رواية بقلم نسمة مالك

موقع أيام نيوز

 


 فارس أعقل قولتلك احنا مش في البيت..
 طيب تعالي افرجك على اليخت من جوه و عايزك تعتبري أننا في البيت بالظبط..
تلاحقت أنفاسها و شحبت ملامحها و بدأ جسدها يرتجفوقبضت على قميصه بكلتا يديها المرتعشه مدمدمه بتقطع.. 
فارس أنا شوفته من بره وعجبني والله و أكيد من جوه هيبقي أجمل اللهم بارك .. بس كفايه كده و بلاش ندخل خلينا نرجع الأوضة في الفندق.. أنا بدوخ و معدتي بتقلب ومش عايزه يحصل زي اللي حصلي لما ركبت معاك الطيارة..

 تعلقت إسراء برقبته بكلتا يدها دافنه وجهها داخل تجويف عنقه وتتحدث بصوت مكتوم قائله.. 
فارس علشان خاطري نزلني..
ظل يسير بها حتي وصل للطابق المزين بأروع وأجمل الورورد والبلونات الطائرة و هم بأنزالها.. لكنها تمسكت به پخوف.. 
لا نزلني بس متسبنيش.. هقع لو سبتني..
ربت على ظهرها بكف يده وزاد من ضمھا له مردفا.. 
مستحيل أسيبك.. بس ارفعي رأسك كده وبصي حواليكي..
رفعت رأسها وفتحت عينيها ببطء وفجأة أطلقت شهقه قوية حين رأت المكان من حولها.. 
أيه رأيك .. 
حركت رأسها بالنفي ورفعت يديها لفتها حول عنقه تجذبه عليها أكثر متمتمه كالمغيبه وهس تتأمل ملامحه التي اشتاقتها كثيرا .. 
واحشتيني يا فارس.. هتجنن عليك.. 
ابتعد بعينيه عنها ودار بالمكان من حوله مغمغما.. 
هو أنا كنت ناوي أوريكي المكان الأول ..
بس أنا هتجنن عليكي أكتر يا روح فارس.. 
داخل غرفة هاشم ..
بعدما قام بوضع حفيدته بفراشها..خرج بهرولة نحو جناح خديجة ظل يطرق عليها ويتحدث بنبرة متوسلة.. 
خديجة من فضلك ممكن نتكلم!..
مافيش بنا كلام يا أستاذ هاشم و لو سمحت اتفضل شوف شغلك وبس..قالتها خديجة بصوتها الرقيق الباكي دون أن تفتح الباب حتي..
هم هاشم بتحطيم الباب الحاجز عنه رؤيتها و لكنه توقف بأخر لحظة و قام بلكم الحائط بقوة عدة مرات ينفس فيه عن غضبه و أقسم لو كانت أمامه الآن لخطڤها داخل حضنه بعناق محموم لن يتركها حينها مهما
فعلت..
بدأ يسير ذهابا وإيابا أمام غرفتها.. اعتلت ملامحه الصدمة من حديثها و تغيرها المفاجئ تجاهه.. كان يشعر بانجذابها وإعجابها به الظاهر بعينيها و فرحتها عندما عرض عليها الزواج رأها بوضوح على ملامحها الطفولية البريئة..
إذا ماذا حدث حتي تحزن و تبكي پقهر هكذا! .. بدأ يدور حول نفسه ويمسح على شعره كاد أن يقتلعه من جذوره.. سيفقد عقله لا محاله... ماذا حدث لتلقي تلك الجملة المؤلمھ التي أډمت قلبه بها لأجلها هي!.. 
.. داخل جناح إلهام..
بصدر رحب قامت إيمان بمساعدة إلهام على تبديل ثيابها وأستلقت على الفراش بجوار حفيدتها.. 
يا تري أيه اللي حصل و زعل ديجا أوي كده يا خالتي! و الله انا قلبي اتقطع عليها..
أردف بها إيمان الباكية بطيبة شديدة..
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وأخذت تفكر وتستعيد أحداث اليوم مردده.. 
بعد ما إسراء بنتي ربنا يهدي سرها جوزها خدها و فلسعو من الحلفة وسبونا أحنا شوفت اسم الله حارسه هاشم واقف لوحده بيتكلم في التليفون وخديجة شافته راحت واقفه زي القرد اللي بيطلع من العلبه مرة واحدة من غير أحم ولا دستور وقالتلي هروح اسأل هاشم فارس و إسراء راحوا فين..
رفعت يدها وأشارت بأحدي أصابعها على عقلها وتابعت..بس أنا فهماها وعارفة أنها رايحة تشوفه واقف في الركن البعيد الهادي بيتودود في التليفون مع مين.. 
صفقت بكلتا يدها بحذر حتي لا توقظ الصغار ولوة فمها أكثر من مرة مكمله.. 
كانت رايحة ضحكتها من الون للودن ومنشكحه على الاخر كأنها بتعمل أعلان لمعجون سنان.. رجعت يا حبة عيني مبوزة ولا اللي واخده بونيتين وشلوط في وشها.. تقريبا كده هاشموله كان بيحب في بني

آدمية وهي اټصدمت يا قلب أمها.. كبدي عليها..
ولما هو بيكلم غيرها كان بيطلبها للجواز ليه بس!.. 
قالتها إيمان وهي تستعد لحمل صغيرها النائم بجوار إسراء الصغيرة.. 
بعدت إلهام يدها عن الصغير برفق و بدأت تربت عليه بحنو وهي تقول بلهجة حادة..
سيبي الواد نايم جنبنا على ما تغيري هدومك وابقي تعالي علشان نروح نطمن على خديجة.. زمنها هديت وهتفتح لنا الباب وأنا مش هسبها إلا لما أعرف أيه اللي حصل وزعلها كدهون..
نظرت لها إيمان بخجل وفركت أصابعها ببعضهما.. جعلت إلهام تنظر لها بحاجب مرفوع وابتسامة عابثه مدمدمة.. 
امممم أسطوانة كل يوم جوزي واحشني أوى وعايزه ارجعلو يا خالتي مش كده! ..
حركت إيمان رأسها بالايجاب سريعا و تحدثت بلهفة قائله..أيوه كده يا خالتي.. واحشني أوي أوي كمان الصراحة.. مش واخدة أبعد عنه كل دا وأنا داخلة على العشر أيام هنا.. كفاية كده وهرجع أصبح بأمرالله..
أردفت إلهام بتعقل قائله.. الصباح رباح.. يله روحي اوضتك غيري قبل ما الواد يصحي يا
 

 

تم نسخ الرابط