رواية جديدة ج١

موقع أيام نيوز

 

بكرة علشان ترجعي شغلك

صمت لثوان لكن في تلك الثوان القليلة تقلبت ملامحة بين الإنتظار والضيق. ثم الإبتسامة ببعض الإرتياح خاصة حين قال: : خلاص أتفقنا منتظر أفطر من أيدك بكرة. مع السلامة

أغلق الهاتف ووضعه بجانبه ظل الصمت هو سيد الموقف بعد تلك المحادثة الهاتفية لكن نرمين لم تستطع الصمت أكثر من ذلك فأقتربت منه وجلست على السرير أمامة وهي تقول بأستفهام يغلفه بعض العصبية: أنا ممكن أفهم أيه أهمية البنت دي علشان تديها كل الإهتمام ده يا آبية. دي مجرد خدامة حاتم حس أنها مش مريحة فمشاها

كان الڠضب يرتسم على ملامحة مع كل كلمة تقولها وحين أنتهت قالت بصوت ضعيف رغم حدته: هو غرور وجبروت عيلة الصواف ده ملوش حدود حتى أنت وحاتم

صمت لثوان لكن نظراته الحادة لم تهدء لحظة لكنه أكمل قائلا بقوة: ثم مين سمح ليكي أو لحاتم أنكم تأمروا وتنهوا في بيتي ده مش قصر الصواف ده بيت أديم وأنا الوحيد إللي ليا الحق أني أقرر مين يقعد فيه ومين يمشي

تجمعت الدموع في عيون نرمين وهي تقف تنظر إليه پصدمة قائلة: يعني أنت مش عايزني هنا يا آبية

ظل صامت لعدة ثوان حتى شعرت أن قلبها قد سقط في قدميها لكنه قال بهدوء: ده بيت أخوكي يا نرمين يعني بيتك وأهلا بيكي في أي وقت. لكن

: لكن!

رددت خلفه پصدمه. ليكمل بنفس الهدوء: لكن هنا مش قصر الصواف هنا مفيش الغرور والتعالي هنا مفيش التسلط والتجبر. لازم تبقى عارفه أني مش هقبل منك أي معاملة سيئة ل ونس ومش معنى أن ظروفها حكمت عليها أنها تشتغل في البيوت ده يدينا الحق أننا ندوس عليها بجزمتنا بالعكس إحنا لازم نحترمها ونحترم مجهودها وتعبها ده

ظلت تنظر إليه دون أن تتغير تعابير وجهها لكنها كانت تفكر في كلماته تعلم أنه محق لكنها وبدون إيرادة منها تشعر بالڠضب من تلك الفتاة تلك الذي أخذت تفكير أخيها حتى أنه لم يهتم لسؤالها عن حالها وماذا فعلت في أمر طارق أو حتي يهتم لصحته جحظت عيونها پصدمة وإدراك حين أكمل كلماته قائلا: تخيلي كده يا نرمين لو أنك مش من عيله الصواف. وكنت من عيلة فقيرة. وعندك أخوات محتاجين أكل وشرب وعلاج. وأب أو أم تعبانين ومحتاجين علاج كنت هتعملي أيه ولو حكمت عليكي الظروف أنك تشتغلي في البيوت أو عند حد تحبي الناس تعاملك إزاي

صمت حتى يترك لها المساحة حتى تفكر في كلماته تدرك معناها جيدا. ثم أكمل بعد عدة لحظات: أنا بس كل إللي طالبه منك إنك تحسي بغيرك. وتعرفي أن كلنا بشړ. مش علشان هما فقرا يبقوا أقل مننا. في فقرا بس عندهم حاجات أنا وأنت ندفع كل إللي نملكه علشان يبقى عندنا زيهم. عندهم حب الأسرة. عندهم أب أمان وحماية وأم حنينة وحضن كبير. عندهم أحساس بالآخرين. عندهم مشاعر يا نرمين مشاعر خارجة من قلوبهم من غير إنتظار مقابل ولا فيها زيف علشان المال والمصالح.

كانت دموعها تنهمر فوق وجنتيها وهي تستوعب كلمات أخيها وأفكارة. أخذ هو نفس عميق ثم قال بهدوء: خليني أرتاح شوية ولما أصحى نقعد مع بعض علشان تقوليلي عملتي أيه مع طارق

أبتسمت أبتسامة صغيرة وهي تومأ بنعم. وغادرت الغرفة

يجلس في مكتبه بالشركة ينفخ پغضب أن كل مخططاته تفشل ولا يفهم السبب أنه يحكم الخطة جيدا من جميع الجهات ولكن دائما يحدث شيء ما. عليه أن يجد حل جديد عليه أن يفكر في خطه جديدة. هو لن يتنازل عن كل أحلامه أبدا وسيحقق أنتقامة مهما تطلب الأمر. وإن وصل الأمر إلى القټل فهو لن يتردد لحظة.. أنتبه لصوت هاتفه وذلك الأسم المميز الذي ينير شاشته الأن. هل هناك أخبار جديدة. أجاب سريعا ليصله صوتها الأنثوي الجميل. ليبتسم وهو يسمع ما تخبره به. ثم أغلق الهاتف وهو يقول: واضح أن كفة الميزان بدأت تعتدل من جديد

ليقف وتوجه إلى النافذة الزجاجية الكبيرة ينظر أمامة بسعادة وهو يقول لنفسه بتمني: قريب أوي يا أديم هشوفك مذلول وهشفي غليلي منك ورحمة أبويا لتجوزك يا نرمين. وبكره تشوفي طارق الصواف هيعمل فيكي أيه

أغلق الحقيبه

 

تم نسخ الرابط