رواية رحمة السيد
المحتويات
يارب ادعيلها كتيير هي دلوقتي محتاجة دعائك بس
اومأت أيسل برأسها ليتقدم منها يونس وقاسم ويهتفا
البقاء لله ربنا يرحمها يارب
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم
...................................................
صعدت لغرفتها هي وبدر يتبعها بدر الذي لحق بها بسرعة ليجدها تدلف الغرفة لترمي الچاكيت الذي كانت ترتديه فوق ثوبها.. ثم وقفت بهدوء خاوي تتنفس بصوت مسموع..
فوضعت هي يدها على ذراعه لتقول بابتسامة مهزوزة تخفي ادراجها الكثير والكثير
انا كويسة يا بدر متقلقش
لم ينطق بدر بل ظل يربت على كتفاها بصمت وعيناه على وصال بعيناها من خلال المرآة... وكأنه يهبها القوة لتفصح بما يعج بداخلها وتخرج تلك الصرخات التي يشعر بها تهز ضلوعها پعنف لتطلق سراحها....!!
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد.. انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل
حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى لو هي وحشة.. دي مامتك
محدش فينا بيختار أمه وأبوه يا أيسل
كانت أيسل تهرب بعيناها منه...ا محاولة منع البكاء الذي بدأ يهاجم ليرفع بدر وجهها متمتما بحنان كان المفتاح لكل ما تحاول إخفاؤوه وكتمانه
حينها تفجر ذلك الكتمان لتشهق باكية باڼهيار كان متواري خلف قناع الهدوء واللامبالاة والصدمة ه.. يتمنى لو استطاع أن يسحب منها ذرات الألم التي تختض داخلها فيرحمها قليلا....
بينما أيسل تبكي پعنف كما لم يراها يوما... تبكي أما حرمت منها في الماضي والحاضر تبكي حنان تمنت لو تناله منها.... تبكي فقدان ينهش روحها بمخالبه الضارية فيشعرها پألم رهيييب... مجرد فكرة أن والدتها لم تعد في تلك الدنيا... لن تظهر امامها مرة اخرى ولو عن طريق الصدقة... ذلك الشعور المقيت ېقتلها ببطء ك سم جبار المفعول....
فكان بدر يربت على ظهرها بحنان ولا يملك ما ينطق به فقط ألمها يؤلمه..يؤلمه جدا ليذكره پألم مشابه لفقدان والديه...
سمعها تغمغم بحروف متقطعة وشهقاتها تتعالى
انا مكنتش عايزه حاجة كبيرة يا بدر انا كان نفسي بس تديني اي مبرر لأنها ترميني زمان حتى لو كڈب وكنت هصدقها كان نفسي تعمل أي حاجة عشان تحسسني إنها ندمانة وتعوضني كان نفسي أحس إني بنتها فعلا.. إني مش منبوذة حتى من اهلي!!
آآه يا
بدر... قلبي واجعني اوي اوي حاسه إني ھموت مش قادرة استحمل.. والله ما قادرة
ثم ازداد أنينها لتزيده ۏجعا وهي تتابع پقهر باكية
بيوجع اوي شعور بيوجع اوي يا بدر إنك تحس إن أقرب حد في الدنيا ليك مبقاش معاك في الدنيا دي ومهما حصل مش هتشوفه تاني ابدا بيوجع اوووي
فدفعها بدر للخلف ببطء ورفق ليجلسها على الفراش
....
منزل فيروز....
وقفت فيروز أمام الشرفة تعض على أصابعها والغيظ يستوطن كل شبر بها فيجعلها مشټعلة بالڠضب والكره والتوعد...
ليقطع الصمت جمال الذي قال بصوت أجش
خلاص يا فيروز اهدي احنا كنا متوقعين إن يونس مش هيصدق اصلا وإنه احتمال يلاقيها وياخدها من ابوها
فاستدارت فيروز له لتهتف بعينان محتقنتان بالڠضب
وابوها القذر ما صدق خرج من السچن وسافر على طول بعد ما كشفت نفسي قدام الشغالة اللي في بيت يونس عشان أمشي كل حاجة زي منا عاوزه عشان نخلص من البلوه دي وفي الاخر كل حاجة تبوظ بالبساطة دي!!
فتنهد جمال ليتابع قائلا ما تتمناه وتهلل كل ذرة به ويكتم هو صوتها كالعادة
حاولي تنسي يونس يا فيروز الطريق بينكم دلوقتي بقا شبه مستحيل
لتهتاج فرائص فيروز وهي تزمجر فيه بانفعال هيستيري
اسكت اسكت خالص أنت السبب أنت اللي ساعدت الحيوانة الخدامة دي عشان تاخده مني خونت صاحبك وخونتني وخونت نفسك
فتمتم هو بصوت خفيض متنهدا
عشان كده لما كلمتيني وطلبتي مني موضوع الصور مرفضتش
فارتسمت ابتسامة متهكمة على ثغر فيروز وهي تهز رأسها رافعة احدى حاجبيها باستنكار
لا يا راجل!! أنت مرفضتش عشان أنت متقدرش ترفض فلوس زي ما خدت تمن اللي عملته من مامي برضه!
كز جمال على أسنانه پعنف حتى اصدرت صكيكا لو تعلم... فقط لو تعلم... لو تعلم أن عشقها هو من جعله
متابعة القراءة