رواية جديدة (هارون)

موقع أيام نيوز

قدم وساق يمسك بكفها يلثمه بحب وقد تجمعت دموعه أيضا بعدما عجز عن حپسها أكثر من ذلك 
دموعك دي غالية عليا قوي زي ما كانت غالية على سدرة انا مش هطلب منك تسمحيني على خذلاني مش بس ليكم وكمان لسدرة ولنفسي لأن انا مش مسامح نفسي انا هفضل اللي باقي من عمري كله أكفر عن ذنبي في حقها وكمان عمري شوية على ده انا كل اللي طالبه من حضرتك أنك تسمحي ليا أن أجي كل فترة أطمن عليك أنت وعمي حسان لو مش هضايقكم 
أمدت ميسرة يدها نحو وجهه ومسحت على وجنته بحنو وتحدثت من بين دموعها 
هون على روحك يا أبني ومتشيلش نفسك فوق طاقتها أنت متأخرتش عن سدرة بالعكس أنت لولا ستر ربنا كان بعد الشړ جرالك حاجة انا مش زعلانة منك وبالنسبة ليا أنت وفيت بوعدك وأكتر بس القدر قال كلمته وده أجلها انا اللي زعلانة من نفسي على اللي عملته فيها في أخر أيامها 
لم تتمالك ميسرة نفسها وأنفجرت في البكاء تنوح فلذة كبدها 
لو كنت أعرف أن أجلها قصير مكنتش سبتها يوم ولا ساعة ولا حتى لحظة كنت خدتها في حضڼي وفضلت أعوضها عن غيابها بعيد عني لو أعرف مكنتش زعلتها مهما يحصل وهى عملت أيه دي أنضحك عليها من مچرم استغل طيبتها وبرائتها وصغر سنها حسبي الله ونعم الوكيل فيه نفسي أشوفها وحشتني قوي يا هارون 
نهض هارون من أتكائه أمامها وجلس بجوارها يضمها بذراعه ويربت برفق على كفها وتحدث بصوت مخټنق بعبراته 
أرجوك يا طنط حاولي تهوني على نفسك أحنا مدخلناش في علم الغيب فراق سدرة جارحنا كلنا بس هتصدقيني لو قولتلك أن أحساسي بسدرة بيقولي أنها عايشة ومش ممكن تكون ماټت 
رفعت ميسرة عينيها له وسألته برجاء 
أنت كمان مش مصدق أنها ماټت صح قولي أنك مش مصدق لأن انا كمان مش مصدقة وحاسة أنها عايشة 
أبتسم لها هارون ابتسامة لم تتخطى شفتيه 
أيوه يا طنط انا مش مصدق وأحساسي أنها عايشة وأن شاءالله هترجع لينا قريب
وقف حسان على باب غرفة نومه يشاهد ما يحدث بقلب مفطور على خسارته لأبنته وعلى حال زوجته التي كادت تجن بعد فقدانها لمن كانت سبب يمدها بالحياة تقدم منهما ثم جلس على المقعد بجوار زوجته ونظر لهارون 
السلام عليكم أزيك يا هارون بيه عامل أيه 
أومئ له هارون بابتسامة حانية 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يا عمي بلاش بيه دي عشان محسش أني غريب عنكم ثانيا انا الحمدلله بخير ثالثا أزي حضرتك وأزي صحتك 
أبتسم حسان لتواضعه ومعاملته الحسنة لهم ثم زفر على مضض قائلا 
الحمدلله أدينا عايشين نعافر مع الأيام عشان تعدي بسرعة 
هز هارون رأسه متفهما أحساسه 
عندك حق يا عمي وياريت بتعدي دي واقفة وۏجع الفراق مصعبها علينا أكتر 
رفع حسان كفيه يتدلى من إحداهما المسبحة 
عليك بالدعاء يا أبني أسأل ربنا يمنحك الصبر وأن شاءالله ربك يستجاب 
ثم نظر لزوجته يربت على قدمها 
وحدي الله يا حاجة وأدعي ربنا يردها لينا سالمة لو عايشة 
جاهد نفسه لأخراج تلك الكلمات الثقال فما أشدها قسۏة عليه 
أو أدعيلها بالرحمة
لو ربنا أراد وأسترد أمانته 
صړخت ميسرة پقهر 
أن شاء الله يا حبيبتي مفيش اصدق من أحساس الأم وأكيد أحساسك بيها حقيقي وترجع لينا قريب 
تنحنح هارون كي يلفت انتباههما 
انا عامل مفجأة صغيرة ليكم ولخالتي كمان ومفيش حد يعرف بيها حاليا غير انا وحمدي فا بعد أذنكم ممكن تتفضلوا معايا عشان نشوفها مع بعض 
قطبت ميسرة حاجبيها متعجبة 
مفجأة أيه أنت لقيت سدرة ومخبي عليا صح!! 
زفرة هارون بقوة ثم هز رأسه بهدوء 
ياريت يا طنط دي كانت تبقى أجمل مفجأة في الدنيا دي كلها بس كل اللي أقدر أقوله أن المفجأة ليها علاقة بسدرة وهتفرحكم قوي 
سأله حسان بعدما غلبه فضوله 
هى سر يعني مينفعش تقول لينا عليه دلوقتي 
أبتسم هارون ابتسامة عزبة 
لا هى مش سر ولا حاجة بس لو
قولت عليها مش هتكون مفجأة وانا بصراحة حابب أشوف رد فعلكم لما تشوفوها في وقتها 
لم تستطع ميسرة ولا حسان رفض طلب هارون أمام أصراره ورجائه لهما وذهبا برفقته في سيارته الخاصة لكي يرى تلك المفاجأة الذي أعدها من أجل سدرة وستفرحهما كثيرا وبعد مدة ليست بقصيرة وجدا السيارة تعبر بهم سور ضخم يحيط بمنزل كبير وبجواره عدة أبنية صغيرة لمحت ميسرة تلك اللافتة العريضة المعلقة على البوابة الخارجية مكتوب عليها دار سدرة لكفالة اليتيم وذوي الاحتياجات الخاصة وضعت يدها على تحبس شهقاتها فهى لم تكن لتتخيل أن المفاجأة بتلك الروعة نظرت عبر المرأة الأمامية لهارون وقالت له بسعادة 
أنت عملت دا لسدرة بجد ولا انا قريت اليافطة غلط 
توقف هارون بسيارته بعدما وصل بها أمام الباب الرئيسي للفيلا ونزل منها يفتح باب السيارة ومد يده يساعدها على النزول 
لأ بجد يا طنط انا شغال انا وحمدي في أعداد الدار دي بقالنا أكتر من ست شهور والحمدلله النهاردة الأفتتاح بتاع الدار وطبعا مكنش
تم نسخ الرابط