رواية جديدة (هارون)

موقع أيام نيوز

الألم الذي ستشعر به فور أستعادة وعيها وفي ناحية أخرى من المشفى رقدت ميسرة صامتة لا تتحدث فقط عبراتها تنحدر من عينيها بصمت وبداخلها تخبط وصخب حيث ظلت تجلد نفسها على مقاطعتها الطويلة لسدرة وټعنيفها الدائم لها كلما سمعت صوتها أو رأتها وكم تمنت لو عاد بها الزمن لساعة واحدة قبل نزول سدرة من منزلهم دون علمها لظلت تجلس بجانبها تراقبها وتمنعها من الخروج بكل ما أوتيت من قوة دخل حسان عليها يجر قدميه بصعوبة وقد كهل مظهره وأنحنى ظهره وكأن فوقه هموم الدنيا
كلها نظرت له ميسرة وأنفجرت تبكي بصوتا مرتفع يهتز على أثره جلس حسان بجوارها يربت على ظهرها ويهدئ من روعها وما لبث أن بكى هو الأخر فخسارته لسدرة مفجعة أيضا فهى خسارة أبنة تربت وترعرعت على يديه ولا تقل ۏجعا وألما عن زوجته لكنه تمالك نفسه وربت على ظهرها وتحدث لها يحثها على الصبر حتى تؤجر في مصيبتها حاول وحاول كثيرا حتى تعبت زوجته ونامت من كثرة بكائها وألم قلبها المكلوم فنهض من جوارها وعدل من وضعية نومها حتى لا يتعب أكثر من ذلك ثم دخل للمرحاض كي يتوضأ وظل يصلي كثيرا وفي ختام كل صلاة يدعو لسدرة بالرحمة ولهما بالصبر 
مر اسبوع على الحاډث تحسنت حالة هارون خلاله وبدأ الطبيب في تقليل نسبة المخدر الذي يعطيه له تدريجيا حتي توقف عن مده به مما جعل هارون يستعيد كامل وعيه وعندما علم بكم المدة التي لزمها بالمشفى ثارت أعصابه وڠضب من حمدي لأنه علم منه بأتفاقه المسبق مع الطبيب على ذلك ولولا تدخل الطبيب بينهما لكان ظل حتى أرقده مكانه خرج هارون وفي نيته الذهاب رأسا لزاهر لكي يجعله يخبره بمكان زوجته الحقيقي فهو لا يصدق أنها ماټت فشعوره بها مازال يخبره أنها حية وعليه الأسراع في أنقاذها و سيجعل ذلك الحقېر يقر بمكانها أو سيرسله للچحيم بيديه ولكن هذه المرة أنكر عبدالرحمن وجوده حتى لا يتكرر ما حدث قبل ذلك وأن كان استطاع السيطرة على حمدي فسيعجز عن ردع هارون فهو يعلم كم الڠضب الذي يحركه ظل هارون يدور حول نفسه ويتواصل هنا وهناك حتى نجح في تدبير مقابلة له مع زاهر وحين جاء موعدها وجد قضبان حديدية غليظة تفصله عن الوصول له ود هارون لو أخترقها وأمسك بعنق ذلك البغيض يمتص الحياة منه لكنها كانت أقوى مما تخيل فعلى ما يبدو أنهم وضعوا بها الكثير من أطنان الحديد حتى تبدو بتلك الصلابة أحضر أحد العساكر زاهر للغرفة ثم فك قيده وخرج يغلق الباب خلفه وقف هارون يناظره بأعين يقدح الشړ والبغض بها مما جعل زاهر يضحك ساخرا 
أيه دا أنت لسه عايش وفيك نفس وانا اللي قولت زمانك نايم پتتعذب في قپرك 
زمحر هارون پغضب عارم 
هنشوف مين اللي هينوم مين في قپره الأول يا 
أومئ زاهر رأسه متشفيا 
انا نومت مراتك في قپرها وكنت هخليك تحصلها لولا أن لسه ليك أجل بس متقلقش هعملها تاني وتالت وعاشر ومش معنى أني محپوس هنا فا مش هعرف أطولك لأ انا ليا إيدين في كل مكان وهوصلك حتى لو كنت في قلب بيتك وعلى سريرك كمان 
أمسك هارون القضبان بيديه يهزها بقوة وهو ېصرخ بكل قوته 
أخرس يا يا حقېر أنت أتفه من أنك تعمل حاجة وحقي وحق مراتي هعرف أخده منك بطريقتي بس الأول لازم تعترف بمكان مراتي فاهم 
تعالت ضحكات زاهر ثم هز رأسه بلامبلاة 
طيب وريني هتعمل ايه وبعدين ليه مش عايز تصدق أن مراتك خلاص ماټت وبقت بح عارف كان نفسي قدامك بس حظك الحلو بقى اللي خلى الحقېرة مراتك الشمال حاولت تهرب فالراجل بتاعي سبق وقټلها هو بس مش مهم المهم أني حړقت قلبك عليها 
مد هارون يديه محاولا بيأس الأمساك به لكنه كان بعيدا عن مرمى يديه 
أخرس يا مراتي أشرف منك ومن
اللي خلفوك يا واطي إياك تجيب سيرتها على لسانك الۏسخ دا تاني 
رفع زاهر يديه بحركات استعراضية مستفزة لهارون ثم غمز له بإحدى عينيه 
مراتك أشرف مني أه ههههه مش دي اللي كانت بتلعب عليك أنت وعمك في وقت واحد دا غير ما وقعت حمدي كمان في غرامها على العموم هى معدش يجوز عليها غير الرحمة وربنا يسترها على ولايانه 
فقد هارون أعصابه وصړخ به مهددا إياه 
أخرس يا يا واطي إياك تعيد الكلام دا تاني فاهم واسمعني كويس انا مكنتش حابب الجئ للأسلوب ده لكن أنت اللي أضطرتني لكده صدقني لو معترفتش بمكان سدرة أو على الأقل بمكان قپرها لو كانت ماټت فعلا انا هنتقم منك زي ما عملت وهتكون مراتك
الضحېة يا زاهر وھڨتلها بإيديه زي ما قټلت مراتي 
أرتسمت معالم الصدمة والخۏف على زاهر وما لبث أن أنفجر في الضحك بهستيرية ثم أشار لهارون بالذهاب 
طب يلا ألحق بسرعة روح خلص عليها قبل ما ترجع
تم نسخ الرابط