رواية رحمة السيد
المحتويات
وجدت بدر يقف جوار مريم التي لا تدري متى جاءت ولكنها لاحظت ذراع بدر الذي يحيط كتفاها... تبا له... ليس وكأنه كان منذ قليل وكأنه اخر شيء سيفعله في تلك الحياه !!....
تجهمت ملامحها التي كانت منعشة بذكرى قبلتهم الجامحة لتدير رأسها بعيدا عنهم وهي تقول موجهة حديثها لوالدها بجمود
انا جهزت
فتدخلت فاطمة بملامح معقودة ونبرة حملت حزنا واضحا في طياتها
فاقتربت أيسل منها
مش هبعد عنك ابدا يا مامتي ثقي فيا !
فبادلتها فاطمة بحنان أكبر بينما بدر تشنج جسده پغضب وهو يضغط على كتفا مريم دون أن يشعر وقد قټلت أيسل اخر امل له كان يتعلق به حينما غادر غرفتها.....
وآآه من تلك الذكرى القريبة التي لا ترحمه فتعاد بعقله مرة بعد مرة ليشعر هو بداخله يتلظى بتلك العاطفة المهتاجة...
بالاذن ياست الحجه! بالاذن يا جوز بنتي
إيه اللي ناوية تعمليه بس يا ايسل ربنا يهديكي
فيما غادر بدر متوجها للغرفة التي يقيم بها بالقصر.... لتلحق به مريم... دلفت مريم للغرفة ثم أغلقت الباب خلفها لتهتف دون مقدمات
جات الفرصة يا بدر
فرصة إيه
لتجيب بثبات ليس بغريب عليها وهي تتحدث عن تلك الرغبة الاڼتقامية المچنونة
فرصة إنك تروح لها المكان اللي هي رايحاه وتقولها إنك عاوز تتكلم معاها وتاخدها معاك الشقة بتاعتك وهتديها مخدر يخليها حاسه بكل حاجة حواليها بس مش قادرة تعمل أي حاجة وبعدين هتسيبها مع الراجل اللي هبعتهولك وهنطلب البوليس يجي ياخدهم في قضية اداب!
بس هي ماعملتش فيكي كده!!
رفعت مريم كتفاها ساخرة وهي تهز رأسها
فرقت كتير هي بس جات في الليلة المشؤومة اياها واخدت اختها من غير ما نعرف من الشقة المفروشة اللي كنا فيها وسابتني انا في داهية وهي عارفة إن البوليس خلاص جاي وهربت اختها وحتى منعت اختها إنها تيجي تشهد في القضية إني مكنتش أعرف إن دي شقة مفروشة وإننا كنا رايحين مع صحابنا عادي منعرفش اللي فيها سابوني اتحبس ٣ سنين ظلم وكانوا قادرين ينقذوني من
ظل بدر يهز رأسه دون أن ينظر لها... لقد أصبحت رغبتها في الاڼتقام مرضية
فعليا !!...
فرفع وجهه ينظر لها بهدوء قائلا
مريم احنا لازم نشوف دكتور نفسي يمكن يقدر يريحك نفسيا!
انا مش مچنونة يا بدر وقولتلك اللي هيريحني إني اخد حقي منها !!
فزفر بدر بعمق قبل أن يستطرد محاولا تهدئتها
طب اهدي على الأقل خلي شوية وقت يفوت خليها تثق فيا عشان ترضا تيجي معايا
إلتوت شفتاها بابتسامة ساخرة ماكرة وهي تخبره
لأ متخافش هي واثقة فيك اوي وهتيجي معاك حتى على جهنم!
فهز بدر رأسه نافيا يماطلها مقنعا نفسه أن الانسان داخله هو من يتحكم بالرفض الذي يخرج من بين شفتاه.... الانسان فقط
صدقيني كده هنغلط والغلطه بفورة يا مريم!
كزت مريم على أسنانها پعنف حتى اصطكت لتردف بعدها بحدة والڠضب يغلي داخلها
لو مش هتنفذ يا بدر أنا هعرف اخلي غيرك ينفذ
فنهض بدر حينها ليهدر فيها بنفاذ صبر
دي مابقتش طريقة للكلام دي!!!!
ثم غادر الغرفة دون أن ينتظر ردها.... لقد أنهكه ذلك الصراع الذي يعج داخله... أنهكه شطر روحه لنصفين مختلفين تماما ...!
بينما مريم تزم شفتاها وهي تهز رأسها بإصرار غريب والحقد يلمع بين حدقتاها
ماشي يا بدر براحتك اوي..
بعد فترة......
كانت أيسل تتفحص ذلك الملهى الليلي بعينان تقطر اشمئزازا وحقدا... أهذا هو المكان الذي فضلوه على قطعة من روحهم !...
فيما اقتربت منها زوبه لتسألها بابتسامة بلهاء كسؤالها
عجبك المكان يا أيسل
فالتوت شفاه أيسل وهي تقذف الحروف بوجهها قڈفا
مكان مقرف! انتوا مستحيل تكونوا طبيعين!
فإحتدت ملامح زوبه بالڠضب وهي تسألها بغيظ دفين
لما هو مقرف قررتي تيجي معانا ليه
لم تتردد أيسل وهي تخبرها بجمود وقد فاحت رائحة الكره من على ضفاف حروفها الفياضة
جيت علشان أكرهكم اكتر علشان لما شيطاني يوزني إني اتراجع عن كرهي ده افتكر المكان القذر اللي فضلتوه عليا ورميتوني في الشارع علشان تحافظوا عليه!
فتنهدت زوبه بعمق قبل أن تقول ببرود
هعتبر نفسي ماسمعتش حاجة من العبط اللي قولتيه ده هاا هتبدأي شغل من امتى
لم تندهش أيسل كثيرا فقد رأت منهما ما يكفي حتى لا تنصدم فيهما مرة اخرى ...
فعقدت ذراعيها معا وهي تملي عليها ما ستفعله بنفس البرود الجامد
اولا انا مش هشتغل رقاصه ابدا زي ما انتوا عاوزين أنا هبقى زي المشرفة كده مش اكتر !
اقترب منهم طه لتكمل أيسل متعمدة أن يسمع
وكمان مش هبات معاكوا في بيتكم انا هبات هنا واكيد محدش بيبات هنا
كادت زوبه تنطق معترضة
بس يا أيسل آآ......
ولكن طه قاطعها حينما رسم ابتسامة خبيثة
متابعة القراءة