رواية جديدة..(عدنان)
المحتويات
تصدر تأففا مرتفعا بانفعال
تنهد بعمق واقترب بخطواته الهادئة منها حتى وقف ورائها تماما ورفع يده يهم هو بتولي مهمة تخلصها من ذلك السحاب والثوب لكن وجدها تنتفض مبتعدة عنه
بتعمل إيه !!
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها
بساعدك بس ياجلنار !!
جلنار بجفاء وعصبية
متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا
ونظرات دافئة
مالك إيه اللي حصل أنا عملت حاجة ضايقتك طيب !!
جلنار بصيحة امتزجت بنظراتها القاسېة
قربك مني هو اللي بيضايقني متقربش مني تاني أبدا ياعدنان
اعتلت ملامحه الصدمة من تصرفاتها العجيبة كانت علاقتهم إلى حد ما جيدة قبل مغادرتهم المنزل وفي الواقع هي استمرت هكذا إلى حين عناقهم فلا يدري أين الخطأ الذي اقترفه وازعجها به
طيب ممكن تهدي وتفهميني إيه اللي حصل
من فرط ڠضبها لم تدري مالذي تفعله أو الذي تتفوه به حيث صاحت بعدم وعي وقسۏة تصوب سهام كلماتها في الهدف بالضبط
قولتلك قربك
مني بيعصبني أنا مش فريدة اللي هتستحمل لمستك ليها بالرغم من إنها كانت مش بتحبك أنا مش قادرة اسامح ولا استحمل باختصار لأن حتى أنا مش بحبك
وكأنها أدركت قساوة الكلمات بعدما خرجت منها أو بالمعنى الأدق بعدما هب الطوفان وقضى على الأخضر واليابس ابعدت نظرها عنه واندفعت مسرعة نحو الحمام تختبأ به من كل شيء حتى من نفسها تاركة العنان لدموعها بالاڼهيار فوق وجنتيها بحرية !
وأخيرا توقفت سيارته أمام منزلها وكان السكون التام يهيمن على الشارع الذي تقطن به بالأخص حيث نزل من السيارة متلفتا حوله بتعجب من هذا الهدوء بينما هي فنزلت من ورائه وتحركت نحو بنايتها تدخلها بخطواتها الضعيفة فلحق هو بها للداخل
في القفل ثم فتحت الباب ودخلت أولا ثم تبعها هو وعيناه جعلت تتجول بجميع أرجاء المنزل الصغير والبسيط الأثاث كان كلاسيكيا أقل من درجة البساطة حتى والوان الحوائط بيضاء مائل لونها للأصفرار قليلا
استفاق على صوتها
المبحوح والضعيف
خمس دقايق بالكتير وهرجعلك استناني هنا
هز رأسه بالإيجار في ابتسامة لينة بينما فهي فابتعدت وسارت تجاه غرفتها حتى دخلت وأغلقت الباب تحرك آدم نحو تلك الأريكة الصغيرة نسبيا وجلس فوقها وبقى يحدق في اللاشيء أمامه بصمت حتى وقعت عيناه على صورة موضوعة داخل حافظ الصور الزجاجي فاستقام واقفا والتقطها يحدق بها بابتسامة ساحرة كانت الصورة تجمعها هي وسيدة متقدمة في العمر وأدرك أنها جدتها المړيضة كانوا أمام شاطيء البحر وهي ترتدي بنطال جينز ومن الأعلى كنزة بحاملات عريضة وتترك شعرها يتطاير حولها بفعل نسمات الهواء ويديها تلفهم حول رقبة جدتها تضمها منها إليها بشكل لطيف
انتهت مهرة من تبديل ملابسها وخرجت من الغرفة تتجه نحو الحمام لتغسل وجهها كانت بحاجة لحمام دافيء وكامل لكنها لا تستطيع أخذه بوجوده معها بالمنزل هي أساسا جاءت شبه مجبرة
بعدما أصر عليها بأن تذهب للمنزل وتبدل ملابسها وتأكل وترتاح قليلا ثم تعود مرة أخرى للمستشفى ورفض تركها بمفردها بهذه الحالة المزرية فجاء معها حتى يطمئن
تقدمت تجاهه بعدما خرجت من الحمام وابتسمت بأسى وعينان دامعة حين رأته يمسك بصورتها هي وجدتها
دي تيتا !
الټفت برأسه لها وابتسم بحنو ثم غمغم في ثقة
إن شاء الله هتقوم بالسلامة اطمنى
اقتربت منه أكثر حتى وقفت بجواره تماما وتطلعت بالصورة التي بين يديه تهتف في مرارة وألم
تفتكر !
آدم بجدية وحزم بسيط بعدما رأى عيناها تمتلأ بالدموع من جديد
أنا متأكدة مش افتكر يا مهرة بعدين احنا مش اتفقنا هنمسك نفسنا ومفيش عياط تاني إنتي من شايفة عينك بقى شكلها إزاي من كتر العياط !!
مهرة بضعف يراه بها لأول مرة منذ تعارفهم
ڠصب عني يا آدم كل ما اتخيل إنها ممكن متفوقش منها مش بقدر استحمل أنا مليش غيرها
بتلقائية مسك كفها كموع من بث الطمأنينة والقوة في نفسها
هتفوق بإذن الله مټخافيش ولو محصلش أي تطور في حالتها الصحية لغاية بكرا الصبح
متابعة القراءة