غرام بقلم وولاء رفعت

موقع أيام نيوز

بنتي و يبعد عنك ولاد الحړام
احتضنت والدتها
آمين يارب
وتذكرت هذا الوسيم الثلاثيني الذي ظهر لها في وقت عسير فابتسمت وخفق قلبها بسعادة ربما هذه بداية السعادة القادمة مهما واجهت في طريقها من عثرات 
الفصل العاشر
تجلس في هيئتها و هندامها الجديد ترتدي ثوب أبيض مزدان بالورود الحمراء وشاحها الأحمر القاني زاد من جمالها الذي كان مدفونا في التجول والبيع في القطارات 
كان المسئول يلقي عليها الأسئلة الروتينية في مقابلات طلب الوظيفة لاحظت غرام جميع الأسئلة تتميز بسهولة ربما هذا عن قصد من مسئول التوظيف لا سيما بعد وصاية خاصة من الأخوين نور ويوسف 
وفي نهاية المقابلة ابتسم المسئول ويخبرها
ألف مبروك يا آنسة غرام أهلا وسهلا بيكي في الشريف جروب
بالسرعة دي! ده أنا اسمع أن في أي شركة بيردوا بعد الانترفيو سواء بالموافقة أو الرفض بعد فترة مش وقت المقابلة علي طول
نظر عبر الحائط الزجاجي نحو الرواق إلي يوسف الذي كان ينتظرها في الخارج أخبرها
البركة في مستر يوسف
ألتفت خلفها فوجدت يوسف يبتسم إليها و كم هي ابتسامته ساحرة حاولت تشتت ذهنها من الوقوع في أحلام بعيدة المنال فيكفي ما فعله من معروف و دين لن تنساه بتا 
خرجت إليه فقال لها
ألف مبروك
الله يبارك في حضرتك بس أنا برضو لحد دلوقت مش فاهمة هاشتغل إيه
مبدأيا كدة ياريت نشيل أي ألقاب و كلمات زي حضرتك و يافندم طول ما إحنا مع بعض إما بالنسبة لشغلك هتبقي السكرتيرة أو المساعة الخاصة بيا و هتبقي برضو المسئول التاني من بعدي في قسم ال
تدلي فكها في صدمة يخبرها بوظائف لم تر مثلها سوي في التلفاز فقط
بس أنا مافهمش حاجة في السكرتريا أو التسويق
اعتدل من ياقة قميصه بزهو يقول لها
أنا هعلمك كل حاجة و أنتي شاطرة وهتتعلمي كل حاجة بسرعة
تراقص قلبها من السعادة أخيرا فتحت الدنيا لها ذراعيها تدعو ربها أن لا يقابلها عثرات تقذف بها إلي الهاوية 
و هناك من كان يراقب صديقه والفتاة التي يخمن أين رآها من قبل
عبر من أمامه مسئول التوظيف أوقفه يسأله
هي مين اللي واقفة هناك مع يوسف
أجاب الآخر
خد بالك يا رامي غرام دي تبع مستر يوسف ومستر نور متوصي عليها جامد منهم الله أعلم شكلها قريبتهم أو من معارفهم
اسمها غرام حلو حلو أوي كمان
همس بها وينظر نحو غرام بنظرة يشوبها الغموض والرغبة في خطڤ الصيد الجديد قبل أن يقع في يد صاحبه 
انتهت ابتسام للتو من الشراء في السوق وفي طريق عودتها كانت شاردة في أمر حسن الذي أخبرها إنه سيتحدث مع شقيقتها في أمر هام وعندما سألته خشية من أن يخبر شقيقتها بأمر عثمان فطمئنها حسن وقال لها لا تقلق وستعلم لاحقا كل شيء 
توقفت فجأة عن السير عندما وجدت المقبل عليها أعلي الدراجة الڼارية يبتسم إليه و هبط علي الأرض
عثمان لو سمحت عايزة أروح بسرعة عشان أمي مستنياني و لو حد شافنا من أهل الحارة سيرتنا هتبقي علي كل لسان
أخبرته بذلك وكانت ملامحها جادة ظل مبتسما و عقب علي أسلوبها الذي ضايقه لكن أسر ذلك في نفسه
أنا عارف إنك زعلانة مني و مش طيقاني
عشان اللي حصل في البيت المهجور و قصدت ما اقربش منك و لا أكلمك طول الفترة اللي فاتت لحد ما تهدي و جيتلك النهاردة عشان أقولك إن أنا خلاص هسافر عنتر بعتلي أشتغل معاه في الكويت و أنا بصراحة فرحت جدا عشان شغلي برة هيخليني أعرف أجهز شقتي من كل حاجة و مش هخلي خالتي عزيزة تشتريلك حتي إبرة و شنطة هدومك كمان عليا
بس أنا
رفع يده لتصمت وتابع هو حديثه
إحنا مش هنتجوز لا السنة دي و لا الجاية و لا اللي بعدها أنا مع أول أجازة ليا هخطبك و نكتب الكتاب و بعد ما تخلصي الكلية نتجوز أظن مفيش أريح من كدة و لا إيه
هزت رأسها وعقبت باقتضاب
إن شاء الله
أنا كل اللي عايزه منك تاخدي بالك من نفسك أوي ملكيش دعوة بحد و لو حد ضايقك أخويا عاطف مكاني هيجبلك حقك وقتها
ماشي
و حاجة أخيرة هابقي أطمن عليكي كل يوم علي الواتس أو الفيس ياريت تردي عليها ساعتها و تطمنيني عليكي
نظر إلي هاتفها ذو الطراز القديم وأخبرها مردفا
أول قبض ليا إن شاء الله هابعتلك موبايل و هايكون من إختيارك
سافر أنت بس بالسلامة و أنا هاتصرف و أكلمك
هتوحشيني
و أنت كمان
لاحظ تغيرها الطارئ و ظن أمر أخر
أنتي زعلانة أوي كدة عشان هسافر
أخفت توترها خلف ابتسامة زائفة
لاء مش زعلانة أنا أتفاجئت بس بموضوع سفرك و فرحانة جدا أديك هترتاح من شغلانة صبي الميكانيكي في الورشة
يعني أنا هاروح أشتغل مدير شركة هناك أنا هاشتغل حاجة من الأتنين يا نقاش يا هاغسل صحون في مطعم
مش مشكلة طالما بالحلال خلاص
صدح رنين هاتفها باسم شقيقتها انتفضت وهمت بالذهاب
غرام بترن عليا شكلها رجعت معلش أنا مضطرة أسيبك سلام
وركضت سريعا وكأن الاتصال جاء لها نجدة
من الوقوف أمام عثمان والاستمرار معه في وعود ستنتهي قريبا 
و ها قد جاء أول يوم في العمل لها كانت تشعر بالفرح ويخفق قلبها من فرط السعادة أخيرا ستعمل في وظيفة مرموقة بدلا من التجول في القطار والتعرض للمضايقات من المارة ورجال الأمن في المحطات 
صباح الخير
ألتفت إلي صاحب الصوت وابتسمت
صباح النور يا مستر يوسف يارب أكون جيت في ميعادي مظبوط
نظر إلي ساعة يده
جاية بدري عشر دقايق عن ميعادك ده أنتي كدة هتبقي قدوة لزمايلك
ضحكت وقالت
هو بس عشان أول يوم
لاء خدي بالك أنا في الشغل أسألي عني جد جدا و بحب المواعيد المظبوطة
ما تقلقش حضرتك إن شاء الله هاجي علي طول في ميعادي
نهض من خلف مكتبه
تعالي معايا لما أعرفك بالبيج بوص رأفت بيه الشريف
ذهبت خلفه فوجدت أنها أمام غرفة مكتب صاحب هذا الصرح انبهرت بكل ما تري من حولها من رقي وشموخ من أثاث و ديكور 
طرق الباب و ولج بعد إذن والده له بالدخول وجد سوزي تقف جوار والده بقرب مبالغ وتميل نحوه بجرأة سافرة غير مبالية لنظرات يوسف الحادة إليها
تعالي يا يوسف كنت لسه هاكلمك عشان عايزك
نظر إلي سوزي وأشار لها
أتفضلي أنتي علي مكتبك
أمرك يا رأفت بيه
غادرت الغرفة فألتفت يوسف إلي والده
بابا أنا
أول حاجة بعتذرلك عن كلامي معاك المرة اللي فاتت و
خلاص يا يوسف مفيش داعي نقلب في اللي فات كونك أنك تنقذ الشركة من خسارة كبيرة ده كفيل يمحيلك أي أخطاء و يخليني أسامحك نور أخوك حكالي علي كل حاجة و عرفت أنكم عينتم البنت اللي اسمها غرام هنا في الشركة
ابتسم لأن والده اختصر عليه شوط كبير من الحديث
هي واقفة برة و كنت جايبها عشان حضرتك تشوفها و تتكلم معاها بما أنها بقت موظفة في الشركة
حدق إليه والده بنظرة غامضة
و ياريت تحط في دماغك إنها مجرد موظفة في الشركة
أدرك رسالة والده الخفية من حديثه هذا نهض ليخبر
غرام بأن تدخل ولجت تتلفت من حولها تشعر بالرهبة و الخۏف لاسيما عندما وقعت عينيها علي رأفت الشريف شملها بنظرة سريعة فهذا الرجل ذو هيبة
تم نسخ الرابط