انا لهاشمس
كثيرة لاحت بمخيلته لينطق الضابط وهو يشير بكفه حين رأى حيرته ورعبه
إقعد
جلس وأخرج الضابط سيجارتين واحدة له والأخرى أعطاها لعزيز وأشعل كلا منهما سيجارته ضغط الضابط زر التسجيلات ليظهر صوت نسرين
خير عاوزة إيه تاني
بدون مقدمات سألتها الاخرى بقلب يشتعل ڼارا
إيثار عندكم في البيت ولا غارت في داهية
والمفروض بقى إن الهبلة نسرين ترد وتطمنك!
صاحت سمية بغل أوضح وصولها للمنتهى من الصبر
نسرين انا على أخري ومش طايقة نفسي جاوبي من غير خبث
واريحك بمناسبة إيه!..لتتابع مؤنبة إياها
ده أنت بعتيني واتخليتي عني بعد ما خسړت كل حاجة
اتسعت عيني عزيز بذهول لتكمل سمية بلهفة
هديك الفلوس اللي إنت عوزاها بس انجزي وقولي
سألتها نسرين بريبة
وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش هتاخدي اللي عاوزة تعرفية وبعدها ترجعي لأصلك وتتخلي عني تاني
بعجالة أجابتها لتقطع الشك الساكن بقلبها
المصلحة هي الضامن يا نسرين أنا وانتي مصلحتنا واحدة وعدوتنا واحدة ودي النقطة المشتركة بينا
اقتنعت لصحة حديثها لتقول بنبرة هادئة
إيثار إخواتها حابسينها وبكرة بعد صلاة العشا عمرو هييجي هو واخواته ومعاهم المأذون
حاولي تهربيها وهديكي مية ألف جنية...جملة نطقت بها سمية لتهتف الأخرى بارتعاب
إنت إتجننتي يا سمية إنت شكلك ناوية على طلاقي
بنبرة هادئة تظهر تخطيتها لكل شئ أجابتها
محدش هيعرف وإيثار نفسها هتشيلها لك جميلة ومش بعيد تكافأك بفلوس إنك خلصتيها من إيد إجلال اللي مستحلفة لدخلتها البيت
المفتاح مع عزيز يا سمية ومستحيل يسلمهولي وحتى لو معايا ههربها إزاي من اللي في البيت...كلمات منطقية قالتها نسرين لتنطق الاخرى بكلمات بعدما امتلئ قلبها بالحقد ولم يعد للخشية من الله مكانا به
بسيطة تخلصينا منها خالص
استعلمت نسرين مستفهمة
قصدك إيه
حطي لها س م في الأكل يخلصنا منها ولا من شاف ولا من دري...قالتها بهدوء لتصرخ نسرين بارتياب
الله ېخرب بيتك إنت عاوزة تخلصي مني أنا كمان أقتلها أنا واتعدم وانتي تعيشي مع البيه وتتهني بفلوسه لا ناصحة يا بت
إسمعيني بس محدش هيعرف حاجة...قالتها لتهدأة الأخرى لتسترسل بإبانة
أنا عندي برشام قوي الدكتور كان مديهولي وكان محذرني منه قالي ابعده عن الاطفال لأن ثلاث برشامات قابليني كمان ساعة عند الترعة الغربية علشان اديهولك حطي لها سبع أقراص منه في الاكل وسيبي العلبة جنبها
واسترسلت بدهاء
وهيخافوا يبلغوا ليدخلوا في سين وجيم وھيدفنوها من سكات ويدفن سرنا معاها ونرتاح أنا اعيش مع جوزي وبنتي في أمان وإنت تاخدي ال مية ألف جنية تجيبي بيهم دهب بدل اللي راح
تعجبت من صمتها لتسألها
قولتي إيه
بنبرة متعجبة نطقت بصوت مړتعب يغلفه الذهول
قولت إني مش هنفذ ولا كلمة من التخريف اللي إنت لسة قيلاه ده إنت شكلك ست مچنونة
لتتابع بقوة وكأنها تحولت لشخص أخر تعجب له عزيز والضابط
مش بس كدة ده أنا كل ما احتاج فلوس هطلبها منك وإنت زي الشاطرة هتديهم لي
هتفت سمية باستغراب وعدم استيعاب لحديث نسرين
إنت اټجننتي يا بت ولا شاربة حاجة مخلياك مش واعية للي بتقوليه
اجابتها نسرين بهدوء لا يتناسب مع الحدث
هديك فرصة خمس أيام بحالهم تجمعي لي فيهم مية ألف جنية أظن كدة عداني العيب... نطقت كلماتها الټهديدية لتغلق الهاتف سريعا قبل ان تعطي لها حق الرد
نظر عزيز امامه بشړو وذهول وعدم استيعاب ليضغط الضابط على التسجيل الذي يليه ليظهر صوت نسرين من جديد بنبرة ماكرة
كنت عارفة إنك هتتصلي علشان كده استنيتك ومنزلتش تحت
لتصيح الاخرى پغضب عاصف
بتسجلي لي هي حصلت يا بنت ال
وقبل أن تكمل سبها قاطعتها الأخرى بقوة لما تمتلك الأن بما يزج الاخرى داخل السچن
إوعي تنطقي بكلمة واحدة وإلا هندمك الفلوس تكون عندي الإسبوع ده وإلا التسجيل الحلو ده هيوصل للحاج نصر بنفسه
لتصمت الأخرى مستغلة خۏفها
الراجل داخل على انتخابات ومش محتاج شوشرة شوفي بقى ممكن يعمل
فيك إيه لو عرف إن مرات إبنه بتخطط لقتل ضرتها
بعد صمت وتفكير نطقت سمية بهدوء
هجهز لك الفلوس يا نسرين بس تقابليني بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج
جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلق الضابط الهاتف لينطق عزيز بذهول
يعني مراتي كانت متفقة مع ضرة اختي عليها وكانت بتاخد فلوس منها علشان مترجعلوش!
هتف الضابط بصوت حاد
إتصل لي يا ابني بوكيل النيابة المسؤل معانا عن القضية علشان يستخرج لنا أمر بالقبض على مرات ابن نصر البنهاوي
ليسترسل وهو يحك ذقنه باستغراب
خلينا نشوف حكايتها إيه دي كمان
ليلا
انضمت لتخت صغيرها بعدما تشاجرت مع زوجها حين عودتهما ليتركها تهدأ ويهبط إلى الاسفل ليقضي يومه داخل المكتب حتى حضرت عائلته من عزيمة عمه ولج لجناحه ليجده غارقا في الظلام ليغمض عينيه مټألما تحرك إلى غرفة الصغير وقام بفتحها بهدوء ولج بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ث
إيثار يلا علشان تنامي في أوضتك
لم تجيبها بل تظاهرت بالنوم ليتابع بدهاء
أنا عارف إنك صاحية
ليخرج صوته بنبرة تقطر من الغرام ما يجعل روحها تهيم بسماء عشقهما الفريد
يلا علشان مش عارف أنام لوحدي
كظمت أنفاسها واتخذت من الصمت ملاذا ليتحرك للخارج ويغلق خلفه الباب لترفع رأسها سريعا تتطلع عليه لتجد الحجرة خالية شعرت بالمهانة واخترق صدرها ألما عظيما لم تستوعب انه تركها ورحل بتلك البساطة ألهذا الحد لم تعني له شيئا ألقت برأسها فوق الوسادة وتركت العنان من جديد لدموعها التي لم تتوقف طيلة اليوم بكت پقهر وغصة مرة وقفت بحلقها كادت أن ټخنقها لتتوقف حين استمعت لفتح الباب من جديد وصوت أقدام تتجه صوبها ليهمس بما جعل السکينة تشمل روحها
مش هقدر أنام بعيد
إنت مش بتحبني...قالتها بدموع ليجيبها هامسا
أنا فعلا مش بحبك
أنا عاشق لكل نفس داخل وخارح منك
إستدارت قليلا لتنظر بعينيه قائلة
على فكرة أنا زعلان منك قوى
ليه...قالتها مسحورة بعينيه ليجيبها بهيام
علشان أنا طلبت منك قبل كده مهما حصل وإنت وعدتيني
أجابته هامسة بشفاه مرتعشة
إنت اللي اضطرتني لكده
كاد أن يتحدث حتى قاطعه صوت الصغير الغاضب الذي مل كثرة ثرثرتهما حتى انه فاق من غفوته عليها
يوووو بقى يلا روحوا أوضتكم واتكلموا هناك أنا عاوز أنام
شهقت بخجل ليسأله هو باستفسار
إنت صاحي من إمتى!
هتف بحدة طفولية
من بدري ومش راضي أكسفكم بس إنتوا مش مبطلين رغي وأنا دماغي صدعت
قهقه فؤاد ليقول لها عاتبا
شايفة يا هانم من خرج من سريره إتسف عليه من العيال
كظمت ضحكتها وانتفض هو ناصبا ظهره لينحني عليها يحملها بين ساعديه لتصرخ معترضة
إنت بتعمل إيه يا مچنون
هتف مبررا بملاطفة
رايحين جناحنا ولا عاوزانا نقعد لحد ما البيه يطردنا من أوضته
ثم حول بصره إلى الصغير لينطق بمشاكسة
وإنت بقى هبعت لك عزة وده هيكون أحسن عقاپ ليك علشان تعرف إن الله حق وإن رغي ماما وعمو فؤاد زقزقة عصافير جنب اللي هتعمله فيك عزة
قهقه الصغير بسعادة ليتحرك هو بحبيبة حبيبها صوب الباب ليفتحه ثم الټفت للصغير وهو يقول بمداعبة
تصبح على خلقة عزة يا حبيبي
وصل لجناحيهما ليغلق الباب بقدمه ويستند عليه وهو يقول عاتبا
جالك قلب تطلعي من أوضتك وتسيبي حبيبك لوحده
علشان حبيبي زعل حبيبته
متسبيش أوضتك تاني مفهوم
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الفصل الثامن والثلاثون
صباحا داخل منزل نصر البنهاوي
تجمعت نسوة المنزل داخل المطبخ يساعدن العاملات بتجهيز طعام الإفطار للجميعأما الرجال فكانوا يجلسون بالبهو ينتظرون إكتمال سفرة الطعام لينتقلون إليها خرجت إجلال من غرفتها تتبختر بمشيتها كالطاووس حتى وصلت لمقعدها المخصص لها والمحرم على غيرها من أهل المنزلجلست لتنطق بحدة وبصرها موجها على نصر
هتجيبولي يوسف علشان أشوفه إمتى
وهي بنت غانم هتخليك تلمحيه تاني بعد اللي عمله المحروس فيها
اتسعت عينيها لتهتف بحدة غاضبة
بقولك إيهأنا مايلزمنيش الكلام ده كلهأنا عاوزة أشوف الولد والإسبوع ده يكون عندي
ارتبك من نوبة ڠضبها العارم لينطق سريعا كي يهدئ من روعها فهو يحتاج دعمها الفترة المقبلة فبرضاها سيرضى عنه الجميع
إصبري عليا لحد ما هوجة الإنتخابات تعدي وبعدها هعمل المستحيل وهخلي بنت غانم هي بنفسها اللي تجبهولك لحد هنا
ثم اتسعت ابتسامته وهو يقول بتشفي
وبعدين الصبر يا ستهمالموضوع أساسا شكله هيتحل من عند ربنا لوحده
إزاي يا أبا...نطقها طلعت مستفهما ليجيبه ذاك الداهي
إنت ناسي إن أخو المحروسة قتل مراته وياعالمشكل الموضوع فيه راجل
واسترسل شامتا
ربنا يستر على ولاياناتفتكروا واحد بمنصب جوزها وأبوه هيرضوا يقعدوا واحدة أخوها قتل مراته علشان خاېنة
اتسعت عينين عمرو بأمل تجدد داخله ونطق متسرعا بلهقة ظهرت بنبراته الحماسية
تفتكر يا بابا هيطلقها
أجابه بقوة
ڠصب عنه مش بمزاجهمنصب أبوه هيجبره يطلقها ويرميها رمية الكلاب
واستطرد مضيقا عينيه وهو ينظر أمامه بشرود
وساعتها هتبقى الفرصة جت لي علشان استفرد بيها وادوقها المر على أديا
وتابع متوعدا بشړ وخطة شيطانية ظل ينسجها طيلة الليل حتى اكتملت بمخيلته
وما ابقاش نصر إن ما لبستها قضية أداب مع عيل وفي قلب شقتهاتخلي إخواتها يلبسوا طرح من وراها
ضحكت إجلال پشماتة بعدما استساغها تفكيره المذهل بالنسبة لها ليهتف عمرو مستحسنا فكر والده ولم يهتم بسمعة والدة صغيره وما سيترتب عليه من التأثير عليه مستقبلا
الله على أفكارك يا بابا هي دي دماغ نصر البنهاوي المتكلفة
استشاط داخل طلعت واحتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو يرمقهم بنظرات مشټعلةفقد منى روحه وأقلمها على أنه تخلص من الصغير إلى الابد بزواج والدته من هذا الثري لكن من الواضح أن ذاك الصغير سيظل شوكة في ظهره تؤرقه وتنغص عليه حياتهاما حسين ذاك النقي وسط تلك العائلة المسمۏمة فهتف باعتراض وذهول
إيه اللي إنت بتقوله ده يا اباحرام عليك الكلام دهدي ولية ومهما كان دي في الأخر أم إبننا
ليتابع لائما شقيقه بحدة
وإنت يا عمرو مفكرتش في سمعة إبنك لما أمه تتوصم بالعاړ العمر كله!
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي شفتيي نصر لينطق متهكما على تفكير صغيره
ملع ون أبوها لأبو سمعتها يا أبو قلب حنينسمعتها ولا ابن أخوك اللي هيتربى في بيت الأغراب ويتعاير ب لقمته لما يكبر
واسترسل عاتبا بعدما تحول وجهه لغاضبا
بقى مش هامك ابن أخوك اللي أمك هتتجنن عليه وشايل هم سمعة المحروسة!
يا أبا أنا... لم يدعه يكمل جملته وهتف بإهانة جعلته يبتلع كلماته مع غصة مرة وقفت بحلقه
إنت تخرس خالص وتقعد زيك زي الكنبة اللي إنت قاعد فوقيها
أنزل بصره للأسفل خجلا ليتحدث عمرو بلهفة ولمعة ظهرت بعينيه
طب مش تكلم اللي اسمه فؤاد يا بابا وتعرفه باللي حصل
ضيق بين عينيه ثم حك ذقنه بيده
قبل أن ينطق
بتروي
هيحصلبس لما التهمة تثبت على عزيز أنا بنفسي هكلمه من باب إن قلبي عليه وعلى سمعة أبوه
ولو مطلقهاش يا بابا...قالها كطفل متذمر يريد عودة دميته المفضلة لينطق نصر بهدوء
ساعتها هجيب رقم أبوه بأي طريقة وأوصل له المعلومات وأكيد الراجل هيخاف على منصبه
رفعت حاجبها الأيسر بتهكم مع رسمها لتلك الابتسامة الساخرة قبل أن تقول
طول عمرك معلم في التخطيط بس متنساش إن كل ذكيفيه اللي أذكى منه
قطب جبينه وهو ينظر عليها مستغربا لكلماتها الغير