رواية بقلم ذكية أحمد

موقع أيام نيوز

ضميره ولو لدقائق يوضح له معانى كلماته التى ألقاها عليه داخل المحكمة 
فاق من تخيله عندما وجد نفسه دلف لمحيط الفيلا خاصتهم فأوقف السيارة وخرج منها ثم توجه للباب الآخر وفتحه لها ثم أمسكها من يدها يجذبها إليه برفق ثم سار بها إلى الداخل
كانت والدته وباقى النسوة بإنتظاره حتى دلف بها وما إن رأته والدته هرولت ناحيته ناظرة للمار بقلق قائلة 
ايه عملتوا إيه في المحكمة ومالها كدة هى تعبانة 
هتف مراد بهدوء عكس البركان الذى يغلى بداخله كله تمام يا أمى وهى تعبانة شوية خديها أوضتها ترتاح لحد ما أجى انا رايح الشغل تانى ولو حصل حاجة إتصلى بيا علطول
قال ذلك ثم غادر مسرعا مسكت أمينه يدها وسارت بها إلى الأعلى وهى مشفقة عليها ظنا منها إنها حزينة على الحكم الذى تم إصداره على والدها بينما كانت هناك أعين تراقب الموقف بكره وحقد وصلت بها إلى الغرفة 
ثم هتفت بنبرة حنونة 
يلا غيرى هدومك علشان ترتاحى
وحينما لم تجد منها رد هزتها برفق قائلة 
لمار حبيبتى إنتي سامعانى يا بنتى 
أما هى عندما إلتقطت أذنيها كلمة بنتى هتفت پضياع وهى تجلس أرضا 
أنا مش بنت حد أنا مليش حد حرام عليكوا عاوزين منى إيه تانى تعبت وربنا تعبت
انا مش عاوزة حد إبعدوا عنى وسيبونى لوحدى حرام عليكم حرام آاااه يارب 
كل حاجة طلعت كدب انا مليش اب ولا أم 
مليش مليش إنتى بتكدبى زيهم أنا مش بنتك ولا بنت حد 
قالت ذلك ثم أنهارت في موجة بكاء شديدة 
أدمعت عينى أمينة وجلست قبالتها وأحتضنتها بشدة أما الأخرى كانت تحاول إبعادها عنها بضعف إلا إن أمينة لم تتركها وأحكمت زراعيها حولها قائلة بدموع 
إهدى خلاص يا حبيبتى هشششش أنا معاكى وكلنا معاكى بس إهدى وبطلى عياط
إلا إنها لم تصمت بل ظلت تصرخ كما لم تصرخ من قبل وهى تردد بهيستيرية مليش أهل مليش اهل 
ظلت تردد هذه الكلمات حتى غفت بين زراعى أمينة دلفت تسنيم ووجدتهن على حالتهن فهتفت بقلق 
مالها يا ماما
هتفت بدموع متقلقيش هى بس نامت تعالى معايا ساعدينى نحطها على السرير
بعد معاونة منهن إستطعن وضعها برفق على السرير وخلعوا لها حجابها و حذائها ودثروها جيدا بالفراش 
هتفت أمينة وهى تجلس على الأريكة قبالتها 
روحى إنتى يا تسنيم خدى بالك من بنتك وأنا هراعيلها على ما مراد ييجى 
نظرت للمار بإشفاق على حالتها قائلة 
حاضر يا ماما ولو فى حاجة نادينى علطول
غادرت تسنيم وتركت أمينة تفكر في كلماتها المحيرة التى كانت تصرخ بها و إنتظرت مراد ليوضح لها الخيوط 
بالأسفل نزلت تسنيم وجلست إلى جوار زوجة عمها وزينة وحملت إبنتها وأخذت تطعمها
هتفت زينة بضيق خير مالها ست الحسن والجمال
هتفت تسنيم وهى تزفر بضيق 
تعبانة شوية ونامت دلوقتى وماما عندها
هتفت فاطمة بسخرية والله عال أنا مش عارفة جابها هنا ليه تانى مش خلاص قبض على أبوها وهيتعدم
أجابتها تسنيم بإحترام والله يا مرات عمى دى حاجة ترجع لمراد هو الوحيد اللى ليه الحق دة لإنها مراته
مصمصت فاطمة شفتيها بعدم رضا قائلة 
خلينا نشوف آخرتها إيه
أما زينة وقفت وغادرت للأعلى پغضب شديد ولحقتها والدتها وظلت تسنيم تطعم طفلتها وتلاعبها
رجعت ورد مع سليم ودلفوا إلى الداخل فهتفت صفاء بقلق ما إن رأتهم 
ها قالتلك إيه الدكتورة يا حبيبتى وإتأخرتوا ليه كل دة أنا رنيت عليك يا سليم لقيت موبايلك مقفول 
ضړب رأسه بتذكر قائلا 
سورى يا عمى كنتى بتقولى إيه معلش
هتفت صفاء بضحك 
لا ما تخديش في بالك كنت بقولك حمدا لله على سلامتك 
هتفت مسرعة الله يسلمك 
ثم إلتفت بأنظارها تبحث عن ندى قائلة 
فين ندى يا مرات عمى
فوق عند مصطفى بتطمن عليه
هتفت بحرج ممكن تروحى معايا عنده أقوله حمدا لله على سلامتك 
نظرت لها بفخر قائلة طبعا يا حبيبة قلبي يلا بينا ويلا إنت كمان يا سليم مش هتيجى معانا 
هتف سليم وهو ينظر في ساعته قائلا 
لا شفته الصبح أنا رايح لبابا الشركة دلوقتى سلام 
غادر سليم وصعدتا إلى غرفة مصطفى وطرقت صفاء الباب ثم دلفوا وألقوا عليهم التحية 
هتفت ورد بهدوء حمدا لله على سلامتك يا مصطفى 
نظر لها مبتسما قائلا بإمتنان الله يسلمك يا ورد والف سلامة ليكى أخبار إيدك إيه
الحمد لله كويسة
ثم جلسوا يتسامرون سويا حتى إستاذنت ورد الخروج بندى إلى غرفتها لإنها تريد التحدث معها على إنفراد
أسرعت ورد بسحب يد ندى وركضت بها الى غرفتها وجلستا على السرير فقالت ندى بضحك 
فى إيه يا شعنونة جايبانى على ملى وشى 
أخذت تقص عليها ما حدث وبعد أن قصت لها هتفت ندى بسعادة وغمزت لها بمرح قائلة 
بجد دة اللى حصل ايوا يا عم الله يسهله
هتفت بخجل بس بقى يا ندى الله 
ضحكت قائلة لا يا عم فى تطورات حاصلة من ورايا وأنا معرفش بس فرحتلك أوى والله ربنا يهنيكى ويسعدك يا حبيبتى
هتفت بإبتسامة إيه إيه حيلك حيلك دماغك ما تروحش لبعيد إنتى نسيتى حتة لما قالى تلاقيه عاجبك اللى بيحصل وعلى هواكى كان نفسى أعضه ساعتها
ضحكت عليها قائلة يا بت دة غيران مش أكثر بعدين واحدة واحدة وتخليه يتجنن بيكى 
هتفت بحزن بس هو فاكرنى طماعة بتاعة فلوس بس ڠصب عنى والله
سألتها بإستغراب ڠصب عنك إزاى يعنى
نظرت لها بحزن قائلة أنا هحكيلك لإنى معتبراكى أختى 
ثم بدأت تقص عليها كل شئ والأخرى تسمع پصدمة وعيون متسعة 
وصل مراد إلى غرفة الحبس الموجود بها عابدين بعد أن إستخدم نفوذه للدلوف
دلف ووجده
يجلس أرضا فبمجرد أن رآه الآخر فهتف بسخرية 
إيه يا حضرة الظابط هو إنت اللى هتنفذ حكم الإعدام ولا إيه
تجاهل سخريته قائلا بهدوء مغاير لما بداخله مين أهلها
ضحك بسخرية قائلا ما قلتلك ما أعرفش هى شغلانة
هتف پغضب مؤكدا لا تعرف وتعرف كويس كمان وإلا مكنتش قولت إنى هندم
هتف بإصرار اللى عندى قلته
مسكه من تلابيب ملابسه واوقفه پعنف هادرا فيه پغضب 
يا أخى حرام عليك خاف ربنا ولو لمرة واحدة دا إنت هتقابله بعد ساعات إعمل حاجة صح فى حياتك يمكن تغفرلك عند ربنا
نظر له ولمح نظرة الترجى بعينيه فأبتسم قائلا 
هو إنت حبيتها ولا إيه وخاېف عليها أوى كدة 
هتف پعنف ملكش دعوة وجاوب مين أهلها لقيتها فين فين إنطق 
ثم إنهال عليه باللكمات في وجهه حتى أدماه 
ثم توقف قائلا ها هتقر وتعترف ولا أكمل 
نظر له مطولا قائلا دى تبقى 
شعر عابدين بانه على حافة المۏت من كثرة الضړب الذى تلقاه من مراد وعندما رأى الإصرار في عينيه هتف بضعف 
البنت تبقى بنت هاشم الدميرى
ترك ملابسه ونظر له پصدمة فور سماع إجابته وكأنه أصيب بصاعقة أيعقل أن تكون شقيقة صديق عمره ! ولكن مهلا مهلا فهى قد توفت بعد ولادتها بأيام قليلة
هتف پضياع إنت بتقول إيه إنت كداب دى ماټت من هى وصغيرة إخلص انطق بنت مين وبلاش لعب بالأعصاب
نظر له مطولا ثم هتف 
أنا ما بكدبش يومها جاتلنا أوامر إننا نقتله وندبر الحاډثة دى ونحط چثث محروقة مكانهم 
فقتلناه هو وهى خدتها لمراتى الله يرحمها تربيها بعد ما عرفت إنها ما بتخلفش
هتف بلهفة يعنى عمى هاشم عايش
هتف عابدين بتأكيد لا أنا اللى قاتله بنفسى واكتر من كدة مش هتكلم شوف بقى مين عدوك الحقيقى وإنتقم منه بجد وعلى فكرة هو حواليكم ومعاكم
وصل مراد إلى أقصى درجات الڠضب فقام بلكمه بقوة اوقعته أرضا ثم أخذ ېصرخ عاليا يقول وهو يبرحه ضړبا 
اه يا ابن ال يا شوية انتوا مش بنى آدمين انتوا حيوانات حقېرة إنطق وإتكلم مين هو 
قال ذلك ثم أخذ ېخنقه بقوة من رقبته حتى ابيضت عينيه وشعر إنه يلقط أنفاسه الأخيرة إلا أن أتى الضباط والعسكر على صياح مراد وقاموا بالفصل بينهم 
أما مراد فكانوا ممسكين به بقوة واخرجوه وهو لا يزال ېصرخ بأفظع الشتائم 
تحدث الضابط بصرامة حضرة الظابط مراد كفاية كدة إحنا خلناك تقابله مع إنه ما ينفعش إتفضل دلوقتى قبل ما حد يعرف ونتجازى كلنا متنساش إنك كنت هتقتله من شوية
نزع نفسه بقوة منهم ثم توجه للخارج بخطوات ثقيلة ضائعة من هول الصدمة 
صعد إلى سيارته وأخذ يقود بسرعة وتحجرت الدموع في عينيه فإنه ظن إنه أخذ بثأر والده ولكنه مخطئ فعدوه الحقيقى بالخارج يطير حرا دون قيود 
وفكر بها وبما فعله فضړب المقود بيده پعنف صارخا غبى غبى غبى 
تابع طريقه ما بين السباب الذي يطلقه لنفسه وما بين تلك العاصفة التى تدور بداخله التى لو خرجت لإقتلعت كل ما تقابله 
وقفت پصدمة محدقة فيها قائلة بعدم تصديق وڠضب إنتي عبيطة ! إنتي ازاى ساكتة كل دة من غير ما تتكلمى ها لحد امتى جاوبينى 
هتفت ورد بدموع أنا مكنتش بتكلم مع حد علشان خاېفة منه
نظرت لها بأعين متسعة قائلة بذهول 
نعم انتى بتهزرى! خوف إيه اللى بتتكلمى عنه وانتى وسط أهلك كنتي قولتى لعمك أو سليم أو حتى مصطفى بس متسكتيش كدة
نظرت لها بأعينها الباكية
قائلة عاوزانى اقول لمين سليم اللى مش مصدق أى حاجة بقولها وكل اللى على لسانه انى واحدة خداعة وبتاعة فلوس دة في مرة كان خالى جه هنا ودخل عليا الاوضة وكان هيعمل معايا القذارة اللى فى دماغه ولما إستنجدت بيه قالى كدابة وانى بعمل كدة علشان أقرب منه ها ردى عليا يا ندى ردى
قالت ذلك ثم وضعت كلتا يديها على وجهها ثم أخذت تبكى نظرت لها بإشفاق فزفرت بضيق ثم جلست إلى جوارها وضمتها بين زراعيها وأخذت تربت على ظهرها قائلة بحنان 
خلاص يا حبيبتي اهدى خلاص مټخافيش أنا معاكى وطول ما إنتي هنا مش هيقربلك لحد ما نقول لأى حد علشان يتصرف معاه الواطى دة 
نظرت لها وهتفت پذعر قائلة لا لا متقوليش لحد بالله عليكى لا
زفرت بنفاذ صبر قائلة يا بنتى متبقيش خوافة كدة اللى زى دة عاوز الحړق 
بصى إيه رأيك نقول لسليم
تشبثت بها پذعر عند هذه النقطة فقالت الأخرى بهدوء 
حبيبتى أنا آسفة مش قصدى أخوفك بس ما ينفعش تسكتى
قالت ورد بتفكير ماشى بس مش دلوقتى حاليا يعنى ادينى كام يوم كدة
هتفت بحيرة خلاص براحتك بس اوعى تتصرفى
أى تصرف غبى بس علشان خاېفة ماشى يا
ورد 
بصى يا حبيبتى انتى ساذجة وطيبة زيادة عن اللزوم فغيرى من نفسك شوية علشان تعرفى تتصرفى
هزت رأسها موافقة تقول هحاول يا ندى 
ثم هتفت بمرح قوليلى إيه آخر التطورات عملتى في ابن عمى ايه تانى
ضحكت الأخرى بصوت عال وراحت تقص عليها ما حدث في جو يسوده الحب والمرح 
وصل مراد إلى الفيلا خاصته ودلف إلى الداخل ومن ثم إلى غرفتها بخطوات بطيئة متثاقلة ووجدها تغفو ومعالم الحزن مرسومة على ملامح وجهها الملائكى
وجد والدته تجلس على الأريكة فجلس إلى جوارها فى صمت تام ووضع يديه
تم نسخ الرابط