غرام بقلم وولاء رفعت
المحتويات
الله و لو أتجوزنا هندور نشحت عشان نعيش
كانت صدمة ضارية لم تكن في الحسبان لديه لكن قلبه الذي أراد أن يمحو حبه القديم بآخر جديد أخفق تلك المرة في اختياره
أنا مش فقير يا سماح التوكتوك اللي شايفاه ده ملكي أنا وجمال و البيت اللي بتتمسخري
عليه فيه شقة ملكي ده غير إن كل شهر يجي لي عرض سفر من عنتر أخويا عشان أشتغل معاه في الكويت
و يا تري هاتشتغل مع أخوك إيه! مبلط و لا هاتغسل صحون!
و ماله الشغل ده و لا ده أهو كله بالحلال
و رزقهم ماشاء الله يخليني أفتح بيت و أنا مرتاح
تربت علي كتفه قائلة
مالهوش يا أخويا بس أنا أصلا مش عايزة أتجوز عندك البت يمني بنت ميمي بتاعت الطماطم أتجوزها و أمها وأمك يضموا شغلهم علي بعض ويفتحوا فرع لسوق العبور في الحارة
سلام يا سي عاطف
تركته وذهبت و لم تر ألسنة اللهب في عينيه و وعيد بأن تأتي الفرصة وسوف يرد لها الصاع صاعين حينذاك
أصوات الموسيقي الصاخبة تصدر من تلك
واحد كمان لو سمحت
أصابته الحازوقة من فرط ما تجرع من الشراب
كفاية شرب يا يوسف و يلا بينا عشان أروحك
تدخلت احداهن
سيبو يا رامي قاعد ما صدقنا يرجع يسهر معانا زي الأول
قعدي ساكتة أنتي وهي و ملكوش دعوة
ثم مال نحو صاحبه يخبره بالقرب من أذنه
يلا عشان منيرة هانم قالبة الدنيا عليك و علي رأفت بيه
نزل يوسف من علي المقعد واستند علي كتفي الأخر
يا عم من غير ما تحلفني أنا أصلا كنت هوصلك
ظل يسير به حتي الخارج ركض الحارس ليفتح باب السيارة فوضع رامي يوسف داخلها ثم ذهب ليجلس في مقعد القيادة أخرج ورقة مالية أعطاها إلي حارس الملهى
تسلم يا تايسون
و أنطلق بالسيارة وجهته فيلا عائلة الشريف
وفي بهو الفيلا من الداخل تجلس منيرة أمام التلفاز من يراها يحسب إنها تتابع برنامج أو مسلسل ما لكن هي تنتظر كلا من زوجها وابنها فالوقت قد تأخر و نور ابنها الأكبر عاد من الشركة السادسة مساء يتمدد في غرفته علي السرير يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي انتبه إلي زوجته تخرج من الحقائب الكثير من الثياب و المتعلقات لديها نهم الشراء بحاجة و أغلب ما تشتريه ليست في الحاجة إليه لكن الشراء أصبح هوسا لديها
بيبي إيه رأيك في ال ده
بدون أن يرفع عينيه عن هاتفه أجاب
حلو
حلو من غير ما تبص!
كاميليا أنتي كدة كدة إشتريتي كل اللي عمالة تقسيهم دول يعني حلو أو وحش رأيي مش هيفرق بالنسبة لك
ألتفت إليه بحنق
و أنا اللي كنت عملالك مفاجأة أوك زعلانة منك
ترك الهاتف ونهض ليذهب إليها
إيه يا كوكي بهزر معاكي يا ستي أنتي أي حاجة بتبقي تحفة عليكي
بجد يا قلب نور
قامت بتقبيل خده ثم ابتعدت لتأتي بحقيبة
أنا بقي جيبتلك معايا هدية صغننة يارب تعجبك
أخرجت قميص قطني أبيض بنصف أكمام
أتفضل يا بيبي تيشرت هتليق عليك جدا
أخذه ويشعر بالسعادة فأخيرا بدأت بالاهتمام به
الله حلو أوي يا حبيبتي
دي القطعة الرجالي لكن ال منها نفس اللون عاجبني و لاقيت البنت بتقولي عليه عرض لأنه معمول لل و التيشرت بتاعك هدية
خابت آماله إنها قد تذكرته و لو بهدية بسيطة لكن هي لن تتذكره إلا عندما تريد البطاقة الائتمانية فقط!
أصوات شجار بالخارج جعلته يخرج ليرى ما يحدث
عايزة مني إيه يامنيرة أنا تعبان و مش فايقلك
هو أنا لما بسألك كنت فين عشان أطمن عليك تقوم قالب عليا!
كان عندي شغل كتير في الشركة كنت بخلصه ها إرتاحتي
نظر نور إلي والده الذي شعر بالحرج أمام ابنه الذي يعلم أن والده غادر مبكرا من الشركة
فيه إيه صوتكم عالي أوي كدة ليه
كان صوت يوسف الثمل و يسنده أحد الحراس الذي أخبر والديه
أستاذ رامي وصلو لحد البوابة
كان علي
رأفت استغلال موقف نجله إلي صالحه فأشار لزوجته نحو ابنهما موبخا إياها
أتفضلي يا هانم تربيتك جاية أنصاص الليالي عمال يطوح ويا عالم لو مكنش معاه رامي كان ممكن حصله إيه
نظرت منيرة إلي يوسف پغضب فقال وهو يترنح
ما تبصليش كدة أنا حر أعمل اللي أنا عايزه خليكي فيه رأفت
جوزك
لم يشعر بحاله وهو يهوي علي الأريكة يستسلم للنوم
ياريت يا منيرة تركزي مع ابنك قبل ما يضيع و يضيعنا
كظمت الغيظ لديها كما شعرت بالحنق تركتهم وصعدت إلي غرفتها التي تفضل النوم بها بمفردها تاركة زوجها أيضا في غرفة بمفرده
عاد نور و زوجته إلي الغرفة عقبت كاميليا
أنا واثقة أن أونكل رأفت بيعمل حاجة من ورا طنط موني
تمدد الأخر علي ظهره وأمسك هاتفه
هايكون مخبي إيه مثلا
رمقته بثقة تحسد عليها
أنا متأكدة أونكل أتجوز أو مرافق واحدة هو في حياته واحدة تانية
الله أعلم و لو كلامك صح ملناش دعوة
أكتفي بتلك الإجابة المريبة بالنسبة إليها يعني إنه ليس لديه مانع أن والده يتزوج بأخرى و ما أثار القلق والشك في قلبها أن نور دائما يتخذ والده قدوة ومثال يسير علي خطاه
بيبي أنت ممكن تتجوز عليا أو تخوني
ولي إليها ظهره و جذب الغطاء عليه
هو أنا عندي وقت أصلا أقعد معاكم عشان أعرف أتجوز و لا أرافق! أطمني يا كاميليا أنا أكتفيت بيكي
ابتسمت بسعادة و احتضنته من ظهره
و قامت بطبع قبلة علي خده ثم تمددت بجواره لم تنتبه إلي ضوء شاشة هاتفه يتأمل الصور علي صفحة
!!
الصفحة المفضلة لديه قبل أن ينام لا تفارق مخيلته أو أحلامه منذ أن عملت لديهم في الشركة!
الفصل الرابع
أشرق نور الصباح ليبدأ يوم جديد مازالت تلتزم غرفتها منذ أن عادت بالأمس يهرب النوم من عينيها كلما تتذكر ما سيقع به من شړ علي يد هذا اللعېن رجب
أنتي لسه نايمة
كان صوت عزيزة التي ينهش القلق فؤادها علي ابنتها
جلست بجوارها والأخرى تغطي جسدها كاملا بالغطاء لا تريد رؤية أحد
قومي يا بنتي كولي لك لقمة ده من إمبارح الضهر و أنتي علي لحم بطنك و نايمة
معلش يا أمي ممكن تسيبني لوحدي تعبانة ومش قادرة أتكلم
لو تعبانة قومي أخدك علي المجمع الطبي نكشف هناك
صاحت بالرفض وصوتها وشيك علي البكاء
أنا تعبانة نفسيا ومحتاجة أقعد لوحدي حرام يعني تسبوني في حالي!
نهضت عزيزة وتردد بحزن
لا حول ولاقوة إلا بالله يارب أبعد عنها الهم والحزن وريح قلبها
استيقظت ابتسام وخرجت علي صوت والدتها فسألتها
في إيه يا ماما مالها غرام
جلست عزيزة علي الأريكة تخبرها والشجن يغزو ملامحها
والله ما عارفة يا بنتي إيه اللي صابها خاېفة لتكون الولية اللي اسمها رشا جرحتها بكلمة ولا عملت معاها موقف أصل أنا عارفة أختك نفسها عزيزة أوي
صدح جرس المنزل فقالت ابتسام
أهي هند جت سيبينا إحنا هنفرفشها و نقومها تخلصلك علي التلاجة
فتحت الباب و ولجت هند تلقي عليهم تحية الصباح و سردت لها عزيزة
حال ابنتها منذ أن جاءت من الخارج بالأمس
متابعة القراءة