رواية رحمة السيد
المحتويات
مشتركة بينا انا ماهمكش وانت ماتهمنيش!
ثم استدارت تعطيه ظهرها لتغادر فلمح بدر التيشرت الذي ترتديه وقد ازيح لأسفل عن كتفها نوعا ما وقطرات العرق جعلت خصلاتها الحمراء تلتصق بجلدها الذي ظهر....
كان خلفها مباشرة.. تسمع هدير أنفاسه بوضوح يخالط نبرته الرجولية الخشنة وهو يهمس لها
استني
ملحوظ بينما بدر شعر أن يداه تخالف كل ذرة تعقل لديه
فهمست هي بصوت خفيض أتاه كصدى صوت لعقله الذي خدره حلاوة ذلك الشعور
بدر أنت بتعمل إيه!
كتفك كله كان باين وقولتلك شعرك تلميه لما تكوني برا البيت!!
انا... انا كنت عامله...... كنت لماه
رددت بصوت يكاد يسمع وذلك الشعور يزلزل حروفها المبعثرة كحالها فيما زفر هو بقوة يحاول قمع عاطفة لا يدري من أين تحركت لتداعب المدفون داخله وقال بحدة أجشة
اومأت هي برأسها بسرعة لن تجادله كانت تود الخروج بأي طريقة... لن تحتمل البقاء معه بمفردها في ذلك المكان الصغير جدا وهو شبه ملتصق بها بهذه الطريقة !!...
فتحت الباب ثم خرجت بسرعة يتبعها بدر الذي بدأ يلتقط أنفاسه بصوت مسموع.. يحاول سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور.. مستمرا في محاربة المجهول.....
الذي اصبح جزءا لا يتجزء من حياتها....
ثم توجهت صاعدة لغرفتهم فتحت الباب ثم دلفت لتجد يونس جالسا على الأريكة مندمجا بين أوراق عمله الذي اهمله في الفترة الاخيرة فألقت ليال نظرة عليه وتنهدت وهي تدخل للغرفة متعمدة اصدار صوت لتلفت نظره ولكنه لم يبدي اي رد فعل...
فتحركت عيناه بصمت يتابع تفحصها الطفولي ولم يتفوه ببنت شفه حتى رفعت رأسها لتسأله بفضول
أنت بتعمل إيه
فأجاب بجمود وهو يعاود النظر لأوراقه مرة اخرى
فاقتربت منه اكثر وهي تسأله بإصرار وبراءة
ليه.. ابطل فضول ليه... هه يا يونس ليه
كز يونس على أسنانه بغيظ... يحاول ألا يحتك بها قدر الإمكان ولكنها كالعادة تبحث عن اي ثغره لتتقرب منه...!
عاد ينظر لأوراقه مرة اخرى ولم يجيبها فنظرت هي لملامحه الرجولية عن قرب ولأول مرة... تلك الملامح السمراء بأنف رفيع مرفوع وحاجب أسود مرسوم يتناسب مع سواد عيناه التي تنتشلها في كل مرة ينظر لها فيها لتلقيها في واد جديد مهلك من الشوووق..!
بينما هو متخبطا في تلك اللحظات في اختزال ذاك التأثر الذي مقته بشدة ليرمه في أبعد نقطة داخله..
انتي بتعملي إيه انتي اټجننتي
أسبلت جفناها ولم تدري ماذا تجيب... بل لم تجد صوتا لتخرجه اصلا....
ولكنها رأت غضبه الأهوج يحتل ام عيناه فابتلعت ريقها مجيبة بمكر انثوي
مالك يا يونس انا زي مراتك على فكره!
أنا مش عارف إيه اللي بقوله ده بس إياكي بوقك ده يجي جمب بوقي تاني انتي فاهمة!
فدفعت يده بعيدا عنها ولم تمنع ضحكاتها العالية من الخروج.... لقد إنقلب الوضع تماما وأصبح هو من يطالبها بالابتعاد عنه وهي التي تقنعه أنها زوجته.. يالسخرية القدر !!
نهض يونس عن الأريكة غارزا يده بين جذور خصلاته السوداء پعنف... لا يصدق جرأتها التي لم يتوقعها قط...!
ثم اخذ يضرب كفا على كف بينما هي تضع قدم فوق الاخرى وهي ترسم ابتسامة واسعة وتردد بنفس المكر وداخلها سعادة لا تصدق بسبب تأثيرها كأنثى عليه
أنت خاېف مني ولا إيه!
إتسعت حدقتاه بذهول... ولم يجد ما ينطق به!!
فدلف للمرحاض صاڤعا الباب خلفه لتضحك هي بصوت عالي... إن كانت جرأتها تحرك أي شعور داخله فلن تتعامل معه سوى بتلك الجرأة بعد الان!!......
بينما داخل المرحاض كان يونس يحدق بصورته المعكوسة في المرآة... وداخله يغلي ڠضبا يود لو يمحي الدقائق السابقة من حياته... كارها ذاك الشعور الذي حركته تلك اللعېنة داخله !!
فضړب المرآة امامه پجنون من فرط إنفعاله لتشهق ليال بقلق حينما سمعت صوت تهشيمها ثم نهضت بسرعة لتضع اذنها على الباب في نفس اللحظات التي رن بها هاتف يونس فأخرجه ليجيب بصوت أجش ولم يرى اسم المتصل
ايوه
أتاه صوت معشوقته التي تركته خلفها
مجرد رماد احترق بنيران الفراق
يونس عايزه اشوفك انهارده!
لم يصدق اذناه.. فردد ذاهلا
فيروز! وحشتيني اوي هاجيلك حالا
كزت ليال على أسنانها پعنف... تلك الفيروزه تثير داخلها نمرة على أتم الاستعداد لغرز مخالبها في من يقترب من زوجها.... زوجها هي !
خرج يونس من المرحاض ليتجاهل وجودها متجها نحو باب الغرفة...
وقفت أمام باب الغرفة تغلقه بجسدها لتمنع يونس من الخروج ثم بدأت تهز رأسها نافية والشراسة تتملق حروفها
مش هاخليك تروحلها واحنا ماكملناش ٣ اسابيع متجوزين!
متابعة القراءة