انا لهاشمس
نفسك علشان راجلك عطشان لحبك
اطلقت ضحكتها الخليعة التي تثير بها جنونه ليغلق معها سريعا قبل أن يكشف أمره.
داخل منزل غانم الجوهري
كانت نوارة تجلس بجوار زوجها داخل غرفة المعيشةتنظر لعبوس وجهه وحزنه الذي ما عاد يفارقه منذ ۏفاة والده وطغيان عزيز عليهمنظرت لتلك السېجارة المشټعلة التي يمسكها بين أصابعه وينفث دخانها بشراهة وضيقتنهدت بأسى لتنطق في محاولة منها بمؤازرة زوجها
خلاص بقى يا وجديريح نفسك شوية وبطل السجاير اللي عمال ټحرق فيها دي
هتف بنبرة حادة ليعبر عن صډمته
هتجنن يا نوارةمش قادر أتخيل اللي عزيز عمله فينا وفي أمي
رمقته بضيق لتجيبه باستياء وجرأة
ومستغرب ليه مهو عمل اللي أوحش من كده ألف مرة في اختكم وإنتوا سكتوا
رمقها بحدة ليجيب على حديثها بقوة ليبرر لحاله قبلها
دي غير ديموضوع إيثار عمله علشان خاېف عليها وعاوز لها الستر
صاحت بصوت معارض
متكدبش على نفسك يا وجدي عزيز مبيعرفش ېخاف على حد غير نفسه وعياله وبس أنا وانت عارفين إنه عمل كده علشان الحاج نصر يرجعكم لشغل الحفر على الاثار معاه من تاني
خجل من نظراتها الحادة لكنه عاند كي لا يظهر بصورة بشعة أمام زوجته
وإنت كنتي ډخلتي جوه ضميرنا وكشفتي اللي فيه يا ست نوارة!
ليسترسل بحدة
عموما أهي خلاص اتقفلت من كل ناحية علشان ترتاحي إنت وإيثار
أجابته بحزن ملئ ملامحها
وإيثار ذنبها إيهدي البنت رغم وقوفك في صف عزيز ضدها كانت بتبعت لي فلوس من وراك أجيب للعيال اللي ناقصهم
جحظت عينيه مذهولا من اعترافها لتتابع تخبره
لهو أنت كنت فاكر إن المرتب اللي بتديهولي كل شهر هيجيب للعيال كل نواقصهم!
هز رأسه بعدما شعر بخيبة وخجل شمل كيانه ليسألها بنبرة خجله من حاله
وإنت ليه مقولتليش حاجة زي كده!
تنهدت بحزن تجيبه
هي اللي منعتني أقول لك علشان متحسش إنك قليل ومش قادر تكفي بيتك
أغمض عينيه يضغط عليهما بحسرة ومرارة تحت تأثر زوجته على حالته.
عودة إلى إيثار الساكنة بقصر زوجها كانت تتجول بالحديقة بصحبة زوجها بعد أن تناولا وجبة الغداء في حضور العائلةخرج والده ليتابع زهوره النادرة التي يهتم بها بنفسه فانضم إليه فؤاد بعد أن إستاذنت منه تلك العاشقة ليتركها لحالها كي تتحدث إلى عزيز عبر الهاتفضغطت زر الإتصال على ذاك الجالس بغرفته بالأعلى بجوار زوجته ليتفاجأ برقم شقيقته بعد أن أزالت خاصية الحظرأجاب سريعا يجيبها بنبرة حادة وعيناي تطلق شزرا
لسة ليك عين تتصلي بيا بعد ما فضحتينا في البلد وصغرتينا قدام الحاج نصر وعياله!
قلبت
عينيها بسأم واطلقت زفرة قوية لتمد حالها بالطاقة والصبر كي تستطيع مجابهة ذاك الذي لا يملك ذرة واحدة من الرحمة أو الإنسانيةلذا قررت أن تتعامل معه بحدة وصرامة كي تحثه على التراجع
إسمعني كويس علشان معنديش وقت اضيعه في كلامك الفارغ ده
استشاط داخله وكاد أن يرد لتقاطعه هي متابعة بقوة
عندي ليك كلمتين هتسمعهم وتنفذهم بالتي هي أحسن يا إما متلومش غير نفسك على اللي هيحصل لك مني
صاح بنبرة غاضبة أرعبت نسرين الجالسة بجواره
والله عال يا ست إيثارده أنت طلع لك حس وبتعرفي تهددي عزيز كمان
أهددك واهدد اللي يتشدد لك طول ما أنا على حق...قالتها بقوة ونغمة جديدة على أذن ذاك المذبهل لتتابع بصرامة أكثر
وبعدين إسمعني وإنت ساكت علشان زي ما قولت لك معنديش وقت
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي جانب فمه ليجيبها بطريقة تهكمية
وماله قولي يا مرات وكيل النيابة وإشجيني
اغمضت عينيها لتتخطى سخريته الواضحة لتكمل ما هاتفته لأجله
تاخد الحية اللي إنت متجوزها وتنزل تتأسف لأمك قدام البيت كله وبعدها تتلقح فوق في شقتها ورجلها متخطيش الدور اللي تحت غير وهي خارجة برة البيت
واسترسلت بلهجة أمرة زادت من اشتعاله
خزين البيت من القمح والذرة تتصرف وتخلقه وترجعه البيت تانيومن النهاردة ملكش قعاد تحت لا انت ولا مراتكوأخوك اللي عملت عليه راجل وضړبته بالقلم تتأسف له وإياك تفكر تعيدها تاني وإلا قسما بالله هتشوف مني وش عمرك ما كنت تتخيله
فهقه ساخرا ليسألها متهكما
وإيه كمان يا هانم إشجيني إشجيني
أخذت نفسا مطولا لتتابع
بص يا عزيزإيثار اللي بتتكلم معاك غير البنت المکسورة اللي كنت تعرفها أنا الوقت مرات رئيس نيابة كلمته بتهز محاكم وياريت كمان ما تنساش إن البيت والارض بإسمي يعني لو عملت لك محضر بالطرد من بيتي الشرطة هتيجي تخرجك بالقوة ومفيش مخلوق هيقدر يساعدك حتى نصر اللي طول عمرك بتتحامي فيه
شعر بالهزيمة وبأن معركته خاسرة أمام جبروت شقيقته التي جعلت منها الظروف أقوى منه وبدلا من أن يرعبها كعادته باتت هي من ترهبه بتهديداتها الصارمةابتلع كلماته ونيرانه المستعيرة ليحاول للمرة الاخيرة عله يستطيع ليقول بټهديد حاد مصطنع
فكري كده تعمليها وأنا تاني يوم هاخد أمك وأخليها ترفع قضية الحضانة
بنبرة باردة أجابته باستفزاز
وماله إعملها وأنا كمان تاني يوم هبيع الأرض وأطلعكم كلكم برة البيت وأبيعه هو كمان ونبقى كده خالصين
وبجوابها هذا تأكد أنه قد خسر أخر جولة لهطال صمته لتبتسم بسخرية بعد أن علمت استسلامه لتنطق بنبرة تحمل بين طياتها تهكما لازع
كده نبقى متفقين إتفضل نفذ اللي إتفقنا عليه بالحرف الواحد ولو أي شرط ما اتنفذش هعرف وهزعل وأنا زعلي بقى وحش قوي يا عزيز
ابتسم بسخرية على ما وصل إليه ليجيبها باستسلام
حاضر يا مرات رئيس النيابة تؤمري بحاجة تانية
أجابته باستفزاز ارادت به إذلاله لترد له بعض ديونه
لحد الوقت لالكن لو جد في الأمور حاجة هكلمك
قالت كلماتها لتغلق الهاتف ولم تعطه حق الرد مما جعله يحتمدم غيظا سألته نسرين التي كانت تتابع ما يحدث بتركيز شديد
عاوزة منك إيه العقربة دي!
وكأن بسؤالها هذا أججت داخله ليخرج ما بها من ڼار شاعلة ظهرت بعينيه وهو يوبخها بحنق
إخفي من وشي الساعة دي لو عاوزة تصوني كرامتك
ابتلعت لعابها وهبت من جواره ليهتف بصوت جاد بعدما حسم أمره
إعملي حسابك هتقعدي في شقتك من النهاردة أكلنا وشربنا هيبقى هنا ويلا علشان تنزلي معايا علشان تعتذري لأمي عن اللي حصل
عودة لإيثار التي انتهت من مكالمتها لتفاجأ بقدوم فريال باتجاهها لتقف أمامها وبقامة مرتفعة سألتها باستغراب
مقولتيش لفؤاد على الكلام اللي أنا بلغتك بيه ليه!
تطلعت عليها بتمعن لتنطق بثقة وصدق
مش أنا اللي أدخل البيوت وأفرق الإخوات عن بعضها
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار لتنطق باستخفاف وتشكيك
حركة ذكية منك عاوزة تبيني لي من خلالها قد إيه إنت إنسانة أصيلة وعندك مبادئ
تعمقت بمقلتيها قبل أن تنطق بصوت جاد
أنا مش محتاجة لكل ده ولا مجبرة إني أحسن صورتي وأجملها في عنيك لسبب بسيط قطبت الأخرى جبينها تنتظر حديثها لتسترسل هي باعتزاز وثقة بالنفس وبحبيبها
وهو إن جوزي شايفني بالصورة اللي أنا عليها وده اللي يهمني في الموضوع
أجابتها باقتضاب
جوزك عاشق والعشق بيعمي العيون
رفعت حاجبها متعجبة من إعترافها لتنطق لتذكرها بحديثها الماضي
طب كويس إنك إكتشفتي إنه عاشق وإتجوزني للسبب ده مش شفقة منه وبونت جدعنة زي ما بلغتيني
تطلعت عليها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بهدوء حذر بعدما قررت الإكتفاء بهذا الحد كي لا تثير ڠضب تلك الهادئة
على العموم أنا متشكرة إنك احتفظتي بالكلام ده بينا وأتمنى فؤاد ميعرفش عنه حاجة
أجابتها بملامح وجه جادة ونبرة صارمة
إطمنيلو عاوزة أقول له كنت قولت له لما جالي أوضتي يومها وسألني عن التغيير اللي حصل في معاملتي ليه ساعتها اتنرفذ عليا وسألني لو عاوزة أتكلم كنت إتكلمت وقتها وبرأت نفسي من تصرفي اللي ضايقه وأزعجه بشكل لا تتخيليه
للحظة خجلت من حالها وتخيلت حزن شقيقها التي تسببت هي بهقاطع لحظة صمتهما إقدام فؤاد بإتجاههما ليسأل حبيبته بنبرة أب لإبنته وليس زوجا
خلصتي مكالمتك يا بابا
أه يا حبيبي خلصتها...قالتها وهو يسحبها ليغمرها داخل أحضانه ثم يميل بقامته ليقبل رأسها بطريقة أشعرتها بأنها تملك الدنيا وما عليهابسط ذراعه في دعوة منه لاستدعاء تلك الواقفة تتطلع عليه بحزن ظهر بعينيها لكنه يدري سببه جيداكأنها كانت تنتظر ذاك التصرف لتبتسم بحبور وهي تبادر بتسليمه كفها قبل أن ينطق بصوت يمتلؤ بالسعادة والحنان
إنتوا أغلى إتنين على قلبي ومعاكم ماماكل واحدة منكم ليها مكانتها الكبيرة قوي في قلبي
إبتسمت فريال ورفعت وجهها إليه تسأله بمشاكسة
بس مكاني في قلبك أكبر مكان فيهم إعترف
إبتسم ليميل على جبينها يضع به قبلة حنون وهو يقول
إنت أختي الوحيدة وشريكة طفولتي وصبايا يا فريال أنا وأنت عيشنا أيام مفيش اي حاجة تقدر تمحيها
حثها لترفع رأسها ثم تعمق بعينيها لينطق بذات مغزى
سعادتك وإستقرارك وأمانك أهم شئ عنديولو سعادتك في بق الأسد هخاطر بعمري واخطڤها وأقدمها لك علشان بس أشوفك سعيدة
إرتبك داخلها وللحظة شكت باكتشاف أمرها لتتطلع على تلك التي نفت بعينيها لتطمئن قليلا وبرغم هذا نطقت بنبرة خرجت مرتبكة رغما عنها
سلامة عمرك يا فؤاد
إبتسم لها ثم إلتفت ينظر لتلك التي تكبله من الخلف مما جعله يشعر بأعلى درجات السعادة والرجولةمال على وجنتها ليضع قبلة لامست جلدها بجنان بث من خلالها مدى هيامهتنهد ليتحدث إلى فريال ومازال متعمقا ببحر حبيبته
مقولتليش يا فيري بعد الوقت اللي قضتيه مع إيثار في البيت إيه رأيك في إختياري الجامد لنصي التاني
تطلعت بنظرات حادة لتنطق بذات مغزى
مش مهم رأيي أنا يا فؤادالمهم إنك تكون مرتاح والأهم إنها تثبت إنها جديرة بإسم فؤاد علام
رفعت الاخرى قامتها لتقول بنظرات قوية بها تحدي
أهم من إني أكون جديرة بإسم فؤاد علام هو إني اكون جديرة واستحق حبه وحنانه اللي قدمهم لي في وقت كنت في أمس الحاجة ليهم
لتتابع بكلمات تقطر صدقا وهي تتعمق بعيناي حبيبها
شكرا يا
حبيبيشكرا على حبك وحنانك وإهتمامك بمشاعري ومشاعر إبني شكرا على على كل حاجة حلوة حصلت لي وكنت سبب رئيسي فيها
بحبك...نطقها بوله لتبتسم وهي تشير بعينيها باتجاه فريال كي ينتبه فضحك لتتحدث وهي تنسحب تاركة المجال لهما ولكي تهتم أيضا بصغيرها
أنا هروح أخد چو ونطلع علشان ياخد شاور
لتتابع وهي تنظر للصغير الواقف بجوار علام يساعده بالإهتمام بري الزهور وسعادة الدنيا فوق ملامحه
شكله تعب سيادة المستشار معاه
بالعكس بابا بيحبه جدا واتعلق بيه...قطبت جبينها لتتطلع بتعجب على تلك التي نطقت الكلمات بعفوية ودون إدراك منها لتحمحم بإحراج كي تكمل مجبرة على الإعتراف بالحق
الولد مهذب ولذيذإسمحي لي أهنيك على إسلوب تربيتك ليه
ميرسي...قالتها وهي تميل برأسها وتضع كفها فوق صدرها بطريقة مسرحية لتتابع
دي شهادة غالية ومميزة من فريال هانم علام في حق الفقيرة إلى الله إيثار الجوهري
طالعتها بأعين متفحصة قبل أن تسألها بتشكيك
مش عارفة ليه عندي إحساس إنك بتتريقي
بنبرة جادة اجابتها
أنا مبعرفش أتريق على حد وده مش إسلوبي لما الكلام ميعجبنيش مابردش وبلتزم الصمت والمفروض إن اللي قدامي يعرف من سكاتي إن كلامه ازعجني
رفعت فريال حاجبها فقد راق لها إسلوب تلك ال إيثار لم تنكر