رواية جديدة لاسما السيد

موقع أيام نيوز

رقية اسندتها اليها بلهفة
حتى اجلستها على المقعد المجاور
وعندما وجدتها فاقدة للوعى شعرت آيات بالخۏف والقلق
ذهبت الى حجرة الطهى
واحضرت كوب بة ماء واخذت تنثر بعضا
منة على وجة رقية ولكن بلا جدوى
ظلت تبعثر نظراتها بالارجاء لا تعلم ماذا يتوجب عليها
فعلة وهى بمفردها وقع بصرها على حجرة إياد وخاصتا نحو المرآة
فرمقت قنينة عطرة الموضوعة اعلى التسريحة
فعلى الفور التقطتها وذهبت الى حيث
رقية التى ما زالت فاقدة الوعى
وبعد محاولات من آيات افاقت رقية من اغمائها
ظلت تبكى على فرحة لم تكتمل فهدأتها آيات كثيرا 
فتقبلت رقية الامر واذعنت الى تدابير الله عز وجل
فتحدثت رقية قائلة وهى تجفف دموعها الحزينة 
طب مصطفى طردك لية يا آيات اية السبب
تحدثت آيات بصوت متآثر من خلف دموعها 
علشان عرف انى مش حامل
رقية بأندهاش الله طب وهو انتى ذنبك اية دى
ارادة الله ولسة مفيش نصيب
چثت آيات على ركبتيها امام رقية وقالت بأستجداء لعواطفها الحنونة 
وحياتك يا ماما رقية متخليش مصطفى يمشينى من هنا
انا مليش مكان غير وسطيكوا انا مستحملة كتير
فوق طاقة البشر علشان مرجعش لبيت امى وجوز امى
رقية بعدم استيعاب وهى تمسكها من ذراعيها
لتنهضها من موضعها مستحملة اية يا بنتى
وكمان انا ملاحظة عليكى حاجة من ساعة ما جيتى
بيتنا واتجوزتى مصطفى
جلست آيات بجانبها ومى ثم تحدثت بتوتر وقلق 
حاجة حاجة اية ياماما رقية!
رقية بخفوت بإنك ياحبيبتى غير كل الزوجات
اللى بتلح على زوجها بإنها عايزة كل يوم تروح عند مامتها
ودا شئ انا استغربتة فيكى لان عمرك ما طلبتى تروحلها
آطرقت آيات وجهها الى اسفل فأقتربت
رقية ترفع وجهها بأناملها وهى تقول بحب اية ياحبيبتى فية اية
مالك احكيلى انا زى مامتك
آيات بتلعثم شديد انا مبحبش جوز ماما دة ابدا
ابتسمت رقية قائلة اةة لانة اخد مكان بباكى الله يرحمة
نهضت آيات مسرعة وتحدثت بنبرة هوجاء قائلة 
استحالة يكون بمكان بابا الله يرحمة
بابا كان انسان محترم وقريب من ربنا زرع فية الاحترام وحب الناس
لكن
البنى ادم اللى ماما متجوزاة دة 
نهضت رقية عن مقعدها ومن ثم تحدثت قائلة واية يا بنتى قلقتينى
اندفعت آيات الى احضان رقية وهى تقول 
بهدلنى يا ماما رقية كان هيقضى على شرفى اكتر من مرة
ابعدتها رقية عن صدرها پعنف وهى تقول پصدمة انتى بتقولى اية
تحدثت آيات بصوت تعترية آلام ذكرياتها الحزينة 
فى ليلة كنت نايمة ف اوضتى بعد جواز ماما منة بشهر
حسيت بأيد بتلمس جسمى قمت مخضۏضة من نومى
ولقيتة ادامى جيت اصوت ولا انادى على ماما
راح حاطط ايدة على نفسى منعنى من الكلام
وهددنى لو نطقت بكلمة ھيموتنى لانة دائما بيشيل
مطوة معاة وهو رايح اى حتة
وكانت ريحة نفسة كريهة مكنتش طيقاها ولما لقيتة
بيقرب منى وعرفت هو عايز اية زقيتة بعيد عنى
جة يجرى ورايا مقدرش ووقع ع الارض سبتة
وجريت وخرجت من الشقة وخبطت
على جارتنا احلام الله يرحمها اللى ف الدور اللى فوقينا 
وطبعا اضطريت احكيلها على كل حاجة
لما شافت حالتى وخروجى من شقتنا ف الوقت دة
مامتها الله يسترها اصرت علية انى افضل عندهم لحد
الصبح وبعد كدا هتكلم جوزها يدخل لجوز ماما ويفهمة ان دة ميصحش
وحصل دة وجوز ماما اعتذر وقال انة كان شارب ومش فى وعية
وان الحكاية دى مش هتتكرر تانى وانى زى بنتة وكلام من دة كتير
المهم كلنا صدقناة لاسف وفكرنا انة كان سکړان ومش ف وعية فعلا
رمت رقية بثقل جسدها على اقرب

مقعد وقد اغدقت
عينيها بالدموع ومن ثم فاضت دموعها وانسكبت من هول ما سمعتة للتو
ومن بين دموعها الحزينة تحدثت قائلة ومامتك اية كان رد فعلها
تنهدت آيات بعمق قائلة ماما معرفتش اى حاجة عن الموضوع دة
لان جارنا اتكلم مع زوج ماما لوحدة
وجارنا هددة لو كرر فعلتة دى هيحكى لماما على عملتة معايا
ورجعت شقتنا تانى وكنت بخاف انام لانى مبقتش مديالة الامان
كنت بفضل طول الليل صاحية وخاېفة لحسن يجينى ويهجم علية تانى
وانا نايمة رغم انى كنت بقفل على نفسى بالمفتاح
الا ان خوفى منة مكنش مدينى الامان
عدت كام ليلة محصلش فيها حاجة
وف ليلة لقناة جاى متعور ودماغة مفتوحة
لانة وقع وهو سکړان على السلمة اللى بالدور الارضى
ماما كانت حامل وتعبانة فطلبت منى انى اضمدلة چرحة
فوافقت لانة صعب علية والدم نازل من جبينة مبهدل وشة
وبقى عمال يبصلى بصات عمرى ما هنساها وانا واقفة جمبة
فضلت ابص لماما انها تاخد بالها من تصرفة ونظراتة لكنها
مكانتش بتاخد بالها ابدا وكانت بتثق فية اكتر من اى حد تانى
خلصت بسرعة وبعدت عنة ورحت غسلت ايدى من دمة الزفر
تحدثت رقية مستفهمة بس انتى بتخافى من منظر الډم قدرتى ازاى
اغمضت آيات عينيها الحزينة فهبطت دموعها تهرول على وجنتيها
وكأنها فى سباق للاربح ومن ثم تحدثت قائلة 
دا حصل قبل حاډثة احلام صحبتى اللى وقعت تحت القطر واټوفت
رقية بعدم استيعاب اية احلام بنت جارتكوا اللى كانت بتقف جمبك
اومأت آيات بالايجاب وهى تشهق بشدة وتقول 
كانت اعز اصحابى كنت دائما بتكلم معاها وبفضفض لها
وف اخر يوم لينا بالامتحانات طلبت منى اننا نروح نحتفل فى اى مكان
لاننا خلاص قربنا نتخرج وخلصنا امتحاناتنا
وافقتها لانى كنت بكرة انى ارجع للبيت واقعد مع زوج امى
اللى نظراتة لية بتحسسنى وكأنى عريانة قدامة
خرجنا واتفسحنا واحتفلنا انا وهى واتنين بنات تانيين زمايلنا بالكلية
ولما كانت احلام بتركب القطر رجليها اتزحلقت ووقعت وحصل اللى حصل
ظلت آيات تبكى بنحيب وتشهق بشدة وهى تتذكر الحاډثة
الاليمة واثارها عليها ومن ثم اسطردت بدموعها الحاړقة قائلة 
وطبعا انا مقدرتش استحمل لان الحاډثة حصلت قدام عينى
ودخلت المستشفى وفضلت شهر اتعالج
ولما رجعت البيت لقيت امى بتولد
والدكتور طلب انها تتنقل للمستشفى لان حالتها خطړ
ومينفعش الولادة ف البيت
ولانى كنت تعبانة مقدرتش اروح معاها وزوج امى قاللى
انى افضل انا ف البيت لحسن حد ييجى وميلقيناش فية
وافقت وفضلت لوحدى ف البيت نمت واطمنت لانة
راح مع امى للمستشفى
والموقف اتكرر تانى لما حسيت بية جمبى بيشل حركتى
صوتت بعلو صوتى الجيران اللى جمبنا سمعونى
فكرو ان فية حريق بالشقة فكسروا الباب وشافوة وهو 
ومن ثم صمتت لثوان ولكنها اسطردت بحزن قائلة 
وهو بيحاول الاعتداء علية
دخل السچن وبعد كدا جيتوا انتوا وخطبتونى لمصطفى
وماما وافقت وخبينا عليكوا انة مسجون وقلنالكوا انة مسافر
والباقى حضرتك عرفاة وانا بكرة اروح ازور ماما علشان
مشفش خلقتة ادامى لانة حيوان وانا بكرهة من كل قلبى
تحدثت رقية مستفهمة طب ومامتك يا آيات عملت اية
آومأت آيات برأسها نفيا وقالت بقلة حيلة 
ولا حاجة صدقتة لما قالها انى اتبليت علية
وانى سلطت الجيران يشهدوا ضدوا لانى بكرهة علشان اخد مكان بابا
ومن ثم اسطردت پبكاء قائلة وحياتك ياماما مش عايزة اروح
عندهم ارجوكى كلمى مصطفى انا هعيش خدامة
تحت رجليكوا كلكوا بس خلونى هنا ف وسطكوا
عايشة معززة مكرمة انا مليش حد غيركوا
لا قرايب ولا اصحاب ممكن الجأ لهم وعمتى الوحيدة
عايشة برة مصر يادوب بتيجى زيارة شهر وترجع تسافر تانى
لانها عايشة مع بنتها بالامارات واصلا
هى قطعت صلتها بينا من بعد ما ماما اتجوزت
ومن ثم تحدثت بإستجداء انا هعمل كل اللى تؤمرونى بية
بس متحرمنيش انى اعيش هنا ف بيتى بعيد عن زوج امى
ضمتها رقية بحنان ومن ثم قالت بخفوت 
اهدى يابنتى اهدى انتى مكانك هنا مش فى اى مكان تانى
دا بيتك وانا امك
وبدر ابوكى ومصطفى انا هعرف اعقلة ازاى
وفى مكان آخر داخل عيادة الدكتورمحمد جاد الله
أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة والتناسل
دلف مصطفى الية بوجة منكسر وقلب دامى ومعنويات متحطمة
فرحب بة دمحمد قائلا اهلا مصطفى اذى اخبارك
مصطفى بحدة زفت زفت مش كويس خالص يادكتور
اخذ دمحمد نفسا عميقا ومن ثم قال بخفوت 
اهدى بس يامصطفى وقوللى اية اللى حصل
انت اتصلت مع زوجتك اتصال زوجى
اومأ مصطفى بالايجاب وهو مطأطأ رأسة الى اسفل
فتشابكت آنامل دمحمد وهو يقول امممم واضح ان الاتصال منجحش
رفع مصطفى بصرة الى الطبيب وقال بإمتعاض 
واية الحل يادكتور انا هفضل كدا لامتى انا خلاص تعبت ويأست
انا انكسرت اكتر من مرة قدام مراتى ومبقتش قادر ابص ف وشها
اية الحل ارجوك قوللى ولو على الجراحة
انا خلاص غيرت رأيي وموافق انى اعمل الجراحة اللى دائما كنت برفضها
فتحدث دمحمد بإستياء قائلا لاسف يامصطفى الجراحة ف حالتك
مش هتدى اى نتيجة أيجابية ومع الاسف مش كدا وبس
لاء دى ممكن تكون النتائج سلبية وتؤدى الى فتور
بجميع عضلات الجسم العملية مش سهلة ونسبة
نجاحها ف حالتك 30 انت جتنى متأخر جدا مع الاسف
اغدقت دموع مصطفى اثناء تحدث الطبيب
ومن ثم هبطت دموعة المؤلمة الى وجنتية وهو يقول 
يعنى اية انا هفضل عاجز كدا طول عمرى
متجوز ومش متجوز طب طب والعلاج اللى كنت باخدة
والتعليمات اللى مشيت عليها والفحوصات والتحليلات والاشاعات
كل دة مكنش لية لزمة طب مقلتليش م الاول لية
لية اديتنى آمل ورجعت خدتة منى بكل قسۏة
دمحمد بأسف مع الاسف حالتك صعبة والجراحة نسبة نجاحها ضئيلة
ومشيت معاك بالعلاج والتعليمات وكان عندى امل انة تحصل معجزة
ومكنتش عايز احبطك م الاول بس متألقش احنا هنغير بخطة العلاج
وهتكون مكثفة انا عايزك متماسك وخلال الفترة دى ياريت
تبعد عن زوجتك وتمنع اى اتصال زوجى بينك وبينها
علشان متحبطش ودة مش كويس خالص على معنوياتك
وقبل آن ينهى الطبيب حديثة غادر مصطفى العيادة بخطى متثاقلة
وقلب منكسر ونثيث دموعة الحزينة يأبى التوقف
داخل شقة بدر العطار
تعثرت قدم رقية بشئ ما فانحنت تلتقطة فتبين انها قنينة عطر
فأخذتها منها آيات لكى تضعها بمكانها
فعلى الفور دلفت لتضع قنينة العطر الخاصة بإياد
وعندما الټفت لتمضى مغادرة حجرتة تسمرت
بمكانها وكأنها لعڼة قد اصابتها بغتة
جحظت عيناها بذهول وهى تلتفت تحملق الى ما وقع بصرها علية
لقد تناست امرة تماما وسط هذة الاجواء والمشاحنات التى تحاوطها
تساءلت بداخلها هل هذا هو ما تفكر بة وما قفز الى عقلها
لقد كان دفتر مدون على غلافة ذكريات الماضى وكل حياتى 
فعلى الفور التقطتة آيات لتقطع الشك باليقين
فتحتة فوجدت بة عدة صور لها
فيبدوا ان هذا الذى تحدث إياد عنة وهو يقول لشقيقة
بأنة رسم الى حبيبتة عدة صور الى الان تظل معة لا تفارقة
فحمدت الله كثيرا لانة وقع تحت يدها
وعلى الفور قامت بوضعة اسفل ملابسها
وخرجت مسرعة اغتنمت فرصة وجود رقية بحجرة الطهى
فتسللت مغادرة الى شقتها وهى تخبأة ما بين ملابسها
ومن ثم هبطت ثانيتا الى شقة حمواها فدلفت مسرعة
دون ان تطرق على الباب لانها قبل ان تصعد قد تركتة مفتوحا بعض الشئ
بمكان آخر بعيدا عن هذة العائلة
داخل حى شعبى 
فى احدى الشقق كان رجلان يبدوان وكأنهما شقيقان نظرا
لتقارب ملامحهم المقبولة لقد كانا يجلسان على مقربتا من بعضهم
يتهامسون بخفوت يحملون بين اناملهم اكياس
شفافة بها احدى المساحيق البيضاء
وموضوع امامهم حقيبة متوسطة الحجم بها الكثير من تلك الاكياس
الرجل الاول فى العقد الثالث من عمرة
والرجل الثانى فى العقد الثانى من عمرة
دار هذا الحوار بينهما
الرجل الاول مستفهما هاة هنعمل اية فى المشكلة دى 
الرجل الثانى بتفكير مش عارف ادينى فرصة افكر
الرجل الاول بإستياء مش محتاجة تفكير ياابو العريف
البت
تم نسخ الرابط