رواية بقلم ندا حسن
المحتويات
عمه ومنزله فقد حبه وزوجته فقد ابنه وعالمه فقد كل شيء في سبيل إرضاء عائلته وهم الذين بعثروا كل شيء يخصه بفرحة صغيرة..
كل شخص يحصد ما زرعه وهو كان يود الإعتذار من أكثر الأشخاص تضررا ولكنه لم يأتي إليه استغفر كثيرا لعلى ربه يغفر له ما فعله طوال هذه السنوات استغفر ربه لعله يغفر له ظلمه للبشر وټدمير حياتهم وقبل مۏته مطالبا منهم أن يجعلوا يزيد يسامحه ويدعوا له بالمغفرة..
هذا هو الإنسان
مهما فعل ومهما حدث هو في النهاية له يوم يلقى به ربه وكلما أقترب هذا اليوم شعر بحجم الکاړثة التي كان يفعلها وإن كان يريد مقابلته وهو مستعد لذلك فعليه بالقرب الدائم منه.. ليس فقط عندما يشعر بأن النهاية اقتربت فيقرر أن يطلب السماح والمغفرة..
بقى يزيد هناك يومان فالحزن يخيم على الجميع أتت الكوارث خلف بعضها لذا كان عليه البقاء هذه المرة..
وبعد كل ذلك لم يجعل فاروق إيمان تعود إلى المنزل.. لقد طفح كيله منها ولا يريدها إلى الآن مؤكد لن يقوم بالانفصال عنها ولكن قبل خبر مۏت عمه كان يفكر في شيء سيفعله قريبا وسترضخ له هي رغما عن أنفها..
كان يعلم أنها لا تحب مروة ولا تحب شقيقته هي الأخرى ربما كانت قريبة من والدته لأنهم كانوا يريدون نفس الشيء وهو الأڈى إلى تلك المسكينة يعلم أنها قوية وتفعل ما لا يخطر على البال وحقا فعلت وكان آخرهم هو قتل زوجة أخيه وطفله!..
لبقى طوال عمره نادم على كل شيء نادم على زواجه نادم على ما فعله بأخيه نادم على كل شيء حقا..
حاول شقيقها أن يحادثه أكثر من مرة ولكنه رفض التحدث معه بشأنها مطالبا بأن يبقوا بعيدين عن بعضهم فترة دون التحدث في أي شيء ثم سيذهب هو بنفسه إليها لتعود إلى منزلها..
سيفعلها قريب سيجعلها تعود مرة أخرى ولكن على الوضع الجديد عليه هو الآخر أن يفعل ما يحلوا له!..
بعد أن عاد من الخارج وحضرت هي الطعام جلسوا على سفرة الطعام الخاصة بهم يأكلون بهدوء كما كل يوم يأكلون فيه بالمنزل منذ أن أتى بها إلى هنا وهو كثير من الأيام يتناول معها الطعام في الخارج ليجعلها تشعر بالتغير والسعادة لا يعلم أن السعادة تكون بجواره في أي مكان!..
يومك كان عامل إزاي.. شكلك كده مش مبسوط
زي كل يوم بس الشغل نايم شوية الفترة دي
وضعت يدها على يده الموضوعة على السفرة مبتسمة بهدوء تربت عليها وتحسه على أن كل شيء سيصبح على ما يرام
كله هيبقى كويس يا حبيبي
طول ما أنت معايا يا مروتي
ابتسمت بوجهة برقة شديدة وحب فياض ثم عادت لتناول الطعام وفعل هو المثل وكم كانت هذه من أسعد اللحظات بحياتهم.. أو بحياة أي شخص آخر أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أن كل شيء سيكون على ما يرام فهذا قمة السعادة أن يكون لك رفيق درب يشعرك دائما أنه يقف جوارك ويساندك فهذا فائق من الحب
مرة أخرى تحدثت وهم يتناولون الطعام قائلة بجدية
بكرة الجمعة لما هتنزل تجيب طلبات البيت هنزل معاك
سألها باستغراب وجدية هذه أول مرة تريد أن تذهب معه إلى التسوق وجلب طلبات منزلية كما كل أسبوع!
اشمعنى بكرة بالذات يعني.. عمرك
ما نزلتي معايا
ابتلعت الطعام ونظرت في طبقها وهتفت بهدوء دون النظر إليه
هجيب حاجات
مرة أخرى يسألها وهو ينظر إليها وكم كان غبي في هذه اللحظات ألا يرى احمرار وجهها
ما أنت بتكتبي ورقة الطلبات وبجبها كلها!.
حاجات خاصة يا يزيد
ابتسم بخبث ومكر كما عادته ثم وقف هو الآخر بيده طبق طعامه وتقدم خلفها إلى المطبخ ليقول باستغراب مصطنع
آه.. طب ما تكتبي في الورقة بردو وأنا أجيب اللي أنت عايزاه وخليكي هنا
أبتعدت عن رخامة المطبخ ونظرت إليه لتراه يتحدث بجدية حقا!.. هل هو لا يفهم أقتربت منه وأخذت الطبق من يده لتضعه خلفه على الجزيرة التي بالمطبخ ثم وقفت أمامه مباشرة وتحدثت قائلة بجدية
ممكن أسألك سؤال
أومأ إليها برأسه مؤكدا لها
بأن تتسائل عما تريد لتفاجئه بوضع إصبع يدها السبابة بجانب رأسه سائله إياه بتهكم وسخرية
هو هنا فيه ايه.. قلقاسه
ابتسم بخبث بعد حديثها ليضع . ثم تسائل هو الآخر بمكر وعبث وهو يشير إلى مقدمة صدرها بعينه عقب حديثه
وجوا هنا فيه ايه.. مهلبية
ضيقت ما بين حاجبيها مجيبة إياه بصوت خافض وهي تقترب من وجهه
تعرف أنك ساڤل!
وزع نظرة على كل شيء بها ثم تحدث بعبث ولا مبالاة
مش أول مرة تقوليلي كده
ثم عادت للخلف خطوة تبتعد
متابعة القراءة