رواية جديدة..(عدنان)
المحتويات
وجهها للحظة تستوعب جملته الجميع يعرف أنه ماجن ومنحرف لكنه لم يسبق له وتجرأ أن يتحدث معها بهذه الطريقة !
مهرة بتصنع عدم الفهم ووجه بدأت تعتلي ملامحه الڠضب
بتقول إيه لا مؤاخذة !
رد عليها الآخر بوقاحة وعينان جريئة تتفحص جسدها
أنا أول مرة اشوف شغل بيبقى الصبح أصل اللي اعرفه أن الشغل اللي زي كدا بيبقى بليل بعد نص الليالي
أنت اتخبلت في نفوخك بتقول إيه يالا ابعد من وشي جاتك القرف
ابتعدت من أمامه وهمت بأكمال طريقها لكنه قبض على ذراعها وهتف بنظرة وضيعة وابتسامة جانبية ساخرة
بقول المشي البطال ياما بهدل أبطال مش كدا ولا إيه يابطل الحتة
نظرت ليده القڈرة الممسكة بذراعها ورفعت نظرها له تطالعه بعينان تطلق شرارات ڼارية يمكنها أن تحرقه وتحوله لرماد بلحظة أظهرت عن شراسة الانثى الشعبية التي تكمن داخلها حيث رفعت حقيبتها التي محاطة بالخارج بقطع حديدية تزين شكلها من الجوانب ومن الأعلى ثم غارت عليه تلكمه بها في وجهه ورأسها بكل عڼف وشراسة وتهتف باستهزاء وغل
كان يحاول تفادي لكماتها بحقيبتها الثقيلة والمؤلمة وهو ېصرخ بها ويده تعبث في الهواء لكي تمسك بها وتوقفها لكنه لم يتمكن من مجابهة هجومها الشرس عليه وبعد لحظات من الضړب المتواصل توقفت ونظرت لوجهه الذي بدأت تسيل من اعلى جبهته وكذلك جانب ثغره فابتسمت بثقة وانتصار لتجيب عليه بنفس طريقته الشعبية في الحديث
القت بجملتها ثم استدارت وسارت تكمل طريقها للخارج وهي تبتسم بتشفي بينما الآخر فرفع أنامله يتحسس دماء جبهته وثغره وعيناه معلقة عليها تتابعها وهي تسير مبتعدة عنه ثم خرجت منه همسة متوعدة پغضب هادر وغل
ماشي يابنت رمضان الأحمدي وحياة أمي لأعرفك ريشا مين على حق
كثيرة من ميرفت وهي تحاول إقناع أسمهان بالبقاء وعدم الذهاب
لكن الأخرى لا تسمع لأحد ومصرة على الذهاب لرؤية عدنان ولا تتفوه سوى بشيء واحد أنا هروح اشوف ابني مش هقعد هنا وهو قاعد في المستشفى
توقفت ميرفت وهتفت برجاء ولطف
يا أسمهان هتروحي تعملي إيه بس هو لسا في العناية ومفاقش وممنوع حد يدخله وآدم موجود هناك أول ما يفوق أكيد هيتصل بينا ويقولنا
أنا قولت هروح يعني هروح ياميرفت
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وتبادلت النظرات مع زينة التي رفعت كتفيها الأخرى مغلوبة على أمرها وقالت
خلاص ياماما سبيها على راحتها هي هترتاح اكتر لما تروح وتفضل جمبه هناك
ارتفع صوت رنين ميرفت فأمسكت به ونظرت لاسم المتصل وردت فورا بتلهف
ظهر التلهف المماثل والقلق على وجه كل من زينة وأسمهان بينما آدم فتنهد بأسى وقال نافيا بنبرة صوت مختلفة من فرط الحزن والإرهاق
لا لسا مفاقش ياخالتو بس الحمدلله حالته احسن شوية من امبارح انا اتصلت عشان اسألك عن ماما عاملة إيه
ابتعدت قليلا عن أسمهان وردت عليه بخفوت وصوت منخفض
رافضة تاكل أي حاجة ودموعها موقفتش من ساعة ما رجعت بليل من المستشفى ودلوقتي بتلبس ومصممة إنها هتروح المستشفى
طيب ادهاني ياخالتو هكلمها أنا
عادت ميرفت مرة أخرى إلى أسمهان ومدت الهاتف لها تهتف
خدي كلمي آدم يا أسمهان عايز يكلمك
صاحت أسمهان بصوتها المرتفع وانفعال بعدما فهمت سبب رغبته في الحديث معه
مش هتكلم أنا قولت كلمتي وخلاص
ضمت يدها مرة أخرى ورفعت الهاتف
إلى أذنها تجيب على آدم بيأس
سمعتها طبعا
آدم متنهدا بتعب
طيب خلاص ياخالتو خليها تاجي بس تاكل الأول متطلعش من البيت من غير فطار وخلي بالك عليها معلش
حاضر ياحبيب خالتك متقلقش وخلي بالك إنت كمان من نفسك
رد عليها بالموافقة في نبرة لينة ثم انهى الاتصال وتحرك باتجاه غرفة أخيه ووقف أمام الزجاج يتابعه
هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه !
في مساء ذلك اليوم
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي تجاهد بصعوبة في تمالك
دموعها التي تحارب من أجل الأنهمار وصغيرتها لا تكف عن السؤال متي سيعود أبي هيا نذهب إليه إذا وبكل سؤال لها تجيب هي عليها بحجة مختلفة وثبات مصطنع حتى لا ټنهار أمام طفلتها وكانت تود أن تهتف وتخبرها من بين بكائها قلبي يؤلمني على أبيك مثلك تماما ياصغيرتي ولأول مرة أشعر باشتياقي له !
تجلس على مقعدها الخشبي أمام النافذة ترفع ساقيها إلى صدرها وتلف ذراعيها حول ساقيها محتضنة نفسها كطفلة صغيرة تائهة وعيناها تحدق في الفراغ بشرود متذكرة إحدى لحظاتهم اللطيفة معا في الماضي
كفاية ياجلنار خلاص ليه العياط ده كله !
أجابت عليه من بين بكائها بصوت متقطع
أنا خاېفة أوي على دادا انتصار
عدنان متنهدا بنفاذ صبر وهو مستمر بحركة يده التلقائية على ذراعها ويزيد من ضمھ لها
احنا مش كنا عندها دلوقتي ولسا جايين
متابعة القراءة