انا لهاشمس
مما جعل جميع من بالمكان ينظر بإعجاب لذاك الخلوق الذي يهتم بأبسط الأشياء التي تخص زوجته وهذا يعني مدى عشقه الهائل لها
عادت ببصرها للحد أبيها لتتحدث بهمس لداخلها
كيف حالك أبي وكيف أصبحتليتني أستطيع معرفة أخبارك ليطمئن قلبي عليكأتمنى على الله أن تكون بخير وبحال أفضل مما كنت عليه بالدنياأعلم أنك كنت تراعي الله وتضعه ڼصب عينك بجميع اعمالك وقراراتك وبرغم هذا أطلب لك الغفران والرحمة من الله
نزلت دموعها الحارة لتشهق وهي تحدث حالها
لقد كنت طيب القلب طاهر اللسان يا أبيفوالله ما رأيتك يوما تزم فلانا أو تغتاب علانالقد كنت رائعا يا عزيز عينيبل كنت الاروع من بين كل البشرهكذا كانت تراك عيناي
شهقت بقوة تحت سمع الجميع لتكمل بابتسامة خفيفة
جئتك اليوم لأطلعك على حاليلكني في البداية وقبل كل شئ أريد الإعتذار منك وألتمس الغفران لتقصيري في حق زيارتك
مالت برأسها تلتمس العذر منه وكأنه أمامها ويراها وهي تقول
لكنك تحفظني عن ظهر قلب وتعلم أن الأمر لو كان بيدي لكنت زرتك يوميا وتسامرت معك واخبرتك عن حالي وكم اشتياقي لكفعذرا حبيبي على تقصيري الغير متعمد
أستنشقت جرعة كبيرة من الهواء حبستها بداخل رئتيها ثم زفرتها دفعة واحدة قبل أن تكمل حديث نفسها مع الحبيب
أريد أن أطمئنك على حاليلقد وجدته يا أبيعثرت على فارس أحلامي ورجلي الهمام ذاك الذي طالما حلمت بظهوره لينتشلني من وحل أل البنهاوي الذي كلما حاربت وجاهدت كي أخرج
حبيبي وصديقي وأخي وكثيرا من الأحيان يشعرني بأني طفلته وبأنه أبي
ابتسامة جانبية اختلطت بدموعها لتكمل حديثها
لا تحزن عزيزي فمازلت احتفظ بمكانتك المرتفعة بقلبي ولم ولن يجرؤ أحدا بزحزحتها إنشا واحدالكنه حقا يشعرني بحنانك الذي افتقدته بعد رحيلك ضمة يده المربطة فوق ظهري بحنان
تطلعت على ذاك الواقف بجوارها وهمست ل أبيها
أنظر إليه وتطلع يا عزيزيكم هو رجلا ذو طلة بهية وهيأة شامخة
وددت أيضا أن أطمئنك على يوسف لقد تبدل حاله للأفضل ألاف المرات لقد من الله عليه بعائلة حنون عوضا عن عائلته التي افتقدهاأصبح رجلا صغيرا بفضل الله ثم توجيهات ذاك الخلوق المسمى ب علامفقد قام بتكريس جزءا ليس بالقليل من وقته الثمين لتعليم صغيري أشياءا جديدة عليه وزرع بعض القيم والاساسيات التي ستجعل منه رجلا حكيما ذو أخلاق عالية
ثم شهقت لتحدثه وهي تتحسس بطنها
كدت أنسى يا عزيزيلقد من الله عليا وحملت بتوأم صبي وفتاةلو مد الله في عمري سأتي بهما بعد الولادة لأعرفك عليهما
تنهدت ثم قالت والألم ېمزق داخلها
لقد اشتقت رؤياك البهيةابتسامتكنظرة عيناك التي تحمل بين طياتها حنان الدنيا بأكملهليتك تعود ولو ليوما واحدا لارتمي بداخل أحضانك وأحتفظ برائحتك الذكية بين رأتاي ولترحل من جديد
رأت رجلا يحمل بين يداه كتاب الله المصحف الشريفيتنقل به بين اللحود ويقوم بقراءة ما تيسر من القرآن الكريمبصوته العذب مقابل بعض المال فأشارت إليه وما أن اقترب الرجل حتى وجد تلك الدروع البشرية تقف بوجهه ويشهرون أسلحتهم مما دب الړعب بقلب الرجل وقلب الجميع لتنطق إيثار لزوجها
خليهم يسمحوا له ييجي يا حبيبيده قارئ وصوته حلو جدا
هز برأسه ليشير لهم بكفه مع صوته الاجش
سيبوه
كلمته كانت كفيلة ليفسحوا له الطريق واقترب الرجل من القپر ليجثو على ركبتيه وبدأ بتلاوة سورة الواقعة بصوت أدخل السرور على قلب فؤاد وجميع الحضور من حلاوتهأخرجت هي الأخرى المصحف الشريف من حقيبتها الخاصة وفتحته وبدأت بتلاوة سورة يسلما لها من فضل كبير على المټوفيقرأ أيضا فؤاد وأشقائها ما تيسر من السور الصغيرةانتهت من قرائتها للسورة وانتهى الرجل لتخرج مبلغا من المال وأعتطه للرجل وشكرته ليشير فؤاد إلى رجلين من الحراسة ليخرجا عدة صناديق محملة بأكياس بلاستيكية من حقيبة أحد السيارات ويوزعا منها على الحضور والمحتاجين كانت عبارة عن بعض الخبز الكرواسون وبعض التمور وأنواع الفاكهةتجمع الأطفال بفرحة لأخذ حصتهم تحت سعادتها على تلك الوجبات التي اصرت على شرائها من أموالها الخاصة التي جمعتها من عملها في شركة أيمن ورفضت دفع فؤاد لثمنها
إقتربت إحدى السيدات لتحدثها ولكن من خلف هؤلاء الرجال حيث يشكلون درعا بشريا يمنع مرور حتى الناموسة
إزيك يا إيثارعاملة إيه يا بنتي
تطلعت على تلك المرأة وعلى الفور تذكرتهالتنطق بنبرة هادئة نظرا لتأثر حالتها من زيارة قبر والدها للمرة الاولى منذ ۏفاته
الله يسلمك يا خالتيالحمدلله أنا بخير
نطقت المرأة بتأثر لقصة تلك الجميلة حيث تغنت القرية سنوات بقصتها الحزينة وتجبر عائلة نصر عليها
ربنا نصفك وخد لك حقك من اللي ظلموك يا بنتي وزي ما خانوك إتخانوا وزي ما شردوك بره البلد ربنا وقف لهم اللي اقوى منهم علشان يشردهم سبحان الله يا بنتي كل اللي اتعمل فيك وفي غيرك منهم اترد عليهم بالسوء
ليرد عليها رجلا كان يتابع الحديث
إن ربك لبالمرصاد
لتتحدث أخرى وكأن الجميع استغلوا تلك الفرصة ليعبروا عن شماتتهم بما حدث لتلك العائلة التي تجبرت في
الأرض واستقوى جميع أفرادها على الضعفاء فأراد الله ان يجعل منهم عبرة لمن يعتبر
ولا إجلال واللي حصل لهامرمية في بيت أخوها الحاج محمد وشريفة مراته ذلاها
لتهتف أخرى وهي تحاوط فكها بكف يدها
ده أنا سمعت إنها بتأكلها في المطبخ مع حميدة الشغالة
لتنطق أخرى
اللهم لا شماتةبس الولية دي اتجبرت وافترت على خلق الله وربنا ميرضاش بالظلم أبدا
همست إحداهن بعدما اجتمعن حول بعضهن ليصنعن دائرة
فين إجلال تيجي تشوف العز والابهة اللي بقت فيهم بنت غانمدي راجعة ولا الممثلات اللي بنشوفهم في التليفزيونولا لبسهاولا جوزها باين عليه غني قوي
هتفت أخرى بحماس
ده وكيل نيابة قد الدنيا عمها أحمد اللي قال كده تالت يوم العزا بتاع أبوها لما وقف قدام بابهم وعرف أهل البلد عليه البت دي أصلها غلبانة وشافت كتير في حياتهادي حتى أمها كانت قليلة
فينه الحاج نصر ييجي يشوف مش كان بيقول إن اللي تطلق من عيل من عياله تحرم على
فاكرين اللي عمله عمرو في المحامي اللي اتقدم ل إيثار بعد طلاقها منه بسنةده ضربه ساعتها لحد ما كسر له رجليه وشالوا الواد من تحتيه بالعافيةوبعدها الحاج نصر خلى حد جاب له عقد عمل في الخليج وطفشه من البلد كلها بعد ما عمرو كان ناوي ېقتله
لتنطق أخرى وهي تتعمق بنظرها إلى بطن إيثار
شكلها حاملبطنها كبيرة
أيوا حاملوشكلها معدية الشهر السابع كمان...قالتها أخرى وظلوا هكذا يتبادلون الأحاديث فيما بينهن.
كفاية كده علشان متتعبيش يا حبيبتي ويلا علشان نروح البيت
قالها وتطلع إلى فؤاد ليسأله
ولا إيه رأيك يا سيادة المستشار
طالعه بهدوء لينطق
والله يا أيهم أنا كنت عاوز أقول كده بس سكت علشان متزعلش وتقول إني استعجلتها
تنهدت بهدوء قبل أن تنطق
تمام يا حبيبييلا بينا
وضعت كفها على تراب القپر لتحتضنه وكأنها تقوم بتوديع والدها الغالي لتقول بصوت مسموع
انتفض قلب حبيبها حين استمع لتلك الكلمات لتسري الرجفة بجسده وهو يقول بحدة
إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده!
تنهدت وهي توجه كفها صوبه كي يساندها لتقف ثم تحدثت وهي تنظر بعينيه
المۏت علينا حق يا حبيبيده الحقيقة المؤكدة في الدنيا
أشار بكفه ليجبرها على الصمت
خلاص يا إيثار لو سمحتي خلينا نمشي من هنا
استقلت سيارتها هي وزوجها تحت انظار الجميع وصعد عزيز و وجدي سيارة أيهم واتجهوا نحو منزل غانم الجوهري
بعد قليل ترجلت من السيارة وباتت تتطلع على المنزل بحنينمشاعر متضاربة هاجمتها من جديد يبدوا أن شعار اليوم المرفوع هو المشاعر المتضاربةوما بيدها لتفعل إذا كانت هذه البلدة لا تحمل لها سوى الذكريات المؤلمةتنهدت لتدلف بخطوات ثقيلة بجوار زوجهاسبقهم عزيز لينطق بصوت حماسي
إنت فين يا أم عزيز تعالي قابلي ضيوفك
تطلعت لجدران المنزل وأثاثه باشتياق وحنينتعجبت حين وجدت دفئا عجيبا يسكن المنزل كان قد غادره منذ الزماناشتمت روائح الطعام الذكية نفسها التي كانت تشتمها قبل زواجها من المدعو عمرخرجت نوارة تستقبلهم بوجهها البشوش وابتسامتها التي تدخل السرور والبهجة على القلوب لتنطق بسعادة
ضيوف إيه بس يا أبو غانمدول أصحاب بيت ونورونا وشرفونا بزيارتهم
الټفت لتطالع تلك ال نوارة لتبتسم لها
نطقت تلك الحنون
وإنت كمان وحشتيني يا إيثارإيه الغيبة دي كلها
ابتعدت لتنظر لزوجها وهي تشير إلى نوارة بفخر وسعادة
دي نوارة مرات وجديوصاحبتي
أمال برأسه وهو يقول مرحبا بابتسامة هادئة
أهلا وسهلا
حيته بابتسامتها الرائعة
أهلا بيك يا سيادة المستشار نورت البيت
يا أهلا وسهلا
اقتربت على فؤاد الذي صافحها قائلا باحترام
إزي حضرتك
ثم حولت بصرها تتطلع على تلك المتجمدة المشاعرفقد توقفت بسمتها فور خروجها من الداخلفقد تكرر بذاكرتها المشهد التي اجبرتها به على الصعود للدرج وحبستها بالغرفة بعدما انتزعت صغيرها من بين أحضانها بدون رحمةاستمعت لصرخاتها الحية وهي تستنجد بها وتتوسلها بأن تتركها وصغيرها ليرحلون بسلامتذكرت جمود قلبها القاسې وهي تحدثها وتخبرها كم هي أنانية ولا تكترث سوى لما يفيدها وفقطكل هذا جعل من نظراتها قاسېة وهي تتطلع عليهاعلى الجانب الأخر كانت تنظر إليها بخزي وأمل بالعفوفقد بدأت مشاعر الأمومة لديها بالتحرك حين علمت بشأن حملها ومازاد من إزالة الشوائب العالقة بقلبها تجاه صغيرتها هي مساعدتها لشقيقها بفرصة العمل التي وفرها زوجها له وراتبها الهائل والذي خصص منه أيهم جزءا للمساهمة في احتياجات المنزلناهيك عن شقتها الخاصة وسيارتها التي وضعتهم تحت تصرفه لتخفيف عبئ المعيشة داخل المدينة وهذا ما جعله يوفر جميع راتبه ويقوم بادخاره كي يساعده على دفع مقدم لشقة كي يتزوج فيها
نظرت إليها وتحدثت بصوت وعينين متأثرتين
إزيك يا إيثار
الحمدلله
ابتلعت المرأة لعابها من شدة الخجل وهي تراقب نظرات فؤاد المتعجبة من رد فعل زوجته على رؤية والدتهانظرت على بطنها المنتفخ لتتحدث من جديد كي تكسر ذاك الحاجز
مبروكربنا يتمم لك على خير وتقومي بالسلامة إنت وولادك
ردت بملامح وجه جامدة
متشكرة
دام الصمت من الجميع بعد ذاك السلام الفاتر لينطق أيهم كي يقطع ذاك الصمت المريب المحمل بنظرات منها اللائمة ومنها الخجلة المرتبكة
يلا يا نوارة جهزي الغدا علشان فؤاد باشا يدوق أكلنا
قاطعته بحدة وصرامة لا تقبل النقاش
إحنا معندناش وقت للغدا يا أيهم ولا جايين نقعد ونتضايف
واسترسلت بنبرة حازمة
أنا جاية أتكلم معاكم خمس دقايق وماشية على طول أنا وجوزي
تطلع عليها فؤاد بقلب متأثريشعر بثورة مشاعرها المتأججة ما بين غاضبة تريد الإطاحة بكل ما يقابلها كي تنفث عن ڠضبها العارم تريد الصړاخ لإخراج مكنون قلبها من المشاعر السلبية الحبيسة بداخلها طيلة الأعوام المنصرمة منذ أن كانت طفلة منبوذة بذاك المنزلوما بين مشاعر
نطق وجدي بقلب يئن ألما لأجل شقيقته وما وصلت إليه من بغض لهم بسبب أفعالهم السابقة وخزلانهم المتكرر لها
خلينا نتغدا الأول وبعدها نقعد ونتكلم في كل اللي إنت عوزاه
واسترسل بممازحة كي يخفف من وطأة ذاك الجو المشحون لدى الجميع
ولا عاوزة سيادة المستشار يقول علينا بخلا
تحدث فؤاد بنبرة هادئة مؤازرا خليلة روحه
أخيرا قرر