رواية رحمة السيد
المحتويات
يمل الكذب والمكر والتلاعب
اتقي الله والله العظيم حلفان يحاسبني عليه ربنا إني روحتلكم و......
فقاطعتها أيسل بصوت صلب تزاحمت به جنح المشاعر الهيستيرية المطعونة في الصميم
من غير ما تحلفي يا مامي انا مصدقاكي
ثم رمقت والدتها بنظرة مزدردة وأكملت
الست اللي ربتني استحالة تكون زيكم دي كانت عليا أحن من أي حد مستحيل تكون شيطانة وبتمثل !
ماتروحيش معاهم يا أيسل أنتي بنتي اللي ماخلفتهاش ماتبعديش عني
اقتربت أيسل منها ببطء... لتمسك يدها بكل الحب الحنان والرفق اللذان زرعتهما فاطمة قديما تحصدهم حبا وامتنانا تراهم الان يلمعان بين حدقتا أيسل كنجم أضاء ظلمة ذرك الكون بنوره المتوهج...!
أنا أسفة يا مامي أنا عايزاكي بس تثقي فيا وتحترمي قراري بعد اذنك
لم ترد فاطمة وهي تحدق بها بقلب يقطر لوعة لتنتبه أيسل لبدر الذي سحبها پعنف من ذراعها مغمغما بجمود
تعالي معايا عايز اتكلم معاكي
فسارت خلفه على مضض دون أن تنطق.
صعد بها بدر نحو غرفتها دفعها برفق نحو الداخل ثم دلف خلفها ليغلق ذلك الباب فسألته أيسل بنبرة جامدة
اقترب منها بدر بخطى حادة متساءلا بصوت أجش
انتي اللي في إيه انتي اتجنيتي عايزه تروحي معاهم وعارفه إنهم هيشغلوكي في كباريه!!
هزت أيسل رأسها بنبرة جافية
دي حاجة تخصني
فدفعها بدر للخلف پعنف وهو يزمجر فيها بانفعال عاطفي وجسده كله يشع عڼف
رفعت أيسل حاجبها الأيسر تناطحه بقولها الحاد
لأ يخصني لوحدي وبعدين الورقة اللي بينا ماتديكش الحق إنك تتحكم فيا !!
ضغط بدر على قبضة يده بكامل حتى شعر
أن كل عرق فيه سينفجر حتما.... لا تروقه ابدا فكرة أن تذهب لذلك الملهى الليلي اللعېن حتى وإن كان على سبيل الصدفة.... تلك الفكرة تجعل من صدره چحيم يتلظى بلهب تلك الغيرة...!
للحظات لم تجد ما تقوله تظل صامدة حتى تتملق تلك العاطفة من حروفه فتشعر أنها اصبحت ورقة على مهب تلك العواطف... حروفها تفر هربا منها ولا تجد سوى تلك الدقات العڼيفة تكاد تخترق صدرها....!
وضعت يدها علىه تبعده وهي تهمس بوهن
بدر لو سمحت ابعد ده قراري ومش هرجع فيه
زفرت أيسل أنفاسها على مهل تحاول تهدئة نفسها ثم قالت والعناد ينضح من حروفها
أظن إنك فاكر أحنا اتجوزنا ليه وخلاص أنا قررت فحضرتك خلاص مش واصي عليا ومش هتقولي اعمل إيه ومعملش إيه
كز بدر على أسنانه پعنف.... يحاول إقناع نفسه أنه يفعل ما يتوجب عليه من أجل إتفاقه مع والدتها اولا ثم من اجل مريم وإنتقامها... ولكن ذلك السبب بمجرد أن يخترق حدود قلبه يذوب ليصبح كزبد البحر...!!
عاد يرمقها بنظرات مهتاجة حادة ثم أردف
فاكر اتزفتنا ليه مش محتاجة تفكريني يا أيسل هانم وعلشان كده مش هسيبك تضيعي كل اللي عملناه في لحظة
ببرود ساخرة
طب كويس ومعلش لو ضيعنا وقت حضرتك الثمين واخدناك من الهانم بتاعتك.
تعالت وتيرة أنفاسه وهو يحدق بها... غاضب.. غاضب ككل خلية
به... غاضب منها... غاضب من تلك المشاعر التي تجتاحه كطوفان فيغرق هو فيه كارها إياه متمرغا بين براثنه اللاوعة....!
نظرت له بتردد قبل أن تسأله وقد حملت تلك الحروف كل تساؤلاتها.. حيرتها... حملت تلك المشاعر المتناقضة التي تمزقها نحوه
أنت بتعمل كده ليه يا بدر
فاندفعت تلك الاجابة التي يلقنها لقلبه مرارا وتكرارا من بين شفتاه
علشان الست الطيبة اللي هيجرالها حاجة تحت دي
إنطفأت ملامح أيسل التي أنارتها شعلة الأمل للحظات في إنتظار تلك الاجابة..!
لترد بعدها بابتسامة لا تمت للمرح بصلة
أنت مش هتخاف على أمي اكتر مني
إلى أن دفعها بعيدا عنه پعنف تاركا إياها وهو يغمغم بقسۏة
في ستين داهية روحي مكان ما عايزه تروحي مش هيفرق معايا اشتغلي في كباريه ان شاء الله تولعي في نفسك
ثم استدار ليغادر... فسار عدة خطوات قبل أن يتوقف للحظات فالټفت ينظر لها... يشملها بنظرات كانت بمثابة وصال حار بدايته شوق ينحره واخره حيرة و ألم....
ودون مقدمات كان يلتهم الخطوات الفاصلة بينهم وهي كذلك وتتقابل في وصالهم الأول... بكل اللوعة... بكل ذرة تنادي داخله مطالبة بلقاء المكتنزة... لحظات مسروقة من واقعهم الذي يرفض جمعهم سويا دون عوائق.. لحظات تعزف على شفتاها لحن الشووق الذي أهلكه.... وتبعثرها هي مشاعره العڼيفة....!
ابتعد حينما شعرا بحاجتهم للهواء... ليهمس لها بصوت مثخن بالعاطفة
ماتروحيش معاهم!
كانت تتنفس بصوت عال... لا تستطع... لا تستطع فعلها... تشعر أنها قسمت نصفين وتلك البرودة من التفكير تجتاح بينهما....!!
وعندما لم يجد بدر رد ابتعد عنها ليرمقها بنظرات حادة ثم استدار ليغادر دون كلمة اخرى... لاعنا ضعفه الذي بات يشكل هاجسه!...
في القرية......
دلفت ليال للغرفة لتجد يونس يرتدي ملابسه وكعادته تحشا حتى النظر لها ولكنها لم تصمت هذه المرة بل اقتربت منها بعينان
متابعة القراءة