رواية بقلم نسمة مالك

موقع أيام نيوز

 


سنوات بحاډث افقدها القدره على السير وأصبحت قعيده بالفراشوحتي لم تستطيع شراء كرسيي متحرك نظرا لضيق الحال وثمن علاجها الباهظ..
دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف.. تبكي بمرار على بكاء الصغيره التي تتلوي بين يدها من شدة جوعها.. تحاول تهدئتها بكافة الطرق ولكن دون جدوى..
رفعت عينيها للسماء متمتمه بتوسل..

يارب يا حنان يا منان حن على البنت اليتيمه دي لأجل حبيبك محمد..
ضمتها بحنان العالم أجمع داخل صدرها وتابعت من بين شهقاتها..
يا تري أنتي فين يا إسراء يا بنتي!.. قلبي واكلني عليكي يا ضنايا..
لم تكف الصغيره عن البكاء.. بل ذاد حدة بكائها وصړختها أكثر حين ذكرت جدتها اسم والدتها.. ربتت على ظهرها بحنو وغمرتها بسيل من القبلات كمحاوله منها لأسكاتها ولو قليلا ولكنها فشلت كالعادة..
فلم تجد أمامها سوا قراءة بعض الآيات القرآنية التي تحفظها وهي تمسد بيدها على كافة جسدها وقلبها يستجدي المولى عز وجل أن يرأف بتلك الصغيره..
بدأ بكائها يهدأ رويدا رويدا حتي غلبها النعاس وڠرقت بالنوم داخل حضنها واضعه إحدي أناملها الصغيره بفمها..
الحمد لله انك نمتي يابنتي.. يارب تفضلي نايمه على ما أمك ترجع بسلامة وترضعك ويمكن ربنا يكون رضاها وتجبلك حاجه معاها تبل ريقك يا ضنايا..
قالتها إلهام بتمني وهي تزيد من ضم الصغيره مكمله پألم.. الله يرحمه أبوكي عمره ما حوجنا لمخلوق من يوم ما خطب أمك ومن بعد ما راح واحنا الدنيا والناس عماله تلطش فينا شمال ويمين لما استوينا على الأخر وأمك المسكينه مش عارفه تفطمك علشان مش لاقيه حاجه تاكلهالك يا بنتي.. ويا عالم الأيام مخبيلنا أيه تاني.. بس إحنا راضين بأمرك يارب.. راضين وصابرين الحمد لله على كل حال..
طرقات هادئه على الباب جعلتها تزيل عبرتها سريعا وتسمح للطارق بالدخول بلهفه حتي لا تزعج الطرقات حفيدتها..
أدخل يلي بتخبط الباب مفتوح..
خطت فتاه شابه بأوائل العشرينات ترتدي إسدال للصلاه.. حامله بيدها طبق مملوء بالطعام مغطي بالخبز الطازج واقتربت من إلهام وأردفت بابتسامة بشوشه وهي تضعه على كرسيي صغير بجوار الفراش..
سلام عليكم يا خالتي.. عامله ايه انهارده.. بادلتها إلهام الابتسامه وبتنهيده قالت..
وعليكم السلام يا إيمان يا بنتي..
تنقلت بنظرها بينها وبين الطعام وتابعت بعتاب..
ليه بس التعب دا يا بنتي.. احنا مستورين والحمدلله..
ربتت إيمان على كتفها برفق ومالت على الصغيره تقبلها بحب وهي تقول..
ديما مستورين يارب يا خالتي.. بس انا قولت لازم ادوقك الفته من ايدي وتقوليلي رأيك عرفت اعملها زيك المرادي ولا لاء..
تلفتت حولها مكمله بتساؤل..
هي البت إسراء فين علشان تدوقها هي كمان.. لسه مرجعتش من بره ولا ايه..
اجابتها إلهام بقلق بادي على ملامحها..
لسه يا بنتي وخارجه من صباحية ربنا.. قبل ما الساعة تيجي 7 حتي.. لبست عبايتها وخدت ورق جوزها الله يرحمه وجريت على الشركه اللي كان شغال فيها.. ادعيلها ربنا ينصفها المرادي وترجع مجبورة الخاطر..
ظهر الحزن على وجه إيمان وتحدث بإحراج قائله..
والله يا خالتي انا وشي منك انتي و إسراء في الأرض من عمايل تامر جوزي..صمتت لبرهه تحاول التحكم بعبراتها وتابعت بدهشه.. من ساعة مۏت رامي أخوه وانا مش عارفه ايه اللي جراله..جاب القسۏه دي مين علشان يقسي بالشكل دا على مرات أخوه وبنتها اللي من لحمه ودمه!..
أطبقت إلهام عينيها بقوه وبأسف قالت..
جوزك مفكر أن إسراء السبب في مۏت أخوه ومش ناوي يسيب بنتي في حالها يا إيمان..أول ما يعرف انها اشتغلت في اي محل ولا عياده يروحلها ويعملها ڤضيحه لحد ما يطردوها واهي يا حبة عيني طلعت من بدري قبل ما هو يصحي ويشوفها وهي خارجه ويتخانق معها زي عوايده وناسي انه كده بيقطع رزق بنت أخوه قبل ما بيقطع رزقنا.. بس ربنا كبير وقادر ينور بصيرته ولا يبعتله اللي يوقفه عند حده ..
بكت إيمان وهي تقول..
والله يا خالتي أنا غلبت معاه أفهمه واقوله أن مۏت أخوه دي حاجه بأيد ربنا.. بس هو بقى صعب أوي وأسهل حاجه عنده بقت الضړب..
رفعت إلهام يدها ومسحت عبراتها وربتت على وجنتيها بحنان مغمغمه بتعقل..
متقفيش قصاده تاني يا بنتي ولا تجبيلو سيرتنا علشان ميتخانقش معاكي ويله من غير مطرود ارجعي بيتك ليجي فجأه ويعملك حكايه..
أمسكت طبق الطعام ومدت يدها به لها مكمله..
وخدي الأكل دا معاكي أنا وبنتي مش عايزين حاجه من ناحية جوزك غير أنه يسبنا في حالنا..
تطلعت بها إيمان بأعين تملؤها الحزن وبعتاب قالت..
كده يا خالتي عايزه ترجعيني بالأكل و تكسري بخاطري..
إلهام بنبرة حانيه..
يا بنتي انا مش قصدي أكسر بخاطرك..انتي عارفه اني بعتبرك زي إسراء بنتي.. بس مش عايزه أعملك مشاكل زياده مع جوزك..
لو بتعتبرني زي بنتك فعلا يبقي لازم تدوقي عمايل ايديا واطمني يا خالتي الأكل دا انا جيباه من فلوسي اللي أمي بتدهالي لما تيجي تزوني.. مش من فلوس جوزي..
قالتها إيمان وهي ترفع الخبز عن الطبق ليظهر اسفله الكثير من
الأرز الأبيض فوقه قطع من اللحم الشهي وبدأت تطعم
إلهام بيدها
 

 

تم نسخ الرابط