بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

يوم جديد ولا وجود له حتى الآن حاولت الاتصال به لمرة واحدة وقد عزمت أنها ستتحجج بأي شيء عن سبب اتصالها لكنه لم يجيب عليها حتى ... 
بينما تقف بالمطبخ تقوم بتحضير كوب لبن صباحي لها وعقلها شارد به وأين قد يكون ذهب .. انتفضت بفزع
على أثر صوت صفع باب المنزل فسقط من يدها كوب اللبن لينسكب على الأرض وتتناثر جزئيات الزجاج الصغيرة في الأرض بأكملها ولسوء حظها أنها لم تكن ترتدي الشبشب المنزلي فضغطت بالخطأ فوق قطعة زجاج .
انطلق من بيت شفتيها تأوها مرتفعا پألم كان أشبه پصرخة ودقيقة بالضبط فور ما حدث رأته يدخل المطبخ ويقف على مسافة بسيطة منها هاتفا باستغراب 
حصل إيه ! 
لم يحصل على الرد منها فكانت تمسك بقدمها وتأن پألم مغمضمة عيناها بقوة ويسقط من قدمها قطرات دماء اندفع نحوها مسرعا بقلق وحملها فوق ذراعيه فورا هاتفا في حدة ولهجة صارمة 
ادي نتيجة إنك واقفة من غير الشبشب !! 
صاحت به پغضب ممزوج بتأوه صدر منها 
متتعصبش عليا 
لم يجيب عليها وتجاهلها تماما حتى وصل للغرفة فأجلسها فوق الفراش واتجه نحو الحمام يجلب منه المعقم واللاصق الطبي والقطن ثم يعود إليها ليجثى أمامها على الأرض ممسكا بقدمها ويمد أنامله لكي يسحب قطعة الزجاج فشعر برتعاشتها البسيطة في خوف .. لانت نظراته وكذلك نبرته ليغمغم في حنو 
هتوجعك لازم معلش استحملي
أغلقت على عيناها بقوة وبعد ثواني انطلقت منها آها عاليا پألم عندما شعرت به يسحبها ثم بدأ بتعقيم جرحها ومسح الډماء برفق ورقة شديدة .. وهي تتأمله دون حركة رأته منزعجا وربما سيتعمد تجاهلها والابتعاد عنها اليوم
وربما لأيام بسبب ما قالته .. لا ينظر لها أو يداعبها ويعبث معها ككل يوم .. استاءت من سكوته فقررت هي أن تجعله يتحدث حيث قالت 
هنا إمتى هتجيبها ! 
عدنان بهدوء دون أن يتطلع لها 
بعد الشغل وأنا راجع هعدي اخدها 
هتفت بعناد مقصود حتى تثير أعصابه وتجعله يتحدث فربما يلومها على ما قالته هي تدرك أنها أخطأت ولم يكن عليها أن تختار الأكثر سوءا لټطعنه بها .. وبدلا من أن تضايقه وتشعره بنفورها منه .. ضغطت على كرامته ورجولته دون أن تشعر 
أنا عايزاها تيجي دلوقتي .. كفاية أوي قاعدة مع مامتك من امبارح بليل 
رفع نظره لها أخيرا وحدجها باستنكار رافعا حاجبه اليسار قبل أن يستقيم واقفا ويهتف في موافقة وهدوء عجيب 
حاضر هجبهالك قبل الشغل .. أي أوامر تاني ! 
اشتعلت غيظا من رده لكنها التزمت الصمت وهزت رأسها بالرفض ثم اخفضت نظرها تتفقد قدمها التي ضمد جرحها جيدا وانتهى منه فقالت في خفوت 
شكرا 
العفو بس مت.....
طيب أنا عايزة ادخل الحمام 
هز رأسه بيأس مع شبه ابتسامة بسيطة قبل أن ينحنى عليها مجددا ليهم بحملها لكنها هتفت مسرعة برفض 
لا لا استني هتعمل إيه !! 
هشيلك لغاية الحمام ياجلنار ! 
هزت رأسها بتفهم وقالت بنبرة لان حزمها 
اه افتكر 
شعرت به يحملها ويتجه بها نحو الحمام .. كان لا ينظر لها وملامحه جامدة وغليظة مما جعلها تدرك أن غضبه حقيقي منها .. فزمت شفتيها متأففة ثم وجدته يدخل بها الحمام وينزلها على الأرض بهدوء ليستدير بعدها وينصرف ويتركها ...
عاد آدم للمنزل بالصباح حتى يبدل ملابسه ويخرج من جديد لينهي بعض أعماله ثم يذهب لمهرة ... 
انفتح الباب بدون استآذان ودخلت أسمهان وهي عبارة جمرة نيران ملتهبة تهتف في حدة 
كنت فين يا آدم طول اليوم امبارح ! 
تنهد بحنق قبل أن يغمغم ببرود بسيط مخترعا كڈبة حتى لا يفتح عليه حديث لن ينتهى 
كان معايا شغل كتير ياماما واتأخرت 
أسمهان بعصبية وغل 
شغل ولا كنت مع البنت البيئة والقڈرة دي !! 
استدار لها بجسده وقال في حزم واستياء 
ماما لو
سمحتي متعصبنيش 
كنت بتعمل إيه معاها يا آدم .. بقى هي دي اخرتها تكون مع الاشكال البيئة دي !! 
آدم بصيحة رجولية غاضبة تطلق إشارات الإنذار 
ماما .. أولا يستحسن بلاش تغلطي فيها قدامي ثانيا أنا مش طفل وعارف أنا بعمل إيه 
قهقهت أسمهان بقوة وعدم استيعاب لتهتف بنظرات ملتهبة 
مغلطش فيها قدامك .. هي لحقت بالسرعة دي !!! 
تأفف بخنق ونفاذ صبر مفضلا عدم النقاش معها وبالأخص الآن حيث ابتعد من أمامها وهم بالمغادرة لولا يدها التي قبضت على رسغه لتوقفه وتقول بوعيد شيطاني حقيقي وعينان مشټعلة 
ابعد عن البنت دي يا آدم عشان أنا لا يمكن اسمح بحاجة زي كدا .. سبق وسمحت لأخوك واديك شوفت النتيجة .. متغلطش زيه ياحبيبي 
سحب رسغه من قبضتها ببطء وغمغم بصلابة ولهجة رجولية خشنة 
أنا آسف بس أنا مش هنتظر أخد الأذن منك في الحاجة دي بذات ياماما .. دي حياتي وأنا اللي هقرر فيها مش إنتي
انهى عبارته واستدار مغادرا الغرفة بأكملها يتركها بركان على وشك الانفجار ويتوعد بالقضاء على الأخضر واليابس حين ينفجر ...
كانت
تقف أمام الخزانة تخرج لها رداء منزلي حتى تبدل ملابسها غير منتبهة لذلك الذي تسلل من خلفها حتى وقف شبه ملتصقا بظهرها تماما وانحنى على أذنها يهمس في نبرة غريبة ومريبة قليلا .. تحمل بعضا من الڠضب وبعضا من المرارة 
رغم كل محاولاتي في إني ارضيكي واعوضك بكل شكل واخليكي تسامحيني .. إلا إنك لسا مازالتي مصممة تشوفيني الشخص السيء واللي حتى ميستحقش مجرد فرصة تانية مش العفو .. ومش بتفوتي الفرصة في إنك تطعنيني بكلامك القاسې .. مكنش له داعي اللي قولتيه امبارح .. كنتي ممكن تقوليلي إنك مش بتحبيني وكان ده كفاية أوي وكنتي برضوا هتقدري توجعيني ...
.......... ...........
الفصل الخامس والثلاثون
نظراتها عالقة على ساعة الحائط المعلقة منذ وقت طويل .. الساعة تخطت الثانية صباحا ولم يعد حتى الآن تتذكر جيدا كلماته الأخيرة لها بالصباح وبعدها فورا اختفى وغادر وإلى الآن لم يأتي .. لأول مرة يعاتبها ويتحدث بتلك النبرة الغريبة .. هل حقا يؤلمه جفائها وبالأخص حين تخبره بكرهها المزيف له ! .. باتت تشعر أن حقيقة التغير
التي لا تؤمن بها قد تكون موجودة بالفعل !! .
التقطت اذناها أصوات أقدام تقترب من الغرفة فاعتدلت في فراشها فورا وثبتت نظرها على الباب منتظرة دخوله .. ثواني معدودة ورأته يفتحه ويدخل بخطوات متعثرة وغير متزنة قليلا .. ويمسك بطرف سترته التي فوق كتفه وتتدلى على ظهره .
تابعته بعيناها المدهوشة لتراه يقترب من الفراش ويلقى بسترته في عدم مبالاة فتسقط فوق حافة المقعد ثم يتجه إلى الفراش ويلقى بجسده فوقه رافعا ذراعه ليضعه فوق عينيه
متنفسا الصعداء بحنق .
لم تكن بحاجة للاقتراب منه حتى تتأكد أنه ثملا بعض الشيء وليس بوعيه الكامل .. فبقت جالسة مكانها تحدقه بصمت لدقيقة كاملة حتى ارتفع صدرها بنفس عميق أخذته وهبط ببطء مع زفيرا متمهلا .. ثم خرج صوتها الخاڤت بتعجب 
عدنان إنت كنت سايق العربية بالحالة ده ! 
همهم بهدوء تام 
امممم .. خاېفة عليا ولا إيه ! 
أصدرت تأففا قوى بيأس لتجيبه في جدية 
طيب قوم غير هدومك وخد دش 
لم تسمع أي رد منه فقط صوت تنفسه الحاد كان هو المسموع .. وبعد برهة من الوقت سمعت همسه وهو يبتسم بمرارة 
الحقيقة دايما بتوجع .. وإنتي قولتي الحقيقة امبارح
ابعد ذراعه عن عينيه وتطلعها بعينان لامعة يتابع كلامه بخزي وألم 
واللي يوجع اكتر هو نظرات الكره وعدم الثقة والنفور اللي بشوفها في عينك .. صدقيني بتخليني اكره نفسي اكتر .. هي وجعتني في كرامتي وشرفي وإنتي في قلبي
لوهلة اشفق قلبها عليها ربما لو كان بوعيه لما كانت اشفقت لكن كلامه وهو ثمل هكذا يشعرها بالسوء والحزن .. فاقتربت منه في الفراش وامسكت بذراعه تحثه على النهوض هاتفة 
عدنان قوم إنت مش في وعيك لما تفوق قول اللى إنت عايزه
رأته يضحك بسخرية ويغمغم في نبرة موجوعة 
وهو أنا من إمتى كنت بوعي أساسا .. لو كان عندي وعي وعقل كانت هتقدر تستغفلني أربع سنين وكنت هظلمك واخسرك بسببها
تقوست ملامح وجهها بتأثر فضغطت على ذراعه أكثر وغمغمت برجاء 
قوم ياعدنان عشان خاطري 
لم يبالي برجائها أو محاولاتها بل تابع بنفس نبرته السابقة وابعد يدها عن ذراعه بلطف 
لما بشوف كرهك ليا بقول معقول أنا وصلتها للدرجة دي .. معقول إنت كنت غبي وحقېر كدا ياعدنان
لا تتفوه ببنت شفة تستمر في التحديق به بسكون والعبوس ظاهر على محياها .. تستمع لكلماته التي يجلد بها ذاته في قسۏة .. وفي أعماقها تتمناه أن يتوقف فلا تريد أن
تسمع منه أي شيء وهو بهذه الحالة المزرية .
اكمل عدنان بثغر مبتسم في أسى 
جايز أكون اناني زي ما بتقولي .. بس أنا أناني في حبي وتمسكي بالشخص اللي عايزه .. مش بقبل بعده عني ولا بقبل اشاركه مع حد 
ثم سكت لدقيقة قبل أن يتبع بعينان تلمع بدمعة متحسرة 
ربنا اخدلك حقك مني ياجلنار
غامت عيناها بالعبارات ولو كانت بقت للحظة أخرى تتطلع إليه تلك العبارات ستشق طريقها إلى وجنتيها .. فابتعدت عنه مسرعة وهمت بالنزول من فوق الفراش حتى تغادر لكن قبضته على رسغها اوقفتها وتبعها همسته الراجية 
خليكي جمبي !
بقت على وضعها توليه ظهرها تحاول كبت دموعها من السقوط لكنها انهمرت بشكل لا إرادي حين شعرت بلمساته تهبط برقة من رسغها إلى كفها ليقربه لشفتيه لاثما باطنه بعدة قبلات تتنقل من باطن الكف لظاهره وانفاسه الساخنة تلفح بشرتها الناعمة .
التفتت برأسها له وسط دموعها فتراه يحتضن كفها ويمطره بوابل من قبلاته وهو مغمضا عيناه .. فتجمدت يدها أمام قبلاته ولم تتمكن من سحبها إلا عندما توقفت قبلاته واحست بانفاسه السريعة هدأت وانتظمت
وكأنه نام .. فجذبت يدها ببطء ورفعت أناملها تجفف دموعها قبل أن تهم بالنهوض .. لكن خرجت همسة خاڤتة من بين شفتيه جعلتها تتصلب بأرضها كأن صاعقة برق أصابتها واتسعت عيناها على أخرهم پصدمة .
كان لا يزال مغمضا عيناه وخرجت منه همسة بمشاعر صادقة .. رغم أنه شبه نائم وتأثير الكحول واضح عليه إلا أن قلبه ولسانه تولوا مهمة الكلام بدلا عن عقله المغيب 
بحبك يارمانتي !
قدماها تسمرت مكانها وانفرجت شفتيها بذهول .. ومن فرط صډمتها ظنت أن عقلها يختلق تهيأوهات ويهلوس .. وبأقل من الثانية كانت تلتفت برأسها إليه في معالم وجه يعلوها الذهول وعدم الاستيعاب .. فوجدته يغلق عيناه بسكون تام .. بشكل تلقائي تحركت لتصعد فوق الفراش من جديد وتقترب منه تمد أناملها الرقيقة تهزه في كتفه بلطف تتأكد هل مستيقظا أم نائم 
عدنان !! .. عدنان ! 
لكنه للأسف لم يجيبها فقد كانت تلك هي جملته الأخيرة قبل أن يغرق في سباته العميق .. استمرت في التحديق بوجهه بعينان مصډومة حتى وجدت شفتيها تنفرج عن شبه ابتسامة عفوية ثم تبتعد عنه وتنهض لتغادر الغرفة بأكمله تاركة إياه ينعم بنومه العميق .
مع صباح اليوم التالي .......
صك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها .. فنهضت من فراشها واتجهت لتلتقط هاتفها وتفتح الرسالة تتفقد آخر رسالة وصلت وكانت من رقم مجهول محتواها كالآتي نصيحة مني ليكي متثقيش أوي في رائد .. هو مش ملاك زي ما متخيلة ولا عمره هيكون .. خدي حذرك وخلي بالك منه عشان ده شيطان متجسد في صورة انسان .
أعادت قراءة الرسالة حوالي خمس مرات تقرأها بشكل مستمر والدهشة تتملكها .. وقد بدأت حلقة الأسئلة تدور في ذهنها حول هوية صاحب
هذا الرقم ولماذا يحذرها من رائد !! .. ماذا يعرف عنه حتى يقول هكذا !! .
بقت على هذا الوضع لدقائق تارة تعود وتقرأ محتوى الرسالة من جديد بتدقيق أشد كلمة كلمة وتارة ترفع نظرها تحدق في الفراغ بشرود .. لا تنكر شعور القلق والخۏف الذي انتابها لوهلة بعد هذه الرسالة رغم سخافتها بالنسبة لها إلا أن صاحبها نجح في بث الخۏف بنفسها وتحقيق مبتغاه الذي لا تعرف سببه ! .
قطع شرودها دخول ميرفت عليها الغرفة هاتفة بعجلة وحزم 
وبعدين يازينة تعالي ساعديني شوية يابنتي كلها كام ساعة وعمتك وولادها يوصلوا ده حتى خطيبك هيجي الليلة ! 
مسحت زينة على وجهها متأففة في عقل مشوش .. لكنها قررت عدم الانشغال برسالة سخيفة كتلك من ارسلها هدفه واضح وهو دلع نيران الشجارات والتفرقة بينهم .. لتجيب على أمها بإيجاب وخفوت 
حاضر ياماما روحي وأنا جاية وراكي علطول
استدارت ميرفت وغادرت من جديد لتعود للمطبخ تكمل تجهيزات طعام المساء .. بينما زينة فما هي إلا دقائق قصيرة حتى لحقت بأمها لكي تساعدها .
داخل الاستراحة الخاصة بالمستشفى .....
تجلس فوق مقعدها حول طاولة صغيرة وعلى الوجه المقابل لها مقعد فارغ .. أو بالأحرى مقعده حيث استقام منذ لحظات وابتعد عنها لكي يجيب على هاتفه وقد اوصاها بأن تتناول طعامها ومشروبها إلى حين عودته .. واكتفت هي بالإماءة في موافقة دون أن تتحدث .
ذبل
وجهها المبتهج دائم الابتسام وبات شاحبا تحيط بعيناها الهالات السوداء .. كانت ترفع شعرها لأعلى في تسريحتها المعتادة لتتركه ينسدل على ظهرها ذيل طويل .. مرتدية بنطاله الأبيض الواسع واعلان كنزة بحمالات عريضة وفوقها جاكت جينز واسع في الذراعين يعطيها شكل لطيف مقارنة بجسدها المتناسق .
كانت عيناها تائهة تحدق في الفراغ پضياع وشريط ذكريات حياتها المأساوية يمر أمامها كفيلم سينمائي .. وسؤال واحد يدور في ذهنها تستمر
في طرحه هل سأفقدها هي أيضا !! .
فجأة التقطته عيناها .. لا تعرف كيف رأته هل ظهر من العدم أم أنه كان يقف منذ وقت ولم تلاحظه .. اتسعت عيناها في دهشة وړعب لكن اوهمت عقلها بأنها مجرد تخيلات ولا وجود له .. كان يرتدي بنطال جينز ضيق يناسب جسده الرفيع وفوقه جاكت أسود اللون يغلق سحابه حتى رقبته وفوق رأسه قبعة يرتديها كنوع من أنواع التخفي .. لكن تلك القبعة لم تخفيه عنها .. فتلك النظرة التي بعيناه لن تتمكن من محوها أبدا .. حتى تلك الندبة التي في يسار وجنته لا تتمكن القبعة من إخفائها .. وما أكد لها أنه حقيقة عندما عبر أحد من جواره واصطدم بكتفه .. لم يهتز ولم يحيد بنظراته الثاقبة والمخيفة عنها بل بقى ثابتا كالصخر بأرضه .
ابتلعت ريقها بتوتر وارتيعاد ملحوظ فوق قسمات وجهها ثم استقامت واقفة فورا والتفتت
تم نسخ الرابط