رواية رحمة السيد
المحتويات
انفاسها فجأة ما إن شعرت بأنفاسه خلفها مباشرة...
فنطقت هي بحروف ملجلجة
ابعد يا بدر !
مش انا اللي تجنني واحدة زيك مش انا اللي أنبهر ويجنني شعرك الأحمر اللي يشد كل اللي يشوفه او عنيكي اللي واخده نفس لون القهوة!
ثم اقترب منها اكثر ليردد عند أذنها بصوت خشن
انتي بالنسبالي مجرد الهانم الصغيرة اللي فيه بينا إتفاق افهمي ده هيكون احسن لينا احنا الاتنين يا أيسل هانم!! الهانم مينفعش تختلط بالنجار اللي بيجي يشتغل عندهم ..!
مهما كانت قوية... شرسة... ... ما إن تقترب منه لتشعر بهالة رجولته وخشونته تصبح لينة هشة مبعثرة كحليب أبيض لم يخالطه سواد تلك الدنيا.....!
ستريه من هي تلك الطفلة... ستجعله يتوسل حبها وحينها ستذكره بذلك الاتفاق اللعېن الذي يردده على مسامعها دوما....
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها الذي صدح معلنا وصول رسالة فأمسكته لتفتح تلك الرسالة فاتسعت عيناها بړعب وهي تقرأها
انا حذرتك بس الظاهر إنك فكرتيني بهرج معاكي عموما الرسالة بكل التفاصيل وصلت موبايل يونس دلوقتي.. انتي وحظك بقا لحقتيه قبل ما يشوفها او لا !
فتحت الحظيرة للخيل وفكت قيده ثم ركضت باقصى سرعة نحو غرفة يونس... حتى وصلت ففتحت الباب دون مقدمات لتتصنم نظراتها على يونس الذي كان ممسكا بهاتفه و....................
ما إن تقابلت نظراتهم دأبت ليال على تمحيص نظراته لتقرأ ما بين سطورها من مشاعر.. فسحبت نفسا عميقا حينما وجدت فقط تعجب ودهشة من اقتحامها المفاجئ للغرفة وقبل أن ينطق يونس بأي شيء كانت تشير له بيدها مسرعة وهي تردد
تعالى معايا بسرعة إلحق!
عقد ما بين حاجبيه ودهشته تتألق أكثر بين ساحة عيناه السوداء
فضړبت على رأسها وهي تصرخ بنبرة درامية
أنت لسه هتسأل إلحق الحصان في حياة بتضيع! وذنبها هيبقى في رقبتك
وعندما وجدته متصنم مكانه يحاول استيعاب ما تقول دخلت بسرعة لتسحبه من ذراعه نحو الخارج فالتقط هو قميصه بسرعة ليرتديه مستجيبا لچنونها الذي لا يعرف سببه...
إلحقه يلا بسرعة!
فصړخ فيها يونس بارتباك لا يدري ما يحدث
ألحق إيه هو انا هولده!! ما
تنطقي يابت إنتي!
فهتفت بلهجة سريعة
وهي تشير نحو الداخل
الحصان هرب من المكان المحبوس فيه لازم تلحقه
لتتسع عينا يونس بذهول قبل أن يستطرد بانفعال ونفاذ صبر
انتي هبلة يابت طب ما يهرب عادي هو هربان من سجن أمن الدولة!
امتعضت ملامح ليال وهي تزم شفتاها كطفلة مذنبة ثم غمغمت بغيظ
أنت بتزعقلي ليه طب ماهو عادي يهرب اهوه امال حابسينه ليييه ما عادي يهرب!
ضړب يونس على وجهه يستغفر الله بصوت خفيض قبل أن ينظر لها بغيظ وكأنه يود قټلها في التو واللحظة
حابسينه قدرة واقتدار يا ليال ليكي شوق في حاجة
فرفعت كتفاها ببراءة تلقائية
لا طبعا يا باشا اللي تشوفه
توجه يونس نحو الحصان وهو يسألها متنهدا والغيظ لازال يخضب سوداوتاه
وبعدين إنتي فكتيه وخرجتيه ليه اصلا
فتنحنحت ليال لتجيب بهدوء وتأثر درامي مصطنع
ده هو اللي طلع يجري كان مكبوت يا حبة عيني الحبسة وحشة!
فسألها يونس رافعا حاجبه الأيسر
يعني مش انتي اللي فكتيه وخلتيه يجري!
لتهز رأسها نافية ببراءة تامة
تؤ تؤ.. هو اللي كان مكبوت وطلع يجري
منع يونس ضحكته من التسلل لأطراف ثغره والتي كادت تشقق عبوس وجهه..
اصبحوا امام الحصان فكان الحصان يتحرك لتسرع ليال تقف أمامه وهي تحاوطه بيداها وتردف بسرعة
حلق عليه معايا يا عم بخ!
هذه المرة لم يستطع يونس كتم ضحكته الرجولية
التي صدحت عالية لتبتسم هي تلقائيا.. واخيرا أشرقت شمسها المسربلة به.. تشرق وقتما يشرق هو وتظلم وقتما يتشبث هو بظلمته وسكونه....!
فيما استدرك يونس نفسه ليقول وبقايا ضحكاته عالقة بفمه
طب اوعي من قدامه بس انتي..
وبالفعل ابتعدت منصاعة لكلامه ليتوجه يونس بالحصان ليعيده لمكانه فاتسعت حدقتاه وهو يرى الدجاج الموضوع أمامه ليسألها بصوت مصډوم
مين اللي جاب الفراخ دي هنا
لترد هي بشجاعة وفخر
انا جبتهاله حسيته هفتان شوية!
كاد يونس يصاب بجلطة حرفيا وستكون هي السبب الرئيسي ليهتف بعدها بنفاذ صبر متساءلا باستنكار
مين اللي قالك تجيبي الفراخ دي هنا يا ازكى اخواتك! الحصان مابياكلش أي لحوم وبعدين حستيه هفتان تجيبيله فراخ هو انتي جايه تزوري حموده ابن خالتك اللي لسه راجع من الحج!
هو طلع مش المفروض ياكل فراخ عشان يتغذى كويس!
لأ
يقطعني!
تمتمت بها ليال ضاحكة وهي تركض من أمامه قبل أن يفتك بها وكذلك يونس لم يستطع منع ابتسامته التي عادت تحلق على ثغره... سيفقد عقله حتما إن ظل يتعامل مع
متابعة القراءة