انا لهاشمس

موقع أيام نيوز

 

به قبلة حنون جعلت من إيثار تتطلع عليه باستغراباستمعت لصوت طرقات على الباب فارتبكت بوقفتها ليشير لها بأن تهدأ وتحرك صوب الباب ليواربه ليجد تلك البشوشة تجاورها إحدى العاملات الحاملة لحقيبة كبيرة جمعت بها بعض الثياب الهامة التي ستحتاج لها إيثار ويوسف طيلة مدة إقامتهما بالقصرتجاورها حقيبة أخرى بها بعض الاحذية وحقائب اليد وبعض المستلزمات الاخرىصاحت بصوت حماسي وهي تتطلع إليه وكأنهما تربيا معا منذ الصغر 

إزيك يا سيادة المستشار 

حمدالله على السلامة يا عزة... نطقها بترحيب لتجيبه وهي تتطلع برأسها لاستكشاف الداخل تحت استشاطة فؤاد من أفعال تلك الفضولية التي أثارت حفيظته 

الله يسلمكامال فين إيثار ويوسف!

رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولولا ما فعلته لأجل إنقاذ أميرته لتصرف معها بطريقة أرعبتها فلتحمد الله أن تصرفها قد يشفع لها أية تصرفات غريبة قامت بها وربما ستقوم بها بالمستقبلفتح الباب ليشير لها بصمت لتلج سريعا بعدما رأت إيثارهرولت إليها ثم وضعت كفيها تتفحص بهما وجهها لتسألها بنبرة حنون وكأنها أمها التي أنجبتها

إنت كويسة يا قلبي

أنا بخير يا حبيبتي...نطقتها إيثار بعيني مشتاقة لتسترسل بنبرة صادقة

وحشتيني

جذبتها عزة داخل أحضانها لتقول وهي تشدد من ضمتها 

إنت اللي وحشتيني يا نور عيني عملوا فيك إيه يا نضري

وحشتيني يا عزة

دخلي الشنط وساعدي عزة في توضيبها

ثم قطب جبينه ليتسائل 

باقي الشنط فين يا عزة! 

تلبكت وهي تنظر إلى إيثار التي فاقت عند صلاة الفجر وبعد تأدية الصلاة اتصلت بعزة وطلبت منها جلب حقيبة واحدة فقط وأخبرتها أن مكوثهم بهذا القصر لن يطيلانتفض جسدها حين تحدث إليها بصوت جاد 

مش بكلمك! 

ابتلعت لعابها من نظراته التي تشبه نظرات الصقر لتجيبه بتخبط 

إيثار هي اللي اتصلت بيا وقالت لي متجبيش حاجات كتير علشان قعدتنا هنا مش هتطول

لا والله...نطقها وهو يركز بنظراته بعيني حبيبته لترفع حاجبها الأيسر بتأكيد جعله يضغط على شفته السفلى بغيظ ليزيد الصغير من استشاطته حين صاح بصوت حماسي

مامي قالت لي إننا هنقعد عند شرشبيل كام يوم وهنرجع تاني لبيتنا

هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم بخبث لينطق وهو يتفحص ملامحها بلؤم وتوعد 

ده شرشبيل طلع مش مسيطر خالص يا چو بس بسيطةكل اللي محتاجه يغير الخطة اللي بيلعب بيها والدنيا هتظبط بعدها

ابتسمت لتنظر له بتحدي بادلها إياها بتوعدفتحت العاملة الحقائب وبدأت بمساعدة عزة كان يتطلع لقطع الثياب بتمعن وفضول تحت خجل إيثار الشديدلاحظ عزة وهي تحمل رداء الحمام الخاص بأميرته وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة ليسرع الخطى وهو يمنعها من الدخول 

ثواني يا

عزة فيه حاجة جوة تخصني

افسحت له الطريق ليختفي بالداخلتفحص الحمام باحثا بعينيه حتى وجده معلقا بالمكان المخصص لهأسرع الخطى ليجذبه ويضمه بكفاه مقربا إياه من أنفه ليغمض عينيه وهو يشم رائحتها بين ثنايا خيوطه وبات يقبل الرداء وكأنها بداخلهأما إيثار فقد ضيقت عينيها متعجبة تصرفه مع عزة لتتسع حدقيتيها حين رأته يخرج وهو يضع الرداء الخاص به على ذراعه باحتواءابتسمت بخجل وهي تتذكر كلماته الوقحة عن إنتظاره لذاك الرداء خرجت العاملة لتتجه للأسفل بعدما انتهت من وضع الأشياء بأماكنها ولجت عزة بصحبة يوسف لداخل الحمام لكي تساعده بارتداء ثيابه تحرك إليها ليقول

أنا في أوضتي لحد ما تغيري هدومك لما تخلصي خبطي عليا علشان ننزل نفطر مع بعض... قالها بهدوء لترتبك بوقفتها ثم أجابته وهي تفرك كفيها ببعضيهما 

هو أنا لازم أنزل 

آه طبعا لازمالعيلة كلها مستنياك على الفطار...قالها بجدية واعتزاز ليسترسل بنظرات مطمأنة وكلمات أراد بها أن يزرع الثقة بداخلها 

دي الدكتورة عصمت أخدت أجازة مخصوص علشان ترحب بيك

هو إنت هتروح شغلك وتسيبني هنا لوحدي... نطقتها ك طفل صغير يخشى ابتعاد ملاذه عنه لينتفض قلبه فرحا ويجيبها سريعا كي يبث داخل قلبها كامل الإطمئنان 

لا يا بابا مش هسيبك

نطقها بطريقة أذابت قلبها ونهت عليه ليسترسل بصوت يشع حنانا ويحمل بين طياته عشق جارف 

حد بردوا يسيب حبيبه وحده

ذابت روحها وسرت إرتعاشة لذيذة بجسدها لتداعب فراشات العشق معدتها بعدما أخبرها بأنه اتخذ اليوم أجازة لأجلهااقترب على أذنها ليهمس قبل أن يخرج 

هستناك في أوضتي لما تخلصيمتنسيش تجيبي لي البيچامة بتاعتي معاك.

ابتعد واستدار ليخرج تاركا إياها بحالة يرثى لها لتنظر عليه بقلب هائم قبل أن يباغتها باستدارته ليتطلع عليها من جديد وهو يقول بنبرة جادة وعيني بها تحذيرا نابعا من غيرة رجلا عاشق 

متنسيش تلبسي فستان محتشم وعليه حجاب يداري صدرك علشان ماجد هيفطر معانا

ثم غمز بعينيه وتابع بمداعبة 

شرشبيل بيغير على مراته مۏتومراته لازم تتحمل جنون غيرته وعشقه

ابتسم ليستدير من جديد ويخرج من الغرفة تاركها بحالة هيام كاملظلت تتطلع على الباب بنظرات ولهة لتعي على صوت عزة التي خرجت من الحمام ممسكة بيد الصغير بعدما ارتدى جميع ثيابه

كده لبسنا واتشيكناتعالى بقى نسرح شعرنا علشان الشياكة تكمل

تطلعت على تلك الواقفة تنظر لهما ببلاهة لتسألها باستغراب 

مالك يا إيثارواقفة مبلمة كدة ليه

نطقت بتيهة 

هامفيش ياعزة

ابتسمت لتقول بمداعبة 

على عزة بردواإلا قولي لي يا إيثار

قالتها بلؤم لتسألها 

شيفاك واقفة قدام وكيل النيابة كده وواخده راحتكمترسيني وتقولي لي اللي حصل! 

قطبت إيثار جبينها لتسألها مستفسرة 

واخدة راحتي إزاي يعني

ضحكت لتجيبها بغموض 

بصي لنفسك في المراية وشوفي اللي لبساه وواقفة بيه قدامه وإنت تعرفي قصدي

فهمت مقصدها الخبيث لتهتف بحدة تتوارى خلفها لعدم ڤضح مشاعرها 

وانا كان عندي حاجة ألبسها وقولت لاوبعدين ده بيته ومن حقه يدخل في اي مكان فيه

ابتلعت لعابها وباتت تفرك يدها ببعضيهما لتتابع بعينين زائغتين من شدة الخجل وهي تهمس

وجوزي

ابتسمت عزة لتتحدث بفرحة عارمة ظهرت بعينيها 

ما أنا عارفة يا ست البنات وعارفة إن الجدع من حقه يشوف اللي اكتر من كده كمان بس كنت بنكشك

إنت سخيفة يا عزة... قالتها بصياح غاضب لتدخل الاخرى بنوبة من الضحك جعلت الاخرى تتذمرأمسكت عزة بفرشاة الشعر الخاصة بالصغير وبدأت بتشيط شعره لتقول لتلك المتسمرة بوقفتها كي تحثها على الإسراع 

إدخلي غيري هدومك علشان تلحقي تنزلي قبل الفطارأخرج لك أنهي فستان

تنهدت بعمق حين تذكرت رحيل والدها الحبيبفقد دخلت في دوامة كثرة الأحداث لتلهيها عن القوقعة والبعد عن الناس لكي تعطي حزنها على غاليها قدرهلكن انظر ماذا حدثفقد انقلبت حياتها رأسا على عقبنطقت بنبرة حزينة لتذكرها للألوان

خرجي لي أي حاجة لونها إسود

حزنت ملامح عزة لتنطق وغشاوة الدموع قد تكونت بعينيها 

الله يرحمك يا عم غانم كنت راجل طيب

عبست ملامحها وتحركت إلى الخزانة لتنتقي ثوباباتت تتفحص الثياب لتهتف عزة وهي تمسك بثوب رائع كلاسيكي ناعم ذو أكمام طويلة تنتهي بأساور مغلقتين بزرارين من اللون الذهبيأما قصة الصدر تبدأ بياقة كلاسيكية من القماش الستان على شكل Vيلتف فوق خصره حزاما ايضا باللون الاسودولجت للحمام وبعد قليل خرجت لتشهق عزة وهي تقول بانبهار من إطلالتها المبهرة 

قمر يا ست البنات

ابتسمت لتتحرك صوب طاولة الزينة لتقف أمام المرآة التي عكست صورتها مما جعلها تتطلع برضابدأت بلف الحجاب وإحكامة برتابة لتجلب لها عزة حذاءا جلدي باللون الاسود ذو كعب عالي مما أعطاها مظهرا خلابا وزاد طولها لعدة سنتيمتراتاستمعت عزة لصوت هاتفها فنظرت بشاشته لتنطق قائلة 

ده أيهم أخوك كلمني وانا جاية في الطريق وكان عاوز يكلمك علشان يطمن عليكوقالي إنك عاملة له حظر

صاحت بنبرة غاضبة 

مش عاوزة أكلم حدهما عاوزين مني إيه تانيمش كفاية اللي حصل لي من راهم

هرولت عليها لتقول في محاولة منها لتهدأة روعها 

إهدي يا إيثار أيهم ملوش دعوة بيهمده هو اللي كلمني وقالي أكلم أيمن بيه علشان يلحقك وكلمني إمبارح بالليل وقال لي إن أمك وعزيز رفضوا يرفعوا القضية 

وبدأت تقص عليها ما حدث تحت استغراب إيثار من موقف أيهم الرجولي بالنسبة لها

نزلت عصمت من فوق الدرج لتتطلع بأرجاء بهو القصر بتمعن تبحث يعينيها عن ابنتها وحفيديها فلم تجدهما بمكانهم المعتادفبكل يوم تفيق فريال باكرا هي وابنتها وصغيرها الرضيع ليجلسوا بالردهة يتابعون مسلسل الرسوم المتحركة التي تتابعه الصغيرة عبر شاشة التلفاز المعلقة لحين موعد التجمع العائلي على طاولة الفطور الصباحي وبعدها تذهب الفتاة إلى مدرستها مستقلة الحافلة الخاصة بالمدرسة تعجبت عصمت لعدم وجود نجلتها لتصيح بصوت رزين وهي تستدعي كبيرة العاملات 

سعاد سعاد

أتت السيدة الأنيقة وهي تمشي برقي لتجيبها بعدما وضعت كفيها فوق بعضيهما واحنت رأسها قليلا كنوعا من التوقير 

أفندم يا دكتورة

سألته مستفسرة 

فريال والولاد فين

أجابتها بإبانة 

مدام فريال طلبت الفطار يطلع لها هي وبيسانفوق

تطلعت أمامها بتركيز ثم أخرجت تنهيدة عميقة قبل أن تنظر إلى العاملة لتقول بهدوء 

مطلعيش حاجة لحدجهزي الفطار زي كل يوم ومتنسيش تعملي حساب مدام إيثار معاناحطي لها طبق جنب فؤاد باشا وإعملي حساب إبنها مع بيسان

تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة بوقار لتتحرك عائدة إلى المطبخزفرت عصمت باستياء إستنكارا لأفعال نجلتها العنيدة ثم نظرت للدرج وتحركت صوبه لتصعدة مرة أخرىبعد قليل دقت فوق باب الجناح الخاص بصغيرتها لتستمع إلى صوت ماجد الذي نطق بوقار 

إدخل

فتحت الباب لتجده واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه بعدما ارتدى ثيابه استعدادا للذهاب إلى الجامعةأما فريال فكانت تجلس فوق الأريكة متكئة على ذراعها تجاورها بيسان المنشغلة بمشاهدة مسلسلها الكرتوني المفضلالسنافرإلتفت ماجد صوب الباب لينتبة باحترام لوقوفها لتلقي هي عليهم تحية الصباح قائلة ببشاشة وجه 

صباح الخير

على عجالة نطق ماجد باحترام 

صباح النور يا دكتورةإتفضلي

قالها وهو يشير لها بكفه باتجاه الداخلاعتدلت فريال وردت تحية والدتهاتطلعت عصمت على ماجد ونطقت تسأله باهتمام 

رايح الجامعة

أومى بإيجاب ليسألها مستفسرا بعدما لاحظ عدم ارتدائها لملابسها الرسمية التي ترتديها بالجامعة 

هو حضرتك مش رايحة الجامعة النهاردة ولا إيه 

أجابته باستفاضة

إتصلت بالجامعة وأخدت أجازة عارضة علشان مرات فؤاد ما تحسش إننا مش مهتمين بوجودها

لوت فريال فاهها بطريقة تهكمية ثم قلبت عينيها بضجرأما ماجد فوافقها التفكير ثم نطق وهو يرتدي

حلة بدلته 

أنا نازل 

اقترب على زوجته وضع قبلة فوق رأسها وأيضا صغيرته ثم مال ليلتقط حقيبته الجلدية من فوق طاولة صغيرة وانسحب للخارج ليترك لهما المجالتطلعت عليها لتسألها بتعجب عن الصغير 

هو فؤاد لسه نايم ولا إيه

بملامح وجه عابسة أجابتها بنعم لتتحرك والدتها وتجاورها الجلوس لتقول بنبرة هادئة

أول مرة تطلبي من سعاد تطلع لك فطارك هنا

تنهدت بعمق لتقول بملامح جامدة وهي تنظر لشاشة التلفاز متلاشية النظر لوالدتها 

محبتش أزعج فؤاد باشا بوجودي

واستطردت متهكمة بعدما لاحظت إهتمام والدتها بتلك الدخيلة على قصرهم 

واهي فرصة علشان تعرفوا ترحبوا كويس بالكونتيسة

أخرجت تنهيدة حارة مع هزات بسيطة من رأسها إستياءا لحديثها الناقم ليخرج صوتها مؤنبا لنجلتها قائلة 

ليه كل ده يا فريالعاملة كل ده ليه!

إنت عاوزة تجننيني يا ماما صح...نطقتها فريال بحدة بعدما إلتفت بجسدها لتصبح في مواجهة والدتها ثم استرسلت بنبرة لائمة 

أنا مش قادرة استوعب اللي حصل ولا قادرة أفهم موقفك إنت وبابابسهولة كده تقبلتوا الموضوع وسمحتوا لواحدة جاية من الشارع إنها

 

تم نسخ الرابط