مثله وهي تعلم ما الذي يجول بخاطره ابتسمت بسخرية وتحدثت بخبث وعبث قائلة
لأ فيه حاجه اتغيرت
سألها باستغراب وجدية وهي ينظر إليها
ايه هي
أردفت بعبث وخبث تحمله كلماتها له داخل طياتها
بقى عندك تسعة وتلاتين سنة
عاد إلى الخلف وهو يعلم ما الذي تريد قوله هذه البغيضة وإذا تمادت معه سيخبرها هنا أنه مازال في سن شبابه
قصدك ايه بقى يا مدام مروة..
أجابته بهدوء وجدية مصتنعة ولكنها لم تخلوا من المكر الذي اكتسبته منه كما أشياء أخرى كثيرة
مفيش يا حبيبي أنا أقصد يعني أن التغير في السنين بتعدي بسرعة أنت مثلا بقى عندك تسعة وتلاتين سنة وأنا عندي تلاتة وتلاتين سنة أنت
استدارت تنظر
إليه بعد أن سألته لتحصل من على إجابة قالها بخبث وعبث
لأ هو اللي قدامي ده بتاع خمسة وعشرين سنة كده وحش زي ما هو
ضحكت بصوت عال واستدارت تنظر أمامها ثم أكملت حديثها قائلة بجدية
لأ بجد حاسه أن السنين جريت كده مش متخيلة أن إياد عنده تمن سنين تصدق أنه أصلا بيتكلم بعقل راجل كبير ولا ورد أم أربع سنين المفعوصة دي..
تنهد بعمق وأغمض عينيه لثانية ثم فتحهما وأردف قائلا مجيبا على حديثها
ماهي السنين كده يا مروة... لازم تجري بينا
صمت لبرهة ثم تساءل باستغراب وجدية
صحيح هي ورد فين
هتفت مجيبة إياه بهدوء وابتسامة
بيحبها جدا فعلا وحنين زيك يا مروتي وقلبه رهيف مش بيحب يزعل حد
نظرت إليه باستغراب يتحدث وكأنه لا يعرف ابنه أنه لم يكن مثلها في يوم ربما طيب القلب ولكن كل شيء به مثل والده
هو آه حنين وطيب لكن هو مش زيي خالص إياد تصرفاته كلها زيك بيحاول يقلدك في كل حاجه حتى الكلام بحسه راجل صغير في نفسه أوي
ابتسم وهو يعلم ذلك جيدا ابنه يفعل كل شيء مثله تماما حتى في حديثه يحاول أن يكون رجلا يظهر ذلك أردف بجدية
ضحكت بصوت عال بعد أن استمعت كلماته حقا هو مثله تماما لقد اشتاقت لهم كثيرا منذ أن سافر تامر إلى دبي للعمل هناك منذ سنة تقريبا لم يروا بعضهم إلا عبر شبكات التواصل اشتاقت إلى شقيقتها وطفلها كثيرا..
تصدق وحشوني أوي..
بس هانت أهو إجازاتهم كمان شهرين
أردف بخفوت وهو يقترب منها قائلا
يرجعوا بالسلامة
يارب
تحدثت بجدية مرة أخرى وهي تعود إلى طريق المنزل لتستطيع أن تنعم بطعم الراحة قليلا
نرجع بقى علشان أرتاح شويه أنا ھموت وأنام
أومأ برأسه إليها فهو الآخر مثلها تماما يود أن ينام ولا يستيقظ إلا غدا عند الظهيرة
أيوه يلا أنا كمان عايز أرتاح شويه
صباح اليوم التالي
الجميع يجلس على طاولة الطعام فاروق يترأس الطاولة وعلى جانبيه
زوجاته الاثنين وابنه والدته وجوارها إياد وعلى قدميها ورد وفي الجهة الأخرى يجلس يزيد وزوجته ومعها يسرى تحمل طفلها وجوارها زوجها سامر..
منذ الأمس والجميع بخير وأكثر من كان يشعر بالسعادة هي والدتهم شعورها بالسعادة يكون مضاعف عن الجميع عندما ترى أولادها جميعا ومعهم أولادهم وبالأخص يزيد لأنها كانت تشعر بالتقصير معه ولأنها شعرت أيضا أنها هي وولدها الأكبر من جعلوه يعيش التعاسة في بعد زوجته عنه..
يتناولون المواضيع وهم يأكلون بهدوء والأمور بينهم بخير هند منذ أن علمت ما الذي فعلته إيمان بالجميع وهي تحاول أن تكون الأفضل في كل شيء وقد فعلتها سريعا دون مجهود لأن الجميع كان قد اكتفى من أفعال إيمان حتى شقيقها ولكنه مع ذلك لا يستطيع التخلي عنها..
بينما هي كانت تشعر بالقهر بسبب وجودها بينهم مھددة دائما كلما فعلت شيء هددها فاروق برميها خارج البيت لتكون وحدها ټعذب روحها وټنتقم منها أحيانا تشعر أنها السبب بكل ما حدث بسبب كرهها ل مروة وارادتها في أن تكون كل شيء بهذا المنزل ويأتي بخلدها أن الله عاقبها بعدم إنجابها إلى الآن دون وجود سبب ثم تعود مرة أخرى إلى شيطان عقلها وتفعل المزيد والمزيد من المواقف
متابعة القراءة