رواية جديدة ج١

موقع أيام نيوز

 

حكمت عليها الظروف أنها تشتغل في البيوت علشان تقدر تجيب علاج أمها وأخواتها يكملوا تعليمهم وتقدر تجيب ليهم لقمه يكلوها وهدمه يلبسوها

ظلت نرمين صامته تنظر إليها بتفحص وظلت ونس واقفه تنظر إليها لعدة ثوان ثم عادت إلى ما تعمله لتقول نرمين من جديد: أيوه بس ده ميمنعش إنك كان ممكن تشتغلي شغلانه تانيه غير الخدمة في البيوت

لوت ونس فمها بضيق لكنها رسمت الهدوء من جديد ونظرت إلى نرمين وقالت: أمي خياطة بريمو بس صحتها مابقتش قد قعدة المكنة وأنا مش معايا شهادة علشان أتوظف بيها ما أنا مقدرتش أكمل دراستي وشغل المحلات ذل ومهانه من أصحاب المحلات شوية ووقفه طول النهار على رجليا وفلوسها قليله على إننا نتحمل رذالة الزباين أهو خدمة البيوت بنعرف طبع أهل البيت ونقدر نتعود عليه

: أنت كنت في الجامعة يا ونس

سألتها نرمين باندهاش لتومىء ونس بنعم لتسألها من جديد: وكنت في كليه أيه بقا

: تجارة

أجابتها بهدوء لتهز نرمين رأسها بنعم ثم وقفت وهي تقول بأمر: أعمليلي قهوة وهاتيهالي في أوضتي

أومأت ونس بنعم وهي تقول بأدب: حاضر

غادرت نرمين المطبخ وظلت ونس تنظر في أثرها بضيق ثم غمغمت قائلة: وبعدين بقا

تحاول الإتصال بها منذ رحيلها مع حاتم ولكن الهاتف مغلق ليزداد ڠضبها وهي تفكر منذ متى أصبح حاتم يستطيع الوقوف أمامها وتجرأ على أن يقف أمامها يتحداها ويأخذ إبنتها أمامها دون أن تستطيع أن تمنعه..كيف حدث هذا عليها أن تجد حل لكل هذا وهي أبدا لن تترك الأمور تخرج عن سيطرتها..أمسكت هاتفها وأتصلت بشخص ما وحين أجابها قالت بهدوء ولكن كلماتها حملت أمر غير قابل للنقاش: عايزة حسابات المجموعة كلها ونسب الشركاء

أغلقت الهاتف ونظرة التحدي والإنتصار تلمع في عيونها

يقف في وسط شركته الجديدة يتابع كل ما يقوم به العمال من التجهيزات الأخيرة على كل شيء بها وترتيب الأثاث وفي نفس الوقت هو قد حدد مواعيد المقابلات مع المتقدمين للوظائف أن أحلامه والحمدلله تتحقق الواحد تلو الآخر لكن هل حلمه الكبير والبعيد سيأتي يوما ويصبح حقيقة ..إنتبه من أفكاره على صوت أحد العمال يقول: إحنا خلصنا يا باشمهندس في أي أوامر تانيه

أبتسم فيصل وقال للرجل شاكرا: الله ينور يا رجاله شكرا جدا

وأخرج من جيب بنطاله الخلفى ظرف أبيض ومد يده به للرجل الذي أخذه بشكر وأشار للعمال أن يغادروا وحين غادر أخر عامل توجه فيصل إلى غرفة مكتبه وهو يفكر هل يتصل به الأن أم ينتظر حتى يبدء العمل في المكتب لكن بعيدا عن مسائل العمل هو أشتاق ل أديم بالفعل ويود أن يحدثه وأن يقابله أيضا لذلك أمسك هاتفه وأتصل على صديقه

فتح أديم عينيه ومد يده يمسك هاتفه ينظر لذلك الرقم باندهاش. في العادة هو لا يجيب على الأرقام غير المسجله لكنه فكر أن يكون المتصل حاتم أو سالي فأجاب سريعا ليأتيه صوت رجل رخيم يقول بهدوء: أديم الصواف

: أيوه يا فندم مين

أجابه بهدوء شديد ليقول محدثه بسعادة: وحشتني يا أبن الأكابر

ظل أديم صامت لعدة ثوان وتلك الكلمه تعيده لسنوات كثيره قد مضت ليبتسم وهو يقول: فيصل إزيك يا ابني أيه الغيبه الطويله دي فينك كده وفين أراضيك دلوقتي

ضحك فيصل بصوت عالي وهو يقول بمرح: سافرت عملت الأرشينات ورجعت علشان أنافسك يا أبن الأكابر

ليكون الدور على أديم في الضحك وهو يقول: يبقا تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم مفيش حد يقدر ينافس مؤسسة الصواف

ليبتسم فيصل بهدوء وقال بصدق: عارف يا باشا بس أهو أنا قررت أنزل بتقلي فخافوا مني

ليضحك أديم بسعادة وقال بصدق: وحشتني جدا لازم نتقابل بجد الواد حاتم مستحلفلك أصلا

ظل الأصدقاء يتحدثون بمرح وسعادة وأخبر فيصل أديم بكل شيء ووعده أديم أن يقدم له كل يد العون حتى يستطيع المنافسة وبقوه وحددوا معا موعدا حتى يتلاقى الأصدقاء

حين أغلق الهاتف مع فيصل تذكر ونس وأنه لم يراها مره أخرى منذ حضورها صباحا غادر السرير وأخذ ملابس نظيفه من الخزانه ودلف ليأخذ حمام دفىء يستعيد به نشاطة وحين أنتهى غادر الغرفة ووجهته المطبخ لكنه وجدها تقف في صاله منزله تقوم بالتنظيف بصمت أصدر صوت خفيف

 

تم نسخ الرابط