رواية جديدة (هارون)
المحتويات
في كلامك ولا ضميرك يصحى ههههههه
ثم توقف عن الضحك وأتسعت عيناه بشړ
انا راجل ما ببكيش على حرمة زيك وميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غير واحد بس عارف مين
أشار بسببته على صدره بكل ثقة
انا ميهمنيش غير نفسي وبس يا أبن البنا شكلك لسه متعرفش مين هو زاهر المهدي انا مبيتلويش دراعي ولا ليا نقطة ضعف واحدة وصباعي اللي بيوجعني مبعلجوش بقطعه فاهم
عند هذا الحد طفح الكيل بهارون لكنه مجبر على مسايرته حتى يعلم بمكان زوجته مسح على وجهه متمالكا نفسه
تمام طالما مبيهمكش غير نفسك فانا هعمل معاك ديل أنت تقولي على مكان سدرة وانا كفيل أني أخرجك من هنا قولت أيه
لو خروجي من هنا هيكون على إيدك أنت فانا مش عايز أخرج دا أولا وثانيا مراتك ماټت دي الحقيقة اللي لازم تصدقها وتقتنع بيها وثالثا ودا الأهم فخروجي من هنا مسألة وقت مش أكتر وزي ما أنت مهم وواصل فانا بردو واريا الأهم منك والواصل أكتر منك
ثم رفع اصباعيه السبابة والوسطى يضعهما على جبينه بأشارة التحية والوداع
سلام يا أبن البنا معدش في كلام ما بينا يتقال
ثم أتجه لباب الغرفة يطرقه مناديا على العسكري حتي يصطحبه إلى مهجعه المؤقت من وجهة نظره بعدما أبلغه إحد رجال الرجل الكبير الذي يعمل تحت أمرته بقرب خروجه من هنا وتهريبه لخارج البلاد
لم يكتفي هارون بمحاولته مع زاهر بل أصر على مقابلة رجاله الذين تواجدوا معه منذ أختطاف سدرة إلى يوم الحاډث الذي قبض عليهم فيه وبرغم كل الأغراءات المادية الذي وعدهم بها هارون كما عاهدهم بخروج من يدله على مكان زوجته أو بالمكان الذي دفنت به بالخروج من المحاكمة دون أدانة في تلك القضية الإ أن قولهم جميعا جاء مطابقا لقول زاهر وهو أن زميلا لهم قټلها عندما حاولت الهروب وقام بډفن جثتها في مكان ما بالصحراء لا أحد منهم يعلم مكانه الإ هو وعندما سألهم عنه وأين يجده أخبروه أن زاهر قام مپرحا ثم طرده من العمل لديه لأنه خالف أوامره وهم لا يعلمون عنه شيء سوا أن أسمه يونس فقط يأس هارون من استخلاص معلومة منهم تدله أن كانت سدرة لا تزال حية أو حتى بالمكان التي دفنت لكنه لن يرضخ أو يستسلم من أول جولة وكلف عدة رجال مختصين ومحترفين في تتبع الأثر لكي يكتفوا أثر سدرة وذلك الرجل الذي يدعى يونس حتى يعلم منه ما حدث فعلا وهل ما قاله زاهر ورجاله حقيقة أم كڈبة يريد أن يكيد له بها كانت حالة هارون الصحية تتحسن ببطئ لعدم ألتزامه بتعليمات الطبيب ورغم شدة ألم جرحه الإ أن چرح قلبه كان أشد وأعظم ألما فحبيبة قلبه الذي لم يعرف طعما للحب سوا معها أختفت دون أن تسامحه أو تعلم بمدى حبه الكبير لها مرت عدة شهور مازال البحث عن سدرة ويونس فيهم قائما دون فائدة فأضطرا هارون أن يوقف البحث ليأسه خاصة بعد مقټل زاهر داخل محبسه أثناء التحقيق معه وقبل تحويله للمحاكمة وظلت المئات من علامات الاستفهام تحيط بتلك القضية فقد شغلت الرأي العام لفترة ليست بقليلة لتورط أسماء تعد من أهم رموز الدولة في وقتها عاش هارون حالة من الحزن والأنعزال التام عن الجميع حتى عن خالته زهرة التي لم تتوقف عن البكاء حزنا وقهرا على ما آل إليه حاله وحال سدرة وبقيا هارون يفرغ جام طاقته في عمله مثل الألة التي تعمل طوال الوقت لا تتوقف حتى تفرغ طاقتها وظل يؤجل لقاءه بميسرة لعدم تحمله رؤية نظرات خذلانه لها في عينيها فالأول مرة بحياته كلها لا يفي بوعد قطعه على نفسه رغما عنه وقرر أخيرا الذهاب لها حتى يوقف التخبط الذي يعث بداخله بسبب تقريع ضميره له وعندما وصل
كثيرا في طرقه لكنه استجمع ما بقى له من قوة وطرقه بوهن ولكم تمنى أن لا تجيبه ويعود دون رؤيتها ويعطي لنفسه المبرر الذي يريح ضميره ولو قليلا لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وكان وجهها هو أول من طالعه حين فتح الباب أغمض عينيه وهز رأسه كي يتمالك نفسه من الأنهيار أمامها نظرت له ميسرة بجمود لعدة ثواني ثم دخلت دون أن تنبث بكلمه أو حتى تدعوه للدخول لكنها لم تغلق بابها في وجهه بل تركته مفتوح دخل هارون مترددا يقدم قدم ويؤخر عشر ووقف أمام الأريكة التي تجلس عليها ونطق بوهن
انا عارف أن زيارتي ليكم جت متأخرة بس كنت عاجز عن أني أخد الخطوة دي مش استهتار بمشاعركم أو تقليل منكم بالعكس انا كنت خجلان من نفسي لأني ڠصب عني موفتش بوعدي ليكم
رفعت ميسرة عينيها المغلفة بعبرات متحجرة وهزت رأسها بوهن وظلت صامتة لا تقوى على الكلام فنزل هارون أمامها على
متابعة القراءة