غرام بقلم وولاء رفعت
المحتويات
حدث افقدها النعاس منذ الأمس و كذلك الشهية فهي لم تلج إلي مخفر أبدا من قبل سوي عندما قامت بتقديم بلاغ في رجب فقط لم تعلم أن الأمر سيتطور إلي تلفيق مصېبة كانت ستقضي علي مستقبلها ومستقبل أسرتها
و علي الجهة المقابلة تقف ابتسام أمام قطعة المرآة المعلقة علي الحائط تضبط من هندمها وتتذكر نظرات حسن لها طوال الطريق حتي طلبت منه غرام أن يتوقف بالقرب من الحارة حتي لا تتشدق الألسنة بالقيل والقال
انتبهت إلي صوت اهتزاز يأتي من هاتفها تعلم من المتصل دون أن تلقي نظرة علي شاشة الهاتف فمن غير يتصل بها كل صباح ليطمئن عليها ويقوم بإيصالها إلي المدرسة
ابتسام
سرعان استدارت وجدت غرام نهضت وجلست تنظر إليها ابتلعت لعابها خوفا من أن تسألها من المتصل
أشارت الأخرى إليها بجوارها
تعالي أقعدي عايزاكي في حاجة
جلست وتشعر بالقلق حتي تلاشي عندما ابتسمت غرام إليها و تخبرها بما لا تتوقعه بتاتا
و الله و كبرتي يا بوسي وبقيتي بتتحبي كمان
أتحب قصدك إيه
قامت بالضغط علي خدها بأصبعيها
مستر حسن أبو علي
صدمة أخري فكانت تظن أنها ستسألها عن عثمان
ده ماله و حاله متشقلب من ساعة ما أتعين السنة دي في المدرسة عندكم و لا نظرات عينيه اللي كل ما يبصلك بتقول شعر و مواويل
تدلي فكها و لم تكن لديها قدرة علي استيعاب ما تلقيه عليها شقيقتها
إيه اللي بتقوليه ده إيه اللي هيخلي واحد زيه في مركزه يبص لتلميذة عنده والفرق ما بينهم عشر سنين!
وضعت غرام ذراعها علي كتفي شقيقتها
و وقفته معانا إمبارح تمهيد إنه عايز يقرب مننا و يدخل البيت من بابه
تشعر بانقباضه في قلبها عندما سمعت ما سبق بالطبع تتمني زوجا مثل حسن كما تطمح دائما لكن هناك عائق بل سدا منيعا لا يمكن أن تتجاوزه بسهولة فإذا علم عثمان بحرف من حديث غرام لا تضمن ماذا سيفعل حينذاك كم هو متهور وسريع الڠضب
سلام عليكو
قاطعها صياح هند التي ولجت للتو فنهضت ابتسام وكأن مجيء صديقة شقيقتها أنقذها من هذا الحديث
و عليكم
السلام هاسيبكم بقي ويادوب ألحق بوابة المدرسة ما يقفلوها
صاحت غرام
لما ترجعي هنبقي نكمل
كلامنا
لم تقل ابتسام شىء وغادرت علي الفور قبل أن تعطلها والدتها أيضا
بقولك إيه يا غرومة أنا ما فطرتش وواقعة من الجوع وخالتي عزيزة جهزت الفطار و ريحة الطعمية المحشية ما تتقاومش قومي يلا تعالي نفطر ونبقي نرغي في اللي حصل و عندي موضوع عايزة أحكيهولك
طرقات علي الباب فسألت هند بأسلوب الدعابة
ده مين اللي حماته بتحبه جاي علي الصبح كدة
فتحت غرام فوجدت الطارق شقيقتها فعقبت الأولي بسخرية وتحمل الصغير منها
الله يرحمها أم سمير ماټت بعد ما بليتنا بابنها
لم تعلق أحلام علي تهكم شقيقتها لديها حق فزوجها بلاء بل ولعڼة أصابتها ولم تقدرعلي قلبها أن تخلصه من تلك اللعڼة
جلست معهم و نظرت إلي الطعام دون شهية فقالت والدتها
مدي إيديكي يا قلب أمك و كولي أنا عاملة الطعمية المحشية اللي بتحبيها
و قبل أن تبدأ في تناول الطعام نظرت إلي غرام وسألتها
هو صح اللي سمعته إمبارح
تركت غرام الخبز وأجابت
أيوة و الحمدلله الموضوع عدي علي خير وأديني قدامك أهو
لم يكن لديها رغبة في الحديث عن كل تفاصيل ما حدث لا تريد أن تزيد من هموم شقيقتها فيكفي همها مع زوجها الفاسد
هزت أحلام رأسها في صمت لكن لفت نظر شقيقتها الوشاح الذي يخفي منتصف جبهتها و كاد يصل إلي شفتيها
ماما
تحرك الصغير من فوق فخذي خالته يمد ذراعيه إلي والدته رفعت أحلام ذراعيها لتأخذه فانحصر طرف كم عباءتها عن ساعديها
خلعت لها الوشاح لتري ما يخفيه اسفله فاتسعت عينيها وتبادلت كلتيهما النظر فكانت عينان أحلام تنضح بالانكسار بينما غرام تشتعل عينيها بألسنه من اللهب تنذر بعاصفة علي وشك الحدوث
الفصل السادس
ولج للتو من باب الشركة الزجاجي يستقبله كل ما يقابله من الموظفين بحفاوة و ترحاب لا يخلو من الإطراء و التملق فهو ابن ربيب عملهم والمدير التنفيذي للشركة بيده الكثير من الأمور والمسئول الثاني بعد والده مالك مجموعة
صعد عبر الدرج بخفة حتي وصل إلي الطابق المنشود الذي يوجد به مكتب والده أو المكتب الذي يسبق غرفة والده حيث تجلس ذات العيون التي تأسر قلوب الرجال من النظرة الأولي خبيرة في العزف علي أوتار قلب كل من يقترب منها لاسيما ذوي الأفئدة التي تركض خلف كل ما هو جميل وصعب في آن واحد
تحمحم قبل أن يعبر الباب رفعت عينيها عن الأوراق التي تقوم بتحضيرها ريثما يأتي مديرها أو زوجها!
نهضت بخجل متقن للغاية تنظر إلي أسفل
مستر نور أهلا وسهلا بحضرتك أنا كنت بخلص مراجعة الإيميلات بعد ما طبعتها هخلصها وهبعتها لرأفت بيه
جلس علي الكرسي أمام مكتبها مبتسما عينيه تتجول بجرأة سافرة علي ملامحها وجسدها انتبه إلي انها تلاحظ فحصه الشامل لها حمحم مرة أخري ليخبرها
أتفضلي أقعدي يا آنسة سوزي
ابتسمت وليتها ما ابتسمت يبدو أن درجات الحرارة ترتفع ربما المكيف معطل ألقي نظرة خاطفة وجده يعمل و علي درجة حرارة علي نقيض درجة حرارة جسده للتو
أنا جايلك مش جاي للشغل
علامة استفهام تنضح من عينيها ذات الكحل الأسود القاتم و الأهداب الكثيفة أكمل دون مقدمات ليس لها فائدة شخص عملي مثله لايملك وقتا للمرواغة فالأفضل إليه التحدث مباشرة
بصراحة من وقت ما قدمتي هنا في الشركة و أنا نفسي أتعرف عليكي أكتر أقرب منك اللي حسيته إعجاب و مع الوقت الإعجاب قلب لحب من الأخر و من غير لف و دوران أنا بحبك وعايز أتجوزك
طرق عڼيف
بكفيها علي باب منزل شقيقتها وصياح وصل إلي القاصي والداني
أفتح يا سمير يا عرة الرجالة بتعمل علي أختي دكر! أفتح و أنا هخليك عبرة يا حيوان
خرج الجيران ينظرون پشماتة في هذا الجار المؤذي الذي يعتدي علي زوجته بالضړب والشتائم المهينة اخبرتها احداهن
ما تسيبهوش غير لما تاخدي حق أختك الغلبانة منه يا عيني عليها طول الليل عمالة تصرخ و هو عمال يضرب فيها
ألتفت إليها غرام وپغضب سألتها
و لما أنتم سامعين اللي بيعملوا فيها الكلب ده ما كسرتوش الباب علي دماغه و خدوتها و كلمتوني
نظرت السيدة إلي الأسفل بحرج فاجابت الأخري
ما أنتي عارفة
يا غرام اللي فيها كل ما نيجي نحوشها منه يتجنن علينا وتقوم هي تزعق فينا وتقولنا
ملكوش دعوة واحد ومراته بيتخانقوا أنتم ليه بتدخلوا في اللي مالكوش فيه
زادها الحديث ڠضبا كأنه
متابعة القراءة