رواية جديدة ج٢
المحتويات
إلى الصحن والعصير والدموع تتجمع في عيونها لكنها بصمت أيضا أخذت الصحن وبدأت في الأكل. كان من يراه يظنه ينظر إلى هاتفه لكنه كان يتابعها هي. يدها التي تمسك الشطيرة فمها الصغير الذي يلوك الطعام وكم يبدوا شهيا أمام عينيه لكنه ورغم صدره الذي كان يرتفع وينخفض بقوة إلا أن وجهه خالي من أي تعبير
مرت عدة دقائق على نفس الوضع لتقطعه وهي تقول_ أنا هروح أسلم نفسي
نظر إليها بعيون غاضبة لكنه لم يظهر ذلك الڠضب على ملامح وجهه وقال بهدوء_ أيه إللي غير رأيك مش كنتي خاېفة يتقبض عليكي
أومأت بنعم وهي تكمل كلماتها موضحه_ عايزة أكفر عن غلطي في حقك لو سجني هيردلك حقك أنا موافقه
أخفضت رأسها وهي تقول_ ما أنا بتكلم عن الحبس بس علشان أنا مش معايا فلوس الغرامة دي وهيبقى يا الدفع يا الحبس
أومأ بنعم رغم أن بداخله ڼار تحترق بمجرد تخيلها داخل الأسوار الحديدة بين القتلة واللصوص وفتيات الليل ليأخذ نفس عميق وهو يغادر المقعد ويقف أمامها لا يفصل بينهم سوا تلك الطاوله الصغيرة وقال_ أعملي إللي أنت عايزاه يا ونس لكن لازم تعرفي حاجة مهمه جدا أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألامهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي قرارك ده بتاعك والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه في وشك
وفتح الباب وخرج ظلت تنظر إلى الباب بالدموع. هو لم يشجعها ولا ينهاها عن تنفيذ فكرتها هو لم يتمسك بها ولم يظهر أنه قد باعها لكن من الواضح أنه قد زهدها وذلك ألمها أكثر لتعود إلى البكاء من جديد وهي تقول لنفسها بتوبيخ _ من أمتى وأنت ضعيفة كدة من أمتى وأنت سلاحک بس الدموع والأستسلام من أمتى يا ونس من أمتى
وكان هو يقف خلف الباب يشعر بالأختناق كل ما يحدث حوله حقا يجعله يشعر أن روحه تختنق لكنه غادر سريعا حين وصله صوت بكائها وهمهمات لم يفهم منها شيء لكن قلبه يؤلمه خرج من المصعد وكأن عفاريت العالم تطارده. ليتأكد عبد الصمد أن الشقه الأن مسكونه ليغلق الأغنيه التي لا يتوقف عن أستماعها للست وأدار محول الراديو على إذاعة القرآن الكريم وهو يقول_ السماح يا أهل السماح لا تأذوني ولا أذيكم
لتقول بابتسامة شاكرة_ هو أديم كلمك
أومأ بنعم وقال بصدق_ متقلقيش أنا جمبك وأصلا بيتي قريب من بيتك جدا لو حصل أي حاجة مجرد رنه منك خلال دقيقة هكون عندك
لتحمل حقيبتها وهي تغادر مقعدها خلف المكتب وقالت بمحبه_ نرمين محظوظة بيك بجد ربنا يوفقكم
ليقول بابتسامة عاشقة _ أدعيلي توافق عليا.
سارت بجواره وهي تقول بمرح_ وهي هتلاقي زيك فين ولو هي موافقتش هشوفلك ست ستها
قال بحب حقيقي لتضحك بصوت عالي وهي تقول_ ده أنت واقع واقع يعني يلا يا عم يارب توافق علشان نرحم عڈاب قلبك
ثم قربت وجهها من وجهه قليلا وقالت بهمس_ هكلمها ليك علشان ترحم عڈاب قلبك
ليضحك وهو يقول_ يبقى جميل ونرده في الأفراح ان شاء الله
أرتسمت إبتسامة رقيقة على ملامحها وكل منهم يصعد إلى سيارته حتى يعودوا إلى بيوتهم وقبل أن تغادر السيارة وجدت إسمه ينير شاشة هاتفها فأجابته وهي تنظر لإنعكاس صورة سيارته في المرآة_ أيوه يا فيصل
_ خليني معاكي على الفون لحد ما تطلعي الشقه علشان أبقى مطمن عليكي
غادرت السيارة وصعدت إلى شقتها وهو كان يحدثها كل عدة ثوان ليعرف إلى أين وصلت وحين دلفت إلى الشقه أغلقت الباب وقالت بمرح_ وصلت بسلام والشقة خالية سيدي الضابط
ليضحك فيصل بصوت عالي
متابعة القراءة