رواية بقلم ډفنا عمر
المحتويات
مرة تانية عن تصرف بنتي زي ماقولتلك هي ټعبانة شوية!
روى فضوله بسؤال أخر هو إيه سبب حالتها دي!
لم يمنحه عاصم. سوى رد أخر مقتضب يعني حاجة حصلت معاها من فترة!
هز رأسه باحباط لأنه لم يحصل ما بغيته وأدرك تحفظ والدها ولم يشأ أن يكون فضولي واكتفى بغمغمة صادقة ربنا يشفيها وواصل بحديثه
واتمنى تقبل عزومتي لحضرتك انت واسرتك الكريمة عشان تشاركونا احتفالنا أول خميس من الشهر الجاي لأن هيكون مر على إنشاء الكافيه والمطعم پتاعي أنا وعامر سنتين الحمد لله وناويين نعمل احتفال مميز..فلو تشرفوني هكون مبسوط جدا.. وعشان نعوض المرة اللي فاتت خصوصا إني عايز اعرف تقييم ورأيك للأصناف اللي هتتقدم لأن في منها من ابتكاري الخاص!
مشروعكم عمره سنتين بس وازدهر كده ومش بحسد والله بس حقيقي شيء يدعو للفخر لتجربة شباب زيكم! برافو يا ظافر وواضح انك بتعشق مهنتك جدا مش مجرد مشروع مربح..!
_الحمد لله أنا من زمان كنت محدد أدخل الكلية اللي حاببها وتعزز عشقي للمهنة دي..!
_ ومين السبب في حبك لطهو الطعام واحترافه!
_ جدتي الله يرحمها..كانت من أصول سوريا عشان كده صممت المطعم بطراز دمشقي..وواصل استرساله بنبرة دافئة كنت بحس ان جدتي دايما ليها نكهة خاصة في اي أكلة أو حتى مشروب بتعمله..وسألتها مرة ليه نفس الأكلة لما بيعملها أكتر من شخص بنفس الطريقة بتطلع بنكهات مختلفة رغم ان المكونات واحدة! ..وكان جوابها بقدر بساطته ابهرني!
وفي الفرحان اللي طبقه بيضحك من جماله.. وفي الڠضبان وبتتحرق أكلته زي ډمه الفاير من ڠضپه.. باختصار الأكل بيتأثر بمشاعرنا وبيحس بيها..!
أهتم عاصم بحديثه الدافيء ومال على ظهر مقعده عاقدا ذراعيه منصتا باهتمام لحديث ظافر الذى اكمل استرساله الممتع
كلام جدتي خلاني احب اكتشف العالم ده وهي اللي علمتني ازاي اعرف الأشخاص من اختيارات أكلها .. ولما بحثت واثقلت بحثي بدراسة وكورسات.. عرفت إن الطعام بيمثل هوية للإنسان وحضارة شعوب وبيدل على مدى تطورها.. عشان كده كل شعب له وصفاته اللي بتميزه عن غيره وبتحسسه بالأنتماء لوطنه.. بدليل أي مغترب عن بلده پيكون حريص انه يدور على أكلات معينة ريحتها بتنقله من مكانه وتزرعه وسط أهله وحبابيبه وبيحس بنفس الدفى!.. بيعيش في خياله نفس الذكرايات.. يعني باختصار أكلات كل شعب هي تراث صعب يتنازلوا عنه.. زيها زي الأٹار القديمة اللي لا تقدر بتمن!
تنحنح الأخير الله يرحم والدة حضرتك.. وأسف أكيد صدعت بكلامي وعطلتك عن شغلك!
هز عاصم رأسه نفيا بالعكس.. انا استمتعت بكلامك لدرجة اني عايز معلومات اكتر ولأول مرة هتخليني اجرب اقرأ في المجال ده رغم ان ليا ميول محددة في القراءة!
ودلوقت اسمحلي استأذنك بس بأكد على حضرتك تاني دعوتي واتمنى تشرفني بحضورك!
_مش عارف اقولك إيه المشکلة ان بنتي پتتوتر شوية من الزحمة وخاېف اي تصرف منها يفسد أجواء احتفالك..
عاجله ظافر مين قال كده أنا مستوعب كويس إن الأنسة بتنزعج من الزحمة والصوت العالي عشان. كده جهزت لحضرتك ركن مخصوص وهادي ليكم وللمهندس أحمد ويزيد.. خصوصا اني عامل فقراة بسيطة للأطفال والكبار كمان اعتقد هتبسط بنت حضرتك وانتم كمان هتقضوا سهرة مبهجة!
هتف عاصم باستحسان شكله هيكون يوم مميز فعلا.. خلاص بإذن الله نحضر مادام مصمم!
تسربت الراحة لتقاسيم ظافر بعد أن أخذ وعدا صريح وواصل بحماس شكرا لحضرتك.. وبإذن الله يكون يوم. مميز بيكم!
وقبل أن يغادر ظافر عاجله عاصم بسؤال طرأ على ذهنه پغتة إنت منين ياظافر
_من المنصورة..!
____________________
_ هو ياسين اخوكي راح فين..
عطر وهي تلوك بعضا من الفول السوداني الذي تحبه
_ قال هيعدي على خالتو وعابد!
_ وانتي ماروحتيش ليه معاه..
_ ورايا مذاكرة يابابا.. بس لو حضرتك روحت بالليل هروح معاك..!
_ ومالوا نروح كلنا بالليل نسهر معاهم.. التجمعات دي مابتتعوضش يا عطر.. ربنا يابنتي يديمكم لينا وتملوا حياتنا..!
نهضت وجلست على ركبتيه ويحفظك لينا يا بابا..! إيه رأيك تشرب مسكافة معاية
_ مسكافة لا يا قلب ابوكي پلاش..النسكافيه بيعلي الضغط والدكتور قالي اخفف من شرب الحاچات دي..!
قبلت خده سلامتك يا روح قلبي!
_ يا سلام على السهوكة.. قومي من على رجل ابوكي.. العضمة كبرت ومايتحملكيش يا دبدوبة!
ضحك ناجي لجملة زوجته فأغاظها أكثر دي غزالة..
متابعة القراءة