رواية جديدة (هارون)
المحتويات
سدرة من يده فأمسك به وضغط أوراقه بين يده پغضب ولولا تداركه لنفسه لتقطعت أوراقه وضعه پعنف داخل حقيبته وأغلقها عليه لكي لا يتذكر ما حدث مجددا وبعد أنتهائه من التخليص الجمركي لشحنته وتأكده من بدأ تحميلها في السيارت التي ستنقلها لمخازنه غادر الميناء بعد أن أذن لصلاة العصر منذ وقت قصير وذهب للفندق لكي يريح من عناء السفر واليوم بأكمله وبالفعل مجرد ما أن لامس الفراش حتى غطى في نوم عميق لم يفق منه سوا ليلا نهض يأخذ حماما باردا يعيد له حيويته بعد أنتهائه نزل لأستقبال الفندق لكي يتناول عشاءه ثم غادره بعد فترة قصيرة يتمشى على البحر قليلا يستنشق هواءه النقي وبينما هو يسير شاردا لفت نظره تلك السيدة البسيطة التي أفترشت جزء من كورنيش البحر تصنع به مشروبات ساخنة لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا من منازلهم يجلسون منتشرين هنا وهناك يخرجون همومهم مع أنفاسهم وكأنهم يشكون همومهم للبحر جلس هارون على مقربه منها وطلب منها أعداد مشروبا له
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق
شكرا تسلم إيدك يا
نظرت له السيدة بخجل
أم مراد بيه
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه نظر لها
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها
أومئ هارون متفهما
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها
جاءه صوت حمدي خاڤتا
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم !
زفر حمدي بضيق
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ
تمام تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم
مخلصوش
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس
هارون
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها
أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها
مين دا يا سدرة تعرفيه
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة
سدرة مش معقول أنت هنا وأحنا قلبنا عليك الدنيا في القاهرة كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديما أنك عايشة
أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من
متابعة القراءة