انا لهاشمس
الله يا ست إجلال أنا بس بنفذ اللي قال عليه الشرع
هتف عزيز مزمجرا بعينين غاضبتين
والشرع قال إن وكيل العروسة ينوب عنها وأنا وكيلها وبقول لك إنها موافقة ومرحبة أومال هكون جبت البطاقة منين لو مش هي اللي ادتها لي علشان أكمل الإجراءات!
اكمل وجدي ليؤكد على حديث شقيقه
كمل إجراءتك ومتقلقش يا سيدنا الشيخ إحنا إخواتها وأكيد مش هنضرها ولا هنجوزها ڠصب عنها يعني إحنا لينا إسمنا في البلد اللي بنخاف عليهوأكيد مش هنعمل حاجة تغضب ربنا
أنا مابشككش فيكم لا سمح الله يا أبنيأنا عاوز اسمع موافقتها لكي يطمئن قلبي...نطقها وهو ينظر إلى منيرة ليستشف منها صدق حديث ولديهاتنهدت بهدوء لتتحدث بزيف تقمصت بإظهاره كحقيقة
بنتي موافقة يا سيدنا الشيخ
لتهتف إجلال بنبرة غاضبة تنذر بفقدانه للصبر
وبعدين معاك يا شيخ صالحماتخلصنا بقى وتكتب الكتاب وتخلينا نقوم نشوف مصالحنا أمها واخواتها قالوا لك إنها موافقة عاوز إيه تاني
واسترسلت بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا صريح
أنا شكلي هتصل بالحاج نصر ييجي بنفسه يتصرف معاك
ارتبك الرجل وخشي على حاله من بطش ذاك المتجبر وظلمه السائد للجميع مستغلا نفوذه كنائب مجلس للشعب وامواله الطائلة المكتسبة من تهريب أثار الوطن للخارج ليتحدث متلبكا
ملوش لزوم نشغل الحاج معانا يا ست الناس
ليسترسل وهو يهم بملئ البيانات داخل الدفتر
على بركة الله
قطع إكماله للإجراءات تلك الطرقات المتوالية والعڼيفة فوق الباب ليهتف عزيز ناظرا لشقيقه الأصغر بعينين غاضبتين
شوف مين الحمار اللي بيخبط على الباب وهيخلعه كدة يا أيهم
هب الشاب واقفا وتحرك مسرعا إلى الباب ليتحدث عمرو موجها حديثه للشيخ بعدما رأه قد توقف عن إستكمال الإجراءات لينظر باتجاه الباب
شوف شغلك يلا يا سيدنا الشيخ خلينا نخلص
تنهد الرجل وكاد أن يتابع ما يفعل لولا صوت ذاك الهادر الذي ولج عليهم كالثور الهائج هاتفا پغضب حاد ظهر بين بمقلتيه وهيأته الغاضبة وهو يقول
فين مراتي
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الجزء الأول من
الفصل الثاني والعشرون
وبينما كنت غارقة في يأسي وظننت أنها النهايةأتاني الفرچ من عند الله لأتيقن أن ما ممرت به من أهوال لم يكن سوى بداية لنهاية ألامي.
إنتبه الجميع والتفوا برأوسهم على صوت ذاك الهادر الذي ولج عليهم كالثور الهائج هاتفا پغضب حاد ظهر بين بمقلتيه وهيأته الغاضبة وهو يقول باحثا بعينيه بين الجميع
فين مراتي
وقف عزيز ليتساءل وهو يرمق ذاك الدخيل بعينين يشتعلان ڠضبا
إنت مين يا جدع إنت وإزاي تدخل علينا زي الثور كدة!
وقف عمرو وتساءل بجبين مقطب بعدما تذكر وجه ذاك الثائر الذي رأه منذ أيام
مش إنت وكيل النيابة اللي جيت تزور عمي غانم الله يرحمه في المستشفى!هعرفك حالا أنا أبقى مين بس نمشي الناس الغريبة الأول علشان نتكلم براحتنا
ليستطرد بحديثه إلى المأذون
هتدخلني السچن پتهمة إيه يا باشا...نطقها الرجل بارتياب من مظهر الأخر الذي يوحي بالأهمية ولما استمعه من عمرو عن مركزه المرموق بالدولة ليهتف الأخر بإيضاح أدخل الجميع بحالة من الذهول
پتهمة كتب كتاب واحد على واحدة متجوزة وعلى ذمة راجل تاني وبدون علمها يا شيخ السلطان
إنت بتقول ايه يا مچنون إنت!... جملة نطقها عزيز باستهجان ليتحرك عمرو مسرعا إليه ليهتف متسائلا بنبرة غاضبة
هي مين دي اللي مرات مين يا روح أمك
هتف بصوت جهوري مخيف أرعب الحضور من شدة ثباته وصرامته
إحترم نفسك وإتكلم معايا بأدب بدل ما أخلي الست الوالدة تتحسر على شبابك
أم مين دي اللي تتحسر على شبابه يا اسمك إيه إنت سامع نفسك بتقول إيه ولا عارف بتقوله لمين الكلام ده!
لتستطرد بقوة وغرور كعادتها وهي ترمقه بنظرات تقليلية
قبل ما تفرح بنفسك قوي كدة يا وكيل النيابة روح إسأل على سيادة النايب نصر البنهاوي وبعدها إبقى تعالى إتنفخ واتكلم
بابتسامة ساخرة تدعوا للريبة أجابها
سائل وعارف كويس قوي إنتوا مينإنت اللي محتاجة تسألي عن سيادة المستشار فؤاد إبن سيادة المستشار علام زين الدين اللي ساسة مصر وأكبر المناصب فيها بيعملوا له ألف حساب ويتمنوا رضاه
رفع قامته لأعلى ليسترسل برأس شامخ
أما بقى بالنسبة لسؤال المحروس إبنك
وهنا حول بصره إلى ذاك الذي يغلي كفوهة بركان أوشكت على الإڼفجار ورمقه بتقليل قبل أن يسترسل بإهانة
فأنا هجاوبك علشان تحط لسانك جوة بوقك وتخرس وتاخد بعضك إنت والست الوالدة وتطلعوا من هنا حالا
واسترسل برأس مرفوع أظهر كم إفتخاره بانتسابها إليه
إيثار تبقى مراتي بعقد رسمي وموثق عند محامي وشاهد عليه أيمن بيه الأباصيري والشاهد التاني سعادة المستشار شريف الخوليوالعقد تم بعلم وحضور عمي غانم الله يرحمه بذات نفسه.
نزلت كلماته كالصاعقة على الجميع شلت جميع حواسهم لتجحظ أعينهم وتفتح أفواههم ببلاهة
إنت كذاب
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه ليهتف عزيز بسخط
إنت بتقول ايه يا ابن ال...... إنت هي مين دي اللي مراتك إيثار أختي! ده أنت وقعتك سودة وشكلك كده مش هتخرج من هنا سليم بقى جاي تفتري على الراجل إكمنه ماټ ومش هيعرف يكذبك
هتف بقوة واتزان أربك الجميع
إحترم نفسك ومتقولش كلام تتحاسب عليه ولو مش مصدقني أنا عندي الشهود والإثباتات اللي توثق كلامي
أخرج هاتفه واجرى إتصالا ليفعل خاصية مكبر الصوت كي يشارك الجميع المكالمةكاد عمرو أن يتحدث لولا إشارة فؤاد التحذيرية له والتي جعلته يخرس ليستمع الجميع لصوت أيمن الذي تحدث بصوت رزين
أهلا وسهلا يا سيادة المستشار
أهلا بحضرتك يا أيمن بيه...نطقها بصوت جاد ليسترسل على عجالة
أنا في بيت عمي غانم الله
يرحمه وقولت لهم على اللي حصل كلهبس طبعا مش مصدقيني فياريت تحكي لهم اللي تعرفه هما سامعينك
وقبل أن يتحدث قاطعه عزيز بصوته الغاضب ليصيح مشككا
حيلك حيلك يا عم الشبح هما خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا إيهإحنا اصلا منعرفكش علشان نعرف الأخ اللي بتكلمه ده مش يمكن يكون أراجوز مأجره علشان يقول بوقين حمضانين يأكد بيهم الهبل اللي جاي تضحك علينا بيه ده
إتعلم تتكلم باحترام مع الناس المحترمة ده أولا وبعدين إسمع وإنت ساكت لأنك متعرفنيشأنا مش بتاع كلام أنا رجل أفعال...نطقها فؤاد بقوة ونظرات توحي لغضبه ليهتف أيهم الحافظ
ده صوت أيمن بيه يا عزيز لو ركزت فيه هتفتكره لما قابلنا في المستشفى
رمق شقيقه بحدة ليصدح صوت أيمن عبر مكبر الصوت بما أرعب الجميع
لو فيه عندك مشاكل أنا ممكن أكلم لك قوة من الأمن تيجي تحميكم لحد ما تخرجوا من البيت بسلام يا فؤاد باشا
اړتعبت منيرة وعزيز وأيضا وجدي الواقف بشرود ليهتف فؤاد بامتنان حاد وكلمات مقصودة
متشكر يا أيمن بيهدي مهما كانت عيلة مراتي وأنا مش حابب أدخل الشرطة بينا
واسترسل قائلا
بدأ أيمن بقص ما لديه قائلا بتفسير
كلام فؤاد باشا كله صحسيادة المستشار إتجوز إيثار بعد ما طلبها من بباها في أخر زيارة كانت ليه في القاهرة عند إيثار والحاج غانم وإيثار كانوا خايفين علشان الوصاية بتاعة يوسف ف سيادة المستشار إقترح إن الجواز يكون بعقد موثق عند محامي وعليه شهود ومكتوب فيه المهر ومؤخر الصداق والحاج غانم الله يرحمه وافق وانا كنت واحد من اللي شهدوا على العقد وإمضتي وكل بياناتي موجودة عليه
واستطرد للتأكيد
وأظن واحد بمنصب فؤاد علام ومنصب والده الكبير مش محتاج يألف قصة لا ويجيب فيها شهود زيي وزي مستشار في الدولة علشان يغش ناس بسيطة زيكم
انتهى أيمن من قول شهادته التي وثقت حديث فؤاد وأثبتت صحته لتهتف الأم وهي تهز رأسها بتيهة وعدم تصديق
أنا بنتي متعملش كدة أبدا إيثار متكسرش إخواتها الرجالة ولا تضيع إسم أبوها وتحط راسه في الطين
وإيه اللي عملته إيثار يخجل هي عاقلة ورشيدة واتجوزت بعقد موثق عند محاميوبعدين بقول لحضرتك أبوها كان حاضر توثيق العقدوبالأمارة الكلام ده حصل من أخر زيارة ليه للقاهرة لما قعد يومين في شقة إيثارنفس تاريخ العقد هو هو نفس زيارته للقاهرة... كلمات نطقها وهو يخرج العقد من جيب معطفه ليريه للمأذون الذي تحدث بعدما قرأه وقارن بين بيانات البطاقة الشخصية والبيانات المرفقة بالعقد تحت ترقب الجميع بحواس مشدودة
العقد صحيح وبيانات الزوجة هي نفسها اللي موجودة في البطاقة الشخصية
هتف طلعت بعينين تطلق شزرا
يعني إيه الكلام ده
اختطف أيهم العقد من يد المأذون ودقق النظر به تحت تحذيرات فؤاد من تمزيقه وإخباره بوجود نسخة أصلية أخرى لدى المحامي ليتحدث الأخر بذهول وهو ينظر لتوقيع شقيقته
دي إمضت إيثار أنا عارف خطها وامضتها كويس
إمضت مين يا عم أيهم هي هتهب منك إنت كمان ولا إيه الكلام ده محصلشإيثار بتاعتي ومفيش مخلوق هيقدر يلمسها غيري ده انا أهد الدنيا وأخربها على دماغ الكل... هكذا تحدث
هتفت إجلال بنبرة جادة
عين العقل يا طلعتإطلعي يا أم عزيز إندهي لبنتك علشان تفض المسخرة دي
هتف عزيز بثقة تامة وهو يرمق ذاك الغريب
أنا متأكد إنك مزقوق علينا بس ورحمة أبويا اللي دمه لسه مبردش في تربته ما هرحمك ولاحاسبك على كل كلمة قولتها في حق أختي وشرفها
ليكمل عمه على حديثه
شرف بنت اخويا والخوض في عرضها مش قليل يا افندي ومهما كنت مين وابن مين لازم تتحاسب بس الاول نتأكد من بنتنا إن كلامك كله افترى وبعديها ييجي وقت الحساب
ابتسم ساخرا بهيأة تدعوا للتساؤل ليقول بثقة هائلة
الفيصل بينا كلام
إيثار وبعدين خوض في شرف إيه اللي بتتكلم عنه بقول لك متجوزها بعلم أبوها
مال الرجل برأسه ليقول بحكمة
أخويا الله يرحمه كان عاقل وانا بثق فيه ولو إيثار أكدت على كلامك يبقى هو شاف فيك
إنت لسه واقفة يا أما إطلعي إندهي للهانم خلينا ننهي الليلة السودة دي
إرتبكت منيرة وصعدت إلى الغرفة المحتجزة بها إبنتها لتجد نسرين تجلس فوق الفراش وهي تهز ساقيها وتتطلع على تلك الممددة أرضا پشماتة والحقد يملؤ عينيهاتحدثت بصوت خاڤت
إطلعي بره واقفلي الباب وراكي يا نسرين
وقفت ترمق تلك الممدة باستسلام شزرا قبل أن تخرج وتتركهما بمفرديهما لتقول الاخرى بصوت مرتجف يتمنى نفيها لتلك القصة
فيه راجل تحت معاه عقد جواز وبيقول إنه إتجوزك من شهرين بعلم أبوك
نزلت كلماتها على أسماع الاخرى لتشتت عقلها وباتت تسترجع الكلمات مرة أخرى حتى استوعبها عقلهالترفع رأسها تتطلع عليها بعدما كانت متحاشية النظر لها لتتساءل بجبين مقطب
إنت بتكلميني أنا!
هو فيه حد غيرك معايا في الأوضة يا بنتي...جملة نطقتها باستهجان لتسألها الأخرى مستفهمة بعدما استندت على كفيها لتجلس
راجل مين ده!
واحد إسمه فؤاد بيقول إنه وكيل نيابة...وما أن نطقت باسمه حتى اړتعب جسدها لتلتمع أعينها بوميض الأمل واللهفة بعدما سردت والدتها عليها ما حدث بالأسفل بمنتهى الغباء لتهب الأخرى واقفة ولم تنتظر حتى والدتها لتفتح الباب وهي تهرول إلى الدرج لتلحق بها منيرة تنفست كمن وجدت ضالتها بعد تيهة نظر على حالتها المزرية بقلب صارخ عينيها المنتفخة وأنفها الذي تصبغ باللون الاحمر مما جعله