رواية بقلم نسمة مالك

موقع أيام نيوز

 


إسراء أشهى المخبوزات ذات رائحة تسيل لعاب من يستنشقها.. جهزتها خصيصا حتي توزعها رحمة على روح والد ابنتها.. 
أساعدك في حاجة يا ست هانم.. 
كان هذا صوت صابرين تتحدث بإحترام شديد.. 
ابتسمت لها إسراء واجابتها قائله.. 
شكرا يا صابرين.. أنا خلصت خلاص.. تعالي دوقي كده وقوليلي رأيك.. 

أكيد طعمها حلو جدا..لان ريحتها لوحدها حكاية يا ست هانم.. 
أردفت بها صابرين وهي تتذوق بتلذذ.. 
بجد أول مرة أدوق قرص طعمها حلو أوي كدة.. تسلم إيدك يا ست هانم.. 
ربتت إسراء على كتفها وتحدثت بابتسامة قائله.. 
بالهنا والشفا يا صابرين..أدعي لرامي أبو بنتي بالرحمه انا عملاها صدقة على روحه وبلاش يا ست هانم دي تاني انا اسمي إسراء وبس.. 
ترقرقت أعين صابرين بالعبرات وتحدثت بمتنان قائله.. 
انتي مش بس ست هانم.. دا أنتي ست البنات كلهم.. انا مش عارفه أشكرك إزاي على وقفتك جنبي ودفاعك عني رغم أني غلطانه واستاهل اللي كان هيعمله فيا فارس بيه.. 
إسراء .. إحنا مش ملايكة وكلنا بنغلط يا صابرين ويا بخت من قدر وعفي.. 
سارت لخارج المطبخ وتابعت بستعجال حين استمعت لصوت زوجها يودع الضيف الذي كان معه بمكتبه.. 
يله بقي حطي اللي برد في الأكياس اللي قولتلك عليها على ما ارجعلك.. 
أنهت جملتها وسارت بخطي مهروله تبحث عن فارس..
اعتلت ملامحها الدهشه حين وصل لأذنيها صوته المخملي يتمتم بإحدي الأغاني التي تفضلها هي كثيرا.. 
كل كلمة حب حلوة قلتها لي.. 
كل همسة شوق بشوق سمعتها لي.. 
والأمان والعطف والقلب الحنين.. 
والأماني كلها نولتها لي.. 
بس قلبي لسه خاېف من الليالي 
وأنت عارف قد أيه ظلم الليالي.. 
تسارعت دقات قلبها پجنونوتابعت السير بخطي شبه مرتجفه وهي تحدث نفسها بتنهيده قائله.. 
الأغنية دي بتوصفني بيها يا فارس.. 
تقف أمام باب مكتبه المغلق بتوتر وخوف ظاهر على محياها.. كلما مدت يدها لتطرق على الباب تتراجع سريعا وتضع أصابعها بفمها تضغط عليها بأسنانها من شدة توترها.. 
تعالي يا إسراء.. 
قالها فارس من خلف الباب المغلق.. جحظت عينيها پصدمة وحدثت نفسها بتعجب.. 
عرف إزاي أني هنا!.. 
لا تعلم تلك الفاتنة أنه أصبح متيم بها لدرجة تجعله يستنشق عبيرها ويستمع لنبض قلبها والشعور بوجودها أينما كانت.. 
استجمعت قوتهاوطرقت على الباب برقه ومن ثم خطت للداخل غالقه الباب خلفها.. 
كان فارس يجلس على مكتبه بهنجعيه تليق به كثيرا ويرمقها بنظرات إشتياق غلبها القلق حين رأي مدي توترها.. 
ظلت واقفه بمكانها.. تنظر لكل الاتجاهات للتفادي النظر له..اعتلت ملامحه الوسيمه ابتسامة هادئه وهب واقفا وسار نحوها مغمغما.. 
عايزه تقوليلي أيه.. 
 رفعت عينيها ببطء حتي تقابلت مع عينيه التي تتأمل ملامحها بافتتان وتابع بابتسامتة المطمئنه .. 
اتكلمي أنا سامعك.. 
فركت أصابعها ببعضها وترقرقت عينيها بالعبرات وهمست بصوت متقطع قائله جمله جعلت ابتسامته تتلاشي شيئا فشيئا حتي اختفت وحل مكانها ڠضب عارم ربما ېحرق الأخضر واليابس.. 
انهارده السنويه بتاعت أبو إسراء وعايزه ا! .. 
قطعت حديثها وشهقت پعنف حين جذبها فجأه داخل حضنه.. ارتطمت بصدره بقوة وهمس بأذنها بغيرة جعلت أنفاسه تخرج ساخنه للغايه تدل على النيران التي تتآجج بداخله.. 
معني كده إنك الليله هتكوني مراتي رسمي قولا وفعلا يا إسراء .. 
  فارس بيه أنا عارفه ان في بينا إتفاق وأنت التزمت بيه الصراحة مقدرش أنكر دا.. بس لازم تعرف أني مش قادره أنسى رامي الله يرحمهولا هقدر أنساه أبدا ومعاملتي الكويسه معاك الفتره اللي فاتت دي علشان انت صعبت عليا مش أكتر من كدة.. فأرجوك بلاش تغصبني عليك يا بيه و

خليك مع خطيبتك هي أولى بيك مني.. 
حديثها كان كالخناجر الحادة تقطع نياط قلبه على حين غرة.. رغم أنه على يقين أنها كاذبه.. 
ابتلعت لعابها بصعوبة حين رأته يبتعد عنها قليلا ودار حول نفسه.. يمسح على شعرة بكف يده پعنف كاد أن يقتلعه من جذوره مدمدما بذهول.. 
اممم.. بلاش اغصبك عليا!!.. 
هدوئه أثار قلقها أكثر.. فهبطتت من فوق مكتبه بحذر وسارت من خلفه دون أن تلمسه متوجهه نحو باب المكتب وهي تقول بصوت حاولت إخراجه طبيعيا إلا أنه خرج مرتعش.. 
أنا هروح أصحي إسراء علشان أخدها ونروح لأبوه!.. 
صړخت بصوت خفيض حين وجدت نفسها مرفوعه فجأه بين يديه وسار بها لخارج مكتبه بخطوات شبه راكضه.. 
انتي رايح بيا فين يا فارس..أعقل لو سمحت ونزلني لخطيبتك تشوفك.. 
حاولت أبعاده عنها ولكنه أحكم سيطرته عليها وخطي بها داخل المصعد ضاغطا على الطابق الخاص بجناحه مغمغما بابتسامة مصطنعه تظهر أسنانه ناصعة البياض.. 
أهدي يا بيبي خليني أشوف بنفسي أنتي فعلا بتكوني مغصوبه عليا وانتي في حضڼي ولا بتقولي كده علشان غيرانه من ديمة!.. 
غيرة أيه اللي بتتكلم عنهاوأنا
 

 

تم نسخ الرابط