رواية جديدة..(عدنان)
المحتويات
ظهر الأريكة ويغمض عيناه بسكون لم تتمكن من منع لسانها الذي تحدث وسأله
إنت ليه قاعد هنا وفي الضلمة للوقت ده
خرجت تنهيدة منه تبعها رده بصوت رخيم
حبيت اقعد وحدي شوية
رفعت كفها تغلق فمها الذي انفتح لتتثاؤب وتجيب عليه
بصوت غير واضح بعض الشيء
معلش قطعت عليك خلوتك
الټفت لها برأسه يتطلعها مبتسما مدققا النظر في وجهها وعيناها الناعسة ثم يهمس
هزت رأسها بالإيجاب وهي تفرك عيناها كالأطفال وحين تطلعت إليه بوضوح أكثر رأته يبتسم باتساع ونظرات غريبة اضطربت قليلا وهتفت بحيرة
في إيه !!
انحنى برأسه للأمام قليلا إليها وغمغم بلؤم
حلمتي بكوابيس وخاېفة تنامي وحدك في الأوضة مش كدا
رمقته بدهشة للحظات ذلك الخبيث لم ينسى حين كانت دوما تستيقظ من النوم لذلك السبب وتطلب منه أن يبقى بجوارها حتى تخلد للنوم مرة أخرى
في حزم مزيف
لا وبعدين أكيد مش هخاف من كابوس يعني !
رفع حاجبه بسخرية وهو يضحك بصمت ثم
هدر
طيب تعالي يلا نطلع فوق لأن حتى أنا عايز أنام
جلنار بعناد وغيظ
لا أنا مش عايزة أنام اطلع إنت براحتك
زفر بعدم حيلة مبتسما وبقى جالسا مكانه ثم
أمسك بهاتفه وبدأ يتصفح به وهي تجاهد بكل قوتها حتى لا تنغلق عيناها وتنام تخترق عيناها الهاتف معه تشاهد ما يشاهده في محاولات بائسة منها حتى تطرد النوم من عيناها لكن دون جدوي
شكلي أنا اللي هقولك متقربيش مني بعد كدا
استمر في صعود الدرج حتى انتهي وسار في الردهة المؤدية لغرفتهم وفتح الباب بقدمه ليدخل ويتجه بها نحو الفراش ثم ينحني للأمام قليلا ويضعها برفق فوقه ويسحب الغطاء على جسدها فتحت هي جزء من عيناها تتطلع إليه بنعاس وعدم ادراك للوضع لكن حين أظلمت الغرفة انتبهت حواسها وهتفت بنعاس وضيق
أنا قاعد معاكي ياجلنار مټخافيش
سمعت صوته فقط ولم تدرك ما يقوله حتى أنها لم تعلق مرة أخرى على الضوء واستسلمت لسلطان نومها
فتح عيناه بصباح اليوم التالي عندما تسلل الضوء لعينه مسببا له الإزعاج الټفت برأسه للجانب فلم يجدها بجواره استقام جالسا ونزل من الفراش وكان سيهم بالذهاب للحمام لولا أن صوت رنين هاتفه أوقفه عاد خطوتين للخلف والتقطه يجيب على المتصل بحزم
أيوة ياعدنان بيه نادر ملوش أي أثر
أجاب عليه بغلظة صوته الرجولي
طيب خلاص اقفل دلوقتي
انهي معه الاتصال وغمغم لنفسه بعينان تلمع بوميض شيطاني مخيف
هتفضل مستخبي مني زي لغاية امتى يعني مسيري هجيبك
وثبت هنا من مقعدها أمام التلفاز مسرعة فور رؤيتها لأبيها وهرولت نحوه تتعلق به في فيحملها هو فوق ذراعيه يلثم شعرها بحب متمتما
هنا بإشراقة وجه ساحرة
بابي هنروح بليل فرح خالتو زينة
عدنان باستغراب وهو يبتسم لها
مين قالك إن الفرح النهارده !
هنا بعفوية وهي تزم شفتيها بيأس
مامي بس قالت إنت مش هتوافق !
رمقها بدفء وحنو فيغمز بمداعبة هامسا
إنتي عايزة تروحي
أماءت برأسها في إيجاب بابتسامة تملأ وجهها الصغير ثم وجدته يعود ليسألها بترقب أكثر
ومامي
هنا بخبث طفولي جميل محاولة إخفاض نبرة صوتها
أيوة عايزة تروح تمان كمان
سكت لبرهة يتصنع التفكير وهو يبتسم لها بمكر ومشاكسة ثم يتنهد بالأخير مغلوبا على أمره
خلاص هنروح
صاحت بفرحة غامرة وتعلقت برقبته في قوة هاتفة
بحبك أوي يابابي
وأنا كمان بحبك أكتر ياروح بابي
طبع قبلة ناعمة فوق وجنتها ثم انزلها من فوق ذراعيه وغمز لها قبل أن يستدير ويتجه نحو غرفة الصالون فتح الباب وألقى نظرة بعيناه أولا وعندما تأكد من وجودها دخل واقترب منها بخطوات متريثة وقف خلف مقعدها تماما واستند بكفيه فوق الحافة العلوية من المقعد ينحنى عليها قليلا من
الخلف هامسا بالقرب من أذنها
جهزي نفسك بليل عشان نروح خطوبة زينة
فزعت قليلا من صوته المفاجيء خلفها والتفتت برأسها له تتطلعه مدهوشة ثم هدرت أخيرا بعد لحظات من الصمت
هو إنت
رايح !!
حرك حاجبيه بمعنى لا واجاب عليها في لطف
كنت ناوي إني مروحش مليش مزاج احضر افراح يعني بس بما إنك إنتي والأميرة الصغيرة حابين تروحوا خلاص هروح عشانكم
رفعت حاجبها بابتسامة ماكرة تفهم جيدا محاولاته في نيل رضاها وتلافي أخطائه بكل الطرق المتاحة أو تعويضها بمعنى أدق ولكن يؤسفها أن تعترف بأن جميع محاولاته البائسة لن تطفيء نيرانها بسهولة
ردت عليه بجمود تام
شكرا
لم يعقب على جمودها معه فهذا هو المتوقع ولو فعلت العكس سيكون الأمر ليس طبيعي بالنسبة له ابتسم بحنو وهم بأن
العفو يارمانتي
لكنها رجعت برأسها للخلف فورا قبل أن ټلمسها شفتيه وقالت بنظرات مشټعلة
عدنان !
تلاشت ابتسامته وهز رأسه لها بتفهم حتى لا يغضبها أكثر ثم غمغم بهدوء
لو عوزتي حاجة لغاية بليل كلميني
أماءت برأسها في إيجاب ومعالم وجه حازمة بينما هو فأصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير وينصرف
في تمام الساعة الثامنة مساءا
يجلس على المقعد
بالأسفل وفوق قدميه تجلس صغيرته التي ترتدي فستان قصير ورائع يناسب
متابعة القراءة