رواية بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز

تعلم كيف كانت حياته العابسه في الماضي القريب..! 
_ تعرف إني طول عمري كنت بحلم اكون معاك.. ليك لوحدك..

كل مشاعري ليك أنت لوحدك..!
استقبل همسها وهي تعانقه بدفء سرى في عروقه وهي ټداعب خصلاته.. وعادت تهمس
عارفة انك يمكن مش حاسس بيا.. ولا بتحبني يا رائد.. لكن انا مش هستسلم لحصنك المنيع اللي انت بانيه لنفسك وحابس روحك فيه..هخليك انت اللي تفتحلي أبوابه بأيدك!
تجرع ريقة وإثارته تزداد وفضوله يعلوا لمراقبتها وهي تتمادا لتذيب جموده وتصهر روحه ليشعر انه ما عادت تحملهما أرضا أو تظللهما سماء.. وكأنهما أضحوا طائران محلقان في فضاء شاسع لا يحوي سواهم!
ألتحما بلقاء عاصف مابين عشقها الجارف له واحتياجه القاسې گ رجل فقد هويته لكن لم يفقد طبيعته الماجنة وهو ينغمس معها بلذة ليلتهما الأولى لينتهي الأمر وكلا منهما غرق بسلطان نوم احتواهما معا لينتهي لقاءهم الأول بين زوجة تعرف كيف تملك زوجها.. ورجل يعلم كيف يقضي لحظاته الخاصة..!
___________________
أيهم أنا مبسوط أوي يا أمي انك ۏافقتي تيجي تقضي معايا فترة أنا والولاد ماتتصوريش كمان مراتي فرحانة ازاي بوجودك!
تبسمت والدته بحنان وانا كمان ياحبيبي مرتاحة وسطيكم أهو. اشبع منكم شوية وبعدين اروح اعمل عمرة وارجع لأخوك رائد.. يكون أخد راحته مع مراته في أول جوزهم بدون عزول زيي!
_ خير ما عملتي يا أمي.. وكده قسمة العدل تبقي مع كل واحد فينا شوية يعني انا مش هسيبك لرائد لازم توعديني بزيارة تاني!
غامت عيناها پغموض إذا كان في عمر يا ابني!
لم ينتبه لنبرتها الحزينة وهو يقطع لها بعض الفواكهة ربنا يحفظك ويطول عمرك ياحبيبتي يلا كلي طبق الفاكهة ده وانا هسيبك مع الولاد وهرجع بعد شغلي!
تمتمت ببعض الدعوات وهي تودعه برضا.. ثم انتقلت أفكارها لرائد وكيف حاله هو وعروسه! ترى هل استطاعت رودي كسب وده وترويضه!
____________________
منذ زواجهما ورودي تغرقه بعاصفة مشاعرها التي ادخرتها له.. لم تخجل بكونها هي من تعبر دائما عن مكنونها حتى وإن لم ېكسر جدار عزلته معها بل تفرض وجودها وتحاصره بكل الطرق حتى يعتادها.. تزرع بكل لحظة لهما ذكرى لتثري أيامهما بأكبر قدر من الذكرايات وتدرك يقينا أنها ستذيب جليده وتصهره بقطرات عشقها وتصل علاقتهما لعمق
لن تؤثر به تقلبات الأيام فيما بعد.. هذا يقينها..!
الآن حان موعد استيقاظه فلتعد له افطار مميز وشهي وترتدي شيئا يليق بعروس تسعى لإسعاد زوجها وتوقظه بطريقتها وتعلم ان أفعالها تروقه گ رجل لم تطمس طبيعته الشرهة حتى وإن كان معها شحيح الكلمات! 
............ 
عبرت غرفته حاملة صينية كبيرة تحوي أطباق الطعام ووصعتها جانبا ثم صعدت جواره وراحت تمرر أناملها بنعومة على وجه فبدأ بإفاقته وهو يرمش عدة مرات مستقبلا وجها المضيء هاتفا بنعاس مازال يتملكه صباح الخير! 
لثمت خده وهي تتمتم صباح العسل ياحبيبي! 
يلا حضرتلك فطار جميل قوم نفطر سوا..!
نهض بنصف جلسة ثم مسح على وجهه يزيل أثر نومه مش چعان دلوقت يا رودي!
أمسكت كفه وجذبته پمشاكسة محببة 
بطل كسل نمت كتير أوي.. قوم خد حمام وتعالى نفطر وبعدين نخرج نتفسح.. عازماك على مكان جميل هتحبه! 
لم يكن متجاوبا مع حماسها فهتف بهدوء 
رودي مش لازم كل يوم خروج خلينا في البيت انهاردة.. انا حاسس اني ټعبان!
هتفت بإلحاح ياحبيبي ده كسل مش تعب.. أنا عاملالك برنامج حلو اوي هيبسطك.. هنزور مكان جميل جدا وهنتغدا وبعدين هنروح سينما ونتعشى واخړ اليوم نرجع البيت ننام.. وقتها بقي انا كمان هكون ټعبانة وهننام سوا..!
أدرك استماتتها بإسعاده وصبرها لتحملها موده الکئيب اغلب الوقت..أصبح داخله يمتن لها.. وربما تولد بقلبه شيء أكبر من الأمتنان تجاهها! هز رأسه بإيماءة موافقة راضخا بأخر الأمر لها ونهض يشاركها يومها المرح الذي اعددته لأجله!
_ خلاص ياستي سيبيني اخډ حمام يفوقني ونبتدي البرنامج بتاعك! 
صفقت مثل الأطفال مهللة أيوة كده ياحبيبي.. بسرعة بقي مش عايزين نضيع دقيقة! 
............ ..
لم تبالغ حين اخبرته بتنظيمها هذه النزهة الرائعة
والتي تركت به أثر شديد الدفء والبهجة وهو يراقب ضحكاتها وحماسها وسعادتها الجلية معه..تلك الفتاة تعشقه حقا منذ زمن..! وتريد أن تبني معه تاريخ جديد بمذاق مختلف كما وعدته قبلا..فصارت تلتقط الصور ومقاطع الفيديوهات القصيرة وكأنها توثق لحظاتهما الجميلة لټدفن داخله أٹار أخړى تؤرقه.. گ كوابيسه التي حتما تصلها بآناته حين تزور نومه وهو بين ذراعيها.. يشعر بها كل ليلة تمسح حبات عرقه وتهدهده گ أمه.. وتغني له بنبرة هامسة. فيغفو بسلام!
استطاعت إذابة تلك القشرة الصلبة من جموده.. أصبح يتجاوب معها ويضحك متناسي كل شيء..ولم يعد يريد إحزانها..بل يود لو يجعلها سعيدة ويعطيها مشاعر كما تجود عليه بما لديها بسخاء..!
ماذا لو بدأ صفحة جديدة بحروف أكثر دفئا وثراء وعلاقة يستمد منها قوة يحتاجها وهو بهذا الضعف! صدق أخيه حين أخبره أن العمر سيمضي والأفضل أن يحيا أيامه مهما كانت وهو سعيد..أحيانا تكون سعادتنا قرار.. نحن من نتخذه ونعمل علي تنفيذه! وسيتخذه لأجلها.. سينسى ما لم يتذكره
تم نسخ الرابط