رواية جديدة..(عدنان)

موقع أيام نيوز


بل لا تتذكر أنه قام بمغازلتها منذ زواجهم سوى مرتين أو ثلاثة وهذه قد تكون الرابعة ! 
عاد إلى الواقع مرة أخرى متنهدا بقوة كانت هذه هي آخر اللحظات اللطيفة بينهم وما كان بعدها حتى الآن ماهو إلا شجار وجفاء مستمر عندما بدأت فجأة في التذمر من غيابه الدائم وإهماله وشجار بآخر أوضحت عن رغبتها الصريحة في الطلاق وأصرت عليه فساءت العلاقة بينهم أكثر فجأة بشكل غريب وانتهى المطاف بهروبها بابنته بعدما وافق على الطلاق بسبب الحاحها ولكن كانت شروطه واضحة حول بقاء صغيرته معه فلجأت للهروب كطريق للفرار من الاتفاق الدنيء كما وصفته ! 

ارتفع صوت رنين هاتفه الصاخب فجذبه وأجاب على المتصل 
الو 
أيوة ياعدنان بيه كاميرات بوابة القصر اللي عطلت انتهى إصلاح التلف اللي فيها كله دلوقتي 
هتف عدنان بصوت رجولي قوي 
العطل ده حصل لوحده ولا في حد عمل كدا 
للأسف العطل كان واضح جدا إن في حد كان قاصد يتلف الكاميرا ويوقفها 
عدنان بصوت يحمل بعض الزمجرة 
طيب اقفل وابعتلي آخر التسجيلات كلها اللي كانت عليها قبل العطل
انهى معه الاتصال فورا ثم جذب حاسوبه المتنقل الخاص به وفتحه وانتظر لدقائق حتى وصلت له رسائل بالفيديوهات الأخيرة لتسجيلات الكاميرا قام بمشاهدتها جميعها ولم يكن بها شيء سوى إنه لاحظ خروج فريدة كل يوم بموعد مختلف وعودتها بعد ساعات ليست بقليلة وآخر تسجيل كان في مساء الأمس للحارس الخاص بالمنزل وهو يتحدث
مع رجل ملامحه ليست واضحة جيدا ثم بدأت الصورة تهتز حتى انقطت تماما 
اعاد التسجيل الأخير لأكثر من مرة وقام بالتقريب على وجه الرجل في محاولة لرؤية ملامحه المبهمة ولكن دون فائدة ! 
اغلق الحاسوب وهو يحك ذقنه الكثيفة في عينان حمراء من فرط الڠضب من جهة خروج زوجته المتكرر بشكل يثير الريبة متجاهلة تعليماته في عدم الخروج دون إذنه ومن جهة ظهور ذلك الرجل الغريب وتوقف الكاميرا فجأة كيف توقفت ! هناك شيء مبهم وغير مفهوم بهذا الأمر ولن يطول كثيرا إلى أن يعرف كل شيء وهوية ذلك الرجل وماذا يريد !
في مساء ذلك اليوم 
توقفت سيارته أمام بوابة المنزل ونزل ثم قاد خطواته إلى الداخل وكان الهدوء يملأ القصر بأكمله تحرك باتجاه الدرج وصعد درجاته في خطا قوية ثم اتجه إلى غرفته وعند وصوله وقف أمام الباب للحظة يحاول تهدئة نفسه الثائرة منذ صباح اليوم فهو يعلم جيدا أنه سيجدها مستيقظة بانتظاره 
مد يده وفتح الباب ثم دخل وأغلقه خلفه ببطء مريب وكانت هي تجلس على المقعد الخاص بها المقابل للمرآة تابعته وهو يدخل وينزع عنه سترته ليعلقها في حاملة الملابس الخشبية بينما فريدة فظلت تتابعه بعيناها الڼارية والمغتاظة فخرج صوتها ساخرا وملتهب 
كنت عندها أكيد ! 
يتجاهلها عمدا فإذا حرر الۏحش الذي ېصرخ في أعماقه حتى يخرج فستحدث كوارث منذ أن رأى تسجيلات الكاميرا بالصباح وهو عبارة عن جمرة من النيران الملتهبة وتنتظر الفرصة لتمسك بأى أحد 
هبت واقفة واقتربت منه تهتف پغضب 
أنا بكلمك ياعدنان 
رمقها بنظرة قذفت الړعب في أوصالها ثم وقف على قدميه وتقدم خطوة إليها حتى أصبح أمامها مباشرة وغمغم بنبرة تحمل الخفوت المرعب 
هو أنا تعليماتي شفافة وكلامي ملوش لزمة ! 
فريدة بثبات مزيف 
تعليمات إيه ! 
عدنان بوجه محتدم وهمس كان كافي لبث الړعب في قلبها 
كنتي بتطلعي بتروحي فين في غيابي يافريدة 
تحولت من وضع الھجوم إلى الدفاع وظهر على محياها الاضطراب الذي حاولت إخفائه بصعوبة
وابتلعت ريقها ثم تمتمت بتوتر ملحوظ 
مكنتش بروح مكان ! 
بحركة عفوية رفع حاجبه مستغربا وتمتم باسما باستنكار 
بتكذبي عليا كمان !!!! من إمتى وإنتي بتكسري كلمتي أو بتكذبي وتخبي عني ! 
فريدة بحنق وانفعال كوسيلة لمحاولة إخفاء توترها 
اخبي عنك إيه ياعدنان !! بعدين إنت سبت اللي عملته جلنار معايا الصبح ومن غير ما تحاسبها ولا تقولها أي حاجة اخدتها ومشيت وسبتني 
خرج عن إطار هدوئه وصړخ بها بصوته الرجولي الجهوري 
احنا دلوقتي في إيه عشان تقوليلي جلنار ! اللي إنتي أصلا غلطانة واللي قولتيه مغلطتيش فيها قد ما غلطتي فيا أنا
أصابتها وغزة بسيطة بجسدها من صرخته وهتفت بذهول وعدم تصديق 
إنت بتزعقلي عشانها ومهتمتش
إنها رفعت إيدها عليا قدامك
تراخت عضلات وجهه وجسده ليقف في سكون يطالعها بنظرة ثاقبة وحادة تتهرب من الإجابة ومن السبب الرئيسي لأنفجار بركانه وتحاول الهائه بحاډثة الصباح بينها وبين جلنار أصبح الآن متيقنا أن بها شيء ليس طبيعي ! 
خرج صوته هادئا تماما على عكس نبرته السابقة ونظرته
كانت مبهمة لكنها لا تبشر بالخير 
متتذاكيش عليا إنتي عارفة إن الحركات دي مبتخيلش عليا بس أنا هطنش كمان المرة دي بمزاجي وخليكي فاكرة إن دي المرة التانية والعداد شغال
ماهذه الطريقة هل يعقل أن يكون شك بأمري ! لا بالتأكيد لا فلو كان لديه ذرة شك واحدة لن يكون هادئا هكذا ! أذا فلماذا ينظر لي بطريقة مرعبة هكذا !!! أسئلة كثيرة طرحتها في ذهنها من فرط الارتباك فلم يسبق لها ورأت هذه
 

تم نسخ الرابط