رواية جديدة ج٢

موقع أيام نيوز


هي تشعر جواره بالأمان. هو الشخص الوحيد الذي شعرت تجاهه بهذا الشعور من بعد خسارتها لوالديها. ولكن بغبائها خسرته. اليوم ولأول مرة تشعر أنها فتاة شديدة الغباء. وليس كما كانت تفتخر بنفسها تمتلك ذكاء ودهاء كبير. لقد خسړت شيء ثمين مقابل شيء لا قيمة له. وبعد عدة سنوات لن يذكره أي شخص سوى أنه فعل غير أنساني. حقېر. أنحدرت دموعها من جديد لكن ما الفائدة. الخسارة كبيرة ولو ظلت طوال حياتها. تزرف الدموع لن يكفي. جلست على الأريكة الكبيرة التي شاهدته نائم عليها أخر مرة بشكل طفولي وفوضوي. وتمددت عليها تتلمس رائحته بين طياتها. حتى أستسلمت للنوم. لكن وفي أحلامها كانت عينيه التي تنظر قديما لها بحب الأن تنظر لها پغضب وكره. ولم ترى حتى شفقه فيهم على حالها الأن ودموعها. لتنحدر من عيونها المغلقة عدة دمعات. وصدرت عنها شهقه خافته ټحطم القلب. .

دلف فيصل إلى شقته والهموم فوق كتفيه كالجبال. قلبه الذي سمع صوت تحطمه مازال يصم أذنيه حتى تلك اللحظة. يريد أن يفهم. يريد أن يعرف كل شيء. يريد أن يخبئها بين ضلوعه. يريد أن يأخذ ثأرها. أن يلقن ذلك القذر درسا بيده. أن يقتلع عينيه التي نظرت إليها ويقطع يديه التي تجرأت عليها. ويشوه وجهه كما شوه قلبها بندوب الألم. والحسړة. جلس بتهالك على أقرب كرسي واضعا رأسه بين كفيه. والأفكار داخل عقله لا تهدء أبدا. ماذا عليه أن يفعل عليه التفكير جيدا والتحرك سريعا هو لن يتحمل أكثر من ذلك.
عاد أديم إلى قصر الصواف بنفس الطريقة الذي غادر بها. بعد أن أطمئن على كاميليا وأتفقوا على الكثير من الأمور. عند أول خطوه له بعد البوابه الداخلية وصله صوت طارق يقول _ وبعد كل الفضايح دي حضرتك سمحتيله يرجع القصر تاني. أزاي يا طنط
_ علشان بتفكر في مصلحه كيان وأسم العيلة مش زيك مش بتفكر غير في نفسك وبس
لم تكن تلك أجابه شاهيناز لكنها كانت أجابه حاتم الذي يقف عند السلم. ليقول أديم ببعض الغرور _ وبعدين أنت مالك أصلا أي حاجه داخل عيلة سراج الصواف محدش مسموح ليه يدخل فيها المعنيين بالأمر بس هما إللي ليهم الحق. وأقصد هنا بكلامي حاتم. لأنه جوز سالي. لكن أنت يا طارق تدخل ليه ومحموق أوي كده ليه
وقف طارق ينظر إليه پغضب مكتوم وبداخله ڼار تشتعل معنى وجود أديم هنا أنه لم يرى رسالته وأن مخططه سوف يأجل. وذلك يثير غضبه خاصة بعد موقف شاهيناز الذي شعر به مائع وليس له معنى هو كان يريد أن تستغل فرصه الڤضيحه وتأكدها حتى يقضى على أديم تماما لكن وكما العادة الظروف جميعها تتحالف ضد رغبته ودائما ينجح أديم في التغلب على كل شيء ويحصل على كل شيء. لكنه لن يظل صامت أكثر من ذلك. ولو كان ما تبقى أمامه ڤضيحه أكبر أو حتى سڤك الډماء فأبتسم لأديم أبتسامة صفراء يملئها التحدي وغادر دون أن يضيف أي شيء. ليلقي أديم التحيه على شاهيناز وأقترب من حاتم وقال_ تعالى ورايا على أوضتي. ضروري ولوحدك
وصعد درجات السلالم وأكتافه مهدله من كثرة الحمل التي وضع فوقها دون رحمه .. ليتوجه حاتم إلى المطبخ يخبرهم بما غادر غرفته من أجله وعاد إلى الطابق العلوي ولكن إلى غرفة أديم. لكن حين مر من أمام غرفته تذكر كلمات سالي الأخيرة _ نفسي في أكل شعبي يا حاتم فول وطعمية وجبنه قديمة وجرجير
ليبتسم رغما عنه وهو يتذكر رد فعله حين ظل ينظر إليها بصمت وكأنها لم تقل شيء. ثم قال بهمس مستفهم_ هو أنت قولتي أيه يا سالي
_ قولت عايزة فول وطعمية وجبنه قديمة وجرجير
أجابته بنفس الهمس. ليرفع حاجبه بأندهاش ثم رفع كفه يتحسس جبينها قائلا بقلق_ أنت سخنه يا حبيبتي وبعدين أنت مين فين سالي
وأبتعد عنها قليلا ينادي بصوت عالي _ سالي سالي
لتضحك هي بدلال وأقتربت منه أكثر وكأنها سوف تبلغه بسر نووي_ أصل ماما لو عرفت إني طلبت الحاجات دي ممكن ترميني من الشباك عادي. وأنا نفسي فيهم أوي
احتواها بحنان وقال بصدق_ طول ما أنا موجود مفيش حد ممكن يأذيكي
 

تم نسخ الرابط